استشارات

اطرحوا قضاياكم لتجد كل اهتمام ومتابعة بالتعاون معكم ومع الخبراء والمختصين والمتابعين

الخميس، 31 ديسمبر 2009

تهنئة بسنة




هنيئا لكم بالسنة الميلادية الجديدة
مع أطيب التمنيات

الثلاثاء، 29 ديسمبر 2009

رسالة جديدة


رسالة جديدة من الشاب المغربي صاحب مشروع الزواج المثير للجدل
******************************************

الرسالة

آلسلام عليكم، وشكرا كثيرا لكل المشاركين و الله يجازيكم بالخيرومتأسف على الإطالةسأحكي لكم ما أسفرت عنه المكالات مع الفتاة،تحدث معها(مرتين في الأسبوع لمدة 4ساعات):تحدثنا عن خطبتها فقالت لي أن خطيبها اللذي شكرته لي فهو من عائلة محترمة وله مسكن في إيطاليا وهو مهندس...أنه لا يمكن أن يقول لها أنه يريد أن يفسخ الخطبة فقلت لها إذا كان هو من المستحيل أن يفسخ الخطبة،فالقرار بيدكي الآن فيجب أن يعرف ليبني مستقبله ويرتبط بفتاة أخرى وأنا كذلك فقلت لها أنتي مترددة فقالت لي أن القرار سآخده في لحظة لكن أريد أن أفكر بعقلي في الزواج أما الحب والأحاسيس...فبعد الزواج وسيكون لزوجي فقط(فقلت لها هل هناك مشكل عندما أقول لك "خطيبك" فقالت لي "سابقا")فقالت لي أننا لمحنا لعائلته أننا لا نريد إتمام الزواج وقالت لي أنا خائفة أن أرتبط به و أن يقوم بالإنتقام مني(فهذه هي عقلية أبناء المهجر)(وحكيت لها أن فتاة في عائلتنا كانت لا تريد شاباً فتزوج بها فأخد ينتقم منها بالضرب و الزنى والسكر ومازال على هذا الحال ولهما طفلان)فقالت لي أنا خائفة من هذه المشاكل فأنا لا أريد أن أتزوج سنة أو 2 أو 3 ثم أنفصل،أنا أريد الراحة وبناء أسرة وقالت لي أنه يتكلم كثيراً بالماديات وأنه سيوفر لها كل شيء وأنها لا تحب الماديات(فهي لها مشروعها)وهي تريد حياة سعيدة و مرتاحة فالمال ليس هو كل شيء.و قالت لي أن إحساسها لا يخيبها و قالت أنها تحس إن تزوجته أن حياتها ستكون كلها مشاكل.وأيضا قالت لي إذا كنت أريد أن أكمل معه فلماذا أكلمك أنت هكذا مع العلم أنها لا تكلمه هي بل هو من يتصل بهم ولا تتكلم معه مثلما تفعل معي أنا 4ساعات...فقالت لي إذا كنت أريد أن أقتنع بأفكاره فسأسمح له بالتكلم معي يومياً وحينها سيغير أفكاري وأقتنع به و لكني لا أريد ذلك.سأفعل كما قلتم لي ألا أتصل بها(الآن مرت 3 أيام)حتى تتصل بي هي،فأنا لا أظنها ستتصل بي لأني أنا من كان دائما يتصل بها ماعدا يوم عيد ميلادي فقد إتصلت بي،وهي ليست من النوع السهل كما قالت الحب والأحاسيس...بعد الزواج،إذن ولو كانت تحبني فلن تعترف لي الآن،إلا عند الزواج بها مع العلم أن لدي إحساس أنها تحبني لأنها دائما تسامحني و مرتاحة لي.الآن لا أعرف متى ستأخد القرار فأنا أعطيت لنفسي مهلة حتى شهر غشت(فالمرجو نصحي هل هذا القرار صائب)فإن لم تأخد القرار سأبحث عن فتاة أخرى وأناخائف أن تكون قد قطعت كل هذه الطريق وفعلت كل هذا من أجلي وفي الأخير أصدمها بهذا القرار،فهل أخبرها بهذا القرار و أدعها تفكر مع العلم أني أحبها و مستعد أن أضحي بأي شيء من أجلها، فقد رأيت فيها كل شيء: دين خلق،لا يحبون المشاكل وتريد حياة سعيدة ولا تحب الماديات (هي من عائة ميسورة) وتحب الإستماع للآخرين وفعل الخير والإجتماع بالعائلة وتحب وظيفتها الحرة في النباتات مع العلم أن لديها دبلوم إجازة في ......ودبلوم في البستنة.جزاكم الله عنا كل خير

******************************************



**************************************************


الرد على الرسالة



الأخ العزيز/ سلام الله عليكم

جاءتنا رسالتك الجديدة, وقد تمعنت في محتواها فوجدت معطيات يمكن اعتبارها جديدة في قضيتك, وهي لا تخلو من غرابة عن السياق العام الذي كنا فيه منذ مدة طويلة نسبيا, تفاجأنا هذه المرة بالموقف الغامض للفتاة من خطيبها, ومن ترددها المحير في البت في الأمر, فهي من جهة متخوفة كثيرا من الارتباط به, ومن جهة ثانية لا تتركه نهائيا, وذات الموقف لها معك, فلا هي تتركك بسبب ارتباطها أو انشغالها المستمر بخطيبها, ولا هي تقدم على حسم الأمر معك أو معه إيجابا أو سلبا, وقد عرفنا كذلك لأول مرة أهمية مكانة الفتاة عندك لدواعي أخرى غير العاطفة, تتمثل في مكانتها الثقافية والاجتماعية والمادية والمهنية الممتازة, إلى جانب تدينها المتين وأخلاقها الحميدة, مما يجعلها هدفا متميزا لديك لأسباب موضوعية وعقلية. يبقى أنك عملت بنصائح تفضل بها أصحابها مشكورين في هذا الموقع, من قطع مؤقت لاتصالك بالفتاة بغرض اختبار نيتها, وأنك متخوف من ذلك كون الفتاة لا تتصل عادة بك إلا إذا بادرت أنت, مما قد يؤدي إلى انتهاء الصلة بينكما, وهو ما لا تريده, لذلك تطلب النصح في هذا الشأن وأيضا الاستشارة في إمكان إخبار الفتاة بهذا الأمر, بمعنى أنها إن هي أرادتك فما عليها إلا أن تتصل بك وتعلمك برغبتها, وتبقى أنت في الانتظار بعد ذلك إلى أجل حددته في رسالتك, لا شك أن المشاركين في هذه الاستشارة سيزودونك مشكورين بوجهة نظرهم وما يرونه مناسبا لاستشارتك الجديدة. وفي انتظار ذلك أصارحك أخي الكريم بغرابة الوضع من الجهتين أنت والفتاة معا,إن كانت هذه المعطيات دقيقة, فكلاكما يمتنع عن حسم أمره, فلا هي تترك خطيبها أو تتمسك به نهائيا, ولا أنت تطلب منها موقفا نهائيا منك ومن رغبتك الملحة في الارتباط بها, مع اعترافك لها بحبك. في نظري الوضع في حاجة إلى حسم بعد - ربما- الاتفاق على مهلة للتفكير حتى تتجنبان خطر التسرع, ولتكن هذه المهلة التي حددتها وهي أكثر من 06 أشهر للتفكير الجيد, واتخاذ القرار النهائي, فإذا لم يحدث أي حسم يكون كلاكما حرا في التصرف بعد انقضاء الفترة المحددة, وأضيف بالتسبة لتخوفك من فقدان الفتاة بسبب امتناعك عن الاتصال بها, فأطمئنك أنه لا خوف إطلاقا إن كانت تحبك, فسوف تبحث عنك بكل الوسائل, فالحب أقوى من أي اعتبار آخر, وهو لا يعرف الكبرياء أبدا, يبقى أن تخبر الفتاة بهذا أم لا؟ إني أفضل ترك ذلك لما يشير به عليك أصحاب المبادرة التي شرعت في تطبيقها, وأيضا وجهات نظر كل المشاركين في إبداء النصيحة والرأي الذين ننتظر منهم مساهمات مفيدة في التطورات الجديدة لقضيتك. تحياتي لك أخي الكريم وتمنياتي بالاهتداء إلى ما هو صواب وصالح بإذن الله, ورجائي لك بالتوفيق والنجاح والفلاح والسعادة.

الأحد، 20 ديسمبر 2009

العام الهجري الجديد



التهنئة بالعام الهجري الجديد 1431
@@@
هذا عام هجري جديد يهل علينا مبشرا - إن شاء الله - ببدايات توجهنا إلى إحياء أمجادنا الغابرة, والعودة إلى قمة الريادة البشرية لتوجيه الإنسانية جمعاء نحو ما فيه خيرها العميم وأخوتها الصميمة والعدل بين أبنائها وشعوبها دون تمييز كما أمرنا ربنا سبحانه في كتابه العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. بهذه المناسبة المباركة أتمنى لكم من صميم قلبي أيها الأصدقاء والجيران والإخوة في العروبة والإسلام ذكرانا وإناثا مزيدا من الازدهار والرخاء والسعادة والتوفيق, والسعي الحثيث إلى خدمة أمتنا المجيدة لإعادة الاعتبار لها وتمكينها من ممارسة حقيقتها كخير أمة أخرجت للناس - وكل عام وأنتم وأهلكم الكرام بكل خير.

الجمعة، 18 ديسمبر 2009

تهنئة بمناسبه رأس السنه الهجرية


أخوانى وأحبائى
أتقدم لكم بخالص التهنئه بحلول السنة الهجرية الجديدة
جعلها الله مباركه بالتقدم والأزدهار للأمة العربية والأسلامية
وفك الله أسر القدس ونصر فلسطين والعراق
وجعلها الله سنة مباركة على جميع العرب
تحت مظله ورايه الدين السمح الأسلام
فجميعنا اخوا موحدين بالله
فلا فرق بين فلسطينى او عراقيا او مصريا او جزائريا
أعادة الله على الجميع باليمن والبركات
تقبلوا التهانى جميعا
معزتى وتقديرى للجميع

الثلاثاء، 15 ديسمبر 2009

الشاب المغربي


رسالة جديدة


من أخينا الشاب المغربي صاحب مشروع الزواج المثير للجدل


يتذكر المتتبعون لهذا الموضوع أن أخانا هذا قد راسلنا أول مرة طالبا الاستشارة, وكانت رسالته تحت عنوان " هل أتزوجها أو لا؟", ونشرنا رسائله تباعا تحت عنوان " هل أتزوجها؟", وقد فهمنا من هذا العنوان ومن مضامين الرسائل اللاحقة أن المسألة تتعلق باتخاذ قرار في الموضوع من جانبه, وإذا به يفاجئنا في هذه الرسالة الجديدة أنه ينتظر موافقة الفتاة, وأنها لم تصارحه إطلاقا بحبها له بالرغم من أنه صارحها هو وأعلن لها حبه, وأيضا عزمه على الزواج منها, أو بالأحرى رغبته في هذا الزواج, وهو الآن ينتظر موافقتها على الزواج ومصارحتها له بالحب, وبالتخلي عما يسميه خطيبها السابق, ولا ندري عن حقيقة هذا الخطيب شيئا ما عدا كونه مهاجرا يعيش في بلد أوروبي ويرغب في اصطحابها إلى هناك حسب ما ذكر هذا الشاب, أو بالأحرى ما نقله عن الفتاة هذه, لقد اندهشنا من هذا الموقف الذي لم نكن نعرفه, وإلا فما الداعي للخوض في مسألة وجاهة الزواج أو عدم وجاهته ما دامت المعنية بالأمر لم تقرر بعد شيئا, والمبادرة كلها من طرف واحد هو هذا الشاب صاحب المشروع الذي أصبح غامضا جدا, على أي حال فإن تصميم أخينا هذا على مثل هذا الزواج قد وجدناه غريبا والحالة هذه, لذلك ارتأينا نصحه بإعادة النظر والتثبت من كل شيء قبل أن يعرض نفسه لمشاكل هو في غنى عنها, وفيما يلي رسالته وردنا عليها:


************************************************************************************


رسالة الشاب المغربي صاحب مشروع الزواج


آلسلام عليكم، وشكرا كثيرا لكل المشاركين و الله يجازيكم بالخير أنا معكم دائما وأتصفح موقعكم يوميا،فأنا أتكلم مع الفتاة مرتين في الأسبوع لكي تنجدب لي أكثر،ولا أتكلم معها بخصوص خطيبها السابق وأين وصلت الأمور معه،فأنا الآن معروض عندهم وسأقدم لها هدية ولوالديها،وأتكلم معها في جميع القضايا ولكنها لاتعترف لي بأنها تحبني وأنا إعترفت لها بأني أحبها وأني في إنتظارها حتى يتم فسخ خطبتها مع خطيبها السابق(ولكن لا أعلم متى) سأخبركم عن أي جديد في موضوعي إنشاء الله جزاكم الله عنا كل خير


************************************************************************************


تعليقي على الرسالة


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتهأخي العزيز - لقد تفجأنا بكون الفتاة لم تصارحك بحبها حتى الآن, بالرغم من إقبالك عليها بشكل كبير, ما هذا الذي يحدث؟ في الواقع أن مثل هذا الوضع يعيدنا إلى نقطة الصفر, فما كان لنا أن نخوض معك في مشروعك للزواج, لو أنك صارحتنا منذ البداية أن الفتاة لم تعلن لك حبها بعد, ففي هذه الحالة يكون المشروع غير وارد أصلا, خاصة وأنك تقيمه على أساس عاطفي بحت। ربما أنك يا أخي في حاجة ماسة إلى إعادة حساباتك من أساسها, فماذا تنتظر هذه الفتاة التي كانت وضعيتها في يوم من الأيام غامضة؟ ولا ندري إن كان ذلك الغموض قد ارتفع بالفعل في الواقع؟ ما ذا تنتظر وقد وجدت شابا مثلك في وضعية ممتازة من جميع النواحي؟ ما ذا تنتظر حقا وقد صارحتها بحبك وعزمك على الزواج بها؟ ما ذا تنتظر لتتجاوب معك وتصارحك هي الأخرى بحبها الأكبر وقبولها بكل فرح وسرور لطلب يدها؟ إنها وضعية لا تخلو من إثارة التعجب, وعليك أخي العزيز أن تستعمل عقلك بكل ما تملك من قدرة على التفكير الواقعي المنطقي حتى لا ترتكب خطأ جسيما في حق نفسك وأهلك وأبنائك في المستقبل؟ وأظن أنك في حاجة ما سة إلى اختبار نية هذه الفتاة الحقيقية نحوك ومكانتك الواقعية عندها, وليس هذا بالأمر الصعب, وأعتقد أن اقتراحات معينة لاختبارها ستصلك من بعض المساهمين في هذه القضية والذين يعطونك ما يرونه في مصلحتك। ونسأل المولى عز وجل التوفيق والهداية لما فيه الخير والصلاح والفلاح. تحياتي لك أخي العزيز وتمنياتي .................. ع.المعلم


