الخميس، 21 أكتوبر 2010
القبيلة تشهر سلاح الفتوى على نساء النت
الأحد، 29 أغسطس 2010
فتوى هيئة كبار العلماء في عبد الله الحبشي
الفتوى رقم (19606)
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ورد إلى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء أسئلة واستفسارات حول (جماعة الأحباش) والشخص الذي تنتمي إليه المدعو / عبد الله الحبشي، القاطنة في لبنان، ولها جمعيات نشطة في بعض دول أوربا وأمريكا واستراليا، استعرضت اللجنة لذلك ما نشرته هذه الجماعة من كتب ومقالات، توضح فيها اعتقادها وأفكارها ودعوتها، وبعد الاطلاع والتأمل فإن اللجنة تبين لعموم المسلمين ما يلي:
الاثنين، 16 أغسطس 2010
الطاهر وطار علو في الحياة وفي الممات
وتركك في الدنيا دويا كأنما
تناول سمع المرء أنمله العشر
وطار فيما أتصور يمكن وصفه بالبسيط العظيم, ولعل لقب "عمي الطاهر" الذي كان ينادى به من محبيه يعبر تعبيرا صادقا عما قصدت بالبساطة العظيمة, إنه هذا الرجل الذي إذا رأيته دون أن تعرفه حكمت عليه فورا بأنه أحد الريفيين الذي استوطن المدينة حديثا, فبالرغم من مغادرته لقريته في سن السادسة عشرة إلا أنه لا يزال في مظهره وطريقة تصرفاته الصميمة وكأنه لم يبتعد عن تلك القرية يوما واحدا, وقد صدق من قال باكتساب الانسان لشخصيته بنسبة فيما أتذكر تفوق التسعين بالمئة في سنواته الست الأولى, غير أن الأبعاد الأخرى المكتسبة والثقافية والإبداعية تجعل من يعرفها ويدركها ويتذوقها يحس أنه أمام مبدع بلغ درجة العالمية, باعتبار هذه العالمية هي مستوى من الإبداع يرفع الأحوال الخاصة العادية بالغوص فيها والتعبير عنها تعبيرا غير مسبوق إلى مستوى العالمية, وهي منتهى الرقي في الميدان الذي يتناوله المبدع في وقته. وهذا هو السبب الذي جعل الكتابات وخاصة منها الروايات لدى وطار تترجم إلى لغات عالمية كثيرة, منها الإنكليزية والفرنسية والألمانية والروسية والإيطالية, أي لغات أكثر الأمم تقدما في عصر الناس هذا.
نعم إن البساطة من علامات العظماء, ووطار كان هكذا بسيط المظهر لا يشعرك إذا لم تكن على دراية به بالعظمة التي هو عليها, لأنه في الحقيقة جعل من تلك الشخصية التي يتراءى بها شخصية عالمية, ومن ثم فهو يعتز بها ويتمسك ولا يرضى بغيرها أبدا. فلا يتصور منه أن يقلد أو ينجرف وراء ما يفعله الناس أو يتظاهرون به في مختلف ممارساتهم الحياتية ومظاهرهم وأساليب سلوكهم المعصرنة أو المقلدة لسلوك أهل مراكز العالم المعاصر كما يفعل كل الناس تقريبا. فهو يتوق وقد فعل بالفعل إلى جعل شخصية الإنسان في قريته البسيطة "مداوروش" نموذجا عالميا يقتدى به في كل أنحاء المعمورة, أو على الأقل يكون حاضرا ومفهوما ومتذوقا في كل أنحاء العالم ومنها مراكز العضارة المعاصرة أي العواصم العالمية, وهو ما فعله وطار بالفعل, وكتاباته ورواياته المنتشرة في تلك العواصم خير دليل على هذا الإنجاز العالمي الرائع.
لكن من هو وطار؟ سنة 1954 عندما اندلعت الثورة الجزائرية العارمة كان عمر الطاهر وطار 18 سنة, مما يعني أن اللقاء القدري بينه وبين الثورة كان ممتازا, في سن مثالية هي سن الثوار عموما, ولأن الطاهر كان حساسا وموهوبا فقد أدرك بفطرته الصافية معنى الثورة وانخرط فيها بعمق, فكان أن شكلته كما شكلت عبقريات كثيرة في استعمال السلاح بمهارة عالية لا يملكها جنود فرنسا وضباطها المتخرجون من أكبر المدارس والكليات العسكرية, أما عبقرية الشاب الطاهر فقد كانت فكرية وأدبية ونضالية وسياسية, ومن هنا يمكن فهم انطلاقته السهمية ليبلغ مستوى عالميا فكرا وأدبا, ولو أتيحت له الفرصة لكان كذلك سياسيا أيضا. وهذا ما كان فقيدنا يدركه بعمق, ومن ثم كان موقفه الثوري والنضالي المعارض من الداخل, بالرغم من تبوئه منصب الإطار السامي في الحزب الحاكم ثم في الجهاز الإعلامي الرسمي كمدير عام للإذاعة الجزائرية بكل فروعها الكثيرة, وهذه إشكالية يصعب فهمها, فهو كمجاهد له أولوية الوصول إلى مناصب سامية, لكنه كمعارض يبقى محل شبهة واستهجان لاسيما وتهمة الشيوعية تلاحقه في كل مكان, وهذا ما يفسر إحالته على التقاعد من الحزب الحاكم في سن 47 عاما. لقد كان الراحل الكبير يدرك أن النظام القائم عدو له لأنه يكبت موهبته السياسية ويمنعه من الارتقاء إلى أعلى المراتب تنظيرا وتنفيذا من خلال الاحتكار الذي تمارسه جماعة معينة للفكر والسلطة, ومن هنا لا يمكن لمن هو في مستوى وعي وطار الثاقب إلا أن يكون معارضا لهذا النظام ولو من الداخل بحكم انتمائه التاريخي للثورة واحتلاله الحتمي لذلك لمكانة متواضعة في جهاز الحكم هي مكانة التقنوقراطي البسيط, أو الموظف السامي الذي لا يعبر بصدق عن مكانته الحقيقية التي هو مؤهل له بحكم الكفاءة والفكر والإبداع الذي يمارسه والذي بإمكانه أن يفعل مثله في مجال السياسة لو أتيحت له الفرصة.
ولعل أصعب جانب يمكن فهمه لدى الطاهر وطار هو انتماؤه الشيوعي الغامض, ذلك أنه فيما تذكر المصادر وأظن أنها على صواب قد كان منخرطا في حزب الطليعة الاشتراكية الشيوعي السري أثناء حكم الحزب الواحد جبهة التحرير الوطني الذي عمل فيه وطار كإطار سام لفترة مطولة جهرا. مفهوم أن يكون الحزب سريا والانخراط فيه كذلك لكونه ممنوع ويعاقب على الانتماء إليه عقوبة قاسية, لكن الحقيقة أن شيوعية وطار أيضا فيها حرج كبير له كونه من بئة محافظة ومسلمة إلى النخاع, ولأنه تلقى لذلك تربية تقليدية إسلامية ثم دراسة في نفس الاتجاه بدءا بحفظ القرآن الكريم في قريته ثم الدراسة في معهد عبد الحميد بن باديس بقسنطينة وهو معهد ديني والانتقال فيما بعد إلى جامع الزيتونة في تونس وهو أيضا معهد ديني تقليدي يدرس علوم الإسلام واللغة العربية على طريقة الأقدمين.

