استشارات

اطرحوا قضاياكم لتجد كل اهتمام ومتابعة بالتعاون معكم ومع الخبراء والمختصين والمتابعين

الخميس، 21 أكتوبر 2010

القبيلة تشهر سلاح الفتوى على نساء النت

القبيلة تشهر سلاح الفتوى في وجه نساء النت


الإسلام نفسه وما أدراك ما الإسلام لم يقو على محو القبيلة من بيئة العرب الراسخة القدم في القبلية وطقوسها وثوابتها التي لا تتزعزع إلى يوم
يبعثون فيما يبدو من واقع الحال


باقي المقال والتعليقات على: منتديات الصمود الحر الشريف

الأحد، 29 أغسطس 2010

فتوى هيئة كبار العلماء في عبد الله الحبشي


فتوى هيئة كبار العلماء في عبدالله الحبشي

الفتوى رقم (19606)

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد ورد إلى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء أسئلة واستفسارات حول (جماعة الأحباش) والشخص الذي تنتمي إليه المدعو / عبد الله الحبشي، القاطنة في لبنان، ولها جمعيات نشطة في بعض دول أوربا وأمريكا واستراليا، استعرضت اللجنة لذلك ما نشرته هذه الجماعة من كتب ومقالات، توضح فيها اعتقادها وأفكارها ودعوتها، وبعد الاطلاع والتأمل فإن اللجنة تبين لعموم المسلمين ما يلي:
اقرأ الموضوع والمناقشات على صفحات: منتديات الصمود الحر الشريف

الاثنين، 16 أغسطس 2010

الطاهر وطار علو في الحياة وفي الممات

الطاهر وطار علو في الحياة وفي الممات




وأنا أحاول جمع معلومات عن الراحل الكبير الطاهر وطار, ولكثرتها وتشعبها واهتمام الإعلام العالمي كله بالمناسبة, أدركت أن من استطاع أن يهز الدنيا ويحدث صخبا فريدا فيها أثناء حياته لا بد أن يفعل نفس الشيء بل أكثر لدى مماته, وتذكرت بالمناسبة بيت المتنبي في هذا السياق حيث يقول:


وتركك في الدنيا دويا كأنما
تناول سمع المرء أنمله العشر




كانت الكتابات التي وجدتها تنحصر في نقل ما أنتجه الرجل في مختلف فنون الأدب من قصة ورواية ونقد وغيرها, ومستوى ذلك الإنتاج الذي ارتقى إلى مستوى العالمية, مما جعله يترجم إلى حوالي عشر لغات عالمية. كما أن هناك ذكر عابر لثوريته وبالتالي إحرازه صفة المجاهد رسميا باعتباره أحد المساهمين في الثورة التحريرية الكبرى, وأيضا هناك حديث مقتضب عن مساهماته السياسية ومواقفه المبدئية وشغله لوظائف سامية في حزب جبهة التحرير أيام حكمه ووحدانيته في الجزائر وفي السلطة, وأيضا إعادته بعد أن أحيل على التقاعد في سن مبكر 47 عاما إلى شغل وظيفة سامية هي المدير العام للإذاعة الوطنية الجزائرية. بمعنى أن الحديث في وسائل الإعلام بكل أنواعه عن رحيل الروائي الكبير كان بسيطا, وربما يكون البعض قد كتبوا مقالات معمقة لم أطلع عليها فيما فحصت من منشورات عبر مختلف وسائل الإعلام والاتصال.
وطار فيما أتصور يمكن وصفه بالبسيط العظيم, ولعل لقب "عمي الطاهر" الذي كان ينادى به من محبيه يعبر تعبيرا صادقا عما قصدت بالبساطة العظيمة, إنه هذا الرجل الذي إذا رأيته دون أن تعرفه حكمت عليه فورا بأنه أحد الريفيين الذي استوطن المدينة حديثا, فبالرغم من مغادرته لقريته في سن السادسة عشرة إلا أنه لا يزال في مظهره وطريقة تصرفاته الصميمة وكأنه لم يبتعد عن تلك القرية يوما واحدا, وقد صدق من قال باكتساب الانسان لشخصيته بنسبة فيما أتذكر تفوق التسعين بالمئة في سنواته الست الأولى, غير أن الأبعاد الأخرى المكتسبة والثقافية والإبداعية تجعل من يعرفها ويدركها ويتذوقها يحس أنه أمام مبدع بلغ درجة العالمية, باعتبار هذه العالمية هي مستوى من الإبداع يرفع الأحوال الخاصة العادية بالغوص فيها والتعبير عنها تعبيرا غير مسبوق إلى مستوى العالمية, وهي منتهى الرقي في الميدان الذي يتناوله المبدع في وقته. وهذا هو السبب الذي جعل الكتابات وخاصة منها الروايات لدى وطار تترجم إلى لغات عالمية كثيرة, منها الإنكليزية والفرنسية والألمانية والروسية والإيطالية, أي لغات أكثر الأمم تقدما في عصر الناس هذا.
نعم إن البساطة من علامات العظماء, ووطار كان هكذا بسيط المظهر لا يشعرك إذا لم تكن على دراية به بالعظمة التي هو عليها, لأنه في الحقيقة جعل من تلك الشخصية التي يتراءى بها شخصية عالمية, ومن ثم فهو يعتز بها ويتمسك ولا يرضى بغيرها أبدا. فلا يتصور منه أن يقلد أو ينجرف وراء ما يفعله الناس أو يتظاهرون به في مختلف ممارساتهم الحياتية ومظاهرهم وأساليب سلوكهم المعصرنة أو المقلدة لسلوك أهل مراكز العالم المعاصر كما يفعل كل الناس تقريبا. فهو يتوق وقد فعل بالفعل إلى جعل شخصية الإنسان في قريته البسيطة "مداوروش" نموذجا عالميا يقتدى به في كل أنحاء المعمورة, أو على الأقل يكون حاضرا ومفهوما ومتذوقا في كل أنحاء العالم ومنها مراكز العضارة المعاصرة أي العواصم العالمية, وهو ما فعله وطار بالفعل, وكتاباته ورواياته المنتشرة في تلك العواصم خير دليل على هذا الإنجاز العالمي الرائع.
لكن من هو وطار؟ سنة 1954 عندما اندلعت الثورة الجزائرية العارمة كان عمر الطاهر وطار 18 سنة, مما يعني أن اللقاء القدري بينه وبين الثورة كان ممتازا, في سن مثالية هي سن الثوار عموما, ولأن الطاهر كان حساسا وموهوبا فقد أدرك بفطرته الصافية معنى الثورة وانخرط فيها بعمق, فكان أن شكلته كما شكلت عبقريات كثيرة في استعمال السلاح بمهارة عالية لا يملكها جنود فرنسا وضباطها المتخرجون من أكبر المدارس والكليات العسكرية, أما عبقرية الشاب الطاهر فقد كانت فكرية وأدبية ونضالية وسياسية, ومن هنا يمكن فهم انطلاقته السهمية ليبلغ مستوى عالميا فكرا وأدبا, ولو أتيحت له الفرصة لكان كذلك سياسيا أيضا. وهذا ما كان فقيدنا يدركه بعمق, ومن ثم كان موقفه الثوري والنضالي المعارض من الداخل, بالرغم من تبوئه منصب الإطار السامي في الحزب الحاكم ثم في الجهاز الإعلامي الرسمي كمدير عام للإذاعة الجزائرية بكل فروعها الكثيرة, وهذه إشكالية يصعب فهمها, فهو كمجاهد له أولوية الوصول إلى مناصب سامية, لكنه كمعارض يبقى محل شبهة واستهجان لاسيما وتهمة الشيوعية تلاحقه في كل مكان, وهذا ما يفسر إحالته على التقاعد من الحزب الحاكم في سن 47 عاما. لقد كان الراحل الكبير يدرك أن النظام القائم عدو له لأنه يكبت موهبته السياسية ويمنعه من الارتقاء إلى أعلى المراتب تنظيرا وتنفيذا من خلال الاحتكار الذي تمارسه جماعة معينة للفكر والسلطة, ومن هنا لا يمكن لمن هو في مستوى وعي وطار الثاقب إلا أن يكون معارضا لهذا النظام ولو من الداخل بحكم انتمائه التاريخي للثورة واحتلاله الحتمي لذلك لمكانة متواضعة في جهاز الحكم هي مكانة التقنوقراطي البسيط, أو الموظف السامي الذي لا يعبر بصدق عن مكانته الحقيقية التي هو مؤهل له بحكم الكفاءة والفكر والإبداع الذي يمارسه والذي بإمكانه أن يفعل مثله في مجال السياسة لو أتيحت له الفرصة.