الجمعة، 27 نوفمبر 2009

عيد الأضحى



عيد الأضحى هو أهم أحد مناسبتين عند المسلمين يوافق هذا اليوم العاشر من ذي الحجة بعد انتهاء وقفة عرفة ، الموقف الذي يقف فيه حجاج بيت الله الحرام لتأدية أهم مناسك حج البيت يعتبر هذا العيد أيضا ذكرى لقصة سيدنا إبراهيم عندما أراد التضحية بابنه سيدنا إسماعيل تلبية لأمر ربه لذلك يقوم العديد من المسلمين بالتقرب إلى الله في هذا اليوم بالتضحية بأحد الأنعام (خروف ، أو بقرة ، أو ناقة) و توزيع لحم الأضحية على الأقارب و الفقراء و أهل بيته ومن هنا جاء أسمه عيد الأضحى .
اعتاد فيه المسلمون تحية بعضهم البعض فور انتهائهم من اداء صلاة العيد حيث يقوم: كل مسلم بمصافحة المسلم قائلا "تقبل الله منا ومنك" ثم يقول له. "كل عام وانتم بخير" ويرى البعض من المسلمين في يوم العيد يوم حساب للنفس حيث تكون فترة السنة الماضية هي محور التقييم وكأن المسلم بحلول العيد يكون قد طوى سنة وفتح أخرى جديدة.
تتسم ايام العيد بالصلوات وذكر الله، والفرح، والعطاء، والعطف على الفقراء وتزدان المدن والقرى الإسلامية بثوب جديد كما ان الاطفال يلبسون اثوابا جديدة، وتكثر الحلوى والفواكه في بيت المسلمين
اما البالغون فيقومون بزيارة أقاربهم ومعايدتهم، حيث يتوجب على المسلم أن يقوم بزيارة الاقاربه والاهله وصلة للارحام ومباركتهم بالعيد

ومن هنا أقول لجميع الأمم والشعوب الأسلاميه كل عام وأنتم بخير وعيد سعيد بأذن الله للجميع

الخميس، 26 نوفمبر 2009

عيد الأضحى







عيد الأضحى المبارك



عيدكم مبارك


كل عام وأنتم وأهلكم الكرام بكل خير


أعاده الله علينا وعليكم وعلى الأمة جمعاء بالخير واليمن والبركات

الاثنين، 23 نوفمبر 2009

جديد الشاب


هذه رسالة جديدة وصلتنا اليوم من الشاب المغربي صاحب مشروع الزواج المثير للجدل:



آلسلام عليكم، وشكرا كثيرا لكل المشاركين و الله يجازيكم بالخير فبخصوص والدتي فهي تقول لي" أنت من سيعيش معها فأنت اللذي يجب أن يختار وأنا أبارك لك"إذن هي فالفتاة زعلانة مني بخصوص هذه الأخبار فقد قالت لي: ما توصلنا له لا يناسب العائلتين معا. وحاولت أن أخفف عنها فكثفت بالإتصال بها لأواسيها(ولا أعلم إن كان هذا صواب)،فقد سألتها هل مازلتي مرتاحة لي،فأجابتني:إترك هذا الكلام إلى ما بعد، فحاولت معها ثانية و قلت لها لم تعودي مرتاحة لي ،فقالت لي:لا تترك تفكيرك يذهب بعيدا فأنت تستاهل كل الخير و أي شخص يرتاح لك.!!فهل أبقى على إتصال بها أكثر؟لكي تتعلق بي أكثر و الفوز بها إنشاء الله؟فزواجها بي الآن متعلق بفسخ خطوبتها مع خطيبها السابق(الموجود بإيطاليا) أي مسألت وقت وكما تقول لي "لي فيها الخير الله يآتيها لينا"و سأخبركم عن أي جديد في موضوعي إنشاء الله جزاكم الله عنا كل خير

*************************************************************************************

أخي العزيز:

عندما يكون الدليل هو القلب, فالتصرف يكون وفق ما يمليه القلب, فما تراه يرضي عاطفتك فافعله, لأننا عندما نبدي رأيا أو نقدم نصيحة, فإنما ننطلق من مقتضيات العقل بطبيعة الحال, وما دمت أنت تعتمد قلبك دليلا يقودك إلى حيث صواب العاطفة, فإننا قد نقدم لك ما لا يوافق مسارك, ولهذا نترك لك حرية التقدير والتدبير, ولا نريد تعكير صفو ما أنت فيه والذي نرجو لك فيه النجاح والفلاح والسعادة الغامرة إن شاء الله, واضح مما ذكرت أن الفتاة موافقة على الارتباط بك فلا تتحير, أما أن تقترب منها أكثر فأنت لست بالبعيد, ولا تخف فهي مقبلة عليك ولا يمكن أن تتركك تفلت منها, وإنما هي فقط تتصرف بشكل يزيد من إقبالك عليها, فلا تتحير, وبالنسبة لفسخ خطبتها أو الوعد بالخطبة الذي كان يربطها مع الخطيب أو مشروع الخطيب الأول, فستقوم به هي ووالدتها في أقرب الآجال الممكنة فلا تتعجل, واترك الأمور تسير بشكل طبيعي مريح, فحتى الساعة لا شيء يمكن أن يقلقك, وفي ظني أن لا شيء يمكن أن يقف في طريق مشروعك الذي أنت بصدده, خاصة وقد توصلت إلى إجابات مقنعة عما كان يسبب لك التردد من ماضي الفتاة وأمها, فما دمت قد تأكدت من سلامة الوضع, فلم يعد هناك أي مانع يمكن أن يحول بينك وبين ما تصبو إليه من زواج بهذه الفتاة, تصرف بشكل عادي طبيعي فليس هناك ما يزعج أو يقلق على موافقة الفتاة أو إنهاء مشروع خطبتها الأولى فهي - لا ريب - بصدد ذلك, وإن شعرت بضيق ما فلا مانع من أن تسألها وتستوضح منها الأمر, فليس في ذلك أي شيء محرج, وإن كنت أرى أن الأمور سليمة وسائرة في اتجاه ما يرضيك, تحياتي لك مع أجمل الأماني بالتوفيق والسعادة بإذن الله ..................... المعلم





الأربعاء، 18 نوفمبر 2009

هل أتزوجها؟



رسالة جديدة من صاحب مشروع الزواج


بعث أخونا العزيز الشاب المغربي صاحب الاستشارة في مشروع الزواج هذه الرسالة الجديدة

نقدمها لكم أعزاءنا كما هي

ونتبعها بإبداء الرأي فيها وننتظر منكم مشكورين إبداء وجهات نظركم خدمة لصاحب القضية وللمصلحة العامة

****************************************

الرسالة

سلام الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته اوجه شكرى لصديقنا عبدو على اهتمامه وتواصله معي و لكل المهتمين خاصة الأخت

أطلب السماح من أخي عبدو لأني لم أعمل بنصيحته الأخيرة،كما قال لي "كأنك تريد أن تسأل الفتاة لمجرد السؤال"।فلقد ذهبت وتكلمت مع الفتاة وأمها।فطلبت من الفتاة أن تسمح لي بالتحدث مع أمها،لكن الفتاة و أمها لا يخفين عن بعضهم أي شيء،فبدأت بقضية التبني فكان جواب الأم "قالت للفتاة تعالي إسمعي" وأخدت مكانها بيننا،وقد كانتا مصدومتان،فقالت لي أمها حرام أن أتبنى(فقالت لي تصور أن أتبنى وتقوم هذه الفتاة بالزواج من أخيها فهذا حرام)فقالت لي الفتاة سأريك صور حفل العقيقة و الدبيحة بحضور العائلة والجيران وأطلعك حتى على أوراق الولادة،وأجبروني على قول من قال أنها متبناة فقلت لهم من، فقالوا لي سنعمل التحاليل ونرفع ضده دعوة فأثنيتهم عن ذلك...وبعدها قالوا لي ما الأخبار الأخرى،فقلت لها عن عدم آداء واجبات الكراء...لكن أكدت لي العكس وأكدت لي أنها لا تسمح في حقها ولكنها لا تأكل مال الغير والحمد لله.وهنا لم أشأ إتمام ما سمعته من سكان بلدتهم أن الأم كانت قوادة "أعزكم الله"وأن البنت كانت تدخن وكانت على علاقة ،خاصة أن البنت كانت قد أكدت لي أنها لم تكون علاقة من قبل.فبدؤو يتحدتون لي عن أنفسهم:فقد إستقروا في هذه البلدة في 2003 ولا يختلطون مع الناس هناك،فأخدوا عنهم نظرت سلبية(كأنهم يتفاخرون بأنفسهم)خاصة أن العديد تقدم لخطبت الفتاة من تلك البلدة ولم تقبلهم الفتاة لأنها كونت فكرة عن عقلية الناس في تلك البلدة ولا تريد الإرتباط بأي منهم خوفا من الطلاق وضياع مستقبلها.وتطرقنا لموضوع خطيبها السابق (ذهب للديارالإيطالية وعمره 6سنوات)،فهم لا يريدون أن تبتعد عنهم ولا هي خاصة أنها أقامت مشروعها و تحب العمل فيه .فقد علموا من أحد أقرباء خطيبها السابق،أنه إتفق مع أعمامها(فهو صديق ويعمل مع أعمامها في إيطاليا،فهم اللدين تدخلوا في هذه الخطبة)على أنه سيدخل ويحدث مشروعا بالمغرب لكي يتزوج بالفتاة،وفي تلك اللحظة يأخدها معه إلى إيطاليا،لحسن الحظ أنهم علموا هذه الخطة،اللتي لم تحبها لا افتاة ولا أمها،اللتي هي مبنية عن الغضر.فقالت لي أمها إن كنت حقاً سيئة لقلت لهم لا نريد و خلاص،لكن أريد أن تحل الأمور بطريقة سلمية حتى تبقى علاقتنا مع الجميع طيبة.فهل أطلب من الفتاة بالتكلم مع خطيبها السابق لإقناعه بالتخلي عن الزواج بها؟خاصة أن الفتاة قالت لي سابقا أنها "مرتاحة لي ومرتاحة أني أوجد في حياتها"و سألتها عنه فقالت لي"لو كنت مرتاحة له لأتممت معه علاقتي للزواج"آسف عن الإطالة ولكم كل الخير والشكر

*************************************

التعقيب على الرسالة

الأخ العزيز صاحب الاستشارة سلام الله عليك ورحمته وبركاته

أولا: نهنئك على قرارك الذي لم تعلنه صراحة لكنه واضح ككل مرة, أنك تريد الزواج بهذه الفتاة

ثانيا: نهنئك على توصلك إلى معلومات تثبت الأصل الواضح الشريف للفتاة وبذلك يزول كل سبب أو على الأقل السبب الرئيس للتردد

ثالثا: أنت استشرتنا ولا خاب من استشار, والنصيحة مطلوبة وكذلك الرأي لكنك لست مجبرا عليهما وإنما دورهما هو وضع بعض الخيارات أمامك لتختار وأنت على بينة وفي وضوح تام, أما الاختيار والقرار فذلك من شأنك الخاص أنت وحدك

رابعا: نهنئ الأخت الكريمة الحرة على فوزها في الاستشارة واعتمادك رأيها في نهاية الطاف

****************************

أما عن استشارتك الجديدة, في كونك تطلب من الفتاة إقناع خطيبها بالابتعاد, أو أنك تتركها تفعل ذلك من تلقاء نفسها, فرأيي ألا تطلب منها لأن هذا ليس بمشكلة وقد اتخذت وهي وأمها قرارا في الموضوع وهو شأنهم, وما عليك إلا إن تتقدم على بركة الله خاطبا, وإنا نتمنى لك زواجا سعيدا وحياة موفقة, ونحن على استعداد تام لمواصلة مراقتك وإبداء الرأي والنصيحة والمشورة إلى أن تحقق مرادك بإذن الله ويتم كل شيء بخير وتوفيق إن شاء الله.

******************************

رجائي من المساهمين الكرام والمتتبعين مواصلة إبداء الرأي والنصح مشكورين إلى أن نبلغ النهاية السعيدة مع صاحب مشروع الزاج من المغرب الشقيق


الثلاثاء، 17 نوفمبر 2009

عن بؤس الرياضة العربية 2



الشعب الجزائري يرفض التخريب والعنف




كانت الأجواء اليوم خالية من كل التشنجات التي أعقبت حادثة الحافلة الأليمة في القاهرة بعد ظهر الخميس الماضي, ذلك أن التطورات التصعيدية, والأجواء العبثية التي صاحبتها, لا يمكن أن تمر دون أن يتخذ منها أهل الرأي والحكمة وعامة الناس غير المغرضين موقفا فاصلا, لقد حدث ما حدث وما زال لم ينته تماما, حيث إن عددا من أنصار الفريق لا زالوا لم يعودوا من القاهرة, ولا شيء يطمئن على مصيرهم, وخاصة بعد وصول أفواج متلاحقة من العائدين ورواياتها المؤثرة.الوضع أخذ يسير نحو الانفراج بتزايد أعداد العائدين مما يجعل أهاليهم وأصدقائهم ومعارفهم يهدأون بالرغم من انشغالهم بمصير الآخرين لم يصلوا بعد, لكن كل هذا ومعه آثار ما حصل وتأجيج نيران الثأر والحقد والفتنتة من عناصر مشبوهة أو ذات مصلحة سياسية أو غيرها, واستغلال عواطف الناس ومشاعرهم الطبيعية العفوية, كل هذا لم يمنع الأغلبية الساحقة من الناس ذوي النيات الحسنة, وذوي الفكر والتوجه الوطني والقومي والديني السليم الذين لم تنطل عليهم كل أساليب الإثارة والتبرير الحاقد والمتعصب والمبيت لنيات سيئة بالرغم من وجود حجج قوية في أيديهم يصعب اعتراضها, لكن الذي حدث قد حدث وربما تم إصلاحه إن تحركت الجهات السياسية في البلدين في الاتجاه السليم, وسواء طال الزمن أو قصرفإنها سوف تفعل يوما, بحكم الروابط الطبيعية التي يستحيل فصمها بين الشعبين, فإن الجزائر العميقة الشعبية والمتنورين من القوى الحية في البلد, قد ارتأت أن الخطأ لا يمكن أن يصلح بالخطأ, ولا بد من إيقاف مسلسل التخريب والعنف فورا, لأنه اتجاه غير سليم وخطير ولا مبرر له مهما كانت الظروف ولا فائدة منه ترجى ولا طائل من ورائه أبدا. وأي معالجة لما حصل يجب أن تكون في إطار سليم مفيد وبناء وبالطرق الشرعية والقانونية, هكذا كان القرار الشعبي والنخبوي الحكيم بأن يقف العبث بالممتلكات واحتمال التعرض للأشخاص أي كانوا وعلى وجه الخصوص ضيوفنا الكرام من إخواننا المصريين الذين لا ذنب لهم فيما جرى ولا مسؤولية لهم فيه, ومهما كان من أمر فإن تقاليدنا وقيمنا لا تسمح إطلاقا بالإساءة للضيف مهما كانت , ثم إن التخريب والعنف إذا انطلقا وأفلتا من زمام المراقبة والتحكم فإنهما لا يعرفان الحدود ولا يتوقفان ولا يميزان أبسط تمييز, وهما بالتجربة التي ندركها عميق الإدراك سرعان ما يتحولا إلى آلة كاسحة لكل شيء دون تمييز, فالتخريب والعنف اللذان يستندان إلى حجج اليوم يتستران وراءها فإنهما مع مرور الوقت يفقدان الحاجة إلى التستر ويخرجان على الناس بوجه سافر يحصد كل ما يصادفه في طريقة بلا تمييز وبلا بحث عن مبرر أي كان, لذلك وجب إطفاء نار الفتنة في المهد ورفضها رفضا مبدئيا وقيميا ومصلحيا, فكان أن هدأت الأمور تماما, وانصرف المنشغلون بهذه المناسبة إلى ممارسات سلمية وسليمة واحتفالية صحية لا تثير استياء أحد, بل تضفي الكثير من البهجة والحبور على الحياة العامة وعلى الأحياء المدن, غير أنه محليا لا بد من التنبه واليقظة إلى إمكانة صدور بعد الهزات المفاجئة والمعزولة التي يدبرها المتربصون ممن في أنفسهم مرض من المتربصين بالجزائر وعروبتها وإسلامها والذين لا يزالون يحنون ألى الجزائر الفرنسية لا سيما وهم يلقون الدعم الكبير والمؤازرة من وراء البحر, من القوى اليمينية وخاصة منها أنصار الجزائر الفرنسية من كبار المعمرين القدماء وأبنائهم وأحفادهم, لاسيما وهم أصحاب جاه كبير ونفوذ ومال في فرنسا, لهم الصدارة وكبير التأثير, إن امتداداتهم في الجزائر والتي ترفض الانتماء العربي خاصة للجزائر ومنهم من يذهب إلى رفض الانتماء الإسلامي كذلك, هؤلاء رغم فقدانهم للسند الشعبي فإنهم يتمتعون بامتلاك وسائل ونفوذ قوية يمكن أن ترتكب حوادث يائسة معزولة وحاقدة, إن لم يستطيعوا ذلك في إطار الإساءة إلى العلاقات الأخوية بين الشعبين والبلدين الشقيقين, بمعنى أنهم إذا عجزوا عن الإساءة للعلاقات الأخوية الجزائرية المصرية فإنهم قادرون على الإساءة للمصالح الجزائرية وحدها, وهم على استعداد لكل إساءة انتقامية من استقلال الجزائر عن فرنسا, الذي يرفضونه كل الرفض.