وطار وبن بلة حديثا
لا يمكن لهذه العجالة أن تعبر عن حقيقة شخصية عظيمة ثرية متشعبة الأبعاد مثل شخصية الراحل الكبير الطاهر وطار, لكن عذري هو أن الكاتب العبقري محل دراسات عليا وأطروحات جامعية لنيل الدكتوراه وغيرها من الشهادات العليا, فكيف بي أنا ألم ببحر محيط في مقال سريع ذي صبغة إعلامية من هذا القبيل؟؟؟
رحمك الله يا كبير الأدباء ويا مؤسس الرواية العربية الحديثة في الجزائر, فضلا عن ثوريتك وحملك لصفة المجاهد في الثورة التحريرية الأسطورية, التي صاغتك وجعلت منك أسطورة عالمية فكرا وأدبا, فوداعا أيها المبدع بصفتك جسما فانيا ككل الأجسام, ولكنك من ناحية الحضور المعنوي قد سجلت نفسك بأحرف من نور في سجل الخالدين, ولن تفارق الأحياء المشاهير المتألقين وكل الناس الباحثين عن الفكر والأدب إلى يوم يبعثون. وإنا لله وإنا إليه راجعون.
السبت، 19 يونيو 2010
هل أتزوجها؟

فبخصوص موضوع الزواج:فالأمورمازالت كما كانت؛أتحدت معها مرتين في الأسبوع و في كل مكالمت هاتفية أود أن أخبرها أننا سنأتي للتكلم فيها أي"خطبة"ولكن أتعدل عن قراري ولا أخفيكم أن حبي لها أظن أنه بدأ ينقص لأني لا ألاقيها(مند 20فبراير عندما ذهبنا عندهم للعزاء)فقط أنا من يتصل هاتفيا(وهي كما تقول لي في كلامها أن: اللذي ستحبه وتعطيه كل شيء سيكون "زوجها") وفي هذه الأيام بدأت أحتاج أكثر إلى من أتحدث لها وتشاركني كل شيء،حيث بدأت أنظر إلى بنات أخريات إذا لم يكتمل الزواج معها(فأنا لا أتكلم معهم ولم أخبرهم بشيء ولكن فقط في مفكرتي وهن يختلفن بكثير عن اللتي أنا معها فهي أحسن منهم في التعليم والتربية...)فأنا الآن حائر كثيراً لا أعلم ما أفعل:
هل أخبرها أننا سنقدم لخطبتها في أواخر يونيو فإن هي وافقت "فالحمد لله" فإن هي لم توافق أو بدأت تبدي تردداً فسأعتبره عدم الموافقة
فقد صبرت كثيراً فهل أصبر تانيةًً،فأنا خائف أن أكون قد وصلت للنهاية وأفسدت كل شيء بتسرعي"كما تقول لي هي :الزواج هو عمر فينبغي على الطرفان أخد كل الوقت للتعارف و عدم التسرع"وأيضاً يعجبني فيها كثيراً طريقة تفكيرها وكيف تحلل الأمور
فالمرجو مساعدتي ولكم جزيل الشكر مع تحياتي الخالصة لكم
****************************************************
معذرة أخي الكريم فلم أعد اتعامل مع هذا الحساب كثيرا ولا مع مدونة استشارات المعلم. وكما أخبرتك سابقا أننا فتحنا منتديات, يوجد بداخلها قسم أو منتدى للمشاكل وحلولها, وأشرت عليك ببعث رسائلك إلى تلك المنتديات مستقبلا
==========================================
وما دمت تريد الزواج منها فقد طالت المدة وأنت لم تتأكد بعد من قرارها, صارحها بالأمر واطلب منها قرارا في الموضوع, إن وافقت فلا بأس أن تطول مدة التعارف والخطوبة, وحبذا أن تتم الخطوبة ولا بأس أن تنتظرا مدة أي كانت ما دامت تفضل ذلك من أجل التعارف أكثر, لكن طبعا في إطار شرعي ما دامت الفاتحة قد تمت. فإذا كانت حجتها هي أنها لم تعرفك بعد المعرفة الكافية فإنه يمكنها ذلك أثناء الخطوبة والاتصال الشرعي الذي يصبح ممكنا بينكما, وبالتالي تستطيع التعرف عليك كما تريد. أما إن هي لم تتخذ قرارا في الموضوع وبقي الأمر معلقا كما كان هذه شهور طويلة فعليك أن تصارحها بالأمر وتدعوها بإلحاح لاتخاذ قرارها, أما كونك قد بدأت تبتعد عنها, وأن حبك لها قد بدأ يتراجع, وقد بدأت تنظر إلى فتيات أخريات باحثا عن البديل, لكنك رغم كل هذا تجدها أفضل منهن, فهذه أمور عادية تحدث نتيجة عدم حسم الأمر بينكما, فما عليك إلا أن تطلب منها قرارها, ولا تتسرع مع ذلك في أي شيء ما دمت تفضلها على غيرها, وترى فيها النموذج المثالي للمرأة التي تريد أن تتزوجها, وتكون رفيقة حياتك. وبصراحة أخي الكريم فإني لا أفهم كيف يستمر الوضع على هذا الحال مدة شهور طويلة دون أن تتمكن من حسمه, عليك أن تطلب منها قرارها بوضوح تام, وتخرج من هذا الوضع المتردد الغامض, فإما أن يتم الأمر على بركة الله, ولو بإطالة فترة الخطوبة ما دامت فيما يبدو تريد التعمق في التعرف عليك, وهي على حق في هذا, وإما أن تنصرف تماما من حياتك وتبحث لك عن غيرها, ولو أنك تفضلها, لكن ما كل ما يتمنى المرء يدركه, فمثل هذا الأمر يتطلب أيضا أن يتمناه الطرف الآخر. احسم أمرك لكن دائما بالتأني والتدبر ولا تتسرع حتى لا تندم - بعد فوات الأوان - على قرار قد تتخذه خطأ.
تحياتي لك أخي الكريم مع تمنياتي لك دائما بالتوفيق
الاثنين، 31 مايو 2010
الخميس، 13 مايو 2010
الراهن العربية في قلب الإعصار 3
الراهن العربي في قلب الإعصار 3

السبت، 8 مايو 2010
الراهن العربي في قلب الإعصار 2
النخب متعددة, ويمكن حصرها في السياسة والاقتصاد والثقافة والأمن, مما يجعلنا نتناولها وربما فروعها واحدة بعد الأخرى.
الجمعة، 7 مايو 2010
هل أتزوجها؟

تكلمت مع الفتاة عبر الهاتف يوم 13مارس2010 وقلت لها إن موظوعنا قد طال كثيراً،فقلت لها أريد جواباً نعم أم لا، لكي يبني كل واحد منا حياته أي ( أنا و أنتي وخطيبكي كما تقول" سابقاً")لكي لا تبقى الأمور معلقة فأنا لم أذكر خطيبها في حوارنا.فقالت لي كلامك كله صواب،فقالت سأجيبك في هذا الأسبوع.
مر أسبوع و كلمتها وكنت فرحاً و خائفاً في نفس الوقت فمدحتني كثيراً وقالت لي أنت أخي ونحن عائلة قبل كل شيء وسنبقى إنشاء الله دائماً هكذا،فقالت لي لن نتفاهم في بعض الأمور،فقلت لها ما هذه الأمورفقالت لي هناك شيئان:
*فقالت بخصوص عملي،فأنا أريد إكمال عملي حتى بعد زواجي"فهي تحب عملها في مجال البستنة أكثر من أي شيء فقد لاحظت هذا فيها مع العلم أن لها الإجازة في التجارة"وقالت لي أنها تتعامل مع الرجال و النساء،فقلت لها أنا أحب ما تفعلين و أتعامل أيضا مع الجنسين فقلت لها الثقة و الصراحة هي كل شيء فقالت لي كلامك كله صواب فقالت أنا أخاف الله والحمد لله لا أفعل أي شيء لا يرضي الله ويشوه سمعة عائلتي.