ولعل أصعب جانب يمكن فهمه لدى الطاهر وطار هو انتماؤه الشيوعي الغامض, ذلك أنه فيما تذكر المصادر وأظن أنها على صواب قد كان منخرطا في حزب الطليعة الاشتراكية الشيوعي السري أثناء حكم الحزب الواحد جبهة التحرير الوطني الذي عمل فيه وطار كإطار سام لفترة مطولة جهرا. مفهوم أن يكون الحزب سريا والانخراط فيه كذلك لكونه ممنوع ويعاقب على الانتماء إليه عقوبة قاسية, لكن الحقيقة أن شيوعية وطار أيضا فيها حرج كبير له كونه من بئة محافظة ومسلمة إلى النخاع, ولأنه تلقى لذلك تربية تقليدية إسلامية ثم دراسة في نفس الاتجاه بدءا بحفظ القرآن الكريم في قريته ثم الدراسة في معهد عبد الحميد بن باديس بقسنطينة وهو معهد ديني والانتقال فيما بعد إلى جامع الزيتونة في تونس وهو أيضا معهد ديني تقليدي يدرس علوم الإسلام واللغة العربية على طريقة الأقدمين.



وطار وبن بلة حديثا

أعتقد أن هذه الظروف الخاصة هي التي جعلت شيوعية وطار محاطة بالتقية, ولدي ميل إلى الاعتقاد بأن الرجل بسبب هذا كله لم يكن ملحدا, بل يتبني الاشتراكية من ناحيتيها السياسية والاقتصادية فحسب باعتبارها معبرة في نظره عن العدل الاجتماعي الذي كان ينشده لأسباب كثيرة أهمها الظلم الطبقي الاستعماري العنصري الذي عاناه في طفولته وشبابه, والذي يأبى أن يمارس بين الجزائريين أنفسهم. ودليلي الأكبر على هذا هو أن وطار لم يتم اغتياله في سنوات العنف الأعمي في عشرية التسعينات بينما تم اغتيال الكثير من المثقفين الكبار بسبب انتمائهم الشيوعي. صحيح أن وطار قد اتخذ موقفا معارضا لإيقاف المسار الانتخابي الذي كان سيوصل الاسلاميين إلى الحكم, كما كان معارضا بشدة لنفي الآلاف المؤلفة من شباب الإسلاميين إلى محتشدات خصصت لهم في أعماق الصحراء بعد ذلك. غير أن هذين الموقفين المؤيدين لأسباب مبدئية للإسلاميين لم يكن كافيا لمنع الحركات الإسلامية المتطرفة من اغتياله, بل ما منعها من ذلك هو تصنيفه خارج دائرة الشيوعية لدى الإسلاميين وحركاتهم المسلحة المتطرفة.

لا يمكن لهذه العجالة أن تعبر عن حقيقة شخصية عظيمة ثرية متشعبة الأبعاد مثل شخصية الراحل الكبير الطاهر وطار, لكن عذري هو أن الكاتب العبقري محل دراسات عليا وأطروحات جامعية لنيل الدكتوراه وغيرها من الشهادات العليا, فكيف بي أنا ألم ببحر محيط في مقال سريع ذي صبغة إعلامية من هذا القبيل؟؟؟

رحمك الله يا كبير الأدباء ويا مؤسس الرواية العربية الحديثة في الجزائر, فضلا عن ثوريتك وحملك لصفة المجاهد في الثورة التحريرية الأسطورية, التي صاغتك وجعلت منك أسطورة عالمية فكرا وأدبا, فوداعا أيها المبدع بصفتك جسما فانيا ككل الأجسام, ولكنك من ناحية الحضور المعنوي قد سجلت نفسك بأحرف من نور في سجل الخالدين, ولن تفارق الأحياء المشاهير المتألقين وكل الناس الباحثين عن الفكر والأدب إلى يوم يبعثون. وإنا لله وإنا إليه راجعون.