كل هذا لا يمنعنا من تذكير أولئك الذين تسببوا في خلق فرصة لكل من له نية الإساءة والتخريب, بكل أنواعه وألوانه وأغراضه, وأنه لابد من التذكير من أن حملة الإثارة والتشجيع على العنف وغرس روح الكراهية قد بدأت منذ شهور, وقصة المسمى عمرو أديب الذي كان ينفث السموم عبر فضائية أو فضائيات لا زالت ماثلة للعيان, وإن كنا لم نفهم مفعولها ومرماها إلا بعد حدوث الكارثة وتداعياتها ومضاعفاتها, ثم إنه لا بد من قول الحق والحقيقة وليتحمل كل واحد مسؤولية أفعاله, فإن الإعلام في الجزائر ولا أقول الجزائري كما أقول في مصر ولا أقول المصري وإلا وقعنا في الفخ وانطلت علينا الحيلة, فالذين قاموا بهذا الشحن البغيض والتخريبي لا يمكن أن يكون لهم انتباء وطني نزيه وشريف, إن ضرورة ذكر الحقائق تقتضي القول إن الإعلام الحكومي في الجزائري بكل أنواعه كان بعيدا كل البعد عن تهيئة أجواء الفتنة, أما الإعلام المستقل وهو عبارة عن عدد من الجرائد المستقلة فإنه لم يباشر هذه الحملة بشكل سافر وغير مبرر, وإنما قام ببعض الردود عن عمرو أديب هذا وأشباهه, ولا يفوتنا أن نذكر بأن الكثير من إخواننا المصريين قد رفضوا وردوا على تلك الحملة الغريبة, وعلى عمرو هذا بالذات, ثم نضيف أن الإعلام في الجزائر قد انخرط في هذه العملية مؤخرا عندما بلغت ما أسميه الحرب الإعلامية بعد مباراة الرابع عشر من نوفمبر وليس قبله, كما أستطيع القول إن هذه الحملة قد بدأت تتراجع بشكل ملحوظ اليوم بعد اجتماع اتحاد الناشرين أمس, والذي أصدر بيانا يندد فيه بما تعرض له الفريق وأنصاره, ويدعو السلطات الجزائرية إلى تحمل مسؤولياتها والسعي لدى الفيفا لتطبق قوانينها في هذا الشأن, كما يدعو إلى التوقف فورا عن التخريب والعنف بكل إشكالهما ومنهما بالطبع العنف اللفظي والحملات الإعلامية, ولا يفوتنا بهذه المناسبة الأليمة أن نستغرب موقف السلطات في البلدين من الوقوف موقف المتفرج عن الحملات الإعلامية السيئة والمسيئة والتي كانت واضحة الاتجاه إلى تأجيج روح العنف والكراهية والحقد, ثم إنها أي هذه السلطات ذاتها لم تتصد للعنف عند انطلقه ولم تضع له حدا حاسما سريعا, بل وقفت موقف المتفرج كما فعلت مع الحملة الإعلامية, بطبيعة الحال فإن هذا ليس من أجل سواد عيون كرة القدم وإنما من أجل خدمة أغراض سياسية ضيقة ورديئة وشعبوية, بعضها كان له الأثر الطيب وذلك من غرائب الأمور, فقرار السلطة الجزائرية ببعث بضعة آلاف من الشباب إلى الخرطوم ليناصر الفريق الوطني وإرفاقه بأطباء وبفرق للحماية المدنية وإعلاميين رغم أني اعتبرته عند صدوره نوعا من التصعيد وانتقدته لذلك, إلا أنه أثر إيجابيا في تهدئة الأجواء وكان سندا مهما لقرار الرفض الشعبي والنخبوي للعنف والتخريب والإساءة أي كانت لإخواننا المصريين الضيوف, قد يكون ذلك حصل بمحض الصدفة كما قد يكون مدروسا ومقصودا, لا ندري ولكن لا بد من ذكر الأثر الحسن الذي أحدثه, أملنا أن يكون هذا الذي حدث وهو أمر فظيع وغريب أن يكون درسا بليغا يستفيد منه شعبانا الشقيقان وغيرهما من شعوب أمتنا, وقد يكون ذلك هو المبرر الوحيد للدماء التي سالت والمعاناة التي وقعت, وللنفوس التي تعذبت, وغيرها من الآثار السلبية لحادثة من أغرب ما تكون الحوادث, وإنها لفرصة مواتية للشعوب ونخبها المخلصة وذوي النيات الحسنة مهما كانت انتماءاتهم ومواقعهم أن يتحلوا باليقظة والحذر ويتصدوا بكل حزم وحسم لكل من تسول له نفسه بمحاولة إشعال نار الفتنة داخل الشعب الواحد أو بين الشعوب الشقيقة.

السبت، 14 نوفمبر 2009

عن الرياضة العربية




عن بؤس الرياضة العربية وجريمة القاهرة


لست أدعي الفهم في الرياضة إلا كونها معبرة عن الجانب الجسمي في الإنسان وتنميته وصيانته والنهوض به وتطويره. أما عن هوس كرة القدم فإني بعيد عنه تماما, واهتمامي الوحيد به هو عندما تكون هناك مقابلة دولية والجزائر بالدرجة الأولى أو أي بلد عربي طرف فيها بالدرجة الثانية. أما عن الوضع الرياضي العربي عموما فهو في نظري - بطبيعة الحال - متخلف كثيرا, وما على من يريد التأكد من ذلك إلا الاطلاع على الترتيب الذي تضعه الجهات المعنية في المنظمات المتخصصة وطنيا وإقليميا وعالميا. وهو أمر منطقي فلا ينتظر من بلد متخلف في المجالات الأخرى أن يكون متقدما في الرياضة, وقديما قالوا: العقل السليم في الجسم السليم. أما عن المباريات العالمية في كرة القدم, والتي تجرى في إطار كأس العالم, فإن مشاركة العرب فيها ضئيلة جدا لكونها لا تستطيع الوصول إليها بسبب ضعفها, وفرقهم عندما تشارك لا تتجاوز المراحل الأولى في التصفيات, بمعنى أن وصولها للمشاركة هو أمر قليل الأهمية ما دامت المشاركة هي السقف مجرد المشاركة والنتيجة معروفة مسبقا, وهي الإقصاء السريع. وإني في هذا الأمر بالذات لا يهمني بتاتا أن يمثل العرب في هذه المناسبة الرياضية العالمية هذا القطر العربي أو ذاك, وفي الحالة التي نحن فيها بالذات, لا يهمني إطلاقا أن تكون الجزائر أو مصر هي التي تذهب إلى جنوب إفريقيا في جوان المقبل, لتخرج منه بعد أيام معدودات. ومنذ أيام بدأ الشباب خاصة في الجزائر يحتفل في الشوارع بمناسبة المقابلة النهائية أو قبل النهائية بين مصر والجزائر, التي تجرى اليوم السبت في القاهرة, ودائما أقول عن هؤلاء المحتفلين المهووسين إنهم مجانين, غير أني في هذه المرة استحسنت بعض مظاهر تلك الاحتفالات بما فيها من تجارة الأعلام التي انتشرت لأول مرة منذ الاستقلال, أي ما يقرب من نصف قرن, أعلام من كل شكل وحجم, فيها ما هو معد للبس, وفيها ما هو معد للتعليق في السيارات في وضعيات مختلفة, ومنها ما يحمل في الأيادي أو يلف حول العنق أو اليد, وفيها وفيها وفيها. جانب احتفالي أعجبني وليس فيه ما يزعج رغم بعض المبالغات التي تدل على هوس أنصار الفريق الوطني كالعادة. وبطبيعة الحال فإن مثل هذا الهوس يمكن أن يتحول لو كانت المقابلة في الجزائر, وحتى وهي في القاهرة إن لم تتحمل السلطات مسؤولياتها إلى تجاوزات خطيرة تهدد أمن الناس وأملاكهم, وتنشر الفوضى العارمة, التي قد تشكل تهديدا جديا لسلامة الحياة العامة.
لقد كانت الاحتفالات منذ أيام خلت رائعة, وكان الناس والشباب خاصة يعيشون أجواء الانتظار البهيجة للمباراة المقررة ليوم السبت بين الجزائر ومصر إلى أن وقع الحادث المشؤوم للفريق الجزائري لدى وصوله بعد ظهر الخميس إلى مطار القاهرة, والذي قالت عنه وسائل الإعلام العالمية إنه حادث إرهابي وحشي تعرض له الفريق الوطني الجزائري لكرة القدم, أما الجانب المصري فراح يكذب نبأ وقوع الحادث ويشكك في الأنباء التي تداولتها وكالات الأنباء وكل وسائل الاتصال والإعلام العالمية بالرغم من التصريحات الرسمية لوزير الخارجية الجزائري وزميله وزير الشباب والرياضة الموجودين في القاهرة, بمعنى أن الطرف المصري يكذبهما ويا للمهزلة, ثم يذكر رواية عجيبة وغريبة لتفسير كسر زجاج نوافذ الحافلة التي كانت تقل الفريق الجزائري إلى الفندق الواقع على بعد خطوات من المطار, وقد اختير تحسبا لوقوع مثل هذه الفاجعة, وللشك في جدية الأمن المصري في حماية الفريق الوطني, ونظرا للحمى الإعلامية التي سبقت هذا الموعد الكروي في مصر والتي لم يكن يتوقع منها سوى الشر المستطير, ونظرا لوقوف السلطات المعنية في البلدين موقف المتفرج اتجاه هذا الهوس الإعلامي الخطير والمغذي للعنف دون شك, بل المؤجج له, لكن رغم قصر المسافة كل القصر بين المطار والفندق المختار فإن تبييت الأمر قد أدى إلى وقوع الكارثة الرهيبة. إن الصورة التي نشرتها كبريات الصحف اليوم في الجزائر على طول وعرض الصفحة الأولى لأشهر لاعب دولي من فريقنا والدماء تنسكب من رأسه وتسيل خطوطا كثيفة لتغطي وجهه كافية لإشعال نار الحقد والضغينة والكراهية بين الشعبين الشقيقين اللذين يجمع بينهما كل شيء ولا يفرق بينهما أي شيء, وهو هدف كبير وهدية ثمينة لأنصار الجزائر الفرنسية. ورأيي المتواضع في الموضوع هو أن الذي حدث ليس من عمل الجماهير المصرية المناصرة أبدا وإنما هو من عمل النظام البوليسي الذي لم يجد أي طريقة لنصر يهمه لإلهاء الناس فترة أخرى من الزمن الفاصل عن كأس العالم, إلهاؤهم عن مشاكل حياتهم التعيسة بسببه سوى التخطيط المحكم لعملية إرهابية مجرمة تصيب عددا مهما من العناصر الجزائرية بحيث يستحيل عليهم النصر في المباراة ويصبح من الممكن هزيمتهم ب 3 أهداف بدون مقابل وبذلك يتحقق التأهيل الذي يحلمون به والذي لن يكون أبدا لأنه غير طبيعي ووقع التخطيط له بوسائل إرهابية مجرمة شنيعة. الزجاج كسر من الداخل يا سلام من الذي كسره؟ والذي يقول هذا هوسائق الحافلة وهو بالطبع ليس إلا عنصرا في الأمن الراعي للعملية والمشرف على تخطيطها وتنفيذها بإحكام. طيب ومن جرح ستة لاعبين ثلاثة منهم جروحهم خطيرة؟ أحدهم 4 غرز في رأسه والثاني 7 غرز في رأسه والثالث في المستشفى في حالة خطيرة, ثم يتحدثون عن حرق العلم المصري في الجزائر وعن ضرب الجزائريين الفريق والجمهور المصري المناصر له في مباراة الذهاب بالجزائر. نعم ربما قد يكون حرق العلم قد وقع وهو فعل سهل لأحد الصعاليك لكن الضرب لم أسمع عنه إلا اليوم, وهي فرية أخرى لتبرير الفعل الإجرامي الشنيع الذي تعرض له الفريق الجزائري في مطار القاهرة, أو لتبرير ما لا يبرر. لا أقول إن الذي حدث في القاهرة هو إرهاب الدولة لأن العرب كلهم لا يملكون شيئا إسمه دولة , لكنه دون شك إرهاب السلطة, والتبرير الذي يتداوله الإعلام محقا هو أن السلطة العشائرية القبلية ومنها تكتلات أصحاب المصالح وعصب المنفعة والاختلاس والتفريط يهمها أن تشغل الجماهير والشباب خاصة لأكبرمدة ممكنة حتى لا تزعجها بمطالبها وأنينها من وجع الحياة الصعبة المأساوية في مجتمعاتنا البائسة لأن هذه العصب المنتفعة لا يهمها سوىاستمرار مصالحها بأي ثمن كان ولو بالحديد والنار. هذه هي الحكاية فالنظام المصري البوليسي أو على الأقل جماعة ذات نفوذ منه قد خططت ونفذت الجريمة لهذه الغاية الشريفة جدا, والنظام الجزائري المماثل متواطئا معها بشكل غير مباشر, وذلك بعدم حثه النظام المصري على فرض جو من الهدوء وليس ترك الحبل على الغارب وتشجيع الإعلام المأجور على تأجيج نار العنف,لقد كنت متأكدا من حدوث كوارث لكنني كنت أظن أن ذلك سيقع للأنصارالجزائريين المجانين المهووسين الذين رحلوا بالآلاف إلى مصر, أما أن يصل الأمر إلى ضرب عناصر الفريق وإصابتهم إصابات قاتلة, فهذا ما لم يدر بخلدي أبدا. لماذا؟ لأنني لم أكن أشك لحظة واحدة في كون نظام بوليسي عربي واحد وصل به الأمر إلى درجة القيام بعمليات إرهابية مجرمة. كنت واثقا من أن الأمن المصري وهو من أقوى وأقسى هيئات الأمن في المنطقة العربية وأكادأقول في العالم كله, لا يمكن أن يسمح بتصرفات من هذا القبيل, أما أن يكون هو المخطط والمنفذ لها, فهذا ما لم يصل إليه خيالي الغبي للأسف الشديد, إنه من المستحيل أن تتم عملية من هذا النوع دون أن يوافق عليها الأمن المصري ومعه بالطبع جهات نافذة في السلطة, لسبب واضح هو أن هذا الأمن يتمتع بقبضة حديدية لا يفلت منها شيئ أبدا وخاصة بهذا الحجم وفي المطار وفي هذه المناسبة بالذات. ثم يتحدثون عن أنهم ذهبوا للفندق للتأكد من الرواية الجزائرية التي تهدف إلى تأجيل المباراة أوالاحتجاج عليها إن انهزموا. ولذلك جرحوا 3 لاعبين دوليين جروحا خطيرة والتي لم يتأكد منها المسؤولون المصريون المعنيون - حسب تصريحاتهم - لذلك لا بد أن يذهبوا للفندق للتأكد,في الوقت الذي تتحدث فيه بعض الأنباء عن أن الحافلة تهشمت تماما, وأن اللاعبين لو لم يكونوا محاطين بأنصارهم الجزائريين الذين جعلوا من أنفسهم دروعا بشرية لحمايتهم لما سلم منهم أي عنصر من الموت أو الجروح الخطيرة, كما أنهم لم يعلموا وهم الذين لا تخفى عنهم خافية بالعنصر الجزائري الذي حول على عجل إلى المستشفى لحالته الخطيرة جدا, وإنها لمهزلة أن يصدر هذا التصريح المثير للشفقة والسخرية والذي أصبح أضحوكة للعالم بأسره, وسيظل ذلك أبد الدهر كونهم يشككون في حصول هذا الحادث أصلا وأنهم ذاهبون إلى الفندق للتأكد منه. والحقيقة أنهم إنما ذهبوا ليعتذروا كل المسؤولين عن الرياضة المصرية وعلى رأسهم شخصية كبيرة جدا, من أجل تمرير المخطط, وتثبيت الفرصة التي خلقوها بهذه الجريمة لفوز صعب رغم ذلك,وقد رفض الوفد الجزائري الرياضي اعتذارهم بشدة, أما المباراة فمن المفروض ألا تكون في موعدها, لأن الفريق الجزائري في حالة مزرية لا تسمح له بإجرائها أبدا وفي كل الأحوال لن يتحقق منها الهدف الذي من أجله وقع التخطيط للجريمة الإرهابية وتنفيذها, أما وقد قررت الفيفا إجراءها في وقتها بضمانات مصرية مكتوبة عن سلامة الوفد الجزائري, فإن هناك شبهات لا مفر منها تحيط بموافقة المسؤولين الجزائريين الذين شاركوا في المفاوضات مع الفيفا ومع الجانب المصري, لأنهم بهذا يتضامنون مع المخططين والمنفذين للجريمة النكراء, وهو موقف مفرط ولا مبالي إن لم يكن هناك شيء آخر يبرره ذاتيا كان أو موضوعيا. إن الذي حدث خطير جدا والذي يهمني فيه هو أن الدم الجزائري ساح على أرض القاهرة عبثا لأسباب تافهة, وفي أحسن الأحوال لقد وقعت الواقعة الرهيبة من أجل لعبة مجرد التنافس في لعبة. ثم إن التبريرات التي قدمت تافهة جدا وغبية ولم تذكرها أي وسيلة إعلامية في العالم عدا بعض الوسائل العربية, المستعدة لذكر مثل هذه الروايات البلهاء. أما الإعلام العالمي المحترم فلا يمكن أن يذكر مثل هذه الترهات الغريبة والهابطة. إن الذين ساح دمهم الطاهر الشريف الغالي في القاهرة هم أبناء أوأحفاد الشهداء والمجاهدين, ثم إنهم أبطال عالميون يلعبون في أكبر وأرقى الأندية والفرق العالمية الأوروبية وغيرها, وهم يعيشون في قمة الحياة المعاصرة الراقية المتحضرة, فكيف يتصور أن يكسروا زجاج الحافلة من الداخل ثم يجرحون أنفسهم جروحا خطيرة في منطقة الرأس بالذات في الغالب؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ أما أحدهم فيصارع الموت في إحدى مستشفيات القاهرة,والسلطات المعنية تجهل ذلك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ وتذهب إلى الفندق لتتأكد إن كان مجروحا فعلا هو وزملاؤه الخمسة حسب الرواية الجزائرية. وفي ذات الوقت كانت وكالات الأنباء ووسائل الإعلام العالمية تنشر صور العناصر الجزائرية المضرجة بالدماء, وفيديوهات حية عن العملية الكارثية التي تعرضوا لها لقد كان للإعلام الرسمي المصري الدور الأكبرفي التمهيد لهذه الجريمة البشعة بتأجيج نار الحقد والعنف لأنه لا سبيل لفوز لا أقول مصر حشاها ولكن العصب المنتفعة في هذه المباراة إلا بعملية إرهابية مجرمة خطيرة من هذا النوع, غير أن الدم الجزائري ليس رخيصا أبدا ولم يكن كذلك في يوم من الأيام. أما أن يهرق علىضفاف قناة السويس لتحرير شبه جزيرة سيناء من الاستعمار الصهيوني فذلك مكانه الطبيعي الشريف الغالي, لكن أن يسال مجانا في القاهرة من أجل الفوز في لعبة فهذا عبث ما بعده عبث. والأشنع منه هو أن الدماء تنزف وأحد الجرحى يصارع الموت في المستشفى وهم أي المسؤولون المصريون يقولون في تصريحات إعلامية عالمية إنهم سيذهبون إلى الفندق للتأكد من الحقيقة التي فعلوها بأيديهم. والذي لا يقل شناعة عن كل ذلك هو موافقة الطرف الجزائري على إجراء المباراة في موعدها اليوم بضمانات كتابية مصرية لسلامة الوفد الرياضي الجزائري, بعد أن كانوا قد صرحوا بالأمس أنهم سينسحبون إن لم يتقرر إجراء المقابلة بعد مدة كافية في بلد آخر, فما الذي تغير!!!!!!! ؟؟؟؟؟؟؟؟؟, ولله في خلقه شؤون, ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