*ثانيا قالت لي أن عملها في البستنة يحثم عليها التنقل "ليس دائماً ولكن بمعدل مرتين في الأسبوع في فصل الربيع أي شهر مارس و أبريل فقط"أي تتنقل إلى مدن أخرى "حوالي 120كلم عن مدينتها اللتي تبعد عن مدينتي ب30كلم"فهي لا تقطن بهذه المدن (تذهب باكراً مع عائلتها للعمل هناك ويعودون في المساء إلى منزلهم إلى أبعد حد السادسة مساءً وفي بعض الأحيان تعمل في الصباح فقط)المهم مشروع حر كما قالت لي إذا دبر المرء وقته فلن تكون مشاكل،فقلت لها ليس مشكل بالنسبة لي, فأنا أيضاً أتنقل يومياً 70 كلم للعمل وأكون دائما في مدينتي عند السادسة،فقلت لها لدينا نهاية الأسبوع سنكون معاً وقلت لها في الأيام الأخرى يوجد الهاتف نتحدت في النهار ونتفق إذا كنت بالمدينة اللتي أعمل بها فهذا أحسن فإذا لم تكوني فأينما وجدتي راحتكي فأنا معكي سواءً في بيتي أو بيت عائلتك فقلت لها كما قلتي "إذا دبر المرء وقته فلن تكون هناك مشاكل"
فقلت لها هل من شيء آخرفقالت لي :لا, هذا كل شيء فقد قلته لك لكي لا تكون مشاكل فيما بعد وأكون أنا مرتاحة 1000في المئة
فقلت لها متى أتقدم للخطبة فقلت لها هل أتكلم مع والديك للتقدم للخطبة فقالت لي:إعلم يا "رشيد" أنك أصريت لكي آخد القراررغم أن الظروف لم تكن ملائمة(فقد توفيت خالتي اللتي هي كأختي وأيضاً كما قالت " فلتوي أنهيت خطبة!!!") ولم أشأ حينها بالإلحاح عليها لأنني أحسست أن مزاجها ليس على ما يرام.
الآن لا أعلم ما أفعل.
الأحد، 2 مايو 2010
الراهن العربي في قلب الإعصار1
الثلاثاء، 13 أبريل 2010
الإعاقة الجنسية عند المرأة العربية


كل شيء ممكن, غير أن هذا الأمر الخطير في ذاته, وفيما يسببه من إعاقات أخرى اجتماعية ونفسية كارثية, ينبغي لمعالجته أن نتناول طابو الجنس ومعه – ربما – طابو الدين والسياسة, إذ بدون معالجة متزامنة وثورية جذرية للطابوهات الثلاث, لا يتوقع للمعالجة نجاحا نظرا لتداخل الظواهر وترابطها وتشابكها والتحامها في ذات الوقت, بحيث يستحسن معالجة الأمر عن طريق ثورة اجتماعية جذرية, تطيح بالأسباب المؤدية للإعاقة وغيرها من أسباب التخلف والتقهقر الاجتماعي كله. ولأنه من غير الممكن تناول كل هذه الظواهر دفعة واحدة في هذا الحيز الضيق, فإننا نكتفي هنا بالتناول الخفيف والعابر لعلاقة التشريع الديني خاصة بهذه المسألة العويصة, وقد كتبت مرة عن باب الاجتهاد المغلق منذ عشرة قرون أو يزيد, وكان رأي بعض الإخوة مغايرا, وقد يكونون على حق جزئيا, كون بعض الاجتهادات الهامة موجودة بالفعل, وهي ذات أهمية كبيرة, عندما تتصدى بالفتوى وإصدار الأحكام على قضايا معاصرة, لم يسبق لها أن عولجت شرعيا, غير أن باب الاجتهاد الذي أقصده أكبر من كل هذا بكثير, إني أقصد التشريع الشامل والجذري كذلك التشريع الذي وضعه الأئمة الكبار, أصحاب المذاهب الكبرى التي لا زلنا تابعين لها منذ ذلك الزمان, فعلى مجتمع الإسلام اليوم, وعلى علماء الإسلام المعاصرين أن يضعوا مثل تلك التشريعات الشاملة الكافية لمعالجة مشاكل المجتمع المسلم المعاصر كل الكفاية, وفي هذا الإطار ينبغي معالجة مشكلة الجنس جذريا, لأن هذه المشكلة لم تكن مطروحة إطلاقا على أئمة المذاهب الكبرى في عصرهم الذهبي, بسبب بساطة الحياة آنذاك, حيث لم تكن هناك عنوسة ولا عزوبية, والحال أن تكاليف الحياة وقتها بسيطة فالكل بإمكانه أن يفتح بيتا ما دام هذا عبارة عن خيمة أو بناء بسيط في مقدور كل الناس إقامته بكل سهولة ويسر, كما أن العمل المنتشر آنذاك متوفر للجميع, والكل بإمكانه أن يشتغل وينأى بنفسه عن البطالة, مما يؤدي إلى الزواج بمجرد البلوغ لدى الجنسين وأحيانا بل ربما في غالب الأحيان يقع الزواج قبل البلوغ عند الفتاة خاصة, ومن هنا فإن الأئمة الكبار أصحاب المذاهب لم يضعوا حلا لمشكل غير مطروح, أما في يومنا هذا فالمسألة مطروحة بحدة, وينبغي بأي ثمن على المجتمع وعلمائه ذوي الصلة بالموضوع, وعلى رأسهم علماء الدين أن يجدوا الحل الجذري لمسألة الجنس.

الاثنين، 8 مارس 2010
الجمعة، 12 فبراير 2010


آلسلام عليكم، وشكرا كثيرا لكل المشاركين و الله يجازيكم بالخيرفقد تكلمت مع الفتاة بعد إنقطاع لمدة 23يوم فقد كنت أود أن أتكلم معها في الموضوع لحسم الأمور و أخبرتها لماذا لم تفكري بي و تتصلي بي على الأقل لتطمإني على أحوالي وقلت لها إذن أنا لست موجود بالنسبة لكي،فأخبرتني أن كانت لديهم ظروف أن خالتها توفت(رحمها الله)اللتي هي بمتابة أختها وكانو معها في المستشفى وإستقبال العزاء لهذا لم تفكر بأشياء أخرى، فأنا قد تعدبت كثيرا هذه المدة لعدم محادتتها والآن 12 يوم على وفاة خالتها،فهل أعاود الإتصال بهااليوم و أفتح معها الموضوع أم أتركها حتى تتصل بي هي(إن إتصلت؟؟!!!)أو أنتظربضعت أيام(7أيام تقريباً)حتى ترتاح قليلاً من العزاء؟ جزاكم الله عنا كل خير
أن تتصل بها أولا في هذه الفترة؟
********
الثلاثاء، 9 فبراير 2010


استشارة
وصلتنا رسالة مؤخرا من أخينا الشاب المغربي صاحب مشروع الزواج
الرسالة
آلسلام عليكم، وشكرا كثيرا لكل المشاركين و الله يجازيكم بالخير
إنقطعت بالإتصال بها 20يوما ولم تسأل عني حتى هي،والآن إتخدت قراراً فهل هو صائب أم لا؟:سأكلمها وأقول لها سأعطيك مهلة شهر واحد لكي تأخدي القرارلأنني سئمت الإنتظار "إما أن تقبلي بي وأتقدم للخطبة" أو " الرفض أي أن أخرج من حياتكي"
فربما تأخذ كل هذا الوقت في ابلاغ خطيبها السابق بفسخ الخطبة فربما هناك سبب لا أعرفه مثل ارتباطهما بمال أو اي شئ والله أعلم،أخاف أن تكون فعلت كل شيء من أجلي وفي الأخير أصدمها لعدم صبري!!!
