استشارات

اطرحوا قضاياكم لتجد كل اهتمام ومتابعة بالتعاون معكم ومع الخبراء والمختصين والمتابعين

الجمعة، 27 نوفمبر 2009

عيد الأضحى



عيد الأضحى هو أهم أحد مناسبتين عند المسلمين يوافق هذا اليوم العاشر من ذي الحجة بعد انتهاء وقفة عرفة ، الموقف الذي يقف فيه حجاج بيت الله الحرام لتأدية أهم مناسك حج البيت يعتبر هذا العيد أيضا ذكرى لقصة سيدنا إبراهيم عندما أراد التضحية بابنه سيدنا إسماعيل تلبية لأمر ربه لذلك يقوم العديد من المسلمين بالتقرب إلى الله في هذا اليوم بالتضحية بأحد الأنعام (خروف ، أو بقرة ، أو ناقة) و توزيع لحم الأضحية على الأقارب و الفقراء و أهل بيته ومن هنا جاء أسمه عيد الأضحى .
اعتاد فيه المسلمون تحية بعضهم البعض فور انتهائهم من اداء صلاة العيد حيث يقوم: كل مسلم بمصافحة المسلم قائلا "تقبل الله منا ومنك" ثم يقول له. "كل عام وانتم بخير" ويرى البعض من المسلمين في يوم العيد يوم حساب للنفس حيث تكون فترة السنة الماضية هي محور التقييم وكأن المسلم بحلول العيد يكون قد طوى سنة وفتح أخرى جديدة.
تتسم ايام العيد بالصلوات وذكر الله، والفرح، والعطاء، والعطف على الفقراء وتزدان المدن والقرى الإسلامية بثوب جديد كما ان الاطفال يلبسون اثوابا جديدة، وتكثر الحلوى والفواكه في بيت المسلمين
اما البالغون فيقومون بزيارة أقاربهم ومعايدتهم، حيث يتوجب على المسلم أن يقوم بزيارة الاقاربه والاهله وصلة للارحام ومباركتهم بالعيد

ومن هنا أقول لجميع الأمم والشعوب الأسلاميه كل عام وأنتم بخير وعيد سعيد بأذن الله للجميع

الخميس، 26 نوفمبر 2009

عيد الأضحى







عيد الأضحى المبارك



عيدكم مبارك


كل عام وأنتم وأهلكم الكرام بكل خير


أعاده الله علينا وعليكم وعلى الأمة جمعاء بالخير واليمن والبركات

الاثنين، 23 نوفمبر 2009

جديد الشاب


هذه رسالة جديدة وصلتنا اليوم من الشاب المغربي صاحب مشروع الزواج المثير للجدل:



آلسلام عليكم، وشكرا كثيرا لكل المشاركين و الله يجازيكم بالخير فبخصوص والدتي فهي تقول لي" أنت من سيعيش معها فأنت اللذي يجب أن يختار وأنا أبارك لك"إذن هي فالفتاة زعلانة مني بخصوص هذه الأخبار فقد قالت لي: ما توصلنا له لا يناسب العائلتين معا. وحاولت أن أخفف عنها فكثفت بالإتصال بها لأواسيها(ولا أعلم إن كان هذا صواب)،فقد سألتها هل مازلتي مرتاحة لي،فأجابتني:إترك هذا الكلام إلى ما بعد، فحاولت معها ثانية و قلت لها لم تعودي مرتاحة لي ،فقالت لي:لا تترك تفكيرك يذهب بعيدا فأنت تستاهل كل الخير و أي شخص يرتاح لك.!!فهل أبقى على إتصال بها أكثر؟لكي تتعلق بي أكثر و الفوز بها إنشاء الله؟فزواجها بي الآن متعلق بفسخ خطوبتها مع خطيبها السابق(الموجود بإيطاليا) أي مسألت وقت وكما تقول لي "لي فيها الخير الله يآتيها لينا"و سأخبركم عن أي جديد في موضوعي إنشاء الله جزاكم الله عنا كل خير

*************************************************************************************

أخي العزيز:

عندما يكون الدليل هو القلب, فالتصرف يكون وفق ما يمليه القلب, فما تراه يرضي عاطفتك فافعله, لأننا عندما نبدي رأيا أو نقدم نصيحة, فإنما ننطلق من مقتضيات العقل بطبيعة الحال, وما دمت أنت تعتمد قلبك دليلا يقودك إلى حيث صواب العاطفة, فإننا قد نقدم لك ما لا يوافق مسارك, ولهذا نترك لك حرية التقدير والتدبير, ولا نريد تعكير صفو ما أنت فيه والذي نرجو لك فيه النجاح والفلاح والسعادة الغامرة إن شاء الله, واضح مما ذكرت أن الفتاة موافقة على الارتباط بك فلا تتحير, أما أن تقترب منها أكثر فأنت لست بالبعيد, ولا تخف فهي مقبلة عليك ولا يمكن أن تتركك تفلت منها, وإنما هي فقط تتصرف بشكل يزيد من إقبالك عليها, فلا تتحير, وبالنسبة لفسخ خطبتها أو الوعد بالخطبة الذي كان يربطها مع الخطيب أو مشروع الخطيب الأول, فستقوم به هي ووالدتها في أقرب الآجال الممكنة فلا تتعجل, واترك الأمور تسير بشكل طبيعي مريح, فحتى الساعة لا شيء يمكن أن يقلقك, وفي ظني أن لا شيء يمكن أن يقف في طريق مشروعك الذي أنت بصدده, خاصة وقد توصلت إلى إجابات مقنعة عما كان يسبب لك التردد من ماضي الفتاة وأمها, فما دمت قد تأكدت من سلامة الوضع, فلم يعد هناك أي مانع يمكن أن يحول بينك وبين ما تصبو إليه من زواج بهذه الفتاة, تصرف بشكل عادي طبيعي فليس هناك ما يزعج أو يقلق على موافقة الفتاة أو إنهاء مشروع خطبتها الأولى فهي - لا ريب - بصدد ذلك, وإن شعرت بضيق ما فلا مانع من أن تسألها وتستوضح منها الأمر, فليس في ذلك أي شيء محرج, وإن كنت أرى أن الأمور سليمة وسائرة في اتجاه ما يرضيك, تحياتي لك مع أجمل الأماني بالتوفيق والسعادة بإذن الله ..................... المعلم





الأربعاء، 18 نوفمبر 2009

هل أتزوجها؟



رسالة جديدة من صاحب مشروع الزواج


بعث أخونا العزيز الشاب المغربي صاحب الاستشارة في مشروع الزواج هذه الرسالة الجديدة

نقدمها لكم أعزاءنا كما هي

ونتبعها بإبداء الرأي فيها وننتظر منكم مشكورين إبداء وجهات نظركم خدمة لصاحب القضية وللمصلحة العامة

****************************************

الرسالة

سلام الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته اوجه شكرى لصديقنا عبدو على اهتمامه وتواصله معي و لكل المهتمين خاصة الأخت