عبدو المعلم

المزيد: منتديات الصمود الحر الشريف

http://elsoumoudelcharif.mescops.com

السبت، 19 يونيو 2010

هل أتزوجها؟


هل أتزوجها؟؟؟

هذه رسالة جديدة من أخينا الشاب المغربي صاحب مشروع الزواج المثير للجدل والذي تابعنا قضيته منذ شهور على مدونة: استشارات المعلم العاطفية, ثم هنا في منتدياتنا مؤخرا, أنقل لكم رسالة المعني بالأمر عزيزاتي أعزائي, وأرجو أن تساهموا في متابعة هذا الموضوع المحير نوعا ما, ومواكبة هذا الشاب إلى أن ينتهي إلى حل نرجو أن يكون موفقا. وفي ذات الوقت أنشر ردي على رسالته, فربما ساعد ذلك على فتح نقاش مفيد في الموضوع وتنوير هذا الشاب الذي يريد بناء أسرة سعيدة سليمة في إطار من الشرعية والمبادئ الإسلامية القويمة. تحياتي لكم جميعا.
==========================================
رسالة الشاب المغربي


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
فبخصوص موضوع الزواج:فالأمورمازالت كما كانت؛أتحدت معها مرتين في الأسبوع و في كل مكالمت هاتفية أود أن أخبرها أننا سنأتي للتكلم فيها أي"خطبة"ولكن أتعدل عن قراري ولا أخفيكم أن حبي لها أظن أنه بدأ ينقص لأني لا ألاقيها(مند 20فبراير عندما ذهبنا عندهم للعزاء)فقط أنا من يتصل هاتفيا(وهي كما تقول لي في كلامها أن: اللذي ستحبه وتعطيه كل شيء سيكون "زوجها") وفي هذه الأيام بدأت أحتاج أكثر إلى من أتحدث لها وتشاركني كل شيء،حيث بدأت أنظر إلى بنات أخريات إذا لم يكتمل الزواج معها(فأنا لا أتكلم معهم ولم أخبرهم بشيء ولكن فقط في مفكرتي وهن يختلفن بكثير عن اللتي أنا معها فهي أحسن منهم في التعليم والتربية...)فأنا الآن حائر كثيراً لا أعلم ما أفعل:
هل أخبرها أننا سنقدم لخطبتها في أواخر يونيو فإن هي وافقت "فالحمد لله" فإن هي لم توافق أو بدأت تبدي تردداً فسأعتبره عدم الموافقة
فقد صبرت كثيراً فهل أصبر تانيةًً،فأنا خائف أن أكون قد وصلت للنهاية وأفسدت كل شيء بتسرعي"كما تقول لي هي :الزواج هو عمر فينبغي على الطرفان أخد كل الوقت للتعارف و عدم التسرع"وأيضاً يعجبني فيها كثيراً طريقة تفكيرها وكيف تحلل الأمور
فالمرجو مساعدتي ولكم جزيل الشكر مع تحياتي الخالصة لكم

****************************************************
ردي على رسالة أخينا الشاب المغربي


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
معذرة أخي الكريم فلم أعد اتعامل مع هذا الحساب كثيرا ولا مع مدونة استشارات المعلم. وكما أخبرتك سابقا أننا فتحنا منتديات, يوجد بداخلها قسم أو منتدى للمشاكل وحلولها, وأشرت عليك ببعث رسائلك إلى تلك المنتديات مستقبلا

==========================================
ردي على رسالتك:


هذه الفتاة غامضة نوعا ما
وما دمت تريد الزواج منها فقد طالت المدة وأنت لم تتأكد بعد من قرارها, صارحها بالأمر واطلب منها قرارا في الموضوع, إن وافقت فلا بأس أن تطول مدة التعارف والخطوبة, وحبذا أن تتم الخطوبة ولا بأس أن تنتظرا مدة أي كانت ما دامت تفضل ذلك من أجل التعارف أكثر, لكن طبعا في إطار شرعي ما دامت الفاتحة قد تمت. فإذا كانت حجتها هي أنها لم تعرفك بعد المعرفة الكافية فإنه يمكنها ذلك أثناء الخطوبة والاتصال الشرعي الذي يصبح ممكنا بينكما, وبالتالي تستطيع التعرف عليك كما تريد. أما إن هي لم تتخذ قرارا في الموضوع وبقي الأمر معلقا كما كان هذه شهور طويلة فعليك أن تصارحها بالأمر وتدعوها بإلحاح لاتخاذ قرارها, أما كونك قد بدأت تبتعد عنها, وأن حبك لها قد بدأ يتراجع, وقد بدأت تنظر إلى فتيات أخريات باحثا عن البديل, لكنك رغم كل هذا تجدها أفضل منهن, فهذه أمور عادية تحدث نتيجة عدم حسم الأمر بينكما, فما عليك إلا أن تطلب منها قرارها, ولا تتسرع مع ذلك في أي شيء ما دمت تفضلها على غيرها, وترى فيها النموذج المثالي للمرأة التي تريد أن تتزوجها, وتكون رفيقة حياتك. وبصراحة أخي الكريم فإني لا أفهم كيف يستمر الوضع على هذا الحال مدة شهور طويلة دون أن تتمكن من حسمه, عليك أن تطلب منها قرارها بوضوح تام, وتخرج من هذا الوضع المتردد الغامض, فإما أن يتم الأمر على بركة الله, ولو بإطالة فترة الخطوبة ما دامت فيما يبدو تريد التعمق في التعرف عليك, وهي على حق في هذا, وإما أن تنصرف تماما من حياتك وتبحث لك عن غيرها, ولو أنك تفضلها, لكن ما كل ما يتمنى المرء يدركه, فمثل هذا الأمر يتطلب أيضا أن يتمناه الطرف الآخر. احسم أمرك لكن دائما بالتأني والتدبر ولا تتسرع حتى لا تندم - بعد فوات الأوان - على قرار قد تتخذه خطأ.
تحياتي لك أخي الكريم مع تمنياتي لك دائما بالتوفيق

الاثنين، 31 مايو 2010

http://www.livestream.com/insaniyardim

البث المباشر من أسطول الحرية لكسر الحصار الجاسئر على غزة

الخميس، 13 مايو 2010

الراهن العربية في قلب الإعصار 3

الراهن العربي في قلب الإعصار 3


المعارضة العربية




الواقع أن المعارضة الشكلية في البلدان العربية صورة تكاد تكون طبق الأصل من السلطة القائمة, في البلدان التي تعتمد نظام الحكم الجمهوري رسميا, أما في غيرها من الإمارات والممالك, فيكون الأمر أكثر تعقيدا, حيث تكون المعارضة مبدئيا ممنوعة, لكنها توجد واقعيا بشكل أو بآخر وتمارس مهامها بشكل أكثر صعوبة من نظيراتها فيالجمهوريات. لكن ما هو الدور الذي يبقى للمعارضة والحال أن النفوذ الذي يدعم السلطة القائمة الداخلي منه والخارجي, لا يترك مجالا أي مجال للمناورة والمعارضة؟ نعم إن هذا الواقع السياسي الصلب في البلاد العربية يجعل المعارضة شبه مستحيلة. وبالرغم من ذلك يبقى هناك بعض الإمكان لوجود سياسي خارج السلطة لا يمكن بالطبع أن يرقى إلى مستوى المعارضة الحقيقية. وفي اعتقادي أن هذا الوجود السياسي المسمى تجاوزا معارضة, تسمح به نفس القوى القائمة في الحكم والمدعمة له داخليا وخارجيا, بمعنى أن مناورات السلطة وجماعات دعمها الداخلي المنتفعين بها ومنها, وأيضا بلدان المركز في أمريكا وأوروبا هي التي تصطنع معارضة تناور بها وتضغط على بقية أطراف هذا التحالف الثلاثي لتبتزها وتجعلها أكثر نفعا لها, كيف ذلك؟
البقية على صفحات منتدياتنا: منتديات الصمود الحر الشريف

السبت، 8 مايو 2010

الراهن العربي في قلب الإعصار 2

الراهن العربي في قلب الإعصار2


مسؤولية النخب عن التدهور العربي الراهن


النخب متعددة, ويمكن حصرها في السياسة والاقتصاد والثقافة والأمن, مما يجعلنا نتناولها وربما فروعها واحدة بعد الأخرى.