الخميس، 12 نوفمبر 2009

جديد هل أتزوجها



الجديد في قضية مشروع الزواج

للشاب المغربي


جاءتنا رسالة جديدة اليوم من الأخ الشاب المغربي صاحب الاستشارة في مشروع الزواج المثير للجدل. فإليكموها ويعقبها جوابنا عليها, وإننا لننتظر مساهماتكم الكريمة مشكورين

*********************************************

الرسالة:


آلسلام عليكم، وشكرا كثيرا لكل المشاركين و الله يجازيكم بالخيرفبخصوص وفاة والدي "الله يرحم كل المسلمين"فقد توفي في 2005 للمعرفة فقط.فقد إلتقيت بالفتاة في منزلها و بحضور والديها ولم تتسن لي الفرصة لمحادثتها على إنفراد،فقد كانوا فرحين بي جدا ولم أرد تعكير الأجواء وأخبرتني أم الفتاة أن البنت تساهم في فعل الخير كبناء المساجد(لأننا تطرقنا لموضوع المساجد و أخبرتني أمها بذلك)وعلمت أيضا من طرف صديق لي في "مسنجر الأنترنت"اللذي يقطن بمدينتها أن الفتاة كانت متعرفة مع أحد شباب المنطقة وكان يراها معه"أي كانت صاحبته" سنة2005 أي يمكن أن تكون قد قامت بعلاقة حميمية معه والله أعلم!!؟(مع العلم أن الفتاة أمها لا تفارقها و أكدت لي الفتاة أن لم تكون علاقة من قبل و أن ضميرها لا يسمح لها بذلك)وبعد يوم الزيارة هاتفت الفتاة وعلمت أنني سألت عنها في بلدتها فقلت لها سأخبركي بكل شيء علمته عنكم و ما يقوله الناس عنكم ولكن ليس في الهاتف،فقالت لي "مالنا آش كان ديرو"بمعنى"ماذا نفعل!؟"وقالت لي الزواج قسمه ونصيب فقلت لها المهم فأنا إنتظرتك كثيرا لكي تخبريني متى نتقدم للخطبة وقلت لها أنه من غير الصواب أن تقول الفتاة للرجل تقدم لخطبتي وأخبرتها أني سأأتي مع والدتي عندكم فقالت لي مرحبا بكم فأنتم عائلتنا بدون خطبة(وهي دائما تقول لي أنتم أصبحتم عائلتنا!!!!)لا أدري ماأعمل هل أسئلها عن هذه العلاقة مع هذا الشاب(بمعنى يوم تقدمت لها أي سنة ونصف هل كانت لاتزال معه؟؟!!أو أنسى الموضوع؟)شكرا لكم جميعا جزيل الشكرفقد أطلت عليكم كثيرا هذا الموضوع وأتمنى أن يوقني الله في الإختيار الصائب قريبا؟


*********************************************


الرد:


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي العزيز
لا شكرعلى واجب فهذه مهمتنا التي تطوعنا للقيام بها ونسأل الله العلي القدير أن يوفقنا في خدمة المنفعة العامة. نشكرك على المعلومات الجديدة التي تساعدنا على حسن المتابعة والدراسة وإبداء الرأي الذي نريد منه صلاحك وصلاح الأمة جمعاء.
أما أن الفتاة تساهم في أعمال الخير وعلى الأخص بناء المساجد وهي مساهمة مشكورة ومأجورة إن شاء الله فإنها نقطة تحسب لها وتوضع في رصيدها بالدارين بإذن الله, وهذه شمة طيبة لا ريب, تدل على جانب حميد فيها.
أما عن كونك لم تتطرق للموضوعات التي علمتهاعنهم لأن أجواء الضيافة لم تكن تسمح بذلك, فهو تصرف حسن وجميل منك, فاختيار مناسبة الحديث سلوك حسن تشكر عليه, ولا يليق بك وأنت في جو من الضيافة والترحاب أن تعكر الأجواء - كما قلت - بحديث لا يسرهم دون شك.
أما عن أنك تسأل الفتاة عن موعد الخطبة, وفي ذات الوقت تريد أن تسألها عن صحة المعلومات التي عرفتها عنهم, وتطلب منها التوضيح وخاصة في مسألة إخفائها هذه المعلومات عنك بعد أن أعلنت نيتك في الزواج بها, فهو تناقض كبير منك,وأمر يصعب فهمه, كأنك تريد أن تسأل الفتاة لمجرد السؤال, ربما أن عاطفتك تسيطر عليك تماما, والسؤال مسألة عقلية, لكنها إضافية, أو حاضرة مجرد حضور, فرضتها الأحداث كوجود لكنها لا مفعول لها من الناحية العملية, وهذا أمر معكوس في مجتمع تقليدي محافظ متخلف مثلما هي مجتمعاتنا عموما, التي يكون فيها قرار الزواج عقليا بحتا, ومكانة العاطفة إضافية يستحسن وجودها إذا صحت الحسابات العقلية لقرار الزواج, أما قبل ذلك فلا دخل لها في القرار, ولا ينبغي أن يكون. هذا هو شأن الزواج في مجتمعاتنا والذي يحسن بك أن تعرفه, وما زلنا ننصحك بالتريث كل التريث والدراسة الوافية الكافية قبل اتخاذ القرار. أما عن أنك تسأل الفتاة عن علاقتها بالشاب الآخر, وهل هي لا زالت قائمة؟ فهو سؤال لا معنى له إن كنت قررت الخطبة, بل بالعكس فهو مزعج وغير ودي, ويحمل في طياته اتهاما وإدانة. أما إن كنت لا زلت في مرحلة الدراسة والتفكير والتدبير فإنه من حقك ومن واجبك أن تسألها بكل وضوح, وتطلب منها الجواب الواضح كل الوضوح, وتنظر في الجواب وتحلله وتتمعن فيه وتتأكد منه, ومثله السؤال عن كونها متبناة وعن سيرة أمها في الماضي, وتسألها على الأخص لماذا أخفت عليك هذه المعلومات - إن صحت - بعد أن أعلنت لها نيتك في الزواج بها, وتدرس إجابتها بكل دقة, وإن احتجت إلى مزيد من التحري والبحث في هذا الجانب فافعل ولا تتردد, هذا بالطبع إذا لم تكن قد اتخذت القرار بعد.
ونحن في نهاية المطاف ننصحك بمزيد من البحث والتحري والتروي والتفكير الموضوعي الواضح والتريث وأخذ الوقت الكافي كل الوقت قبل أن تتخذ القرار النهائي, فليس هناك من الأسباب ما يضطرك للاستعجال أبدا, فأنت حر طليق, ولا يقيدك سوى صلاح أمرك ومصلحتك ومستقبلك الذي سوف يكون زاهرا بحول الله, ما دمت في وضعية ممتازة من جميع النواحي, فتريث ثم تريث ثم تريث, وادرس الأمر بكل جدية, حيث أنك بصدد تأسيس علاقة حميمة وصميمة ودائمة تستغرق العمر كله.
وفقنا الله وإياك إلى ما فيه الخير والصلاح والفلاح إن شاء الله.
لقد نشرنا رسالتك وجوابنا عنها, ليتكرم المساهمون والمتتبعون بالإدلاء بما يرونه مناسبا مشكورين.