أطلب السماح من أخي عبدو لأني لم أعمل بنصيحته الأخيرة،كما قال لي "كأنك تريد أن تسأل الفتاة لمجرد السؤال"।فلقد ذهبت وتكلمت مع الفتاة وأمها।فطلبت من الفتاة أن تسمح لي بالتحدث مع أمها،لكن الفتاة و أمها لا يخفين عن بعضهم أي شيء،فبدأت بقضية التبني فكان جواب الأم "قالت للفتاة تعالي إسمعي" وأخدت مكانها بيننا،وقد كانتا مصدومتان،فقالت لي أمها حرام أن أتبنى(فقالت لي تصور أن أتبنى وتقوم هذه الفتاة بالزواج من أخيها فهذا حرام)فقالت لي الفتاة سأريك صور حفل العقيقة و الدبيحة بحضور العائلة والجيران وأطلعك حتى على أوراق الولادة،وأجبروني على قول من قال أنها متبناة فقلت لهم من، فقالوا لي سنعمل التحاليل ونرفع ضده دعوة فأثنيتهم عن ذلك...وبعدها قالوا لي ما الأخبار الأخرى،فقلت لها عن عدم آداء واجبات الكراء...لكن أكدت لي العكس وأكدت لي أنها لا تسمح في حقها ولكنها لا تأكل مال الغير والحمد لله.وهنا لم أشأ إتمام ما سمعته من سكان بلدتهم أن الأم كانت قوادة "أعزكم الله"وأن البنت كانت تدخن وكانت على علاقة ،خاصة أن البنت كانت قد أكدت لي أنها لم تكون علاقة من قبل.فبدؤو يتحدتون لي عن أنفسهم:فقد إستقروا في هذه البلدة في 2003 ولا يختلطون مع الناس هناك،فأخدوا عنهم نظرت سلبية(كأنهم يتفاخرون بأنفسهم)خاصة أن العديد تقدم لخطبت الفتاة من تلك البلدة ولم تقبلهم الفتاة لأنها كونت فكرة عن عقلية الناس في تلك البلدة ولا تريد الإرتباط بأي منهم خوفا من الطلاق وضياع مستقبلها.وتطرقنا لموضوع خطيبها السابق (ذهب للديارالإيطالية وعمره 6سنوات)،فهم لا يريدون أن تبتعد عنهم ولا هي خاصة أنها أقامت مشروعها و تحب العمل فيه .فقد علموا من أحد أقرباء خطيبها السابق،أنه إتفق مع أعمامها(فهو صديق ويعمل مع أعمامها في إيطاليا،فهم اللدين تدخلوا في هذه الخطبة)على أنه سيدخل ويحدث مشروعا بالمغرب لكي يتزوج بالفتاة،وفي تلك اللحظة يأخدها معه إلى إيطاليا،لحسن الحظ أنهم علموا هذه الخطة،اللتي لم تحبها لا افتاة ولا أمها،اللتي هي مبنية عن الغضر.فقالت لي أمها إن كنت حقاً سيئة لقلت لهم لا نريد و خلاص،لكن أريد أن تحل الأمور بطريقة سلمية حتى تبقى علاقتنا مع الجميع طيبة.فهل أطلب من الفتاة بالتكلم مع خطيبها السابق لإقناعه بالتخلي عن الزواج بها؟خاصة أن الفتاة قالت لي سابقا أنها "مرتاحة لي ومرتاحة أني أوجد في حياتها"و سألتها عنه فقالت لي"لو كنت مرتاحة له لأتممت معه علاقتي للزواج"آسف عن الإطالة ولكم كل الخير والشكر

*************************************

التعقيب على الرسالة

الأخ العزيز صاحب الاستشارة سلام الله عليك ورحمته وبركاته

أولا: نهنئك على قرارك الذي لم تعلنه صراحة لكنه واضح ككل مرة, أنك تريد الزواج بهذه الفتاة

ثانيا: نهنئك على توصلك إلى معلومات تثبت الأصل الواضح الشريف للفتاة وبذلك يزول كل سبب أو على الأقل السبب الرئيس للتردد

ثالثا: أنت استشرتنا ولا خاب من استشار, والنصيحة مطلوبة وكذلك الرأي لكنك لست مجبرا عليهما وإنما دورهما هو وضع بعض الخيارات أمامك لتختار وأنت على بينة وفي وضوح تام, أما الاختيار والقرار فذلك من شأنك الخاص أنت وحدك

رابعا: نهنئ الأخت الكريمة الحرة على فوزها في الاستشارة واعتمادك رأيها في نهاية الطاف

****************************

أما عن استشارتك الجديدة, في كونك تطلب من الفتاة إقناع خطيبها بالابتعاد, أو أنك تتركها تفعل ذلك من تلقاء نفسها, فرأيي ألا تطلب منها لأن هذا ليس بمشكلة وقد اتخذت وهي وأمها قرارا في الموضوع وهو شأنهم, وما عليك إلا إن تتقدم على بركة الله خاطبا, وإنا نتمنى لك زواجا سعيدا وحياة موفقة, ونحن على استعداد تام لمواصلة مراقتك وإبداء الرأي والنصيحة والمشورة إلى أن تحقق مرادك بإذن الله ويتم كل شيء بخير وتوفيق إن شاء الله.

******************************

رجائي من المساهمين الكرام والمتتبعين مواصلة إبداء الرأي والنصح مشكورين إلى أن نبلغ النهاية السعيدة مع صاحب مشروع الزاج من المغرب الشقيق


الثلاثاء، 17 نوفمبر 2009

عن بؤس الرياضة العربية 2



الشعب الجزائري يرفض التخريب والعنف




كانت الأجواء اليوم خالية من كل التشنجات التي أعقبت حادثة الحافلة الأليمة في القاهرة بعد ظهر الخميس الماضي, ذلك أن التطورات التصعيدية, والأجواء العبثية التي صاحبتها, لا يمكن أن تمر دون أن يتخذ منها أهل الرأي والحكمة وعامة الناس غير المغرضين موقفا فاصلا, لقد حدث ما حدث وما زال لم ينته تماما, حيث إن عددا من أنصار الفريق لا زالوا لم يعودوا من القاهرة, ولا شيء يطمئن على مصيرهم, وخاصة بعد وصول أفواج متلاحقة من العائدين ورواياتها المؤثرة.الوضع أخذ يسير نحو الانفراج بتزايد أعداد العائدين مما يجعل أهاليهم وأصدقائهم ومعارفهم يهدأون بالرغم من انشغالهم بمصير الآخرين لم يصلوا بعد, لكن كل هذا ومعه آثار ما حصل وتأجيج نيران الثأر والحقد والفتنتة من عناصر مشبوهة أو ذات مصلحة سياسية أو غيرها, واستغلال عواطف الناس ومشاعرهم الطبيعية العفوية, كل هذا لم يمنع الأغلبية الساحقة من الناس ذوي النيات الحسنة, وذوي الفكر والتوجه الوطني والقومي والديني السليم الذين لم تنطل عليهم كل أساليب الإثارة والتبرير الحاقد والمتعصب والمبيت لنيات سيئة بالرغم من وجود حجج قوية في أيديهم يصعب اعتراضها, لكن الذي حدث قد حدث وربما تم إصلاحه إن تحركت الجهات السياسية في البلدين في الاتجاه السليم, وسواء طال الزمن أو قصرفإنها سوف تفعل يوما, بحكم الروابط الطبيعية التي يستحيل فصمها بين الشعبين, فإن الجزائر العميقة الشعبية والمتنورين من القوى الحية في البلد, قد ارتأت أن الخطأ لا يمكن أن يصلح بالخطأ, ولا بد من إيقاف مسلسل التخريب والعنف فورا, لأنه اتجاه غير سليم وخطير ولا مبرر له مهما كانت الظروف ولا فائدة منه ترجى ولا طائل من ورائه أبدا. وأي معالجة لما حصل يجب أن تكون في إطار سليم مفيد وبناء وبالطرق الشرعية والقانونية, هكذا كان القرار الشعبي والنخبوي الحكيم بأن يقف العبث بالممتلكات واحتمال التعرض للأشخاص أي كانوا وعلى وجه الخصوص ضيوفنا الكرام من إخواننا المصريين الذين لا ذنب لهم فيما جرى ولا مسؤولية لهم فيه, ومهما كان من أمر فإن تقاليدنا وقيمنا لا تسمح إطلاقا بالإساءة للضيف مهما كانت , ثم إن التخريب والعنف إذا انطلقا وأفلتا من زمام المراقبة والتحكم فإنهما لا يعرفان الحدود ولا يتوقفان ولا يميزان أبسط تمييز, وهما بالتجربة التي ندركها عميق الإدراك سرعان ما يتحولا إلى آلة كاسحة لكل شيء دون تمييز, فالتخريب والعنف اللذان يستندان إلى حجج اليوم يتستران وراءها فإنهما مع مرور الوقت يفقدان الحاجة إلى التستر ويخرجان على الناس بوجه سافر يحصد كل ما يصادفه في طريقة بلا تمييز وبلا بحث عن مبرر أي كان, لذلك وجب إطفاء نار الفتنة في المهد ورفضها رفضا مبدئيا وقيميا ومصلحيا, فكان أن هدأت الأمور تماما, وانصرف المنشغلون بهذه المناسبة إلى ممارسات سلمية وسليمة واحتفالية صحية لا تثير استياء أحد, بل تضفي الكثير من البهجة والحبور على الحياة العامة وعلى الأحياء المدن, غير أنه محليا لا بد من التنبه واليقظة إلى إمكانة صدور بعد الهزات المفاجئة والمعزولة التي يدبرها المتربصون ممن في أنفسهم مرض من المتربصين بالجزائر وعروبتها وإسلامها والذين لا يزالون يحنون ألى الجزائر الفرنسية لا سيما وهم يلقون الدعم الكبير والمؤازرة من وراء البحر, من القوى اليمينية وخاصة منها أنصار الجزائر الفرنسية من كبار المعمرين القدماء وأبنائهم وأحفادهم, لاسيما وهم أصحاب جاه كبير ونفوذ ومال في فرنسا, لهم الصدارة وكبير التأثير, إن امتداداتهم في الجزائر والتي ترفض الانتماء العربي خاصة للجزائر ومنهم من يذهب إلى رفض الانتماء الإسلامي كذلك, هؤلاء رغم فقدانهم للسند الشعبي فإنهم يتمتعون بامتلاك وسائل ونفوذ قوية يمكن أن ترتكب حوادث يائسة معزولة وحاقدة, إن لم يستطيعوا ذلك في إطار الإساءة إلى العلاقات الأخوية بين الشعبين والبلدين الشقيقين, بمعنى أنهم إذا عجزوا عن الإساءة للعلاقات الأخوية الجزائرية المصرية فإنهم قادرون على الإساءة للمصالح الجزائرية وحدها, وهم على استعداد لكل إساءة انتقامية من استقلال الجزائر عن فرنسا, الذي يرفضونه كل الرفض.