جزاكم الله عنا كل خير
==================================================================================
الرد
قرارك صائب فامض على بركة الله
لقد انتظرت أكثر مما يجب, وقد عرضت عليها ما تتمناه كل فتاة جادة من أي شاب تقتنع بالارتباط به بالزواج, ولا أظنك قصرت في شيء بل كنت صبورا ومتسامحا إلى أبعد الحدود, أولا: هذه الفتاة من المؤكد أنها لا تحبك, فلو كانت بالعكس لما صبرت مدة 20 يوما كاملة دون أن تتصل بك, ولو من باب السؤال عن الأحوال, ومعرفة سبب الغياب. ثم إن مدة طويلة مرت منذ أن عرضت عليها الزواج, ولا زالت لم تجبك حتى الآن؟ لماذا؟ وما ذا تنتظر؟ إنه أمر غير مقبول ولا يفسره سوى عدم رغبتها في الارتباط بك, أو على الأقل عدم تحمسها, وهي محتفظة بك في قائمة الانتظار, ربما احتاجتك أو اضطرت إلى الارتباط بك إذا فشل مشروعها الأول, أو مشاريعها فالله أعلم بما لدى هذه الفتاة غير الجادة, فلو كان عندها مثل ما تقول معاملات مع خطيبها لكانت قد أطلعتك على الأمر, ليس بالتفصيل, ولكن بالذكر, بأن تقول لك إن لديها مثل هذه المعاملات المالية الهامة, ولا يمكنها أن تتصرف قبل إنهائها لخوفها - ربما - على تضرر مصالحها, أما وأنها لم تخبرك بشيء, ورغم ذلك فإنك تبحث لها عن الأعذار البعيدة الاحتمال لحبك لها ورغبتك في الزواج منها, فاعلم يا صاحبي أن مثل هذه المواقف غير الجادة لا يمكن أن تكون مبشرة بزواج سعيد ناجح, ولتكون مرتاح البال فلك أن تنفذ قرارك بالاتصال بها وإعطائها مهلة شهر لإجابتك عن طلبك, فهو قرار كريم, ولا يمكن الذهاب أبعد من ذلك, لأنك حينئذ تعرض نفسك لمواقف غير مناسبة, يعلم الله وحده بما تخبئه لك من مفاجئات غير سارة, لكون هذا التصرف من الفتاة حيال طلبك الكريم ينم عن نية سيئة وهو تصرف غير جاد وعبثي وغير لائق, ولا يمكن قبوله مهما كانت الأسباب. فاحسم أمرك وانه الموضوع بالطريقة التي اقترحتها, فأنت على حق, وليس هناك أي ظلم لها بل بالعكس فإنها هي الظالمة, فإما أن تتخذ قرارها في مدة الشهر الذي تقترحه عليها, وإما أن تحسم أمرك, ويفعل الله ما يشاء ويعوضك خيرا منها.
لك مني أخي الكريم كل أماني التوفيق والفلاح, والخير فيما اختاره الله. تحياتي الطيبة لك .................... عبدو المعلم
السبت، 6 فبراير 2010



المقاومة في خطر
شرعت إسرائيل في دق طبول الحرب على لبنان وغزة وسوريا أيضا, وتجاوب معها حلفاؤها العرب كما لم يحدث أبدا في الماضي حتى الآن, حيث أصبح التضامن مع إسرائيل معلنا, قولا وفعلا, وبطبيعة الحال فإن المسؤولية تقع على عاتق شعوب البلدان التي انخرطت حكوماتها في التعاون مع العدو الصهيوني جهارا نهارا من أجل القضاء على المقاومة في كل مكان من العالم العربي, وربما في العالم قاطبة, فلم يعد بالإمكان قبول عذر كون تلك الشعوب مغلوبة على أمرها ومسحوقة وممحوقة وغير ذلك من أوصاف الشفقة والتعاطف معها, ذلك أن مصيرها أصبح مهدًٌدا ومهدٌِدا للمصير العربي كله, ولم يعد هناك أي مجال للصبر والانتظار, فعليها أن تقوم بما هو ضروري لإيقاف حكوماتها أو الدخول في صراع وجودي معها, لأنها أصبحت اخطر من الصهيونية والاستعمار, ولا سبيل إلى التعايش معها, فعلى الأقل ينبغي للشعوب المعنية بهذا الوضع أن تشرع في تنظيم نفسها, وتأطير جماهيرها في تنظيمات سياسية ومدنية وطنية مخلصة وملتزمة, ليسهل عليها القيام بمواجهة سلطاتها المتورطة في خدمة الصهيونية والاستعمار من أجل حماية كراسيها واستمرارها في السلطة, مقابل التنازل تماما عن مصالح شعوبها وعن المصير العربي كله, بل الالتزام بخدمة مصالح الصهيونية والاستعمار بشكل سافر.
لماذا تحارب هذه الحكومات المقاومة العربية أينما كانت إلى جانب الصهيونية والاستعمار؟ الجواب واضح وهو أن هذه الحكومات غير منتخبة ولا تستمد سلطتها واستمرارها في الحكم من شعوبها, بل وصلت إلى السلطة بطريقة أو بأخرى غير شرعية, وراحت تبحث عن شريك لها يحمي استمرارها في السلطة المغتصبة واللاشرعية, والتي لا تثق في شعوبها بسبب الطريقة اللاشرعية لوصولها إلى الحكم ونيتها في الاحتفاظ به, فوجدت صديقا يشاركها نفس المصالح المتمثلة في الوجود والاستمرار, وهو الصهيونية والاستعمار, فكلاهما مغتصب ولا يمكن أن تكون هناك ثقة بينه وبين الشعوب العربية التي يتناقض معها وجودا ومصلحة, ومن ذلك كان التحالف المصيري بين تلك الحكومات والصهيونية والاستعمار, وهذا هو سبب تحالف هذا الثلاثي الشرير ضد المقاومة, كون المقاومة هي الجناح العسكري للشعوب, تدافع به عن مصالحها ووجودها ذاته, مما يجعلها نقيضا موضوعيا حادا لهذا الثلاثي البغيض, وفي هذا السياق وبهذا المعيار يمكن اختبار ما يصدر من أقوال وأفعال عن مختلف الجهات في البلدان العربية, فالذي يصرح في لبنان قائلا بأن الطرف المسلح يفرض نفسه على الآخرين, وأن فرص الحرب قائمة ما دامت المقاومة قد حلت محل الدولة, بل السلطة, لأن العرب لا زالوا يعيشون في مرحلة ما قبل الدولة, الذي يتفوه بمثل هذا الكلام ضد المقاومة, وبالتالي ضد مصلحة شعبه, هو بالتأكيد من المتحالفين مع الصهيونية والاستعمار, وبالتالي فهو يفضل احتلال إسرائيل للبنان على وجود مقاومة تحمي البلد من النوايا التوسعية الصهيونية, المقاومة التي حررت جنوب لبنان من الاحتلال البغيض, ومنعت الغزو الصهيوني من احتلال منابع المياه وأخصب الأراضي لضمها إلى الكيان الغاصب نهائيا, فمن يمنعها من ذلك؟ ولماذا لا تستولي عليها ما دام الأمر ممكنا وبتأييد من بعض اللبنانيين أنفسهم؟ المقاومة التي لا زالت واقفة كشوكة في حلق العصابة الصهيونية التي تريد إخضاع لبنان نهائيا وفرض الاستسلام عليه واغتصاب جزء منه, وقد كان المشروع الصهيوني الأمريكي للشرق الأوسط الكبير في عهد سيء الذكر بوش الصغير, هو تفتيت الكيانات السياسية في المنطقة, وتقسيم البلدان إلى كانطونات صغيرة لا حول لها ولا قوة, بينما يتم تضخيم إسرائيل ومساعدتها على الانتشار والاستيطان واغتصاب أراضي جديدة, لتصبح في النهاية هي الدولة الوحيدة الكبرى في المنطقة, ومن ثم تسيطر نهائيا عليها وتبسط هيمنتها بلا منازع, وتكون بذلك هي الحاكم المطلق للمنطقة لصالحها ولصالح الولايات المتحدة الأمريكية والغرب الاستعماري كله. هذا المشروع أفشلته المقاومة والحكومات التي تدعمها والمتمسكة بالممانعة, وقد كان لسوريا في هذا السياق شرف الوقوف الأسطوري في وجه المشروع الاستعماري الصهيوني الجديد, وقد كانت هي ذاتها مرشحة للاحتلال الأمريكي الذي وقع التصريح به أمام الملأ, لولا المقاومة العراقية الباسلة التي حجمت المشروع ومرغت أنف أمريكا في الوحل وجعلتها تعض بنان الندم على اليوم المشئوم الذي قررت فيه غزو بلاد الرافدين واحتلالها خدمة للصهيونية, وطمعا في الاستيلاء على منابع أكبر احتياطي للنفط في المنطقة. ثم استمرت المحاولات الاستعمارية الصهيونية بطرق شتى, وبرز إلى الوجود مشروع الشرق الأوسط الجديد, وأوكل للعصابة الصهيونية أمر تنفيذ جانب منه بتأييد معلن من الحكومات العربية الحليفة للصهيونية والاستعمار, يتمثل في القضاء على المقاومة في لبنان, فكانت حرب تموز 2006, التي خرجت منها إسرائيل مهزومة مطأطأة الرأس, تجر أذيال الخيبة والفشل فاقدة هيبتها أمام شعوب المنطقة وخاسرة لخرافة الجيش الذي لا يقهر, فإذا به يهزم شر هزيمة من قبل حزب صغير لفئة وطنية مؤمنة من أصغر بلد عربي, ومنذ ذلك الوقت اشتدت الحرب بكل الوسائل على المقاومة في كل مكان بهدف القضاء عليها نهائيا, بعد أن تبين خطرها الجسيم على الصهيونية والاستعمار والحكومات العربية المتحالفة معهما, ووقعت حرب الإبادة على غزة, بنية القضاء على حماس المقاومة فيها, وبالرغم من الاستعمال المفرط للقوة الغاشمة واستعمال كل الوسائل والأسلحة الفتاكة المدرة المحرمة دوليا, فإن الصهاينة المؤيدين من قبل أمريكا والغرب وبعض حكومات العرب, خرجت مهزومة من حرب الإبادة القذرة, وبقيت المقاومة بالرغم من تشديد الحصار على غزة وحرمانها من كل شيء بما في ذلك الغذاء والدواء. فزاد غيظ الصهيونية وحلفاؤها, وجاء الصقور إلى حكم دولة الصهاينة, وها هم يدقون طبول الحرب مهددين المقاومة في غزة ولبنان بتأييد من أمريكا والغرب وحلفائهم العرب. غير أن المقاومة التي فشلوا في خنقها عسكريا, هم الآن بصدد إضعافها بالحصار وغيره من الإجراءات اللاإنسانية بل الإجرامية تمهيدا لإعادة الكرة عليها عسكريا أملا في القضاء النهائي عليها. إنهم في لبنان وفي غيره يرفضون سلاح المقاومة, سعيا لتجريدها منه والقضاء عليها نهائيا بذلك, هم قلقون من وجود هذا السلاح كل القلق, لأنه يمنعهم من التحالف مع إسرائيل في احتلالها لبلدهم أو أجزاء مهمة منها, وإنا لنحتار فعلا عند الحديث عن سلاح المقاومة من أطراف لبنانية مشبوهة, كون هذا السلاح يمثل دولة داخل الدولة, وكونه آت من إيران, وكون حامليه شيعة, وهي نفس الشعارات التي ترفعها الحكومات الصديقة للصهيونية والاستعمار في المنطقة, وقد راحوا يؤججون نار الطائفية من أجل سحب تأييد شعوبهم للمقاومة اللبنانية الباسلة. لكنهم لا يتحدثون إطلاقا عن كون هذه المقاومة الشريفة حررت لبنان من الاحتلال الصهيوني ومنعته من دخول أراضيه غازيا كما كان يفعل ذلك في الماضي متى بدا له أن يفعل دون أي عواقب أو مقاومة في طريقه حتى بيروت وما بعدها, إن هذه المقاومة العظيمة نشأت وترعرعت كرد فعل شعبي على الاحتلال, ولذلك هي شيعية لأن سكان المناطق المحتلة في جنوب لبنان هم شيعة احتلت إسرائيل معظم أراضيهم فنظموا أنفسهم في مقاومة وأخرجوا الاحتلال من ديارهم, وفي ذلك الوقت لم يتحدث أي واحد عنهم داخل لبنان أو خارجه على أنهم شيعة, فلماذا أشهرت بطاقة الشيعة بعد هزيمة الصهيونية وحلفائها الغربيين والعرب في حرب تموز المذلة لهم؟ لقد فعلوا ذلك بسبب فشلهم الذريع في الحرب فراحوا يبحثون عن سلاح آخر فعثروا على وسيلة قذرة هي إثارة الفتنة الطائفية من أجل محاصرة المقاومة في لبنان وفي غيرها بوسائل شعبية طائفية محلية, إنهم يريدون إشعال نار الفتنة البغيضة لحماية كراسيهم ومصالحهم المتحالفة مع المصالح الصهيونية الأمريكية الغربية. أما عن كون سلاح حزب الله أو حماس السنية إيراني؟ فلم لا؟ وهل كان للمقاومة في كل مكان أن تلجأ لإيران لولا أن حكومات البلدان العربية الكبيرة راحت تنضم إلى من يحاربها, فكيف تسلحها أو تعينها على مهمتها التحريرية النبيلة؟ وإني لأتذكر متألما أن إيران عرضت على حكومة لبنان السابقة تزويدها بأسلحة الدفاع الجوي لمنع عربدة الطيران الإسرائيلي اليومية فوق لبنان كله بما في ذلك عاصمته بيروت, حيث يحلو له فرقعة اختراق جدار الصوت فوق رؤوسهم, وغيرها من المناطق اللبنانية كلها, لكن الحكومة اللبنانية في ذلك الوقت رفضت العرض الكريم وفضلت عليه العيش بشعبها تحت التهديد والإهانة الإسرائيلية اليومية, مما يعنيه من التخويف والاحتقار والاستهتار بالسيادة اللبنانية.