الأربعاء، 11 نوفمبر 2009

الأحد، 1 نوفمبر 2009

ذكرى ثورة الجزائر


ذكرى ثورة الجزائر الأسطورية
1- ما قبل الثورة
كأن الذي حدث ليس من صنع البشر, مرت كالحلم, ولم يبق منها إلا ما يحتفظ به المستيقظ من حلم قديم, لا يتبين منه سوى الأشباح, نعم إنها خالدة وفريدة في كل ما يتصل بها بالمعنى التاريخي, غير أن التاريخ ذاته وقع التلاعب فيه ولا زال, لكن لنتوقف ولو قليلا عند البداية, قبل أن نمر ولو سريعا على تلك الفترة البركانية من الزمن الملتهب, ثم نعبر إلى زمن الخيبات والانكسارات والتخريب الذي طال صرح المجد, وعمل فيه المعاول الملعونة. كان الإنسان الجزائري قبل 1 نوفمبر 1954 مسحوقا يحمل في باطنه نمرودا ينتظر فرصة الانقضاض, ولو أنه لفترة ما, بعد هدوء المقاومات المتعددة للاحتلال, ركن إلى السياسة وإلى اليأس القاتل, غير أنه لم يستسلم في داخله أبدا, بالرغم من أنه أقر في وعيه بأن فرنسا قوة لا تقهر, ولا مخرج له من أبشع استعمار عرفه التاريخ, لكنه لم يستسلم, وظل يعادي الاستعمار أشد العداء, ويقوم بالانتفاضات المتتالية يائسا من النصر, لكنه رافضا للاستكانة وقبول الأمر الواقع وباحثا عن السعادة الأبدية بالاستشهاد, ظلت الثورات المحلية تندلع من حين لآخر في هذه الجهة أو تلك من الوطن الفسيح, ولكونها كذلك كانت سرعان ما تخمد بقوة السلاح وباعتماد أسلوب الإبادة الجماعية بكل الوسائل الجهنمية المتاحر وهي كثيرة ومتنوعة. كان الاستعمار الفرنسي غاشما مجرما, يسعى إلى إبادة الشعب الجزائري عن بكرة أبيه لامتلاك الأرض نهائيا, وفي ذات الوقت أو من بين الأساليب التي استعملها الإبادة المعنوية والثقافية, لقطع الشعب عن انتمائه الحضاري نهائيا, بجعله بلا هوية لغوية ودينية وثقافية, ليس لتعليمه الفرنسية كما يظن البعض أو لتبديل هويته بأخرى أبدا, بل بتجهيله وقطعه عن أصوله وتفقيره وذاك أبشع من الإبادة الجسمية التي يمارسها بالتقتيل, وحتى بعد الإصلاحات التي قام بها أثناء الثورة بسببها ولمحاولة عزلها عن الشعب, والمنسوبة إلى دي غول, فإن الاستعمار الشرس رحل عن الجزائر تاركا وراءه نسبة من الأمية بلغت %96. وهذه 4% الناجية هي نسبة يدخل فيها كل من يعرف القراءة والكتابة ولو بدرجة بسيطة جدا. أما عن الفقر والمرض فحدث ولا حرج, ويكفي أن نقول إن النسبة ذاتها من السكان بالتقريب كانت خاضعة للانتخاب الطبيعي تماما, ولم تكن تعرف الطبيب ولا المستشفى ولا أي وسيلة من وسائل الحياة العصرية في ذلك الوقت, بل إنها لا تملك قوت يومها إلا ما كان منه ضرويا للبقاء مثل كسرة الشعير وما شابه من الخبز التقليدي المصنوع يدويا من الشعير أو من خليط من القمح والشعير, وليس معه أي شيء آخر ولا يتوفر بالكميات الموصلة للشبع لكل أفراد العائلة, ولا يستغرب أن تمر أيام في فصل الشتاء خاصة, لا يجد فيها الكثيرون ما يأكلون نهائيا, ويلجِؤون في المناطق الجبلية إلى بعض الحشائش أو الثمار الغابية مثل "البلوط" الذي تتوفر عليه أشجار الفلين, ومنهم من يلقون حتفهم بسبب ذلك أو بسبب مشابه مثل تناول بعض النباتات الطبيعية السامة, أو القضاء جوعا, وبطبيعة الحال فإن النجدة الأهلية تكون قد انعدمت, فليس هناك ما يقتسمه الناس, وإن احتفظ بعضهم بما يسدون به الرمق, مما يبقيهم على قيد الحياة بصعوبة بالغة, أما السلطات العمومية الاستعمارية فإنها غائبة تماما ولا يعنيها ما يجري من إبادة طبيعية, بل تتعمدها لأنها تخدم سياستها العامة. هذه صورة مختصرة عما كان يجري, وإن كان وصف الحقيقة المرة متعذر. وبالرغم من كل هذا فإن ذلك الشعب المقهور لم يفقد حقيقته المبسطة بداخله, وهو ما عبر عنه الثائر فرانز فانون بالثقافة المحنطة, في وصفه لذات الوضع, ويعني بها أن الثقافة الوطنية الجزائرية التي أراد الاستعمار إبادتها نهائيا, ولكونها في ظروف تعجز فيها عن التطور, ومقاومة منها وإصرارا على البقاء, فإنها تلجأ إلى تحنيط نفسها, لتبقى كما كانت ذات يوم محفوظة, ولا تندثر كما يريد الاستعمار, بل تبقى على حالها ولو متخلفة بحكم تعطيله لتطورها, لكنها أصيلة ونقية ومحافظة على الجوهر مهما كان بسيطا وسطحيا. نعم لقد كان الإنسان الجزائري تحت الاستعمار الغاشم يتمسك بدينه الإسلامي الحنيف, ولو أصابه الكثير من الخرافات التي شجعها الاستعمار بكل ما يملك, كما حافظ على لغته العربية أو لغة دينه بالنسبة لمن قالت لهم فرنسا إنكم لستم عربا من أولئك الذين يتكلمون اللغة البربرية, والذين كانوا آنذاك أكثر حماسا وخدمة للغة العربية البسيطة, حيث كانوا يقيمون الزوايا التي تعلم القرآن وقدرا بسيطا من علوم اللغة العربية والشريعة الإسلامية, كانت هذه الزوايا وهي مقامة بغرض المقاومة الثقافية منتشرة في المناطق البربرية أكثر منها في المناطق العربية, وما ذلك إلا مقاومة للغزو الاستعماري والحرب الثقافية التي كان يركز فيها على المناطق البربرية أكثر من غيرها, لممارسة سياسة فرق تسد, ولاعتقاده بأن انتماء تلك المناطق للثقافة وللهوية العربية الإسلامية ليس راسخا, ويمكن اختراقه, فكان أن لاقى مقاومة شرسة قادته إلى خيبات تلو الخيبات والهزيمة النكراء في نهاية المطاف, وعندما اندلعت الثورة فيما بعد كانت تلك المناطقكغيرها من المناطق الريفية الجبلية عموما قد عرفت أعنف المعارك والمواجهات, لأنها كذلك هي البيئات الأكثر حرمانا وتجويعا وتجهيلا وتقتيلا. لقد كان الاستعمار الطاغي بسياسته الحمقاء تلك إنما يحصد رد الفعل المعاكس تماما, فكلما زاد بطشه زاد عزم الشعب على مقاومته, وكانت نية الإبادة التي يكنها للشعب تنعكس تماما عند هذا الشعب ذاته إلى عقد العزم على إبادة هذا الاستعمار الشرس مهما كانت التضحيات, حتى ولو كانت الموت, فثقافته المحنطة تفيده بأن ذلك هو الفوز العظيم. والخلاصة هي أن الفترة ما قبل الثورة والتي دامت مدة قرن وربع القرن, من عام 1830م إلى عام 1954م, كانت عبارة عن سحق تام لكل أوجه الحياة الطبيعية والثقافية, من ذلك أن قيادات الفرق العسكرية الاستعمارية أثناء الاحتلال كانت تتباهى وتتسابق بغنائمها التي تعود بها كل مساء من آذان النساء المقطوعة منهن أحياء أو أموتا بما تحمله من حلي, كما أن هناك جرائم شهيرة في حملات الاحتلال, منها خنق الأحياء, فقد حدث أن لجأت بعض القبائل بأكملها إلى مغارات جبلية ضخمة, هربا بحياة أفرادها وبعض أموالها مما خف حمله وغلا ثمنه وعرضها المتمثل في نسائها وبناتها المهددات بالاغتصاب والتنكيل والقتل, فما كان من المحتل البغيض إلا أن أشعل النيران على بوابات تلك المغارات مما تسبب في خنق قبائل بأسرها داخل تلك المغارات. لقد كان الاستعمار واضح البطش في الأرياف والبوادي خاصة, حيث يعيش معظم الشعب, الذي تم طرده إلى سفوح الجبال, حتى تمنح الأراضي السهلية الخصبة للمعمرين, وهم جماعات استقدمها المستعمر من جميع أنحاء أوروبا, وخاصة منها إسبانيا وإيطاليا ومالطا, وبدرجة أقل ألمانيا والبرتغال, وبصفة نادرة من بلدان أوروبية أخرى, وقد كان هؤلاء المعمرون الذين وهب لهم الاحتلال الغاشم أخصب أراضي الجزائريين المهجرين منها بقوة السلاح إلى سفوح الجبال, كانوا من المجرمين وقطاع الطرق والمساجين الأوروبيين, حتى يضمن قساوتهم وتمسكهم بالأراضي الخصبة التي أهداها لهم, ولا يفكرون في تركها, حيث إنهم معدومين تماما لا أملاك لهم في بلدانهم, ثم كيف يتركون الجنة التي لم يحلموا بها مجرد الحلم في ماضيهم التعيس؟ أما عن الثقافة المحنطة حسب مصطلح المفكر الثوري فرانز فانون " وهو طبيب متخصص في الأمراض العقلية مارتنيكي يحمل بالطبع الجنسية الفرنسية, وجاء صدفة ليعمل في مستشفى الأمراض العقلية بمدينة البليدة قرب عاصمة الجزائر, ومن هناك ربط علاقات بالثورة وفر إلى الجبال المجاورة ليواصل مسيرته بعد ذلك في هيأة تحرير جريدة المجاهد اللسان المركزي للثورة الجزائرية بتونس, ويصدر مؤلفات عن الثورة, منها كتاب أطلق فيه هذا المصطلح عنوانه - سوسيولوجية ثورة - مؤسسات الثقافة المحنطة هذه هي كتاتيب القرآن الكريم, والتي لم يستطع العدو الغاشم منعها خوفا من الثورات الشعبية, وإنما عمد إلى التضييق عليها وتسخيرها بواسطة عملائه لنشر الخرافات والمعتقدات الزائفة, منها أن الاستعمار موجود بإذن الله والاعتراض على ذلك هو اعتراض على القضاء والقدر, مما يعني الكفر الصراح, وما إلى هذا من أنواع الشعوذة التي عمل على نشرها عن طريق تلك الكتاتيب, وفيما عداها والمساجد الرسمية التي كان يعين أئمتها من أتباعه ويوكل لهم مهمات من نفس القبيل نشر الخرافة والشعوذة, أي الجهل المركب وتشويه العقل والسليقة والفطرة السليمة لشعب بأسره, فإن اللغة العربية ممنوعة من التدريس قانونا, وبالطبع يمنع منعا باتا تدريس علوم الدنيا بها, مما جعل الأمية تكاد تكون تامة, وما تلك 4 % التي نجت منها بعض النجاة إلا من طلبة القرآن الذين درسوا في الكتاتيب أو قلة منهم درست جانبا من التعليم الإبتدائي في المدارس الفرنسية, التي كانت لا تسمح إلا لأبناء الفئة الممتازة المحظوظة وهي في الغالب من المتعاونين مع الاستعمار, أو بعض الملاك والتجار الكبار وهم قلة قليلة جدا وذات صلات متينة مع الاستعمار حتى عندما تحافظ على مواقعها خارج العمالة والتواطؤ معه, أبناء هؤلاء فقط هم الذين تسمح لهم الإدارة الاستعمارية بمواصلة التعليم بعد المرحلة الإبتدائية المخصصة فقط لأبناء المعمرين وباقي الفرنسيين والأوروبيين من الموظفين وغيرهم. وفي تطور لاحق في الثلاثينيات من القرن الماضي أثمرت الثقافة المحنطة أو محاولاتها التحديثية نوعاما مدارس حديثة باللغة العربية تفتح بتراخيص كتاتيب قرآنية, كانت هذه المدارس التي غض الطرف عنها المستعمر وكان يشدد الرقابة عليها, ويضايق معلميها إلى حد السجن أحيانا, هي مدارس ابتدائية قليلة, فتحتها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين, وهؤلاء جماعة من خريجي الكتاتيب القرآنية اخترقت الحدود شرقا وغربا وتابعت دراستها في جامعات تقليدية مثل القرويين بالمغرب والزيتونة بتونس والأزهر بمصر, وبعضهم قصد السعودية وآخرون يمموا شطر سوريا, فلما عادو وكبر عددهم نسبيا أسسوا الجمعية المذكورة التي كان على رأسها العلامة الشيخ عبد الحميد بن باديس الذي خلفه بعد موته الشيخ محمد البشير الإبراهيمي, وبعد خروج هذا من الجزائر تحت ضغط أحداث الثورة, خلفه الشيخ العربي التبسي الذي اغتاله الاستعمار أثناء الثورة لرفضه التعامل معه وتصريحه بالتعامل مع الثورة, ويجهل قبره لحد الآن. وقد كانت هذه المدارس التي اعتمدت البرامج العصرية وتقوم بتدريسها باللغة العربية مدارس ابتدائية, يذهب خريجوها لمواصلة دراستهم في معهد عبد الحميد بن باديس بمدينة قسنطينة, وهو عبارة عن مدرسة إعدادية, حتى إذا تخرجوا منه التحقوا في الغالب بالمعاهد الزيتونية بتونس لمواصلة دراستهم الثانوية ثم الجامعية لمن أراد منهم وسمحت ظروفه بذلك, ومنهم من يتوجهون إلى جامعات مصر وسوريا والعرق والسعودية, وفيما بعد أثناء الثورة أصبحوا يتحصلون هم وزملاؤهم خريجو المدارس الفرنسية إلى بلدان كثيرة أخرى لمواصلة دراساتهم على منح كانت تحصل عليها المصالح الثقافية والتربوية التابعة لمؤسسات الثورة الجزائرية أو للحكومة المؤقتة التي تأسست في سبتمبر عام 1958م, وظلت تقود الكفاح حتى الاستقلال عام 1962م. هؤلاء الطلبة الذين درسوا في مدارس جمعية العلماء ثم في معهد عبد الحميد بن باديس سواء منهم من التحق ببلدان عربية أخرى لإكمال دراساته الثانوية وبعدها الجامعية أو أولئك الذين أدركتهم الثورة في تلك المدارس وخاصة في المعهد, قد التحق معظمهم بصفوف الثورة في شقها العسكري أو المدني ومنهم من بلغ مراتب عليا في الجيش أو في المجالات السياسية والديبلوماسية, ومنهم من تبوأ مسؤوليات كبرى بعد الاستقلال مثل قيادات الجيش والوزارات والسفارات, ذلك لأن تلك المدارس كانت في حقيقة أمرها مدارس لتعليم الوطنية ومنها الهوية العربية الإسلامية التي كانت هي القاعدة الصلبة والهدف الأسمي لذلك التعليم وللحركة الوطنية كلها, فلما اندلعت الثورة التحريرية الكبرى كانت تلك المدارس ومعهدها بمعلميها وتلاميذها أول المعنيين بالالتحاق بصفوف الكفاح بكل أشكاله المسلحة والسياسية والديبلوماسية, وهكذا وجدت الثقافة المحنطة متنفسا لها في هذه المدارس لتنهل عن طريقها من معين الثقافة المتطورة العصرية ولتجدد نفسها ولو على مستويات ابتدائية وإعدادية في الغالب, لأن الذين يعبرون الحدود هم قلة قليلة لصعوبة الأمر من جميع النواحي وخاصة من الناحية المادية, بسبب الفقر المدقع المنتشر بين أغلب العائلات الجزائرية آنذاك. ومهما يكن من أمر فإن جبهة الجهل قد بدأت تتململ وقد بدأت أشعة النور تتسرب باهرة, ومعها كانت الثورة العارمة ولم يكن لها من حل بالرغم من استعمال القوة الجنونية الإبادية سوى الاستقلال الذي حرر الأرض الطيبة الخصبة من نير الاستعمار, لكن الإنسان لا زال يرزح تحت نير الاستعمار بشكل أو بآخر حتى يوم الناس هذا, سواء كان هذا الاستعمار في شكل جديد أو عن طريق وسطاء من الجزائريين أنفسهم باحتكار كل شيء لفائدتهم وإبقاء الشعب يرزح تحت أغلال القيود والحرمان والسيطرة والاستبداد, غير ذلك سيكون حديثا آخر لاحقا إن شاء الله.