كل هذا لا يمنعنا من تذكير أولئك الذين تسببوا في خلق فرصة لكل من له نية الإساءة والتخريب, بكل أنواعه وألوانه وأغراضه, وأنه لابد من التذكير من أن حملة الإثارة والتشجيع على العنف وغرس روح الكراهية قد بدأت منذ شهور, وقصة المسمى عمرو أديب الذي كان ينفث السموم عبر فضائية أو فضائيات لا زالت ماثلة للعيان, وإن كنا لم نفهم مفعولها ومرماها إلا بعد حدوث الكارثة وتداعياتها ومضاعفاتها, ثم إنه لا بد من قول الحق والحقيقة وليتحمل كل واحد مسؤولية أفعاله, فإن الإعلام في الجزائر ولا أقول الجزائري كما أقول في مصر ولا أقول المصري وإلا وقعنا في الفخ وانطلت علينا الحيلة, فالذين قاموا بهذا الشحن البغيض والتخريبي لا يمكن أن يكون لهم انتباء وطني نزيه وشريف, إن ضرورة ذكر الحقائق تقتضي القول إن الإعلام الحكومي في الجزائري بكل أنواعه كان بعيدا كل البعد عن تهيئة أجواء الفتنة, أما الإعلام المستقل وهو عبارة عن عدد من الجرائد المستقلة فإنه لم يباشر هذه الحملة بشكل سافر وغير مبرر, وإنما قام ببعض الردود عن عمرو أديب هذا وأشباهه, ولا يفوتنا أن نذكر بأن الكثير من إخواننا المصريين قد رفضوا وردوا على تلك الحملة الغريبة, وعلى عمرو هذا بالذات, ثم نضيف أن الإعلام في الجزائر قد انخرط في هذه العملية مؤخرا عندما بلغت ما أسميه الحرب الإعلامية بعد مباراة الرابع عشر من نوفمبر وليس قبله, كما أستطيع القول إن هذه الحملة قد بدأت تتراجع بشكل ملحوظ اليوم بعد اجتماع اتحاد الناشرين أمس, والذي أصدر بيانا يندد فيه بما تعرض له الفريق وأنصاره, ويدعو السلطات الجزائرية إلى تحمل مسؤولياتها والسعي لدى الفيفا لتطبق قوانينها في هذا الشأن, كما يدعو إلى التوقف فورا عن التخريب والعنف بكل إشكالهما ومنهما بالطبع العنف اللفظي والحملات الإعلامية, ولا يفوتنا بهذه المناسبة الأليمة أن نستغرب موقف السلطات في البلدين من الوقوف موقف المتفرج عن الحملات الإعلامية السيئة والمسيئة والتي كانت واضحة الاتجاه إلى تأجيج روح العنف والكراهية والحقد, ثم إنها أي هذه السلطات ذاتها لم تتصد للعنف عند انطلقه ولم تضع له حدا حاسما سريعا, بل وقفت موقف المتفرج كما فعلت مع الحملة الإعلامية, بطبيعة الحال فإن هذا ليس من أجل سواد عيون كرة القدم وإنما من أجل خدمة أغراض سياسية ضيقة ورديئة وشعبوية, بعضها كان له الأثر الطيب وذلك من غرائب الأمور, فقرار السلطة الجزائرية ببعث بضعة آلاف من الشباب إلى الخرطوم ليناصر الفريق الوطني وإرفاقه بأطباء وبفرق للحماية المدنية وإعلاميين رغم أني اعتبرته عند صدوره نوعا من التصعيد وانتقدته لذلك, إلا أنه أثر إيجابيا في تهدئة الأجواء وكان سندا مهما لقرار الرفض الشعبي والنخبوي للعنف والتخريب والإساءة أي كانت لإخواننا المصريين الضيوف, قد يكون ذلك حصل بمحض الصدفة كما قد يكون مدروسا ومقصودا, لا ندري ولكن لا بد من ذكر الأثر الحسن الذي أحدثه, أملنا أن يكون هذا الذي حدث وهو أمر فظيع وغريب أن يكون درسا بليغا يستفيد منه شعبانا الشقيقان وغيرهما من شعوب أمتنا, وقد يكون ذلك هو المبرر الوحيد للدماء التي سالت والمعاناة التي وقعت, وللنفوس التي تعذبت, وغيرها من الآثار السلبية لحادثة من أغرب ما تكون الحوادث, وإنها لفرصة مواتية للشعوب ونخبها المخلصة وذوي النيات الحسنة مهما كانت انتماءاتهم ومواقعهم أن يتحلوا باليقظة والحذر ويتصدوا بكل حزم وحسم لكل من تسول له نفسه بمحاولة إشعال نار الفتنة داخل الشعب الواحد أو بين الشعوب الشقيقة.