إن الحرب الطائفية التي أعلنت بعد الانتصارات العزيزة للمقاومة اللبنانية المجيدة إضافة إلى انتقال بعض الحكومات العربية إلى المشاركة العلنية في الحرب على المقاومة, تشكل تصعيدا خطيرا في الحرب عليها, وعلى الشعوب العربية أن تدرك بوضوح تام هذا الخطر الذي يمثله الدور العربي في محاربة المقاومة الأمل الوحيد الباقي في حفظ الوجود العربي وعرقلة المشاريع والمخططات العدوانية الصهيونية الاستعمارية, فعلى الشعوب المعنية أن تتحمل مسؤولياتها كاملة, وتتصدى لكل من تسول له نفسه من الحكام حرمانها من خدمات جناحها العسكري البطل الحامي الوحيد لوجودها واستمرارها وكرامتها, إن الأحداث تتسارع بشكل رهيب, وها هي الاغتيالات تطال كوادر المقاومة العليا والنوعية, فقد تم اغتيال قائد النصر العزيز على إسرائيل في حرب تموز, أو بالأحرى مهندس تلك المقاومة البطولية للعدوان الصهيوني وهزيمته شر هزيمة الشهير القائد البطل الأسطوري "عماد مغنية" في دمشق بعد مدة ليست بالطويلة من النصر الحاسم على جيش العصابة الصهيونية, وبالطبع فإن المقاومة اللبنانية أدركت بالغريزة أن الفاعل هو المخابرات الصهيونية, لكن الأمر لم يكن بالوضوح الكافي كما هو هذه الأيام في جريمة اغتيال القائد العسكري في كتائب القسام "محمود المبحوح" في دبي, حيث ذكرت التقارير الصحفية وغيرها بوضوح تام أن الفاعل هو الموساد وقد سهلت له المهمة الإجرامية مخابرات بعض البلدان الحليفة للصهيونية والاستعمار في المنطقة, وقد قيل قديما إن العرب تخصي فحولها, الأمر الذي لم يعد يحتمل أي انتظار من شعوب العرب وخاصة منها تلك التي تقع تحت سلطة مثل هذه الحكومات الضالة. لكن ليكن واضحا على ضوء التجارب المؤلمة التي مررنا بها في العقدين الماضيين وما جاورهما أن المعارضة المطلوبة والواجبة لا يمكن أن تكون إلا سلمية, فالنزاع المسلح غير مقبول لما فيه من مآسي رهيبة يتعرض لها المواطنون الأبرياء, في أي بلد يقع فيه هذا النوع من الصراع أو الحرب الأهلية, إن الصراع المسلح لا يجوز إلا في حالة وجود احتلال أجنبي كما هو الأمر في العراق وأفغانستان وفلسطين ولبنان إلخ... قد نتساءل عن نجاعة المعارضة والمقاومة السلمية, نعم إنها ممكنة وأكثر فعالية وأعمق من النزاع المسلح, وذلك بتأطير وقيادة الجماهير وتنظيمها بإحكام في أحزاب سياسية ومنظمات جماهيرية ومجتمع مدني حقيقية ومخلصة وممثلة لإرادة الشعب ومصالحه, فذلك هو السبيل الأمثل لإصلاح ما يمكن إصلاحه من نظم الحكم العربية القائمة أو استبدالها ولو بعد حين بغيرها, مما يضمن مصالح الشعوب ويمثلها أحسن تمثيل, ويقيم لها علاقات مع بلدان العالم ودوله على أساس الاحترام المتبادل وتبادل المصالح بعدل وإنصاف, لقد كان بالإمكان أن يكون هذا هو دور النخب وخاصة منها النخبة المثقفة, دور قيادة المعارضة الشعبية لتحرير الإرادة الوطنية من الهيمنة الصهيونية والغربية, لكن هذه النخب وواأسفاه خانت شعوبها, ووقعت في مستنقع الاسترزاق, فقيل عنها إنها جماعة من المرتزقة والمأجورين لدى النظم القائمة تمدحها وتنشر الضباب حول ممارساتها وتحالفها مع الصهيونية والاستعمار ضد شعوبها وأمتها, ولهذا وجب على الشعوب أن تعثر على قيادات ممكنة بين صفوفها, وقد يكون منها مثقفون نزهاء شرفاء لم ينضموا سابقا إلى فريق المرتزقة والمأجورين, وعلى بركة الله لتنطلق هذه الحركة المأمولة لإنقاذ المصير العربي من مؤامرات الصهيونية والاستعمار وحلفاؤهما من النظم العربية في المنطقة, وعلى الله قصد السبيل.
السبت، 30 يناير 2010
عن كرة القدم

عن كرة القدم والرياضة العربية
لم أكن أنوي إطلاقا العودة إلى هذا الموضوع لولا اطلاعي على ما يكتب من بعض الجيران سامحهم الله, ولا أدري إن كان هناك أمل في الشفاء من هذا الداء المسمى كرة قدم, ولو كان الأمر في حقيقته سياسة تسير بالركل, وقد سبق لي أن فصلت الأمر في مقال خصصته للموضوع. أكرر أنني لست من المهتمين بكرة القدم, وهي في صورتها العربية الراهنة ليست من الرياضة في شيء, ولا أريد أن أطيل عليكم فالمسألة معروفة ولا جديد فيها والعالم كله صار يحفظ عن ظهر قلب مهازلنا الكروية ويضحك ملء فيه سخرية وشفقة, الصديق والعدو معا, أردت فقط أن أذكر بعض الحقائق, ربما كان لها بعض الفائدة لدى الذين حباهم الله سبحانه بعقول يفكرون بها
أولا: إن مباراة الأمس بين الفريقين الجزائري والمصري لا يمكن أن تصنف في هذه الخانة, فهي ليست بالمباراة إطلاقا, ولكم أن تحضروا فريق البرازيل ذاته وتقيمون مقابلة له مع فريق من الأطفال بعد أن تطردوا من الميدان ثلث لا عبيه بل أحسن لاعبيه ومنهم الدفاع وحارس المرمى, بحيث يصبح المرور إلى التسجيل بدون أي عائق, ولكم أن تستنتجوا الباقي !!! لماذا طرد أهم عناصر الفريق الجزائري من الميدان ؟؟؟ العالم كله قريتنا الصغيرة, صار يعرف الجواب عن هذا السؤال, كما عرف ذات يوم قريب سبب إراقة دماء أعضاء من الفريق الجزائري. لقد كان من المفروض أن يسجل الفريق المصري في هذه الحالة أكثر من 40 هدفا, وليس مجرد 04 أهداف, والتي يعتبرها هؤلاء الذين يكتبون أي شيء نصرا مؤزرا, وفيهم من أتى بصور لاندهاش أنصار جزائريين وحزنهم العميق وانزعاجهم, أغلبهم من النساء, من باب التشفي, مع رفع شعارات الأشقاء, والأمة العربية الواحدة وغيرها من الكلام الحلو, أو الذي كان يوما ما كذلك. ويا ليت الأمر كان حقيقيا وجديرا بالرد على وقائع كروية سابقة. وهناك من كتب مقالات كثيرة لكي يشفي غليله, ولا أظنه وصل إلى الارتواء. إلى أين يا قوم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ أليست هناك نقاط توقف وانتهاء عن هذا المسار العجيب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ نسأل الله الهداية واللطف بهذه الأمة المسكينة
ثانيا: لقد أثبت تحكيم الأمس, أن الأفارقة عاجزون عن تنظيم كأس قاري لهم, دون أن يستعينوا - على الأقل - بحكام من العالم المتقدم الذي يعرف اللعبة ويقدر الرياضة, ويقوم بالتحكيم في ذلك الإطار, ولا يمكن استمالته مهما عظم الإغراء, ذلك لأنه متقدم ويقدر اللعبة حق قدرها على أساس أنها من الرياضة والمعيار فيها معروف ومحترم. وعليه فعلى إفريقيا أن تسند التحكيم لغيرها أو تتوقف نهائيا عن تنظيم هذا اللقاء القاري وتريح وتستريح
ثالثا: لا الجزائر ولا مصر ولأ أي بلد عربي أو إفريقي آخر بقادر على تكوين فريق كرة قدم من مستوى عالمي, وذلك هو السر في اللجوء إلى عناصر تكونت في أوروبا خاصة, وهي تمارس رياضتها في أندية كبيرة هناك, ولذلك نلجأ إليها عندما نحتاج إلى خدمات فريق وطني, في لقاءات عالمية أو قارية أو حتى ودية مع بلدان أخرى, أي كانت
رابعا: الفريق الوطني الجزائري الحالي يضم أعضاء معظمهم من هذا النوع المتكون بالخارج, في أوروبا بالذات, ويلعب في نوادي وفرق معروفة. وهذا هو السبب في إراقة دماء بعض أعضائه في لقاء القاهرة, وهو السبب أيضا في التحكيم الرفيع المستوى !!! الذي خصص لمقابلة أمس في بنغيلا بأنغولا بين الفريقين الجزائري والمصري
خامسا: إن كان هذا السلوك كرويا فهو بالتأكيد ليس رياضيا, مما يعني أننا وبدرجات متفاوتة لا نمت إلى الرياضة بصلة, وإنما نمارس أمرا ابحثوا له عن أي إسم مناسب, لكن يستحيل نسبه إلى ما يسمى رياضة, والتي تعني أساسا تربية الأجسام وتنشئتها ورعايتها وترقيتها باستمرار, حتى تصل كمالها البشري الممكن, كما حدث ذلك في التاريخ لدى الأمم التي سادت في عصورها, وكما هو الآن عند الأمم الرائدة ذات الزعامة العالمية في جميع مناحي الحياة.