الخميس، 22 أكتوبر 2009

هل أتزوجها؟




بعث إلينا شاب مغربي بالرسالة الآتية مستشيرا:

أتزوجها أم لا؟

بداية أحب أن أبدي إعجابي الشديد بكل القائمين على الموقع، لن أطيل عليكم

هذه أول مرة ألجأ إلى استشارة؛ وهذا لأني فعلا تعبان جدا ومحتاج مساندة ورأى ممكن يخليني أعرف أشعر بقليل حتى من الراحة

أنا شاب 29سنة تخرجت من جامعة بوردو الفرنسية ،والآن أنا مهندس في المغرب من عائلة ميسورة الحمد لله وأخاف الله ،رأيت فتاة تسكن بالقرب من مدينتي و تعلقت بها وتكلمت والدتي مع والدتها،فأخبرتها والدتها أن هناك من تكلم فيها لكن بدون عقد وهو يقطن بالمهجر، فقالت لنا أعطونا مهلة ( لأنها البنت الوحيدة لديها بدون أولاد و لا تريد أن تبتعد عليها في المهجر)فوافقوا ، فأخبرونا أنهم عندما سيستعدون سيخبروننا حينها أن نتقدم للخطبة .الآن نحن متعارفون سنة و نصف أراها بحضور والدتها اللتي هي طيبة معنا و أبعت لها الرسائل،فهي خلوقة و محتشمة و تريد تكوين أسرة ونحن متفاهمون في كل الأمور و أخبرتني أنها لم تتعرف على أي شاب من قبل
مع مرور الوقت قررت أن أسأل عنها في مدينتها فإكتشفت الكثير
هناك من يقول إنهم أناس طيبين جدا و البنت فقط مرباة بالتبني
وهناك من يقول أن أمها كانت مكترية لأحد المحلات التجارية لكنها لا تؤدي واجبات الكراء وتعطي شيكات بدون رصيد
وهناك من يقول أن البنت كانت على علاقة مع أحد الشباب على عكس ما قالته لي أن لم تكن لها أي علاقة و أنا أثق فيها
هل أ تكلم مع الفتاة في هذه الأمور أم لا؟
أم أنفصل عنها لأني لا أعرف أصلها لأنها فقط مرباة مع أنني أحبها و هي كذلك؟

أدعو الله أن ينير بصيرتي لكي أتخذ القرار الصائب والذي يرضي الله عز وجل
**************************
يتضح من دراسة الرسالة الآتي:
من الناحية العاطفية: هناك حب من صاحب الرسالة ويعتقد أنه متبادل ولنفترض أنه كذلك
من الناحية الاجتماعية: تحدثت الرسالة عن الحال الميسور لصاحبها, ونستنتج أيضا أن الوضع الاجتماعي للفتاة مريح نظرا لكون والدتها ذات تعاملات تجارية, مما يؤشر على أن هناك تكافؤ من الناحية المادية أو على الأقل تقارب
من الناحية الثقافية: لم يحدثنا صاحب الاستشارة عنها, ويبدو أن البنت ليست على جانب كبير ربما من التعليم, ما دامت الرسالة لم تذكر أي شيء في هذا الشأن, فلنفترض هذا, وإذا جد جديد بأن وصلتنا معلومات معاكسة نصحح الأمر من هذه الناحية
من الناحية المهنية: يظهر أن الفتاة لا تعمل ولذلك لم يرد أي شيء عن هذا الجانب في الرسالة
من حيث الوضعية الراهنة: الشاب صاحب 29 ربيعا أما البنت فلم يحدثنا عنها, ونفترض أنها تقاربه سنا, فلو كان هناك فرقا كبيرا لكان قد ذكره كعنصر مؤثر.
من الناحية الشخصية والإجرائية: هناك حديث عن خطوبة, وهناك موافقة مبدئية من الأم وابنتها, وهناك حديث سابق لطرف آخر في المهجر طلب يد الفتاة, لكن الأم عندما ظهر هذا الشاب فضلته لأن الفتاة هي وحيدتها, ولا تريد أن تبتعد عنها لتعيش في المهجر.
من الناحية السلوكية: يعتقد الشاب أن فتاته خلوقة ومحتشمة وجادة, بالإضافة إلى التفاهم التام كما يقول بينهما والانسجام والاتفاق على كل شيء
من الناحية الجسمية: لم تتحدث الرسالة عن صفات الطرفين لكن حالة الرضى لدى الشاب تعبر -ربما- عن وجود قناعة من هذه الناحية, إن لم تكن محجوبة بالتأثير العاطفي القوي
**************************
معلومات أخرى عن الفتاة: يكتشفها الشاب بالمصادفة, عندما خطر له أن يسأل عنها, هي على الخصوص:
- البعض يشهد للمرأة وابنتها بالطيبة
- المرأة هي أم للفتاة بالتبني
-هناك من يتحدث عن كون الأم كانت مكترية لأحد المحلات ولا تسدد الكراء وتدفع شيكات بدون رصيد
-هناك من يقول إن الفتاة كانت على علاقة بشاب آخر
- يقول صاحب الرسالة إن الفتاة كانت قد أكدت له بأنها لم تخالط أي كان من قبل
يعلق على ذلك بقوله: وأنا أثق فيها
ثم هناك من الوجهة الإسلامية الحديث النبوي الشريف الذي يروى بروايتين: تنكح المرأة لثلاث ورواية أخرى تقول: تنكح المرأة لأربع, وهي الأرجح في نظرنا, وهناك من يرى أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يحدد عدد الصفات, بل ذكرها دون إسباقها بعدد, والمهم هو لب الموضوع, أي الصفات نفسها, وهذه هي الرواية التي نقلناها لكم عن مشكاة النبوة:
*****************************
الجـــــــــــــــــــــــــواب
1- خير ما نبدأ به هو رأي الدين الحنيف ونأتي بالحديث الشريف المشهور عن معايير اختيار الزوجة:
حديث تنكح المرأة لأربع
عَنِ أَبي هُريرة رضيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ عَنِ النبيِّ صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم قال: " تُنْكحُ الْمَرْأَةُ لأرْبَعٍ: لمالها ولِحَسَبها ولِجَمَالها وَلدينها: فَاظْفَرْ بذاتِ الدِّينِ تَربَتْ يَدَاكَ " مُتّفَقٌ عَلَيْهِ

الحسب : هو الفعل الجميل للرجل وآبائه. وقد فسر الحسب بالمال في الحديث الذي أخرجه الترمذي وحسنه من حديث سمرة مرفوعاً: "الحسب المال؛ والكرم التقوى".
إلا أنه لا يراد به المال في حديث الباب لذكره بجنبه فالمراد فيه المعنى الأول.

قوله: "تربت يداك" أي التصقت بالتراب من الفقر وهذه الكلمة خارجة مخرج ما يعتاده الناس في المخاطبات لا أنه صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم قصد بها الدعاء.
2- من الواضح أن رأي الحديث الشريف هو في صالح الارتباط ما دام يفضل المعيار الرابع عن غيره, وصاحب الرسالة يعتقد أن فتاته على دين متين وخلق حميد، فإن صح هذا الأمر في الباطن كان ضمانة كبيرة للنجاح.
3- هناك حب حقيقي من طرف الشاب لأنه يبرر كل ما قد يثير بعض التساؤلات, وذلك بدوافع الضغط العاطفي الجارف عنده
4- من حيث التكافؤ ليست لنا فكرة دقيقة لكن يبدو ان هناك تقارب من الناحية المادية, لكن الأمر ليس كذلك من الناحية الاجتماعية والثقافية والمهنية, وهذه دون شك نقاط سلبية ذات تأثير فيما بعد عندما يصبح الأمر واقعا معيشا
5- غير ان المعلومات التي اكتشفها الشاب عند السؤال عن الفتاة تمثل جانبا سلبيا كبيرا إن ثبتت صحتها, فعليها أن يتحرى كل التحري في هذا الأمر البالغ الأهمية:
ا- إن كانت البنت متبناة بالفعل ولم تخبره لا هي ولا أمها بالتبني بذلك
2- إن كانت فعلا على علاقة بشاب آخر ولم تخبره بنفسها بذلك ولا أمها أن كانت على علم
3- إن كانت الأم بالفعل تتقاعس عن دفع الإيجار, والأخطر من ذلك أنها تدفع شيكات من غير رصيد
**********************************
* من حيث الزواج كشراكة اجتماعية: من هذا المنظور وبتدقيق النظر يبدو أن الشراكة غير متكافئة, وهو أمر مرفوض, حيث إن الشركاء يحرصون كل الحرص على مستقبل مصالحهم, وإذا صحت المعلومات الذي اكتشفها صاحب الاستشارة, فإن الاختلال واضح وتكون مصالحه المستقبلية غير مأمونة, لأنه إذا لم يبلغ بالحقائق من الفتاة وأمها, فإن معنى ذلك أن الأسس الأخرى تصبح محل شك, والشركاء لا يؤسسون شركاتهم على أدنى حد من الشك, فهم ينطلقون من القناعة التامة واليقين المطلق, فإن صحت هذه المعلومات, يكون مثل هذا الارتباط مغامرة غير مأمونة العواقب, لأن رصيده هو الدين والأخلاق، فإذا كان غير موثوق منه يكون كل شيء قد انهار من الناحية المنطقية والعقلية والمصلحية
لذلك يا سيدي الكريم أنت بحاجة ماسة إلى التدقيق في المعلومات التي اكتشفتها وأيضا إلى الاستئناس برأي والدتك بعد مصارحتها بكل ما عندك من معلومات, وإن كان هناك أقارب آخرون من ذوي الثقة المطلقة خاصة منهم الأصول كالأب والعم والخال. ويبقى القرار النهائي بيدك ونصيحتنا ألا تزج بنفسك في مستقبل مجهول وأنت في سعة من الأمر مقبل على الحياة وتتمتع بوضعية اجتماعية ومهنية مريحة, فماذا يدفعك إلى وضعية لست مرتاحا لها ولا أنت واثقا منها كل الوثوق؟ تحر الأمر واتخذ قرارك العقلي المنطقي المصلحي إن كانت المسألة هي زواج كشراكة اجتماعية.
**********************************
* أما إن كان الأمر اتحادا وهو أمر مستبعد, فكل شيء يختلف لأن كل الضمانات تكون قائمة, والبنت كونها متبناة وربما مجهولة النسب لا يعيبها ذلك فهي ليست المسؤولة عنه , لكن الأمر يحتاج إلى كثير من التضحيات المتبادلة, والصمود الأسطوري أمام المجتمع الذي لا تعنيه المسائل العاطفية أو الاتحاد الحاصل بين شخصين في شيء. حالة الاتحاد هذه قادرة على الصمود في وجه كل التحديات, وعليك في هذه الحالة أن تتحرى أن هناك هذه الحالة من الاتحاد حاصلة بالفعل بينكما بحيث إن كل واحد منكما يمثل نصفا فيها ولا يتصور أي زعزعة أو انفصال مهما كانت الظروف والصوارف. وعلى أي حال إن كانت الأم قد تصرفت خطأ في حكاية الإيجار والشيكات, فالبنت غير مسؤولة عن ذلك, خاصة إن كانت تجهل الأمر. وعن سؤالك هل تصارحها أم لا؟ طبعا تصارحها وتمتحنها امتحانا عسيرا عن عدم ذكرها كل الحقائق لك, خاصة قضية التبني وقضية معرفة شاب آخر, وإن كانت الأولى أخطر, فلا يجوز أبدا أن تخفيها عمن تريد الارتباط بها, أما عن الشاب فالأمر أهون لأنه قد يكون أمرا عابرا, ثم إنها حرة في ماضيها مالم يصل درجة الانحراف والانحلال. حالة الاتحاد هذه إن كانت حاصلة وأنت واثق منها فهي ضمانة هامة إن لم تكن كافية, لكن إذا صحت المعلومات التي اكتشفتها فإن الأمر يكون محل ظن وعليك أن تتحرى كثيرا. وأخيرا فالأمر بين يديك والقرار لك وحدك بعد تمحيص الأمر ونصيحتنا هي أن لا تستعجل ولا تغامر ولا تعطي القيادة لقلبك فالزواج شراكة قبل كل شيء ولا بد أن يقوم على أرضية صلبة لا شك فيها بل تكون هي اليقين المطلق, وبعدها تكون فسحة للقلب أن يمرح ما شاء له المرح. نلح في النصيحة بألا تتعجل, سر على أقل من مهلك, وفقك الله وحفظك من كل سوء وهداك إلى سواء السبيل.