السبت، 14 نوفمبر 2009

عن الرياضة العربية




عن بؤس الرياضة العربية وجريمة القاهرة


لست أدعي الفهم في الرياضة إلا كونها معبرة عن الجانب الجسمي في الإنسان وتنميته وصيانته والنهوض به وتطويره. أما عن هوس كرة القدم فإني بعيد عنه تماما, واهتمامي الوحيد به هو عندما تكون هناك مقابلة دولية والجزائر بالدرجة الأولى أو أي بلد عربي طرف فيها بالدرجة الثانية. أما عن الوضع الرياضي العربي عموما فهو في نظري - بطبيعة الحال - متخلف كثيرا, وما على من يريد التأكد من ذلك إلا الاطلاع على الترتيب الذي تضعه الجهات المعنية في المنظمات المتخصصة وطنيا وإقليميا وعالميا. وهو أمر منطقي فلا ينتظر من بلد متخلف في المجالات الأخرى أن يكون متقدما في الرياضة, وقديما قالوا: العقل السليم في الجسم السليم. أما عن المباريات العالمية في كرة القدم, والتي تجرى في إطار كأس العالم, فإن مشاركة العرب فيها ضئيلة جدا لكونها لا تستطيع الوصول إليها بسبب ضعفها, وفرقهم عندما تشارك لا تتجاوز المراحل الأولى في التصفيات, بمعنى أن وصولها للمشاركة هو أمر قليل الأهمية ما دامت المشاركة هي السقف مجرد المشاركة والنتيجة معروفة مسبقا, وهي الإقصاء السريع. وإني في هذا الأمر بالذات لا يهمني بتاتا أن يمثل العرب في هذه المناسبة الرياضية العالمية هذا القطر العربي أو ذاك, وفي الحالة التي نحن فيها بالذات, لا يهمني إطلاقا أن تكون الجزائر أو مصر هي التي تذهب إلى جنوب إفريقيا في جوان المقبل, لتخرج منه بعد أيام معدودات. ومنذ أيام بدأ الشباب خاصة في الجزائر يحتفل في الشوارع بمناسبة المقابلة النهائية أو قبل النهائية بين مصر والجزائر, التي تجرى اليوم السبت في القاهرة, ودائما أقول عن هؤلاء المحتفلين المهووسين إنهم مجانين, غير أني في هذه المرة استحسنت بعض مظاهر تلك الاحتفالات بما فيها من تجارة الأعلام التي انتشرت لأول مرة منذ الاستقلال, أي ما يقرب من نصف قرن, أعلام من كل شكل وحجم, فيها ما هو معد للبس, وفيها ما هو معد للتعليق في السيارات في وضعيات مختلفة, ومنها ما يحمل في الأيادي أو يلف حول العنق أو اليد, وفيها وفيها وفيها. جانب احتفالي أعجبني وليس فيه ما يزعج رغم بعض المبالغات التي تدل على هوس أنصار الفريق الوطني كالعادة. وبطبيعة الحال فإن مثل هذا الهوس يمكن أن يتحول لو كانت المقابلة في الجزائر, وحتى وهي في القاهرة إن لم تتحمل السلطات مسؤولياتها إلى تجاوزات خطيرة تهدد أمن الناس وأملاكهم, وتنشر الفوضى العارمة, التي قد تشكل تهديدا جديا لسلامة الحياة العامة.
لقد كانت الاحتفالات منذ أيام خلت رائعة, وكان الناس والشباب خاصة يعيشون أجواء الانتظار البهيجة للمباراة المقررة ليوم السبت بين الجزائر ومصر إلى أن وقع الحادث المشؤوم للفريق الجزائري لدى وصوله بعد ظهر الخميس إلى مطار القاهرة, والذي قالت عنه وسائل الإعلام العالمية إنه حادث إرهابي وحشي تعرض له الفريق الوطني الجزائري لكرة القدم, أما الجانب المصري فراح يكذب نبأ وقوع الحادث ويشكك في الأنباء التي تداولتها وكالات الأنباء وكل وسائل الاتصال والإعلام العالمية بالرغم من التصريحات الرسمية لوزير الخارجية الجزائري وزميله وزير الشباب والرياضة الموجودين في القاهرة, بمعنى أن الطرف المصري يكذبهما ويا للمهزلة, ثم يذكر رواية عجيبة وغريبة لتفسير كسر زجاج نوافذ الحافلة التي كانت تقل الفريق الجزائري إلى الفندق الواقع على بعد خطوات من المطار, وقد اختير تحسبا لوقوع مثل هذه الفاجعة, وللشك في جدية الأمن المصري في حماية الفريق الوطني, ونظرا للحمى الإعلامية التي سبقت هذا الموعد الكروي في مصر والتي لم يكن يتوقع منها سوى الشر المستطير, ونظرا لوقوف السلطات المعنية في البلدين موقف المتفرج اتجاه هذا الهوس الإعلامي الخطير والمغذي للعنف دون شك, بل المؤجج له, لكن رغم قصر المسافة كل القصر بين المطار والفندق المختار فإن تبييت الأمر قد أدى إلى وقوع الكارثة الرهيبة. إن الصورة التي نشرتها كبريات الصحف اليوم في الجزائر على طول وعرض الصفحة الأولى لأشهر لاعب دولي من فريقنا والدماء تنسكب من رأسه وتسيل خطوطا كثيفة لتغطي وجهه كافية لإشعال نار الحقد والضغينة والكراهية بين الشعبين الشقيقين اللذين يجمع بينهما كل شيء ولا يفرق بينهما أي شيء, وهو هدف كبير وهدية ثمينة لأنصار الجزائر الفرنسية. ورأيي المتواضع في الموضوع هو أن الذي حدث ليس من عمل الجماهير المصرية المناصرة أبدا وإنما هو من عمل النظام البوليسي الذي لم يجد أي طريقة لنصر يهمه لإلهاء الناس فترة أخرى من الزمن الفاصل عن كأس العالم, إلهاؤهم عن مشاكل حياتهم التعيسة بسببه سوى التخطيط المحكم لعملية إرهابية مجرمة تصيب عددا مهما من العناصر الجزائرية بحيث يستحيل عليهم النصر في المباراة ويصبح من الممكن هزيمتهم ب 3 أهداف بدون مقابل وبذلك يتحقق التأهيل الذي يحلمون به والذي لن يكون أبدا لأنه غير طبيعي ووقع التخطيط له بوسائل إرهابية مجرمة شنيعة. الزجاج كسر من الداخل يا سلام من الذي كسره؟ والذي يقول هذا هوسائق الحافلة وهو بالطبع ليس إلا عنصرا في الأمن الراعي للعملية والمشرف على تخطيطها وتنفيذها بإحكام. طيب ومن جرح ستة لاعبين ثلاثة منهم جروحهم خطيرة؟ أحدهم 4 غرز في رأسه والثاني 7 غرز في رأسه والثالث في المستشفى في حالة خطيرة, ثم يتحدثون عن حرق العلم المصري في الجزائر وعن ضرب الجزائريين الفريق والجمهور المصري المناصر له في مباراة الذهاب بالجزائر. نعم ربما قد يكون حرق العلم قد وقع وهو فعل سهل لأحد الصعاليك لكن الضرب لم أسمع عنه إلا اليوم, وهي فرية أخرى لتبرير الفعل الإجرامي الشنيع الذي تعرض له الفريق الجزائري في مطار القاهرة, أو لتبرير ما لا يبرر. لا أقول إن الذي حدث في القاهرة هو إرهاب الدولة لأن العرب كلهم لا يملكون شيئا إسمه دولة , لكنه دون شك إرهاب السلطة, والتبرير الذي يتداوله الإعلام محقا هو أن السلطة العشائرية القبلية ومنها تكتلات أصحاب المصالح وعصب المنفعة والاختلاس والتفريط يهمها أن تشغل الجماهير والشباب خاصة لأكبرمدة ممكنة حتى لا تزعجها بمطالبها وأنينها من وجع الحياة الصعبة المأساوية في مجتمعاتنا البائسة لأن هذه العصب المنتفعة لا يهمها سوىاستمرار مصالحها بأي ثمن كان ولو بالحديد والنار. هذه هي الحكاية فالنظام المصري البوليسي أو على الأقل جماعة ذات نفوذ منه قد خططت ونفذت الجريمة لهذه الغاية الشريفة جدا, والنظام الجزائري المماثل متواطئا معها بشكل غير مباشر, وذلك بعدم حثه النظام المصري على فرض جو من الهدوء وليس ترك الحبل على الغارب وتشجيع الإعلام المأجور على تأجيج نار العنف,لقد كنت متأكدا من حدوث كوارث لكنني كنت أظن أن ذلك سيقع للأنصارالجزائريين المجانين المهووسين الذين رحلوا بالآلاف إلى مصر, أما أن يصل الأمر إلى ضرب عناصر الفريق وإصابتهم إصابات قاتلة, فهذا ما لم يدر بخلدي أبدا. لماذا؟ لأنني لم أكن أشك لحظة واحدة في كون نظام بوليسي عربي واحد وصل به الأمر إلى درجة القيام بعمليات إرهابية مجرمة. كنت واثقا من أن الأمن المصري وهو من أقوى وأقسى هيئات الأمن في المنطقة العربية وأكادأقول في العالم كله, لا يمكن أن يسمح بتصرفات من هذا القبيل, أما أن يكون هو المخطط والمنفذ لها, فهذا ما لم يصل إليه خيالي الغبي للأسف الشديد, إنه من المستحيل أن تتم عملية من هذا النوع دون أن يوافق عليها الأمن المصري ومعه بالطبع جهات نافذة في السلطة, لسبب واضح هو أن هذا الأمن يتمتع بقبضة حديدية لا يفلت منها شيئ أبدا وخاصة بهذا الحجم وفي المطار وفي هذه المناسبة بالذات. ثم يتحدثون عن أنهم ذهبوا للفندق للتأكد من الرواية الجزائرية التي تهدف إلى تأجيل المباراة أوالاحتجاج عليها إن انهزموا. ولذلك جرحوا 3 لاعبين دوليين جروحا خطيرة والتي لم يتأكد منها المسؤولون المصريون المعنيون - حسب تصريحاتهم - لذلك لا بد أن يذهبوا للفندق للتأكد,في الوقت الذي تتحدث فيه بعض الأنباء عن أن الحافلة تهشمت تماما, وأن اللاعبين لو لم يكونوا محاطين بأنصارهم الجزائريين الذين جعلوا من أنفسهم دروعا بشرية لحمايتهم لما سلم منهم أي عنصر من الموت أو الجروح الخطيرة, كما أنهم لم يعلموا وهم الذين لا تخفى عنهم خافية بالعنصر الجزائري الذي حول على عجل إلى المستشفى لحالته الخطيرة جدا, وإنها لمهزلة أن يصدر هذا التصريح المثير للشفقة والسخرية والذي أصبح أضحوكة للعالم بأسره, وسيظل ذلك أبد الدهر كونهم يشككون في حصول هذا الحادث أصلا وأنهم ذاهبون إلى الفندق للتأكد منه. والحقيقة أنهم إنما ذهبوا ليعتذروا كل المسؤولين عن الرياضة المصرية وعلى رأسهم شخصية كبيرة جدا, من أجل تمرير المخطط, وتثبيت الفرصة التي خلقوها بهذه الجريمة لفوز صعب رغم ذلك,وقد رفض الوفد الجزائري الرياضي اعتذارهم بشدة, أما المباراة فمن المفروض ألا تكون في موعدها, لأن الفريق الجزائري في حالة مزرية لا تسمح له بإجرائها أبدا وفي كل الأحوال لن يتحقق منها الهدف الذي من أجله وقع التخطيط للجريمة الإرهابية وتنفيذها, أما وقد قررت الفيفا إجراءها في وقتها بضمانات مصرية مكتوبة عن سلامة الوفد الجزائري, فإن هناك شبهات لا مفر منها تحيط بموافقة المسؤولين الجزائريين الذين شاركوا في المفاوضات مع الفيفا ومع الجانب المصري, لأنهم بهذا يتضامنون مع المخططين والمنفذين للجريمة النكراء, وهو موقف مفرط ولا مبالي إن لم يكن هناك شيء آخر يبرره ذاتيا كان أو موضوعيا. إن الذي حدث خطير جدا والذي يهمني فيه هو أن الدم الجزائري ساح على أرض القاهرة عبثا لأسباب تافهة, وفي أحسن الأحوال لقد وقعت الواقعة الرهيبة من أجل لعبة مجرد التنافس في لعبة. ثم إن التبريرات التي قدمت تافهة جدا وغبية ولم تذكرها أي وسيلة إعلامية في العالم عدا بعض الوسائل العربية, المستعدة لذكر مثل هذه الروايات البلهاء. أما الإعلام العالمي المحترم فلا يمكن أن يذكر مثل هذه الترهات الغريبة والهابطة. إن الذين ساح دمهم الطاهر الشريف الغالي في القاهرة هم أبناء أوأحفاد الشهداء والمجاهدين, ثم إنهم أبطال عالميون يلعبون في أكبر وأرقى الأندية والفرق العالمية الأوروبية وغيرها, وهم يعيشون في قمة الحياة المعاصرة الراقية المتحضرة, فكيف يتصور أن يكسروا زجاج الحافلة من الداخل ثم يجرحون أنفسهم جروحا خطيرة في منطقة الرأس بالذات في الغالب؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ أما أحدهم فيصارع الموت في إحدى مستشفيات القاهرة,والسلطات المعنية تجهل ذلك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ وتذهب إلى الفندق لتتأكد إن كان مجروحا فعلا هو وزملاؤه الخمسة حسب الرواية الجزائرية. وفي ذات الوقت كانت وكالات الأنباء ووسائل الإعلام العالمية تنشر صور العناصر الجزائرية المضرجة بالدماء, وفيديوهات حية عن العملية الكارثية التي تعرضوا لها لقد كان للإعلام الرسمي المصري الدور الأكبرفي التمهيد لهذه الجريمة البشعة بتأجيج نار الحقد والعنف لأنه لا سبيل لفوز لا أقول مصر حشاها ولكن العصب المنتفعة في هذه المباراة إلا بعملية إرهابية مجرمة خطيرة من هذا النوع, غير أن الدم الجزائري ليس رخيصا أبدا ولم يكن كذلك في يوم من الأيام. أما أن يهرق علىضفاف قناة السويس لتحرير شبه جزيرة سيناء من الاستعمار الصهيوني فذلك مكانه الطبيعي الشريف الغالي, لكن أن يسال مجانا في القاهرة من أجل الفوز في لعبة فهذا عبث ما بعده عبث. والأشنع منه هو أن الدماء تنزف وأحد الجرحى يصارع الموت في المستشفى وهم أي المسؤولون المصريون يقولون في تصريحات إعلامية عالمية إنهم سيذهبون إلى الفندق للتأكد من الحقيقة التي فعلوها بأيديهم. والذي لا يقل شناعة عن كل ذلك هو موافقة الطرف الجزائري على إجراء المباراة في موعدها اليوم بضمانات كتابية مصرية لسلامة الوفد الرياضي الجزائري, بعد أن كانوا قد صرحوا بالأمس أنهم سينسحبون إن لم يتقرر إجراء المقابلة بعد مدة كافية في بلد آخر, فما الذي تغير!!!!!!! ؟؟؟؟؟؟؟؟؟, ولله في خلقه شؤون, ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