سادسا: تخلفنا العام والكارثي, جعل السياسة الفاشلة في بلداننا تلجأ إلى الكرة لتحولها إلى مستثمرة سياسية مفضلة تقضي بها مآربها, ومنها إلهاء الناس عن مشاكلهم ومصائبهم ومطالبهم, لترتاح منهم ولو لبعض الوقت
سابعا:هذه الوضعية نشأت بين البلدين منذ مدة تجاوزت العقدين من الزمن, وهي في تصاعد مستمر, كلما جمعتهما منافسة كروية, وهي غالبا في إطار تصفيات المونديال أو كأس إفريقيا, ولا ينتظر توقف هذا التصعيد الجنوني ما دامت الحكومتان لا تفعلان أي شيء من أجل ذلك, لأن السلطتين هما المستفيدتين الوحيدتين من هذه الصدامات المأساوية, والتي بلغت هذه المرة درجة كبيرة من الخطورة
ثامنا: إذا استمر هذا التصعيد المؤسف, أتوقع له نتيجتان في الميدان الكروي بالتحديد:
أ- تفجير المنافسة الإفريقية واختفاؤها من الوجود نهائيا
ب - طرد الفريقين من المنافسات الخاصة بتصفيات كأس العالم, لأن هذه فيها الكبار, وهم لا يسمحون بإلغاء المنافسات العالمية, فيكون الحل هو طرد الفريقين معا كحل وحيد ممكن لهذه المشكلة المزمنة, وغير الرياضية بالمرة
تاسعا: يمكن تفهم تبادل التهنئة بين الإخوة المصريين وغيرهم بمن فيهم الجزائريين الذين أكاد أقول من واجبهم تهنئة إخوانهم المصريين على فوز فريقهم, سيما لو كانت المباراة رياضية عادية لا تشوبها أية شائبة. لكن غير المفهوم هو استفزاز أي طرف للآخر وجعله هدفا للسخرية والتشفي والانتقام وغير ذلك من الممارسات المثيرة, والمؤدية إلى ردود الأفعال وتنمية روح الكراهية والبغضاء والحقد, وما يتبع ذلك من نتائج كارثية في كل الميادين
عاشرا: أملي أن ينتبه كل من له استعداد لتفهم المصلحة العليا للأمة إلى هذه الألاعيب التي تدبر للنيل من وجودنا ذاته كأمة, وبالطبع فإذا انتهى هذا الوجود فإن القضاء علينا كأقطار واحدا بعد الآخر أمر في منتهى السهولة, وهو ما نشاهده الآن بالفعل, أفلا تعقلون؟؟؟ ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
مقابلة أنغولا بين الفريقين
الثلاثاء، 19 يناير 2010
عن اغتيال بقايا التضامن العربي

عن اغتيال بقايا التضامن العربي
و
المباراة المفترى عليها
أعددت هذا المقال عقب تلك الأحداث المشئومة, لكني ترددت كثيرا في نشره بعد ملاحظة حساسية غريبة لدى البعض عند ذكر حقائق واقعية فجائعية, غير أن تسلسل الأحداث المدعمة لظاهرة خدمة أجندة أجنبية بما لا يترك مجالا للشك, لم يعد هناك – منذ الان فصاعدا – أي مبرر للتردد في تسمية الأشياء بأسمائها, من هذه السلسلة الجديدة, التي كانت أول حلقة فيها المباراة التعيسة
بقية المقال على الرابط
http://publienstext.blogspot.com
الأحد، 10 يناير 2010
سميح القاسم

سميح القاسم في فاجعة المثقف العربي
نشرت الشروق اليومي الجزائرية في عددها: 2813 أمس الأربعاء 06/10/2010م - الموافق لـ 10 محرم 1431هـ ص15- حديثا أجراه مبعوثها إلى القاهرة بمناسبة المباراة الكروية سيئة الذكر, بين فريقي البلدين, الجزائر ومصر, مع الشاعر العربي الكبير, الفلسطيني "سميح القاسم", الذي كان ينطق تأوهات من الواقع العربي المظلم, ومن المثقف العربي الغائب في هذا الزمن القومي النحس, لا ليس الغائب بل المنبطح المتهافت على فتات موائد السلطان في أحسن الأحوال, في الوقت الذي كان ينتظر منه أن يحمل مشعل التنوير ويكون الدليل الهادي لشعوب أمته البائسة الواقعة بين كماشتي التخلف وتحالف الساسة مع العدو الصهيو – أمريكي الغربي, لفضح ما يجري وتعرية هذا التحالف الظالم الآثم, حتى تستطيع الشعوب الوقوف على قدميها, وتعرف طريقها نحو المقاومة بعد أن تكون قد أدركت المكيدة المحبوكة من حولها بفضل الأنوار التي يسلطها المثقف العربي على الواقع المزري, الذي فضل أن يزينه ويلبسه حلة قشيبة تعمية للجماهير وتمكينا للحلف الغادر من غرس أظافره الحادة في فريسته حتى العظم,لكي يحصل المثقف الضال على دريهمات معدودات لا تمكنه حتى من الرفاهية التي ينشدها على حساب شعوبه وضميره, فلا هو في السلطة ولا هو في طلائع المقاومة, بل قنع بتقزيم نفسه إلى مجرد مادح يقف على باب السلطان إن هو استطاع بلوغ هذا المقام السافل الذي يتوسل إليه حتى بالدوس على أقدس المقدسات, وما دام فد ارتضى لنفسه هذا الموقف المنحط, فقد كان عليه من هذا المنطلق المخزي ألا يقبل بأقل من الشريك الكامل الحقوق في السلطة وريوعها, ومن أجل هذا الموقف المدان استحق المثقفون العرب المزعومون من القاسم الوصف الواجب الذي عنونت به جريدة الشروق حوارها معه, وجعلته العنوان الرئيس في صفحتها الأولى, وبالبنط العريض:
المثقفون العرب مجرد قطيع من المرتزقة
والمأجورين
نكتفي بنشر الفقرة المخصصة لهذا الواقع الأليم من حوار الشاعر الكبير مع الشروق, وقد أرفقته بقصيدة لذات الشاعر, عنوانها "القصيدة الجزائرية" مضمونها لا يبتعد كثيرا عن صلب هذا الموضوع الراثي لحال أمتنا المتردي في هذه الأيام الكالحة, ثم لأن أي واحد يحاول أن يقترب من المهمة الجديرة بالمثقف العربي يجد في طريقه هؤلاء الذين وصفهم القاسم فأجاد الوصف يقفون له بالمرصاد, ويتصدون له بشراسة لا تدانيها شراسة الكواسر من المفترسات, دفاعا عن الموقع المهين الذي استطاعوا بلوغه كمداحين على باب السلطان وماسحين له أحديته بل ومقبلين نعاله, إذا حصل لهم شرف الوصول إليها, وهم في أعلى درجات السعادة, والمقابل دراهم معدودة لا ترفع من شأنهم المادي كثيرا, ولا تميزهم كل التمييز عن واقع البؤس الذي تتمرغ فيه شعوبهم المسحوقة التعيسة, بل إن منهم من يدافع باستماتة مثيرة