الجمعة، 16 أكتوبر 2009

الزواج بين الشراكة والاتحاد












الزواج بين الشراكة والاتحاد

نعني بالشراكة المفهوم العام المتعارف عليه في شتى المجالات, ذلك أن الزواج شركة بين اثنين من جنسين مختلفين, تتسع فيما بعد إلى الأولاد في الأسرة المعاصرة, بينما تدخل في الأسرة التقليدية أطراف أخرى ابتداء من الجد إلى الأحفاد, بمعنى أن الشركة الناشئة أو المؤسسة المسماة بالخلية الاجتماعية الأولى هي الأسرة, ولنقصر كلامنا على النوع العصري منها لأنه هو الواسع الانتشار, بينما التقليدي الذي يتسع إلى كثير من الأفراد, هو في حقيقة الأمر يكاد يختفي أو هو نادر, مثله مثل الأسرة القائمة على تعدد الزوجات, والتي هي الأخرى قليلة جدا في المدينة على الأقل, وعلى حد علمي فالأمر في الريف والبوادي لا يختلف كثيرا, فهذا النوع من الأسرة يكاد يختفي في أغلب المجتمعات العربية التقليدية منها والمعاصرة أو شبه المعاصرة. إذا المسألة تنطلق من الزواج في الأسرة التي نعتمدها في هذا الحديث. بمعنى أن الشراكة الاجتماعية المقصودة هنا هي الزواج, فما هو هذا الأمر, ولماذا كان؟ وهل هو ضروري لقيام المجتمع واستمراره؟ وهل هناك بدائل ممكنة عنه؟ وما إلى هذا من التساؤلات التي تثيرها مسألة التفكير في هذه الشراكة التي تشكل في بعض من مناحيها النفسية والاجتماعية والإنسانية إشكالية عويصة في قيامها أولا ثم في نجاحها واستمرارها وإنجازها الأهداف المرجوة منها من سعادة الشريكين وبعد ذلك جميع أفراد الأسرة عندما يكون هناك أطفال يتم التكفل بهم بكفاءة تمكنهم من التنشئة الصالحة, والعيش الكريم السعيد في رحاب الأسرة التي تضمهم مع والديهم.

الزواج

من غير الذهاب بعيدا في التعريفات المتعددة الأكاديمية والنظرية, نقول ببساطة تامة إن الزواج ظاهرة اجتماعية في المقام الأول اقتضتها ظروف الحياة الطبيعية القاسية في الفترة البدائية من التاريخ البشري, أي قبل نشأة المجتمع الإنساني المنظم, والخاضع لأعراف وقوانين وسلطة تشرع وتنفذ حفاظا على أمن الناس وخاصة حياتهم وأملاكهم, كان لا بد من إنهاء الصراع القاتل والتطاحن بين الناس على المطالب الحيوية الأساسية التي من أهمها الأكل والشرب والجنس, فخضع بذلك الجنس للتشريع والعرف, ثم الأديان فيما بعد, وكان حل مشكلة التطاحن على إشباع الرغبة الجنسية بتقرير الزواج كإجراء يقتضي إنشاء الخلية الاجتماعية الأولى التي هي الأسرة, حيث يختص رجل وامرأة ببعضهما في ظروف آمنة مستقرة واطمئنان تام, وهي الشروط التي تتطلبها المراحل اللاحقة من سعادة زوجية ثم أسرية عندما يتعدد أفراد الأسرة بالإنجاب. بمعنى أن الزواج هو المدخل الضروري أو كما يقال الشرط الواجب والكافي لنشأة المجتمع البشري واستمراره, إذ عن طريقه تنشأ الخلية الأولى للمجتمع التي هي الأسرة, وبعد هذه المقدمة اللازمة نخوض في المفهومين الآخرين أو الحالتين والخيارين اللذين على أساسهما تتأسس الشركة الاجتماعية أو الخلية الأساسية للمجتمع, ونشير إلى أن هذا الأخير, أي المجتمع لا يبحث عن إرضاء الغرائز بل يسعى إلى تنظيم نفسه والمحافظة على أمنه وسلامته وازدهاره في ظل شروط الاستقرار الضرورية لبقائه في حالة ملائمة قدر مستطاعه, ومن هنا يمكن تفهم الكثير من المشاكل العويصة الناتجة عن مثل هذا القصد للمجتمع الذي يتجاهل بطبعه النزعات والرغبات والاهتمامات وحتى المعاناة النفسية لأفراده، لأنها قضايا ومشكلات فردية, أي أنها ليست اجتماعية, ولذلك لا يهتم بها المجتمع ولا تعنيه في شيء, إلا من حيث ربما الاحتياطات التي يتعين عليه اتخاذها لتأثير مثل هذه الإشكالات الفردية على وجوده واستقراره وازدهاره, بعد هذا التوضيح الضروري نتناول المفهومين الآخرين المذكورين في عنوان المقال:

الشراكة

هذا المفهوم يكاد يكون اجتماعيا بحتا في نظري, بمعنى أن الرجل والمرأة يلتقيان ويتفقان على تكوين شركة هي الأسرة, ويتباحثان ويتفاوضان من أجل ذلك التأسيس هما مباشرة في الغالب, أو وكيلاهما في الأوساط التقليدية, إذ أن الوكالة في العائلات المدنية أو التي يمكن وصفها بالعصرية, إنما تأتي من باب احترام الشريعة والدين والتقاليد, لكنها في واقع الأمر لا تقوم بالنيابة الكاملة والحقيقية عن الطرفين المقبلين على الارتباط, فمن هذه الناحية الاجتماعية يكون الاهتمام الأول هو شروط عقد الشراكة التي ينبغي أن تكون ناجحة بفضل القاعدة الصلبة التي تقوم عليها, بعد التشاور والمناقشة بين الطرفين أو من ينوب عنهما لكل التفاصيل وبكل دقة حرصا على نجاح الشركة الناشئة أي الأسرة, بمعنى أن الانتباه هنا إنما يركز على المصلحة والجدوى والجوانب المادية والمعنوية التي تراعي عند إنشاء أي شركة اجتماعية أو مؤسسة يقع التفكير مليا في شروط إنشائها لضمان النجاح, وكأن التاريخ لا دور له في العملية, أي أن الظروف القاسية التي دفعت المجتمع في بداية نشأته في قديم الزمان, وهي الاقتتال والتطاحن في سبيل السعي لإرضاء الحاجة الجنسية, قد وقع نسيانها تماما, ولم تعد تعني المؤسسين للشراكات الجديدة, فهم يبحثون في المهور والدخل والسكن ودرجة التعليم والتأهيل أو الثراء, ولا تهمهم كثيرا القضايا النفسية والجسمية ذات الصلة الحميمة بارتباط شخصين من جنسين مختلفين, أو أن ذلك الاهتمام يظل هامشيا وثانويا لا يحسب له أي حساب لأسباب تتعلق بجعل المجتمع له واحدا من الطابوهات الأساسية التي يمنع الكلام فيها أوفي أحسن الأحوال يصاحب بالخجل والحرج وربما العجز التام عن الخوض فيها, وبالتالي يبقى هذا الجانب الأساسي والأصلي غامضا وغائبا عن الوعي, ويدخل الشريكان في الشراكة هكذا من غير إعداد أو تهيؤ لازم لهذا الجانب النفسي والجسمي من الشركة الاجتماعية التي أقدما على تأسيسها بنية الثبات والدوام وحسن التسيير والنجاح. وهكذا تبقى كل الأخطار الجسيمة متوقعة وكل المشاكل العويصة الناتجة عن هذا الجانب قائمة, وربما يبدأ تفجرها منذ البداية المبكرة, أي من اليوم الأول الذي يشرع فيه الطرفان في الوجود معا داخل المؤسسة الجديدة, فقد يصطدمان منذ اللقاء الأول في بيتهما الجديد بحقائق يجهلانها عن بعضهما, يصعب تجاوزها, ويعسر حل ما تطرحه من معضلات, وفي الغالب تكون هذه الجوانب نفسية وجسمية, يخفيها الشريكان عن بعضهما قبلا عن قصد بسبب الحرج, أو سهوا وجهلا بالمشاكل التي قد تنشأ عنها, وخاصة منها تلك الأشياء المتعلقة بالجانب الجنسي وأيضا النفسي مثل الطباع والعادات الشخصية المتنوعة والمتمكنة والتي قد تكون ممقوتة وصعبة التحمل من الطرف الآخر وهكذا, ذلك لأن الإعداد الذي بسمح به المجتمع ويحرص عليه هو الإعداد المادي المتعلق بإنشاء المؤسسة الجديدة, كما هو الأمر تماما في أي شركة اجتماعية أخرى, أما هذه النواحي الجسمية والنفسية وخاصة العاطفية والجنسية, فنظرة المجتمع إليها مستهجنة وسلبية ويمارس من أجل ذلك ضغطا رهيبا على الإناث خاصة, إلى درجة قد تجعلهن ينفرن من العلاقة الجنسية نهائيا ولعدة سنوات بعد الزواج, إذا استمر مثل هذا الزواج, لأنهن يكن تحت تأثير الضغط الذي مورس عليهن من قبل حتى أوصلهن درجة تغيير الطبيعة في أنفسهن وأجسامهن إرضاء للمجتمع وخضوعا لقهره ولضغوطه الرهيبة, وربما أصابهن ذلك بعاهة البرود الجنسي التي قد لا ينفع معها أي علاج مدى الحياة, ومن هذه الحالات المستعصية ما يؤدي إلى الانفصال حتما, أو إن لم تسمح الظروف بذلك, تكون الحياة الزوجية عوض السعادة شقاء جهنميا لا طاقة للبشر به. وفي أحسن الأحوال وفي غياب هذه الوضعيات الحادة تكون الشراكة ربما ناجحة ماديا واجتماعيا أو مظهريا خاصة, لكنها لا تكون محصنة, ولا مؤمنة من الهزات والانزلاق, شأن كل شراكة ذات طبيعة مادية وقانونية, ما دام الجانب الآخر غائبا, أي الجانب النفسي والجسمي الفردي وهو جانب جوهري في العلاقة لا شك. ومن هنا نستطيع الاستنتاج بأن الزواج الذي يتأسس على قاعدة الشراكة وحدها, يبقى مرشحا للمتاعب وربما الانهيار التام والانفصال, مثلما هي طبيعة الشركات في كل الميادين, مما يعني ضرورة البحث عن جانب آخر من الارتباط, أو بالأحرى العناية به كل العناية, لأنه لا يقل أهمية عن الشراكة, بل هو الذي يعطيها كل الضمانات في الاستقرار والاستمرار والازدهار, وذلك هو الجانب الذي اخترنا له مصطلح الاتحاد, فما القصد من هذا المفهوم؟