الخميس، 12 نوفمبر 2009

جديد هل أتزوجها



الجديد في قضية مشروع الزواج

للشاب المغربي


جاءتنا رسالة جديدة اليوم من الأخ الشاب المغربي صاحب الاستشارة في مشروع الزواج المثير للجدل. فإليكموها ويعقبها جوابنا عليها, وإننا لننتظر مساهماتكم الكريمة مشكورين

*********************************************

الرسالة:


آلسلام عليكم، وشكرا كثيرا لكل المشاركين و الله يجازيكم بالخيرفبخصوص وفاة والدي "الله يرحم كل المسلمين"فقد توفي في 2005 للمعرفة فقط.فقد إلتقيت بالفتاة في منزلها و بحضور والديها ولم تتسن لي الفرصة لمحادثتها على إنفراد،فقد كانوا فرحين بي جدا ولم أرد تعكير الأجواء وأخبرتني أم الفتاة أن البنت تساهم في فعل الخير كبناء المساجد(لأننا تطرقنا لموضوع المساجد و أخبرتني أمها بذلك)وعلمت أيضا من طرف صديق لي في "مسنجر الأنترنت"اللذي يقطن بمدينتها أن الفتاة كانت متعرفة مع أحد شباب المنطقة وكان يراها معه"أي كانت صاحبته" سنة2005 أي يمكن أن تكون قد قامت بعلاقة حميمية معه والله أعلم!!؟(مع العلم أن الفتاة أمها لا تفارقها و أكدت لي الفتاة أن لم تكون علاقة من قبل و أن ضميرها لا يسمح لها بذلك)وبعد يوم الزيارة هاتفت الفتاة وعلمت أنني سألت عنها في بلدتها فقلت لها سأخبركي بكل شيء علمته عنكم و ما يقوله الناس عنكم ولكن ليس في الهاتف،فقالت لي "مالنا آش كان ديرو"بمعنى"ماذا نفعل!؟"وقالت لي الزواج قسمه ونصيب فقلت لها المهم فأنا إنتظرتك كثيرا لكي تخبريني متى نتقدم للخطبة وقلت لها أنه من غير الصواب أن تقول الفتاة للرجل تقدم لخطبتي وأخبرتها أني سأأتي مع والدتي عندكم فقالت لي مرحبا بكم فأنتم عائلتنا بدون خطبة(وهي دائما تقول لي أنتم أصبحتم عائلتنا!!!!)لا أدري ماأعمل هل أسئلها عن هذه العلاقة مع هذا الشاب(بمعنى يوم تقدمت لها أي سنة ونصف هل كانت لاتزال معه؟؟!!أو أنسى الموضوع؟)شكرا لكم جميعا جزيل الشكرفقد أطلت عليكم كثيرا هذا الموضوع وأتمنى أن يوقني الله في الإختيار الصائب قريبا؟


*********************************************


الرد:


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي العزيز
لا شكرعلى واجب فهذه مهمتنا التي تطوعنا للقيام بها ونسأل الله العلي القدير أن يوفقنا في خدمة المنفعة العامة. نشكرك على المعلومات الجديدة التي تساعدنا على حسن المتابعة والدراسة وإبداء الرأي الذي نريد منه صلاحك وصلاح الأمة جمعاء.
أما أن الفتاة تساهم في أعمال الخير وعلى الأخص بناء المساجد وهي مساهمة مشكورة ومأجورة إن شاء الله فإنها نقطة تحسب لها وتوضع في رصيدها بالدارين بإذن الله, وهذه شمة طيبة لا ريب, تدل على جانب حميد فيها.
أما عن كونك لم تتطرق للموضوعات التي علمتهاعنهم لأن أجواء الضيافة لم تكن تسمح بذلك, فهو تصرف حسن وجميل منك, فاختيار مناسبة الحديث سلوك حسن تشكر عليه, ولا يليق بك وأنت في جو من الضيافة والترحاب أن تعكر الأجواء - كما قلت - بحديث لا يسرهم دون شك.
أما عن أنك تسأل الفتاة عن موعد الخطبة, وفي ذات الوقت تريد أن تسألها عن صحة المعلومات التي عرفتها عنهم, وتطلب منها التوضيح وخاصة في مسألة إخفائها هذه المعلومات عنك بعد أن أعلنت نيتك في الزواج بها, فهو تناقض كبير منك,وأمر يصعب فهمه, كأنك تريد أن تسأل الفتاة لمجرد السؤال, ربما أن عاطفتك تسيطر عليك تماما, والسؤال مسألة عقلية, لكنها إضافية, أو حاضرة مجرد حضور, فرضتها الأحداث كوجود لكنها لا مفعول لها من الناحية العملية, وهذا أمر معكوس في مجتمع تقليدي محافظ متخلف مثلما هي مجتمعاتنا عموما, التي يكون فيها قرار الزواج عقليا بحتا, ومكانة العاطفة إضافية يستحسن وجودها إذا صحت الحسابات العقلية لقرار الزواج, أما قبل ذلك فلا دخل لها في القرار, ولا ينبغي أن يكون. هذا هو شأن الزواج في مجتمعاتنا والذي يحسن بك أن تعرفه, وما زلنا ننصحك بالتريث كل التريث والدراسة الوافية الكافية قبل اتخاذ القرار. أما عن أنك تسأل الفتاة عن علاقتها بالشاب الآخر, وهل هي لا زالت قائمة؟ فهو سؤال لا معنى له إن كنت قررت الخطبة, بل بالعكس فهو مزعج وغير ودي, ويحمل في طياته اتهاما وإدانة. أما إن كنت لا زلت في مرحلة الدراسة والتفكير والتدبير فإنه من حقك ومن واجبك أن تسألها بكل وضوح, وتطلب منها الجواب الواضح كل الوضوح, وتنظر في الجواب وتحلله وتتمعن فيه وتتأكد منه, ومثله السؤال عن كونها متبناة وعن سيرة أمها في الماضي, وتسألها على الأخص لماذا أخفت عليك هذه المعلومات - إن صحت - بعد أن أعلنت لها نيتك في الزواج بها, وتدرس إجابتها بكل دقة, وإن احتجت إلى مزيد من التحري والبحث في هذا الجانب فافعل ولا تتردد, هذا بالطبع إذا لم تكن قد اتخذت القرار بعد.
ونحن في نهاية المطاف ننصحك بمزيد من البحث والتحري والتروي والتفكير الموضوعي الواضح والتريث وأخذ الوقت الكافي كل الوقت قبل أن تتخذ القرار النهائي, فليس هناك من الأسباب ما يضطرك للاستعجال أبدا, فأنت حر طليق, ولا يقيدك سوى صلاح أمرك ومصلحتك ومستقبلك الذي سوف يكون زاهرا بحول الله, ما دمت في وضعية ممتازة من جميع النواحي, فتريث ثم تريث ثم تريث, وادرس الأمر بكل جدية, حيث أنك بصدد تأسيس علاقة حميمة وصميمة ودائمة تستغرق العمر كله.
وفقنا الله وإياك إلى ما فيه الخير والصلاح والفلاح إن شاء الله.
لقد نشرنا رسالتك وجوابنا عنها, ليتكرم المساهمون والمتتبعون بالإدلاء بما يرونه مناسبا مشكورين.