النخبة السياسية
اقرأ الموضوع على العنوان:


أو على الرابط:


الجمعة، 7 مايو 2010

هل أتزوجها؟


تكلمت مع الفتاة
هذه آخر رسائل أخينا الشاب المغربي صاحب المشكلة المثيرة للجدل
في قصة عاطفية واجتماعية طال مداها ويبدو أنها تقترب من النهاية
السعيدة
********** ****************************************
هذه هي الرسالة
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
وشكرا كثيرا لكل المشاركين و الله يجازيكم بالخير

تكلمت مع الفتاة عبر الهاتف يوم 13مارس2010 وقلت لها إن موظوعنا قد طال كثيراً،فقلت لها أريد جواباً نعم أم لا، لكي يبني كل واحد منا حياته أي ( أنا و أنتي وخطيبكي كما تقول" سابقاً")لكي لا تبقى الأمور معلقة فأنا لم أذكر خطيبها في حوارنا.فقالت لي كلامك كله صواب،فقالت سأجيبك في هذا الأسبوع.

مر أسبوع و كلمتها وكنت فرحاً و خائفاً في نفس الوقت فمدحتني كثيراً وقالت لي أنت أخي ونحن عائلة قبل كل شيء وسنبقى إنشاء الله دائماً هكذا،فقالت لي لن نتفاهم في بعض الأمور،فقلت لها ما هذه الأمورفقالت لي هناك شيئان:

*فقالت بخصوص عملي،فأنا أريد إكمال عملي حتى بعد زواجي"فهي تحب عملها في مجال البستنة أكثر من أي شيء فقد لاحظت هذا فيها مع العلم أن لها الإجازة في التجارة"وقالت لي أنها تتعامل مع الرجال و النساء،فقلت لها أنا أحب ما تفعلين و أتعامل أيضا مع الجنسين فقلت لها الثقة و الصراحة هي كل شيء فقالت لي كلامك كله صواب فقالت أنا أخاف الله والحمد لله لا أفعل أي شيء لا يرضي الله ويشوه سمعة عائلتي.

*ثانيا قالت لي أن عملها في البستنة يحثم عليها التنقل "ليس دائماً ولكن بمعدل مرتين في الأسبوع في فصل الربيع أي شهر مارس و أبريل فقط"أي تتنقل إلى مدن أخرى "حوالي 120كلم عن مدينتها اللتي تبعد عن مدينتي ب30كلم"فهي لا تقطن بهذه المدن (تذهب باكراً مع عائلتها للعمل هناك ويعودون في المساء إلى منزلهم إلى أبعد حد السادسة مساءً وفي بعض الأحيان تعمل في الصباح فقط)المهم مشروع حر كما قالت لي إذا دبر المرء وقته فلن تكون مشاكل،فقلت لها ليس مشكل بالنسبة لي, فأنا أيضاً أتنقل يومياً 70 كلم للعمل وأكون دائما في مدينتي عند السادسة،فقلت لها لدينا نهاية الأسبوع سنكون معاً وقلت لها في الأيام الأخرى يوجد الهاتف نتحدت في النهار ونتفق إذا كنت بالمدينة اللتي أعمل بها فهذا أحسن فإذا لم تكوني فأينما وجدتي راحتكي فأنا معكي سواءً في بيتي أو بيت عائلتك فقلت لها كما قلتي "إذا دبر المرء وقته فلن تكون هناك مشاكل"

فقلت لها هل من شيء آخرفقالت لي :لا, هذا كل شيء فقد قلته لك لكي لا تكون مشاكل فيما بعد وأكون أنا مرتاحة 1000في المئة

فقلت لها متى أتقدم للخطبة فقلت لها هل أتكلم مع والديك للتقدم للخطبة فقالت لي:إعلم يا "رشيد" أنك أصريت لكي آخد القراررغم أن الظروف لم تكن ملائمة(فقد توفيت خالتي اللتي هي كأختي وأيضاً كما قالت " فلتوي أنهيت خطبة!!!") ولم أشأ حينها بالإلحاح عليها لأنني أحسست أن مزاجها ليس على ما يرام.

الآن لا أعلم ما أفعل.

فقد قررت التكلم معها في منتصف شهر ماي لكي أخبرها أنني سأتقدم للخطبة في منزلها في أواخر شهر ماي وسأرى موقفهم فإن هم وافقو فالحمد لله،فإن لم يقولو أي جواب فسأعتبره عدم القبول!!وسأخبر الفتاة هاتفياً بهذا القرارحرفياً قبل التقدم للخطبة،فالمرجو مساعدتي لأني تعبت كثيراً و لكم أطيب المتمنيات

جزاكم الله عنا كل خير
**********************************
جواب المعلم

أخي العزيز, يبدو أن النهاية السعيدة قد اقتربت, وأن صبرك توج في النهاية بالفوز بمبتغاك, وقد أخبرتك فتاتك بقبولها الواضح مخبرة إياك بظروفها المهنية وبمستلزماتها وطلبت منك الموافقة على استمرارها في عملها وقبول ما يترتب عنه, ووافقت أنت على ذلك, فما الذي بقي؟ يبقى سكوتهم - كما قلت - وهذا غير متوقع, لأن الفتاة قد قررت الموافقة, ويبدو أنها تملك التحكم في مصيرها, وإلا لكانت قد اشترطت موافقة أهلها, فذلك يعني أن موافقتهم من باب تحصيل الحاصل, فهي مجرد إعلام لأهلها, زيادة على أنها لم تعد تتحدث عن الخطيب السابق كما كانت, وكونها لم تقرر بعد التخلي عنه, فكلامها إليك هنا يفيد أنها فرغت من ذلك الموضوع, مما يعني أنه لم تبق هناك أي مشكلة مطروحة, أما عن موعدك المحدد لمنتصف مايو بالضبط, فهذه ليست مسألة جوهرية على الإطلاق, فموعد الخطبة تحدده الظروف, سواء كان هذا التاريخ أو بعده, فليس هذا بالمهم, لكم أن تتفقوا على موعد بما يناسب ظروفكم جميعا, وتتقدم فيه لأتمام إجراءات الخطبة, فلا تتعجل من هذه الناحية, فقد توافق الفتاة على هذا الموعد ومعها أهلها, أو يقترحون موعدا آخر يناسبهم, فلكل ظروفه الخاصة, والموعد لا يمكن أن يشكل عائقا أو مشكلة إطلاقا, فلم يبق إلا أن نتمنى لك كل التوفيق والهناء, ونرجو لكما حياة ملؤها النجاح والفلاح والانسجام والشراكة والتوافق والسعادة الغامرة, على أن نشارككم احتفالكم بالمناسبة الميمونة في الخطبة وفي الفرح إن شاء الله على صفحاتنا هذه التي رافقت مسيرتكم الصعبة المكللة بالنجاح, وهنيئا لكم مسبقا.