الاتحاد

مفهوم الاتحاد يعني الإقرار بوجود كيانين أساسا, أي فردين وشخصين رجل وامرأة, هذا هو ما يلاحظ في الظاهر, لكن التمعن في الأمر يفضي إلا أن ما يوجد في الحقيقة هو كائنات بشرية نصفية, بمعنى أن الله سبحانه قد خلق الإنسان نصفا غير مكتمل, ويبقى ناقصا إلى أن يدرك الكمال الذي يسعى إليه بطبيعته, وهو الالتحام مع النصف الآخر في شكل اتحاد, وليس وحدة, لأن مبدأ النصفين يبقى قائما وبالإمكان أن تحدث شراكة كما رأينا ويتكون اتحاد هش, وهي أغلب الأحوال في عالم المتخلفين عامة, حيث لا يصلون في شراكتهم الزوجية إلى درجة الاتحاد, لقصورهم وذهولهم عن ذلك المقصد الرفيع, ولو أن هناك حالات من الاتحاد قليلة تقع حتى في المجتمعات المتخلفة بصورة عفوية طبيعية أو بصورة واعية مقصودة كما يحدث لدى البعض من النخب المثقفة الراقية الراسخة القدم في الإنسانية وبياض السيرة, معنى الاتحاد هو ترسيخ الشراكة وجعلها في مأمن من كل التقلبات والأخطار, فلا يمكن مهما كانت الظروف والأسباب أن يحصل انفصال بالطلاق أو بغيره ما دام أحد الطرفين, أو قل النصفين على قيد الحياة, حتى في حالة المرض الذي قد يسبب حالات من العجز مثل الشلل أو ما أشبه ذلك, بل إن الاتحاد في حصول هذه المحن يزداد قوة, بسبب أن الطرف المصاب أو النصف يكون في أمس الحاجة إلى النصف السليم لرعايته وإشعاره بالأمان والاطمئنان, مما يخفف عنه وقع الإصابة, وربما يجعله على قدر كبير من السعادة, قد تصل درجة الحالة التي كان عليها وهو يتمتع بالصحة والعافية. بطبيعة الحال ليس من السهل إدراك هذا المستوى من السلوك الملائكي, إلا أن الواقع يشهد بوجوده أحيانا لدى حتى أبسط الناس في الأوساط الشعبية الأمية التي تعيش على الفطرة السليمة, وتقع بين رجالها ونسائها بنسبة ليست بالقليلة حالة الاتحاد هذه, التي غالبا ما تحدث عفويا بعد الشراكة والانسجام الذي يحصل فيها مصادفة لأسباب عديدة, منها التجاوب الطبيعي الذي لم يكن مقصودا غير أن الحظ يكون قد جمع بين نصفين لهما الكثير من صفات التوافق والتكافؤ فترتقي شراكتهما إلى درجة الاتحاد. هذا الاتحاد يحصل قبل الشراكة في المجتمعات المتطورة الديمقراطية, ذلك لأن العلاقات بين الجنسين عندهم لا قيود عليها, ولكونهم يعيشون الشراكة الفعلية لا الرسمية, بدون زواج لمدة قد تستغرق سنوات عدة, بعدها إما أن يذهب كل واحد لحال سبيله, يبحث عن نصفه الآخر إن كان ينوي الارتباط الرسمي, أي الزواج, أو يسعى لإيجاد النصف الذي يمكنه الاتحاد معه, وإعلان الشراكة الاجتماعية الرسمية, وإنشائها كمؤسسة ذات وجود شرعي قانوني, وربما وقع الاتحاد وظل كذلك غير رسمي أي من غير زواج موثق, وقد يقع الإنجاب أو يمتنع الاتحاد عن الإنجاب, وهي الحالات الغالبة الآن في الغرب, الذي يكاد يتخلص من الأسرة الرسمية نهائيا, وقد يكون ذلك الأمر سلبيا, كما يتخوفون هم أنفسهم, لكون الأسرة تمثل الوحدة الأساسية للمجتمع, أو الخلية, ولا يعرف لحد الآن ما هي الأخطار الجسيمة, التي سوف تترتب عن اختفاء هذه الخلية أو الوحدة الأساسية؟ وهل بالإمكان أن يستمر المجتمع بدونها, أو ينهار؟ وبماذا يعوضها إن كان لا بد من التعويض, تجنبا للانهيار والاندثار؟ المهم هو أن الحرية الشخصية, وحرية العلاقات بين الجنسين تبعا لذلك مكفولة في المجتمعات الغربية وتلك التي تشبهها, مما يجعل الاتحاد بين النصفين سهلا ميسورا, كون البحث عن النصف الآخر ليس بالأمر الصعب في جو الحرية الشخصية القائمة مما يجعل الشراكة الاجتماعية في حال حدوثها منيعة, بل إنها تبقى منيعة حتى في حالة البقاء على العيش معا, دون شراكة اجتماعية رسمية, أقصد دون زواج رسمي, ومثال الفيلسوفين الوجوديين الفرنسيين "جان بول سارتر" و"سيمون دي بوفوار", لا زال ماثلا للعيان, لقد أقاما اتحادا حرا دون زواج, وعملا بفلسفتهما القائمة على الحرية الفردية التامة, بحيث يحتفظ كل واحد منهما بحريته الكاملة بما في ذلك إقامة العلاقات العاطفية والجنسية مع أنصاف أخرى وبعلم النصف المتحد معه, الذي لا حق له في الاعتراض, غير أن ذلك لم يحدث إطلاقا, فقد كان الالتزام المترتب عن الحرية التامة, والذي أدى للاتحاد مانعا للآخر من إقامة العلاقات العابرة النفعية أو النزواتية منعا كاملا, وهذا هو معنى الاتحاد ومصداقيته, حيث إنه يمثل الاكتفاء بنصفيه اللذان يجتمعان في اتحاد, بعد حصول الانسجام التام, والشعور بضرورة العيش معا, التي قد تظل خارج الزواج في الغرب وأشباهه, ومن المهم أن نشير هنا إلى أن من بين ما يكون عنصرا بالغ الأهمية في الانسجام المؤدي إلى الاتحاد هو التوافق الجنسي, إلى درجة الاقتناع التام والاكتفاء, وبالتالي حصول الاتحاد على ذلك الأساس وغيره من الأسس الجوهرية في الشراكة, والاتحاد الذي هو من المتانة بحيث يستحيل فك عراه, أو على الأقل فإن ذلك شبه مستحيل, بطبيعة الحال مثل هذه التجربة مستحيلة في مجتمعاتنا, ومن ثم وجب تعويضها بما يضمن التأكد منها بطرق أخرى نظرية, وهو أمر ممكن إلى حد بعيد, وسنعود إليه لاحقا. لسنا هنا بصدد التعريف بالوضعية الغربية أو تقييمها, غير أنه من المجدي أن نعرفها معرفة دقيقة, نظرا لتأثيرها فينا بشكل أو بآخر ولأنها تجربة مهمة وناجحة عمليا إلى درجة كبيرة, ومن ثم أمكن الاستفادة منها بالطريقة التي نراها مناسبة لوضعيتنا, وبالطريقة التي تجدها مجتمعاتنا المحافظة مقبولة, وفي كل الأحوال فالعلم بالشيء خير من الجهل به. نعم إن الحرية الفردية الكاملة في الغرب, تجعل الشراكة تقوم بسهولة كبيرة وخارج الزواج, وقد تبقى كذلك العمر كله, وقد تتنوع بين أنصاف متجددة, وقد تترسم وتتحول إلى شراكة اجتماعية مقننة أي زواج, وقد ترقى إلى اتحاد وتظل كذلك مدى الحياة, وقد يرسم الاتحاد شراكة اجتماعية قانونية أي زواج, ويكون مفعما بالسعادة والاستقرار والدوام مدى الحياة, ما دام قد بلغ مرتبة الكمال البشري الذي هي اتحاد النصفين المرأة والرجل لتكوين كيان بشري واحد قادر على ممارسة الحياة كاملة, وضمان استمرار الحياة وحفظ بقاء النوع الإنساني, بإقامة الحياة الجنسية في أمتع صورها وأروعها, لأنها تتم في جو من التكافؤ والانسجام والاقتناع المتبادل, والرغبة الجامحة في النصف الآخر المحبوب, مما يؤدي إلى الإنجاب, ولكون الوسط الاجتماعي راقيا, فإن تنشئة الصغير أو الصغار إن أنجبوا أكثر من واحد تكون راقية ورشيدة ومرفهة, مما يؤدي إلى الأسرة السعيدة المزدهرة, وبالتالي المجتمع السعيد المزدهر, وهذا ما هو حاصل في الغرب, إلا أن هناك مشكلة طغيان الحرية الفردية التي أدت بالإضافة إلى الأنانية الطاغية المرتبطة بها إلى الاكتفاء في الغالب بالشراكة والاتحاد غير الرسميين وغير القانونيين, بمعنى من غير زواج, مما يجعل الإنجاب نادرا في هذه الحالات, وإن كان لا مانع فيه اجتماعيا, بل هو مرحب به من أجل النمو الديمغرافي المنشود, وبالتالي فإنهم قلقون جدا من هذه الوضعية, ومتخوفين لحد الرعب من انقراض الأسرة, وبالتالي تراجع النمو الديمغرافي والسير نحو اضمحلال مجتمعاتهم, التي صارت مهددة بالمهاجرين من العالم الثالث, الذين يحتفظون بخصوبتهم, وبالتالي بنمو نسبتهم سريعا في المجتمعات الغربية, مما يجعلها مرعوبة من تهديد تحولها إلى أغلبية ساحقة من تلك التركيبة المهاجرة من العالم الثالث, وبالتالي تحول هويتها نهائيا من مجتمعات غربية إلى مجتمعات جنوبية في عنصرها البشري, بما في ذلك هاجس تحول الجالية المسلمة فيها إلى مكون أساسي نظرا لعدده المتعاظم ونسبته المتطورة باطراد وسرعة مذهلة. هذا ما يمكن نعته بالجانب السلبي من الشراكة والاتحاد في البلدان المتطورة الغربية, فضلا عن تعارضه مع الجانب الديني بالنسبة إلينا, وإن كان هذا الأمر فيه الكثير من التحفظ, لأنهم هم كذلك لهم دياناتهم, التي لا تبيح الشراكة والاتحاد خارج الشرعية, ولكنهم ساروا في ذلك الطريق لمبررات ليست بالهينة أو العبثية مما جعلهم – ربما – يأخذون بأخف الضررين, ومهما كان الأمر فإننا غير راضين ولا مستعدين للاستفادة من تجربتهم كما وقعت عندهم, أي خارج الشرعية الدينية على الأقل في مراحل نشأتها الأولى, ومع ذلك تبقى الاستفادة منها ضرورية في صور ممكنة داخل الشرعية الدينية التي نتمسك بها كل التمسك.

إمكان الاتحاد لدينا

هذا المستوى الرفيع من اللقاء بين الجنسين نسبته قليلة في مجتمعاتنا المحافظة المتخلفة, وفي الحالات القليلة التي يحصل فيها, يكون نتيجة للمصادفة وحدها, كم يحدث في الأوساط الشعبية الريفية أو الحضرية, وذلك لأن الحظ يكون قد ابتسم لشخصين من الجنسين, واتفق أن كان الانسجام بينهما تاما والتكافؤ والتجاوب في القمة, بما في ذلك ومن أهمه الانسجام الجنسي, نظرا لصفات نفسية وجسمية متجاذبة بطبعها, مما يؤدي إلى ارتقاء الشراكة الاجتماعية بالزواج إلى سمو كبير وإلى حالة الاتحاد والالتحام التام, في الكيان الكامل المنشود, كما يحصل الاتحاد في أوساط النخب المثقفة خاصة, وذلك بسبب ارتفاع الوعي, وبسبب إقامة شراكة ذات جوانب مختلفة تسمح بها ظروف تلك النخبة قبل الزواج, بما في ذلك التأكد من الانسجام الجنسي نظريا, حيث إن المستوى الثقافي الرفيع يمكنه تعويض التجربة الجسمية المباشرة كما يحصل في الغرب, وفي هذه الحالة من الاتحاد الكامل المقصود والواعي تكون السعادة غامرة والشراكة متينة لا يخشى على مستقبلها الآمن المطمئن, مما يؤدي إلى جانب الشروط المادية والمالية الوفيرة أو الكافية على الأقل إلى نشأة أسرة سعيدة, هي أفضل الأسر للتنشئة الاجتماعية والتربوية للأطفال الذين سوف يتمتعون بتربية صالحة وبحياة سعيدة مزدهرة داخل أسرة النشأة, مما يجعلهم مؤهلين لتكرار التجربة مستقبلا, أو أنهم أقرب بكثير إلى ذلك. وأيضا فإن النخب الأخرى التجارية والصناعية والسياسية وغيرها, هي أقرب إلى بلوغ درجة الاتحاد من الأوساط الفقيرة والغارقة في شقائها المادي وجهلها ومعاناتها القاسية, ذلك أن هذه النخب إضافة إلى ظروفها المادية المرفهة, هي على قدر من الثقافة أو على الأقل من التعليم كبير أو مقبول, وبالتالي يكون وعيها متطورا, مما يجعلها قادرة مثل النخب المثقفة ولو بدرجة أقل على إقامة الشراكة الاجتماعية على أساس الاتحاد, أو الوصول إليه بعد أن تحدث الشراكة, لذلك فإن هذه الأوساط المتشبهة عامة بالغرب في طرائق عيشها, لديها أسر يمكن وصفها في الغالب بالسعيدة والمستقرة وذات الإمكانات الكبيرة في التنشئة الاجتماعية والتربوية الصالحة والسعيدة للأبناء, بعد ما توفره لطرفي الاتحاد من ظروف عيش كريمة وارتباط وثيق يضفي على العلاقة جوا من الهناء والثقة العميقة التي لا تتزعزع, وما إلى ذلك من الانسجام والتكافؤ والتجاوب والتجاذب الذي كان سببا في حصول الاتحاد بين العنصرين في كيان كامل مثالي وهنيء.

توضيح

- الثقافة والتربية الجنسية: نحن أشد حاجة إلى هذا الأمر من المجتمعات الغربية, ذلك لأنهم يستطيعون الحصول على هذا التكوين الضروري للفرد عمليا, وهم أصلا يتلقونه في المدارس وعبر كل الوسائل وعن طريق التنشئة الاجتماعية, ثم إن الطريقة الحرة التي يقيمون بها الشراكة الطبيعية التي قد تصبح شراكة اجتماعية سواء حصل الاتحاد بين الطرفين أو لم يحصل, إنما هي مدخل للتأكد من وجود الانسجام والتكافؤ والتجاوب والتجاذب وغيرها من شروط الشراكة أو الاتحاد, أما نحن علينا فيستحيل في مجتمعاتنا المحافظة إقامة الشراكة الطبيعية, ومن ثم وجب تعويضها بالمعلومات النظرية المعمقة في الثقافة والتربية الجنسيتين, وإلا كنا مغامرين تماما عند إنشاء الشراكة الاجتماعية وهي الطريقة الوحيدة الممكنة لارتباط الطرفين لتكوين الأسرة, لكن الواقع يشهد على أننا لا زلنا نمنع هذه الثقافة على الأفراد, ويتجنب المجتمع لأسباب غامضة القيام بالتربية الجنسية الرسمية في المدارس وعبر كل وسائل الإعلام والاتصال لأفراده من الأطفال والشباب خاصة, مما يعني الامتناع عن الوقاية الضرورية ورعاية الأسرة المستقبلية وحمايتها من الفشل, الذي يعرضها لخطر الزوال والتفكك بالطلاق, أو على الأقل التعاسة وسوء التربية للأطفال.
- إن إرضاء الرغبة الجنسية هو الأصل في نشأة الأسرة وإقامة الشراكة الاجتماعية, وهذا ما نتجاهله تماما عند الإقبال على الارتباط, وخاصة الأولياء الذين يتولون الوكالة وكل الإجراءات المتممة للارتباط, وحتى الطرفان المعنيان فهما وإن كانا على قدر من الاهتمام بالجانب الجنسي, لكن ذلك يقع سرا وفرديا, دون الجرأة على الحديث في الأمر بينهما, ولا تبادل ما يمكنهما من معلومات قد يعرفانها عن أنفسهما, أو عن مصادر علمية وثقافية صحيحة ودقيقة قد تكون لدى أحدهما, في صورة أشرطة وكتب وغيرها من وسائل المعرفة والتثقيف, كل هذا بسبب الخجل والحرج الناتج عن المنع التام للخوض في هذا الأمر بأي شكل من الأشكال, حتى ولو تعلق الأمر بالطرفين المقبلين على الارتباط, مما يعني دفع المجتمع لهما إلى المغامرة التامة والإقدام الأعمى على كل احتمالات الخطر والفشل بالطلاق أو المعاناة مدى الحياة, ويكفي أن الضغط الذي تتعرض له البنت في هذا الشأن من تخويف وترهيب وتهديد يمارسه المجتمع عليها بصورة مباشرة عن طريق الأم خاصة, هذا الضغط الكبير يؤدي في الغالب إلى إصابة البنات بعاهات نفسية حقيقية, منها البرود الجنسي المكتسب, ورفض العلاقة الجنسية تماما ونهائيا, مما يجعل الفتاة بعد الزواج تنفر من الاتصال الجنسي, أو تتمنع عن القيام به إلا مضطرة وهي كارهة, وقد يتطلب الأمر إن استمرت الرابطة لظروف قاهرة سنوات طويلة من أجل إعادة الطبيعة السليمة إليها, وتقبلها الاتصال طوعا وربما الرغبة فيه, بعد أن تكون قد أنجبت مرة أو أكثر, ولكون الطرفان يجهلان تماما طبيعة الممارسة الجنسية فقد تظل المرأة طوال حياتها لا تصل إلى الهدف من الاتصال أي إلى النشوة وربما لا تبحث عنها أصلا, ويظل زوجها جاهلا لهذا الأمر لأنه يحصل على مبتغاه وهو يظن أن زوجته قد حصلت آليا على نفس الشيء بسبب جهله لطبيعة الأمر عندها, أو لعدم اكتراثه بالأمر أصلا, ولكونها لا تستطيع أن تطالب بهذا الحق حياء وخجلا ولا تستطيع السعي إليه أو الحديث فيه وتوضيح الأمر لشريكها وطلب المساعدة الضرورية منه لبلوغها نشوتها الطبيعية والمشروعة, لكنها لا تفعل جهلا أو حياء وخجلا بسبب قمع المجتمع لها وإهماله التام لهذا الجانب الأساسي في الزواج والسعادة الزوجية وسلامة بناء الأسرة وقيامها بوظيفة التنشئة الاجتماعية السليمة لأبنائها. هذا هو الوضع القائم, والذي يمنع قيام الشراكة الاجتماعية السليمة إلا بالمصادفة وحدها, أم الاتحاد المرغوب فيه والضامن لنجاح الشراكة الاجتماعية نجاحا تاما فيكاد يكون مستحيلا بسبب غياب هذه الثقافة والمعرفة والتربية الجنسية الضرورية. ونحن في هذا نسلك سلوك النعامة التي تواجه الخطر بغرس رأسها في الرمال حتى لا ترى مصدره ولا يهم أن يلتهمها إن كان حيوانا مفترسا ما دامت لا تراه, والغريب في الأمر أننا نميل إلى تبرير تقاليدنا البالية في هذا الخصوص تصريحا أو تلميحا بالدين, بينما الحقيقة هي أن الله سبحانه هو الذي خلقنا على شكل نصفين مختلفين جنسا, ولا يمكن لنا أن نكون كائنا كاملا إلا بالاتحاد, وليقع ذلك ويستمر وجودنا كنوع بشري زودنا الخالق الحكيم بآليات قوية هي الجاذبية الطبيعية بين الجنسين, والرغبة الجنسية القائمة على أساس غريزة أساسية وضعها مدبر الكون جل شأنه فينا, كما جعل اللذة الجنسية أقوى اللذات وأمتعها وأكثرها رغبة وسعيا لدينا لتحقيقها, وشرع لنا الزواج لتنظيم كل هذه العلاقة الصميمة, ورغم كل ذلك نريد إلصاق تقاليدنا الجاهلة البالية الهدامة في هذا الشأن بالدين الحنيف, ولله في خلقه شؤون, ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.