الأربعاء، 11 نوفمبر 2009

الأحد، 1 نوفمبر 2009

ذكرى ثورة الجزائر


ذكرى ثورة الجزائر الأسطورية
1- ما قبل الثورة
كأن الذي حدث ليس من صنع البشر, مرت كالحلم, ولم يبق منها إلا ما يحتفظ به المستيقظ من حلم قديم, لا يتبين منه سوى الأشباح, نعم إنها خالدة وفريدة في كل ما يتصل بها بالمعنى التاريخي, غير أن التاريخ ذاته وقع التلاعب فيه ولا زال, لكن لنتوقف ولو قليلا عند البداية, قبل أن نمر ولو سريعا على تلك الفترة البركانية من الزمن الملتهب, ثم نعبر إلى زمن الخيبات والانكسارات والتخريب الذي طال صرح المجد, وعمل فيه المعاول الملعونة. كان الإنسان الجزائري قبل 1 نوفمبر 1954 مسحوقا يحمل في باطنه نمرودا ينتظر فرصة الانقضاض, ولو أنه لفترة ما, بعد هدوء المقاومات المتعددة للاحتلال, ركن إلى السياسة وإلى اليأس القاتل, غير أنه لم يستسلم في داخله أبدا, بالرغم من أنه أقر في وعيه بأن فرنسا قوة لا تقهر, ولا مخرج له من أبشع استعمار عرفه التاريخ, لكنه لم يستسلم, وظل يعادي الاستعمار أشد العداء, ويقوم بالانتفاضات المتتالية يائسا من النصر, لكنه رافضا للاستكانة وقبول الأمر الواقع وباحثا عن السعادة الأبدية بالاستشهاد, ظلت الثورات المحلية تندلع من حين لآخر في هذه الجهة أو تلك من الوطن الفسيح, ولكونها كذلك كانت سرعان ما تخمد بقوة السلاح وباعتماد أسلوب الإبادة الجماعية بكل الوسائل الجهنمية المتاحر وهي كثيرة ومتنوعة. كان الاستعمار الفرنسي غاشما مجرما, يسعى إلى إبادة الشعب الجزائري عن بكرة أبيه لامتلاك الأرض نهائيا, وفي ذات الوقت أو من بين الأساليب التي استعملها الإبادة المعنوية والثقافية, لقطع الشعب عن انتمائه الحضاري نهائيا, بجعله بلا هوية لغوية ودينية وثقافية, ليس لتعليمه الفرنسية كما يظن البعض أو لتبديل هويته بأخرى أبدا, بل بتجهيله وقطعه عن أصوله وتفقيره وذاك أبشع من الإبادة الجسمية التي يمارسها بالتقتيل, وحتى بعد الإصلاحات التي قام بها أثناء الثورة بسببها ولمحاولة عزلها عن الشعب, والمنسوبة إلى دي غول, فإن الاستعمار الشرس رحل عن الجزائر تاركا وراءه نسبة من الأمية بلغت %96. وهذه 4% الناجية هي نسبة يدخل فيها كل من يعرف القراءة والكتابة ولو بدرجة بسيطة جدا. أما عن الفقر والمرض فحدث ولا حرج, ويكفي أن نقول إن النسبة ذاتها من السكان بالتقريب كانت خاضعة للانتخاب الطبيعي تماما, ولم تكن تعرف الطبيب ولا المستشفى ولا أي وسيلة من وسائل الحياة العصرية في ذلك الوقت, بل إنها لا تملك قوت يومها إلا ما كان منه ضرويا للبقاء مثل كسرة الشعير وما شابه من الخبز التقليدي المصنوع يدويا من الشعير أو من خليط من القمح والشعير, وليس معه أي شيء آخر ولا يتوفر بالكميات الموصلة للشبع لكل أفراد العائلة, ولا يستغرب أن تمر أيام في فصل الشتاء خاصة, لا يجد فيها الكثيرون ما يأكلون نهائيا, ويلجِؤون في المناطق الجبلية إلى بعض الحشائش أو الثمار الغابية مثل "البلوط" الذي تتوفر عليه أشجار الفلين, ومنهم من يلقون حتفهم بسبب ذلك أو بسبب مشابه مثل تناول بعض النباتات الطبيعية السامة, أو القضاء جوعا, وبطبيعة الحال فإن النجدة الأهلية تكون قد انعدمت, فليس هناك ما يقتسمه الناس, وإن احتفظ بعضهم بما يسدون به الرمق, مما يبقيهم على قيد الحياة بصعوبة بالغة, أما السلطات العمومية الاستعمارية فإنها غائبة تماما ولا يعنيها ما يجري من إبادة طبيعية, بل تتعمدها لأنها تخدم سياستها العامة. هذه صورة مختصرة عما كان يجري, وإن كان وصف الحقيقة المرة متعذر. وبالرغم من كل هذا فإن ذلك الشعب المقهور لم يفقد حقيقته المبسطة بداخله, وهو ما عبر عنه الثائر فرانز فانون بالثقافة المحنطة, في وصفه لذات الوضع, ويعني بها أن الثقافة الوطنية الجزائرية التي أراد الاستعمار إبادتها نهائيا, ولكونها في ظروف تعجز فيها عن التطور, ومقاومة منها وإصرارا على البقاء, فإنها تلجأ إلى تحنيط نفسها, لتبقى كما كانت ذات يوم محفوظة, ولا تندثر كما يريد الاستعمار, بل تبقى على حالها ولو متخلفة بحكم تعطيله لتطورها, لكنها أصيلة ونقية ومحافظة على الجوهر مهما كان بسيطا وسطحيا. نعم لقد كان الإنسان الجزائري تحت الاستعمار الغاشم يتمسك بدينه الإسلامي الحنيف, ولو أصابه الكثير من الخرافات التي شجعها الاستعمار بكل ما يملك, كما حافظ على لغته العربية أو لغة دينه بالنسبة لمن قالت لهم فرنسا إنكم لستم عربا من أولئك الذين يتكلمون اللغة البربرية, والذين كانوا آنذاك أكثر حماسا وخدمة للغة العربية البسيطة, حيث كانوا يقيمون الزوايا التي تعلم القرآن وقدرا بسيطا من علوم اللغة العربية والشريعة الإسلامية, كانت هذه الزوايا وهي مقامة بغرض المقاومة الثقافية منتشرة في المناطق البربرية أكثر منها في المناطق العربية, وما ذلك إلا مقاومة للغزو الاستعماري والحرب الثقافية التي كان يركز فيها على المناطق البربرية أكثر من غيرها, لممارسة سياسة فرق تسد, ولاعتقاده بأن انتماء تلك المناطق للثقافة وللهوية العربية الإسلامية ليس راسخا, ويمكن اختراقه, فكان أن لاقى مقاومة شرسة قادته إلى خيبات تلو الخيبات والهزيمة النكراء في نهاية المطاف, وعندما اندلعت الثورة فيما بعد كانت تلك المناطقكغيرها من المناطق الريفية الجبلية عموما قد عرفت أعنف المعارك والمواجهات, لأنها كذلك هي البيئات الأكثر حرمانا وتجويعا وتجهيلا وتقتيلا. لقد كان الاستعمار الطاغي بسياسته الحمقاء تلك إنما يحصد رد الفعل المعاكس تماما, فكلما زاد بطشه زاد عزم الشعب على مقاومته, وكانت نية الإبادة التي يكنها للشعب تنعكس تماما عند هذا الشعب ذاته إلى عقد العزم على إبادة هذا الاستعمار الشرس مهما كانت التضحيات, حتى ولو كانت الموت, فثقافته المحنطة تفيده بأن ذلك هو الفوز العظيم. والخلاصة هي أن الفترة ما قبل الثورة والتي دامت مدة قرن وربع القرن, من عام 1830م إلى عام 1954م, كانت عبارة عن سحق تام لكل أوجه الحياة الطبيعية والثقافية, من ذلك أن قيادات الفرق العسكرية الاستعمارية أثناء الاحتلال كانت تتباهى وتتسابق بغنائمها التي تعود بها كل مساء من آذان النساء المقطوعة منهن أحياء أو أموتا بما تحمله من حلي, كما أن هناك جرائم شهيرة في حملات الاحتلال, منها خنق الأحياء, فقد حدث أن لجأت بعض القبائل بأكملها إلى مغارات جبلية ضخمة, هربا بحياة أفرادها وبعض أموالها مما خف حمله وغلا ثمنه وعرضها المتمثل في نسائها وبناتها المهددات بالاغتصاب والتنكيل والقتل, فما كان من المحتل البغيض إلا أن أشعل النيران على بوابات تلك المغارات مما تسبب في خنق قبائل بأسرها داخل تلك المغارات. لقد كان الاستعمار واضح البطش في الأرياف والبوادي خاصة, حيث يعيش معظم الشعب, الذي تم طرده إلى سفوح الجبال, حتى تمنح الأراضي السهلية الخصبة للمعمرين, وهم جماعات استقدمها المستعمر من جميع أنحاء أوروبا, وخاصة منها إسبانيا وإيطاليا ومالطا, وبدرجة أقل ألمانيا والبرتغال, وبصفة نادرة من بلدان أوروبية أخرى, وقد كان هؤلاء المعمرون الذين وهب لهم الاحتلال الغاشم أخصب أراضي الجزائريين المهجرين منها بقوة السلاح إلى سفوح الجبال, كانوا من المجرمين وقطاع الطرق والمساجين الأوروبيين, حتى يضمن قساوتهم وتمسكهم بالأراضي الخصبة التي أهداها لهم, ولا يفكرون في تركها, حيث إنهم معدومين تماما لا أملاك لهم في بلدانهم, ثم كيف يتركون الجنة التي لم يحلموا بها مجرد الحلم في ماضيهم التعيس؟ أما عن الثقافة المحنطة حسب مصطلح المفكر الثوري فرانز فانون " وهو طبيب متخصص في الأمراض العقلية مارتنيكي يحمل بالطبع الجنسية الفرنسية, وجاء صدفة ليعمل في مستشفى الأمراض العقلية بمدينة البليدة قرب عاصمة الجزائر, ومن هناك ربط علاقات بالثورة وفر إلى الجبال المجاورة ليواصل مسيرته بعد ذلك في هيأة تحرير جريدة المجاهد اللسان المركزي للثورة الجزائرية بتونس, ويصدر مؤلفات عن الثورة, منها كتاب أطلق فيه هذا المصطلح عنوانه - سوسيولوجية ثورة - مؤسسات الثقافة المحنطة هذه هي كتاتيب القرآن الكريم, والتي لم يستطع العدو الغاشم منعها خوفا من الثورات الشعبية, وإنما عمد إلى التضييق عليها وتسخيرها بواسطة عملائه لنشر الخرافات والمعتقدات الزائفة, منها أن الاستعمار موجود بإذن الله والاعتراض على ذلك هو اعتراض على القضاء والقدر, مما يعني الكفر الصراح, وما إلى هذا من أنواع الشعوذة التي عمل على نشرها عن طريق تلك الكتاتيب, وفيما عداها والمساجد الرسمية التي كان يعين أئمتها من أتباعه ويوكل لهم مهمات من نفس القبيل نشر الخرافة والشعوذة, أي الجهل المركب وتشويه العقل والسليقة والفطرة السليمة لشعب بأسره, فإن اللغة العربية ممنوعة من التدريس قانونا, وبالطبع يمنع منعا باتا تدريس علوم الدنيا بها, مما جعل الأمية تكاد تكون تامة, وما تلك 4 % التي نجت منها بعض النجاة إلا من طلبة القرآن الذين درسوا في الكتاتيب أو قلة منهم درست جانبا من التعليم الإبتدائي في المدارس الفرنسية, التي كانت لا تسمح إلا لأبناء الفئة الممتازة المحظوظة وهي في الغالب من المتعاونين مع الاستعمار, أو بعض الملاك والتجار الكبار وهم قلة قليلة جدا وذات صلات متينة مع الاستعمار حتى عندما تحافظ على مواقعها خارج العمالة والتواطؤ معه, أبناء هؤلاء فقط هم الذين تسمح لهم الإدارة الاستعمارية بمواصلة التعليم بعد المرحلة الإبتدائية المخصصة فقط لأبناء المعمرين وباقي الفرنسيين والأوروبيين من الموظفين وغيرهم. وفي تطور لاحق في الثلاثينيات من القرن الماضي أثمرت الثقافة المحنطة أو محاولاتها التحديثية نوعاما مدارس حديثة باللغة العربية تفتح بتراخيص كتاتيب قرآنية, كانت هذه المدارس التي غض الطرف عنها المستعمر وكان يشدد الرقابة عليها, ويضايق معلميها إلى حد السجن أحيانا, هي مدارس ابتدائية قليلة, فتحتها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين, وهؤلاء جماعة من خريجي الكتاتيب القرآنية اخترقت الحدود شرقا وغربا وتابعت دراستها في جامعات تقليدية مثل القرويين بالمغرب والزيتونة بتونس والأزهر بمصر, وبعضهم قصد السعودية وآخرون يمموا شطر سوريا, فلما عادو وكبر عددهم نسبيا أسسوا الجمعية المذكورة التي كان على رأسها العلامة الشيخ عبد الحميد بن باديس الذي خلفه بعد موته الشيخ محمد البشير الإبراهيمي, وبعد خروج هذا من الجزائر تحت ضغط أحداث الثورة, خلفه الشيخ العربي التبسي الذي اغتاله الاستعمار أثناء الثورة لرفضه التعامل معه وتصريحه بالتعامل مع الثورة, ويجهل قبره لحد الآن. وقد كانت هذه المدارس التي اعتمدت البرامج العصرية وتقوم بتدريسها باللغة العربية مدارس ابتدائية, يذهب خريجوها لمواصلة دراستهم في معهد عبد الحميد بن باديس بمدينة قسنطينة, وهو عبارة عن مدرسة إعدادية, حتى إذا تخرجوا منه التحقوا في الغالب بالمعاهد الزيتونية بتونس لمواصلة دراستهم الثانوية ثم الجامعية لمن أراد منهم وسمحت ظروفه بذلك, ومنهم من يتوجهون إلى جامعات مصر وسوريا والعرق والسعودية, وفيما بعد أثناء الثورة أصبحوا يتحصلون هم وزملاؤهم خريجو المدارس الفرنسية إلى بلدان كثيرة أخرى لمواصلة دراساتهم على منح كانت تحصل عليها المصالح الثقافية والتربوية التابعة لمؤسسات الثورة الجزائرية أو للحكومة المؤقتة التي تأسست في سبتمبر عام 1958م, وظلت تقود الكفاح حتى الاستقلال عام 1962م. هؤلاء الطلبة الذين درسوا في مدارس جمعية العلماء ثم في معهد عبد الحميد بن باديس سواء منهم من التحق ببلدان عربية أخرى لإكمال دراساته الثانوية وبعدها الجامعية أو أولئك الذين أدركتهم الثورة في تلك المدارس وخاصة في المعهد, قد التحق معظمهم بصفوف الثورة في شقها العسكري أو المدني ومنهم من بلغ مراتب عليا في الجيش أو في المجالات السياسية والديبلوماسية, ومنهم من تبوأ مسؤوليات كبرى بعد الاستقلال مثل قيادات الجيش والوزارات والسفارات, ذلك لأن تلك المدارس كانت في حقيقة أمرها مدارس لتعليم الوطنية ومنها الهوية العربية الإسلامية التي كانت هي القاعدة الصلبة والهدف الأسمي لذلك التعليم وللحركة الوطنية كلها, فلما اندلعت الثورة التحريرية الكبرى كانت تلك المدارس ومعهدها بمعلميها وتلاميذها أول المعنيين بالالتحاق بصفوف الكفاح بكل أشكاله المسلحة والسياسية والديبلوماسية, وهكذا وجدت الثقافة المحنطة متنفسا لها في هذه المدارس لتنهل عن طريقها من معين الثقافة المتطورة العصرية ولتجدد نفسها ولو على مستويات ابتدائية وإعدادية في الغالب, لأن الذين يعبرون الحدود هم قلة قليلة لصعوبة الأمر من جميع النواحي وخاصة من الناحية المادية, بسبب الفقر المدقع المنتشر بين أغلب العائلات الجزائرية آنذاك. ومهما يكن من أمر فإن جبهة الجهل قد بدأت تتململ وقد بدأت أشعة النور تتسرب باهرة, ومعها كانت الثورة العارمة ولم يكن لها من حل بالرغم من استعمال القوة الجنونية الإبادية سوى الاستقلال الذي حرر الأرض الطيبة الخصبة من نير الاستعمار, لكن الإنسان لا زال يرزح تحت نير الاستعمار بشكل أو بآخر حتى يوم الناس هذا, سواء كان هذا الاستعمار في شكل جديد أو عن طريق وسطاء من الجزائريين أنفسهم باحتكار كل شيء لفائدتهم وإبقاء الشعب يرزح تحت أغلال القيود والحرمان والسيطرة والاستبداد, غير ذلك سيكون حديثا آخر لاحقا إن شاء الله.