الأحد، 2 مايو 2010

الراهن العربي في قلب الإعصار1

الراهن العربي في قلب الإعصار1
طالعوا سلسلة المقالات في هذا الموضوع على صفحات منتدياتنا:
منتديات الصمود الحر الشريف
أو

الثلاثاء، 13 أبريل 2010

الإعاقة الجنسية عند المرأة العربية

الإعاقة الجنسية عند المرأة العربية


أفضل الحديث جهرا في هكذا موضوعات سرية عادة عند العرب, ذلك أنها من ضمن الطابوهات الثلاث المنهكة لحياتهم, والمعطلة لرقيهم منذ قرون خلت, ولا ينتظر لهم أن يتزحزحوا عن تقهقرهم ما لم يجدوا لها حلولا نهائية وجذرية متطورة مع تطور ظروف حياتهم وما يطرأ على الحياة العصرية في سائر أنحاء العالم, وفي بلدانه الموسومة بالتقدم خاصة, أعني بهذا الطابوهات أو الثلاثي الرهيب: الدين والسياسة والجنس, وأزعم مقدما أن حياة العرب لن تستقيم ما لم يسووا وضعيتهم تسوية سليمة أمام هذه الطابوهات العاصفة بحاضرهم ومستقبلهم, في هذا السياق تقع العاهة الخطيرة التي أطلق عليها إسم الإعاقة الجنسية عند المرأة العربية.




هذه الإعاقة النفسية ينتجها الضغط الاجتماعي الساحق للأنثى العربية منذ المهد وحتى اللحد, ففي سن مبكرة جدا, ربما في كثير من الأحيان في السن ما قبل المدرسي يبدأ الضغط المتنامي طردا مع تقدم سن الطفلة العربية, والتي تمارسها بشكل مباشر الأم المفجوعة بمسؤولية حماية ابنتها من شيء واحد هو الأخطر على الإطلاق, إنه سمعتها وشرفها, أو بالأحرى شرف الأسرة والقبيلة ويصعد التسلسل حتى البلد والمجتمع بأسره, كل هذا يختزله ويلخصه المجتمع العربي لدى المرأة حتى وهي في طفولتها المبكرة, فهي حاملة الشرف الذي يقتصر تقريبا على السلامة والطهارة الجنسية للمرأة في المظهر خاصة. لهذا تشدد الحراسة على البنت وتصبح أكثر تشديدا وإحكاما عندما تصير فتاة, ولا تنجو منها العجوز ذاتها, فالمرأة هي حاملة الشرف وحدها, وهي المسؤولة عنه وحدها, وهي المهددة من أجله بأقصى العقوبات ومنها القتل وحدها, وهي أيضا الممارسة لأهم دور في الحراسة الرهيبة في صورة الأم خاصة, ومعها بدرجات متفاوتة القريبات من أخوات وعمات وخالات, وهلم جرا, بل والجارات أيضا. كل هذا التشدد والشدائد التي تنشأ فيها الطفلة والفتاة سيدة المستقبل, تجعلها في نهاية المطاف تنسى نهائيا شيئا اسمه الجنس, بمعنى أنها تلغي مكونا جوهريا من مكوناتها النفسية والجسمية, وتلك لعمري هي الإعاقة الأخطر على الإطلاق





ذلك أن الأم وهي تربي ابنتها بمساعدة القريبات والجارات وحتى المعلمات, تختار بين اغتيال أنوثة ابنتها, وبين سمعتها واستمرارها العادي في الحياة العربية المعتادة, فتختار دون تردد الأمر الثاني, وتمارس الاغتيال المبرمج والمتصاعد مع نمو البنت إلى أن تصل إلى إلغاء الجنس نهائيا من نفس ابنتها, وهي بطبيعة الحال تمارس هذه المهمة الخطيرة, بمساعدة رجال الأسرة من زوج وأبناء وأقارب, من خلال حضورهم المباشر أو غير المباشر؛ حيث إنهم في النهاية هم من ينفذون العقوبات الكبرى أو أقسى العقوبات, ومنها جرائم الشرف, كما ينعتونها في تلميح إلى كونها مبررة بل وشريفة أيضا.



وهكذا تلج البنت الحياة العملية كزوجة أو عاملة أو مساهمة في أي نشاط اجتماعي, وربما كل هذا وهي محطمة مهزومة مستسلمة, بل ومشوهة نفسيا وجسميا, حيث إن أهم وظائفها الحيوية تكون قد تعطلت نهائيا أو على الأقل كمنت ويصعب إعادة تنشيطها ربما مدى الحياة. وبهذا الصدد يمكن لأي كان أن يتثبت من الأمر من خلال محيطه والأصدقاء المقربين خاصة, من خلال الخوض في تجربة الزواج لديهم, إذا كانوا ممن يدققون الملاحظة, ويبحثون الأمر مع زوجاتهم, وينجحون في اكتساب ودهن وفك عقدة لسانهن, ليجيبن على الأسئلة المطروحة بدقة ووضوح, مما يفيد أنهن فاقدات – في الغالب – للرغبة الجنسية, ولا يشعرن بأي شيء عند الممارسة الواجبة أو الجبرية مع أزواجهن, وقد يقضين العمر كله على تلك الحالة البشعة من الإعاقة الجنسية, لكن ربما قد ينجح بعض الأزواج المدركين للمأساة أو الذين يتواصلون مع زوجاتهم بانسجام طبيعي على سبيل المصادفة, بسبب طبائعهم المتشابهة والمتناغمة فطريا مع نسائهم, وإن كانت هذه حالات نادرة بالطبع, قد يفلح هؤلاء في إعادة الأمور إلى نصابها بالتدريج, وبالتالي الوصول إلى إحياء الصحة الجنسية لدى شريكاتهم, اللواتي يكتشفن لأول مرة, وربما بعد إنجاب أكثر من طفل أن الجنس رغبة طبيعية جميلة وجامحة وممارسته ممتعة, ويستعدن بذلك في نهاية المطاف حياتهن الطبيعية, غير أن نسبة هؤلاء النساء تكاد تكون مهملة في المجتمع العربي.