للشفقة عن التوترات المصطنعة حد العداوة بين شعوب بأكملها من شعوبنا المضطهدة, ومنهم من يتجرأ على الإفتاء من أعلى منبر ديني يفترض فيه العفة والقداسة مبررا منكرات للساسة بل خيانات واضحة لا تغتفر, حتى يصفد الجماهير المسحوقة فلا تفكر في المقاومة مجرد التفكير, ما دامت الفتوى قد صدرت من مصدر لا يرقى إليه الشك في نظر الشعب الناعس, الذي يغط في نومه العميق مخدرا بمشاكله الرهيبة, وممارسات المثقف العربي المكرسة للتخدير والمعمقة له عن طريق أبواق السلطان ومنابره المتنوعة بما فيها المنابر التي لا يتطرق إليها الشك عادة, والتي بالغت وتمادت إلى درجة أصبحت مهددة بضياع الثقة بجدية مكانتها التقليدية المكتسبة لدى الشعوب العربية والإسلامية, فتكون بذلك آخر قلعة تسقط سقوطا مدويا।
فقرتان من الحوار
الشروق: قبل أن نبدأ هذا الحوار قلت لي كلاما جريئا جدا ... قلت بأنك ضد فلسطين
سميح القاسم: من حيث المبدأ أنا عروبي وحدوي وهذه ليست شتيمة ولا كلمة بذيئة, البذيء هو الموقف العربي. أنا مع الوطن العربي الواحد والدولة العربية الواحدة قد يبدو هذا الكلام رومانسيا وطوباويا لكنني أقول بأنه ليس على هذه الأرض كلام أكثر واقعية من خيال الشعراء, ثم إنه لا يوجد أي مبرر أخلاقي أو سياسي أو تاريخي أو اقتصادي "لاستمرار واقع سايكس بيكو", واقع التجزئة الحقير, كما أنه لا يوجد مبرر لاستمرارنا في خيانتنا... نحن نخون أنفسنا ... نحن نرتكب خيانة قومية حين نكرس سايكس بيكو, حين نكرس التجزئة والإقليمية, نحن بذلك نتحول إلى أمة من الخونة। أنا أرفض هذه الخيانة, أنا لا أعترف بشيء اسمه الدول العربية التي أعتبرها منذ عقود "حضائر سايكس بيكو"
, لكن وما دام شعار الدولة الفلسطينية يعني إنهاء الاحتلال فلا بأس أن أقبل بهذا, لكن مرحليا فقط, كما أن هذا لا يلغي رؤياي الإستراتيجية, والتي تترجم إرادتي في الدولة العربية الواحدة للشعب العربي الواحد, مع أشقائنا الذين يعيشون في هذا الوطن من بربر وأكراد وأرمن, كل هؤلاء أشقاؤنا وشركاؤنا ... أريده وطنا ديمقراطيا علمانيا, يحترم الدين الذي هو أحد أساسات تشكيلنا كأمة, كما أنني أرى بأن البحث عن المزيد من الدول العربية هو في حد ذاته كارثة, هم يريدون دولة على كل بئر نفط, يريدون دولة على كل منجم حديد... يجب أن نخجل من تشرذمنا,من حقارتنا, من وضاعتنا, من انحطاطنا, من كفرنا, من خيانتنا ... لا نستطيع إلا أن نخجل إذا كانت فينا بقية من كرامة قومية وشخصية.
الشروق: ألا تخشى من أن يصنف هذا الكلام والموقف الجريء في خانة "الصرخة في واد", خاصة وأن غالبية المثقفين العرب ينتجون أفكارا غير هذه؟
سميح القاسم: أنت تستفز رغبة السخرية لدي حين تتحدث عن المثقفين العرب, أنا أرى قطيعا من المرتزقة, قطيعا من المأجورين, من الشعراء الوهميين والأدباء الافتراضيين, والمفكرين المرتهنين ... أشباه مثقفين, لا أرى بينهم ابن رشد واحدا, ولا ابن خلدون واحدا, أعطني مثقفا عربيا حقيقيا واحدا بكرامة الثقافة وبكرامة الإسلام والحرية وسأكون سعيدا جدا.
هاتان فقرتان من حوار مطول أجرته الشروق مع الشاعر العربي الكبير, الفلسطيني سميح القاسم, والذي يتمحور أساسا حول الثقافة والسياسة العربيتين, ويصفهما بما يجب أن يوصفا به, أو بالحد الأدنى الواضح الصريح من ذلك الوصف المستحق, فعلى مثل هذه الحقائق يجب أن ننام ونحلم ونفيق, ولا تفارقنا لحظة في يقظتنا ومنامنا, فذلك هو أقل ما تستحق من اهتمام, لأنها متعلقة باحترام ماضينا التليد والوعي بحاضرنا القعيد والتطلع إلى مستقبلنا المجيد, من غير هذه الحالة التي يجب أن تكرس في الوعي العربي وفي ضمير كل فرد من أمتنا وعقله ووجدانه, نبقى مكبلين بحبال الخطر مسلمين إلى عدونا ليتفنن فينا ذبحا وسلخا كما يحلو له, والعالم الحر العنصري الاستعماري يتفرج ضاحكا هانئا مطمئنا على مستقبل هيمنته على بلداننا واستنزاف خيراتها لفائدة شعوبه التي يعميها الرفاه عن رؤية بؤسنا وعذابنا ومعاناتنا المرة كل مطلع شمس ومسائها, وفي كل لحظات زمننا المتردي المهين البائس. لا فض فوك يا سميح لقد عبرت عن الهم ففضحته وعريته ووضعت أصبعك على الجرح فارتعشت أوصال الأمة كلها وجعا وألما, فهل لمثقفينا آذان يسمعون بها وأعين يبصرون بها وعقول يدركون بها ليلتحقوا بركبك النوراني يا سميح؟ يحملون قناديل التوعية والتعرية للتحالف المرير, تحالف السلطان مع الصهيونية والاستعمار لصنع بؤسنا وإبقاء انحطاطنا والاستثمار في تخلفنا وهواننا ومآسينا, حياك الله يا قاسم, وحيا كل من اتبعك من المثقفين العرب الأحرار إن كان لهم وجود على امتداد هذه الرقعة المتميزة من المحيط إلى الخليج. نعم يا سميح فكرامة العرب وازدهارهم ممكنة جدا ليس بوحدتهم فقط, فذاك هدف يبدو بعيد المنال, رغم واقعيته وضرورته وإستراتيجيته, إن ترقية الحياة العربية ممكنة بمجرد إقرار إطار منظم في مستوى التضامن بإيجاد سوق مشتركة على الأقل, أو اتحاد على غرار الاتحاد الأوروبي, ولم لا؟ يا سميح؟ لكنك وصفت فأبدعت, وحللت فأشبعت, ولا شيء يمكن أن يفسر به وضعنا المزري غير ما ذكرت, ولله في خلقه شؤون, ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

سميح القاسم