هل يمكن معالجة هذه المأساة؟
كل شيء ممكن, غير أن هذا الأمر الخطير في ذاته, وفيما يسببه من إعاقات أخرى اجتماعية ونفسية كارثية, ينبغي لمعالجته أن نتناول طابو الجنس ومعه – ربما – طابو الدين والسياسة, إذ بدون معالجة متزامنة وثورية جذرية للطابوهات الثلاث, لا يتوقع للمعالجة نجاحا نظرا لتداخل الظواهر وترابطها وتشابكها والتحامها في ذات الوقت, بحيث يستحسن معالجة الأمر عن طريق ثورة اجتماعية جذرية, تطيح بالأسباب المؤدية للإعاقة وغيرها من أسباب التخلف والتقهقر الاجتماعي كله. ولأنه من غير الممكن تناول كل هذه الظواهر دفعة واحدة في هذا الحيز الضيق, فإننا نكتفي هنا بالتناول الخفيف والعابر لعلاقة التشريع الديني خاصة بهذه المسألة العويصة, وقد كتبت مرة عن باب الاجتهاد المغلق منذ عشرة قرون أو يزيد, وكان رأي بعض الإخوة مغايرا, وقد يكونون على حق جزئيا, كون بعض الاجتهادات الهامة موجودة بالفعل, وهي ذات أهمية كبيرة, عندما تتصدى بالفتوى وإصدار الأحكام على قضايا معاصرة, لم يسبق لها أن عولجت شرعيا, غير أن باب الاجتهاد الذي أقصده أكبر من كل هذا بكثير, إني أقصد التشريع الشامل والجذري كذلك التشريع الذي وضعه الأئمة الكبار, أصحاب المذاهب الكبرى التي لا زلنا تابعين لها منذ ذلك الزمان, فعلى مجتمع الإسلام اليوم, وعلى علماء الإسلام المعاصرين أن يضعوا مثل تلك التشريعات الشاملة الكافية لمعالجة مشاكل المجتمع المسلم المعاصر كل الكفاية, وفي هذا الإطار ينبغي معالجة مشكلة الجنس جذريا, لأن هذه المشكلة لم تكن مطروحة إطلاقا على أئمة المذاهب الكبرى في عصرهم الذهبي, بسبب بساطة الحياة آنذاك, حيث لم تكن هناك عنوسة ولا عزوبية, والحال أن تكاليف الحياة وقتها بسيطة فالكل بإمكانه أن يفتح بيتا ما دام هذا عبارة عن خيمة أو بناء بسيط في مقدور كل الناس إقامته بكل سهولة ويسر, كما أن العمل المنتشر آنذاك متوفر للجميع, والكل بإمكانه أن يشتغل وينأى بنفسه عن البطالة, مما يؤدي إلى الزواج بمجرد البلوغ لدى الجنسين وأحيانا بل ربما في غالب الأحيان يقع الزواج قبل البلوغ عند الفتاة خاصة, ومن هنا فإن الأئمة الكبار أصحاب المذاهب لم يضعوا حلا لمشكل غير مطروح, أما في يومنا هذا فالمسألة مطروحة بحدة, وينبغي بأي ثمن على المجتمع وعلمائه ذوي الصلة بالموضوع, وعلى رأسهم علماء الدين أن يجدوا الحل الجذري لمسألة الجنس.




حتى يتفرغ الناس رجالا ونساء لبناء مجتمعهم المعاصر مسخرين في ذلك كل طاقاتهم الإنتاجية والإبداعية دون هوادة, وهم لا ريب غير فاعلين ما دام الجنس يطحنهم طعنا بما يعانونه من جوع جنسي وعقد ومركبات نفسية وجسمية خطيرة ناشئة عن كبت الحياة الجنسية وقمعها إلى درجة الضمور والاختفاء عند المرأة في صورة إعاقة وتشويه في منتهى الخطورة. لقد قال أحدهم عن المشرعين الكبار نحن رجال وهم رجال, نعم إن الأمر في جوهره كذلك, لكن أين رجال العصر؟؟؟ وحتى إن كانوا موجودين, وهم كذلك بالفعل, فإنهم مكبلين بقيود وموانع خطيرة تجعلهم هم الآخرون في حالة إعاقة علمية, لذلك على المجتمع أن يقوم بواجبه نحو علمائه, وفي مقدمة تلك الواجبات حمايتهم وضمان حرية التفكير والتعبير لديهم, ذلك أن حرية الفكر ينبغي أن تكون بلا حدود, وهو ما كان لدى نشوء المذاهب الفقهية الكبرى وغيرها من إنجازات الحضارة العربية المسلمة العملاقة في شتى المجالات, إذ أن حرية الفكر واجبة حيث يمثل فضاؤها دائرة الحرية كما قيل, وهو ما نستشفه ونلمسه بوضوح من النص القرآني الكريم, والأمر على العكس من ذلك في فضاء العمل, حيث نجد دائرة الحتمية والجبرية هي السائدة, وذاك هو الأمر السليم, دائرة الحرية التي من أهمها الفكر والتفكير مفتوحة ومشرعة على مصراعيها, لأنه لا يلزم عنها أي شيء, حيث إنها مجرد تفكير, لكن إذا نضج ذلك التفكير وانتهى إلى قواعد وقوانين للعمل, فإنه يتعين احترامها وتطبيقها بكل صرامة وإلزام, وذلك ما قتل سقراط العظيم ذات زمان قبل الميلاد.




من أجل هذا يجب رفع القيود عن التشريع الإسلامي وتحرير العلماء المؤهلين له كل القيود, ليفكروا بعمق إلى أن يصلوا إلى قوانين جديدة أو تشريعات, عندها يجب أن تخضع لنقاش واسع من دوي الاختصاص وحتى من مجوع الناس, ليقع التأكد من سلامتها, ثم تعتمد وتطبق بصرامة ودون تأجيل أو تعديل, حيث إنها حينئد تكون قد دخلت فضاء الحتمية والجبر.فكوا القيود يا قوم عن العلماء ليفكوا قيودكم, واشعروهم بأن دائرة الفكر هي دائرة الحرية, ولهم أن يفكروا بكل طاقاتهم ودون أي احتياط, كما أمر رب العالمين في كتابه العزيز, وهو خالق الإنسان وعقل الإنسان وحواسه وسائر ما فيه من جسم وروح, وهو الذي سمح سبحانه بل أوجب الخوض بالعقل في شؤون الدين والدنيا, بل الخوض في الله نفسه من كل الجوانب, وهو ما طبقه الرعيل الأول من علماء الأمة وحكمائها ومفكريها ومشرعيها, فأتوا بما أتوا من روائع شدت انتباه الدنيا لقرون ثمانية على الأقل. وإنه لمن الأفضل بل من الأوجب ممارسة التشريع المعاصر في مجمعات أكاديمية تضم علماء من كل فروع العلم الديني والدنيوي ذات الصلة بالموضوع حتى يكون التشريع ناجحا وعمليا وصحيحا مؤقتا على الأقل, مثل العلم تماما الذي يواصل التطور ويتحول بمرونة مع الاكتشافات والاختراعات الجديدة, كذلك ينبغي على علم التشريع الشرعي أن يكون, لا بد له من مواكبة الحياة العصرية ويضع لها تشريعاتها يوميا, حتى يتحرر المجتمع المسلم المعاصر من كل قيود أي كانت, ويكون بالفعل خير أمة أخرجت للناس, يمكن أن تكون له كلمته العليا والمسموعة في تسيير مجتمع العالم اليوم وتسييره لفائدة الإنسانية جمعاء ولفائدة استقرارها وازدهارها وطمأنينتها وسعادتها الغامرة ولم لا؟؟؟

الجمعة، 12 فبراير 2010







طلب استشارة جديدة

من أخينا الشاب المغربي صاحب مشروع الزواج المحير
========
الرسالة الجديدة
آلسلام عليكم، وشكرا كثيرا لكل المشاركين و الله يجازيكم بالخيرفقد تكلمت مع الفتاة بعد إنقطاع لمدة 23يوم فقد كنت أود أن أتكلم معها في الموضوع لحسم الأمور و أخبرتها لماذا لم تفكري بي و تتصلي بي على الأقل لتطمإني على أحوالي وقلت لها إذن أنا لست موجود بالنسبة لكي،فأخبرتني أن كانت لديهم ظروف أن خالتها توفت(رحمها الله)اللتي هي بمتابة أختها وكانو معها في المستشفى وإستقبال العزاء لهذا لم تفكر بأشياء أخرى، فأنا قد تعدبت كثيرا هذه المدة لعدم محادتتها والآن 12 يوم على وفاة خالتها،فهل أعاود الإتصال بهااليوم و أفتح معها الموضوع أم أتركها حتى تتصل بي هي(إن إتصلت؟؟!!!)أو أنتظربضعت أيام(7أيام تقريباً)حتى ترتاح قليلاً من العزاء؟ جزاكم الله عنا كل خير
=====
الرد
صباح الخير
أخي العزيزأعتقد أنك الآن في الطريق الصحيح فواصل على بركة الله
أما عن الصبر عليها قليلا فهو مستحسن
لا أدري كم هي المدة بالضبط التي مرت على وفاة خالتها رحمها الله؟
عفوا: لقد قلت 12يوما
أن تتصل بها أولا في هذه الفترة؟
ما دام هناك موت يفضل أن تتصل بها للسؤال عن أحوالها أحيانا
لفترة معروفة تقليديا
ربما يستحسن الصبر حتى تمر 40 يوما على وفاة خالتها
********
بعدها احسم أمرك مع هذه الفتاة
إما أن توافق على عرضك الكريم بالزواج منها
وإما أن تنصرف لحال سبيلك
والله العلي القدير سيعوضك بأحسن منها
أرجو لك كل التوفيق
ودمت في رعاية الله وحفظه






الثلاثاء، 9 فبراير 2010







استشارة

وصلتنا رسالة مؤخرا من أخينا الشاب المغربي صاحب مشروع الزواج

الرسالة

آلسلام عليكم، وشكرا كثيرا لكل المشاركين و الله يجازيكم بالخير
إنقطعت بالإتصال بها 20يوما ولم تسأل عني حتى هي،والآن إتخدت قراراً فهل هو صائب أم لا؟:سأكلمها وأقول لها سأعطيك مهلة شهر واحد لكي تأخدي القرارلأنني سئمت الإنتظار "إما أن تقبلي بي وأتقدم للخطبة" أو " الرفض أي أن أخرج من حياتكي"
فربما تأخذ كل هذا الوقت في ابلاغ خطيبها السابق بفسخ الخطبة فربما هناك سبب لا أعرفه مثل ارتباطهما بمال أو اي شئ والله أعلم،أخاف أن تكون فعلت كل شيء من أجلي وفي الأخير أصدمها لعدم صبري!!!
جزاكم الله عنا كل خير
==================================================================================


الرد

قرارك صائب فامض على بركة الله

لقد انتظرت أكثر مما يجب, وقد عرضت عليها ما تتمناه كل فتاة جادة من أي شاب تقتنع بالارتباط به بالزواج, ولا أظنك قصرت في شيء بل كنت صبورا ومتسامحا إلى أبعد الحدود, أولا: هذه الفتاة من المؤكد أنها لا تحبك, فلو كانت بالعكس لما صبرت مدة 20 يوما كاملة دون أن تتصل بك, ولو من باب السؤال عن الأحوال, ومعرفة سبب الغياب. ثم إن مدة طويلة مرت منذ أن عرضت عليها الزواج, ولا زالت لم تجبك حتى الآن؟ لماذا؟ وما ذا تنتظر؟ إنه أمر غير مقبول ولا يفسره سوى عدم رغبتها في الارتباط بك, أو على الأقل عدم تحمسها, وهي محتفظة بك في قائمة الانتظار, ربما احتاجتك أو اضطرت إلى الارتباط بك إذا فشل مشروعها الأول, أو مشاريعها فالله أعلم بما لدى هذه الفتاة غير الجادة, فلو كان عندها مثل ما تقول معاملات مع خطيبها لكانت قد أطلعتك على الأمر, ليس بالتفصيل, ولكن بالذكر, بأن تقول لك إن لديها مثل هذه المعاملات المالية الهامة, ولا يمكنها أن تتصرف قبل إنهائها لخوفها - ربما - على تضرر مصالحها, أما وأنها لم تخبرك بشيء, ورغم ذلك فإنك تبحث لها عن الأعذار البعيدة الاحتمال لحبك لها ورغبتك في الزواج منها, فاعلم يا صاحبي أن مثل هذه المواقف غير الجادة لا يمكن أن تكون مبشرة بزواج سعيد ناجح, ولتكون مرتاح البال فلك أن تنفذ قرارك بالاتصال بها وإعطائها مهلة شهر لإجابتك عن طلبك, فهو قرار كريم, ولا يمكن الذهاب أبعد من ذلك, لأنك حينئذ تعرض نفسك لمواقف غير مناسبة, يعلم الله وحده بما تخبئه لك من مفاجئات غير سارة, لكون هذا التصرف من الفتاة حيال طلبك الكريم ينم عن نية سيئة وهو تصرف غير جاد وعبثي وغير لائق, ولا يمكن قبوله مهما كانت الأسباب. فاحسم أمرك وانه الموضوع بالطريقة التي اقترحتها, فأنت على حق, وليس هناك أي ظلم لها بل بالعكس فإنها هي الظالمة, فإما أن تتخذ قرارها في مدة الشهر الذي تقترحه عليها, وإما أن تحسم أمرك, ويفعل الله ما يشاء ويعوضك خيرا منها.
لك مني أخي الكريم كل أماني التوفيق والفلاح, والخير فيما اختاره الله. تحياتي الطيبة لك .................... عبدو المعلم

السبت، 6 فبراير 2010





المقاومة في خطر

شرعت إسرائيل في دق طبول الحرب على لبنان وغزة وسوريا أيضا, وتجاوب معها حلفاؤها العرب كما لم يحدث أبدا في الماضي حتى الآن, حيث أصبح التضامن مع إسرائيل معلنا, قولا وفعلا, وبطبيعة الحال فإن المسؤولية تقع على عاتق شعوب البلدان التي انخرطت حكوماتها في التعاون مع العدو الصهيوني جهارا نهارا من أجل القضاء على المقاومة في كل مكان من العالم العربي, وربما في العالم قاطبة, فلم يعد بالإمكان قبول عذر كون تلك الشعوب مغلوبة على أمرها ومسحوقة وممحوقة وغير ذلك من أوصاف الشفقة والتعاطف معها, ذلك أن مصيرها أصبح مهدًٌدا ومهدٌِدا للمصير العربي كله, ولم يعد هناك أي مجال للصبر والانتظار, فعليها أن تقوم بما هو ضروري لإيقاف حكوماتها أو الدخول في صراع وجودي معها, لأنها أصبحت اخطر من الصهيونية والاستعمار, ولا سبيل إلى التعايش معها, فعلى الأقل ينبغي للشعوب المعنية بهذا الوضع أن تشرع في تنظيم نفسها, وتأطير جماهيرها في تنظيمات سياسية ومدنية وطنية مخلصة وملتزمة, ليسهل عليها القيام بمواجهة سلطاتها المتورطة في خدمة الصهيونية والاستعمار من أجل حماية كراسيها واستمرارها في السلطة, مقابل التنازل تماما عن مصالح شعوبها وعن المصير العربي كله, بل الالتزام بخدمة مصالح الصهيونية والاستعمار بشكل سافر.
لماذا تحارب هذه الحكومات المقاومة العربية أينما كانت إلى جانب الصهيونية والاستعمار؟ الجواب واضح وهو أن هذه الحكومات غير منتخبة ولا تستمد سلطتها واستمرارها في الحكم من شعوبها, بل وصلت إلى السلطة بطريقة أو بأخرى غير شرعية, وراحت تبحث عن شريك لها يحمي استمرارها في السلطة المغتصبة واللاشرعية, والتي لا تثق في شعوبها بسبب الطريقة اللاشرعية لوصولها إلى الحكم ونيتها في الاحتفاظ به, فوجدت صديقا يشاركها نفس المصالح المتمثلة في الوجود والاستمرار, وهو الصهيونية والاستعمار, فكلاهما مغتصب ولا يمكن أن تكون هناك ثقة بينه وبين الشعوب العربية التي يتناقض معها وجودا ومصلحة, ومن ذلك كان التحالف المصيري بين تلك الحكومات والصهيونية والاستعمار, وهذا هو سبب تحالف هذا الثلاثي الشرير ضد المقاومة, كون المقاومة هي الجناح العسكري للشعوب, تدافع به عن مصالحها ووجودها ذاته, مما يجعلها نقيضا موضوعيا حادا لهذا الثلاثي البغيض, وفي هذا السياق وبهذا المعيار يمكن اختبار ما يصدر من أقوال وأفعال عن مختلف الجهات في البلدان العربية, فالذي يصرح في لبنان قائلا بأن الطرف المسلح يفرض نفسه على الآخرين, وأن فرص الحرب قائمة ما دامت المقاومة قد حلت محل الدولة, بل السلطة, لأن العرب لا زالوا يعيشون في مرحلة ما قبل الدولة, الذي يتفوه بمثل هذا الكلام ضد المقاومة, وبالتالي ضد مصلحة شعبه, هو بالتأكيد من المتحالفين مع الصهيونية والاستعمار, وبالتالي فهو يفضل احتلال إسرائيل للبنان على وجود مقاومة تحمي البلد من النوايا التوسعية الصهيونية, المقاومة التي حررت جنوب لبنان من الاحتلال البغيض, ومنعت الغزو الصهيوني من احتلال منابع المياه وأخصب الأراضي لضمها إلى الكيان الغاصب نهائيا, فمن يمنعها من ذلك؟ ولماذا لا تستولي عليها ما دام الأمر ممكنا وبتأييد من بعض اللبنانيين أنفسهم؟ المقاومة التي لا زالت واقفة كشوكة في حلق العصابة الصهيونية التي تريد إخضاع لبنان نهائيا وفرض الاستسلام عليه واغتصاب جزء منه, وقد كان المشروع الصهيوني الأمريكي للشرق الأوسط الكبير في عهد سيء الذكر بوش الصغير, هو تفتيت الكيانات السياسية في المنطقة, وتقسيم البلدان إلى كانطونات صغيرة لا حول لها ولا قوة, بينما يتم تضخيم إسرائيل ومساعدتها على الانتشار والاستيطان واغتصاب أراضي جديدة, لتصبح في النهاية هي الدولة الوحيدة الكبرى في المنطقة, ومن ثم تسيطر نهائيا عليها وتبسط هيمنتها بلا منازع, وتكون بذلك هي الحاكم المطلق للمنطقة لصالحها ولصالح الولايات المتحدة الأمريكية والغرب الاستعماري كله. هذا المشروع أفشلته المقاومة والحكومات التي تدعمها والمتمسكة بالممانعة, وقد كان لسوريا في هذا السياق شرف الوقوف الأسطوري في وجه المشروع الاستعماري الصهيوني الجديد, وقد كانت هي ذاتها مرشحة للاحتلال الأمريكي الذي وقع التصريح به أمام الملأ, لولا المقاومة العراقية الباسلة التي حجمت المشروع ومرغت أنف أمريكا في الوحل وجعلتها تعض بنان الندم على اليوم المشئوم الذي قررت فيه غزو بلاد الرافدين واحتلالها خدمة للصهيونية, وطمعا في الاستيلاء على منابع أكبر احتياطي للنفط في المنطقة. ثم استمرت المحاولات الاستعمارية الصهيونية بطرق شتى, وبرز إلى الوجود مشروع الشرق الأوسط الجديد, وأوكل للعصابة الصهيونية أمر تنفيذ جانب منه بتأييد معلن من الحكومات العربية الحليفة للصهيونية والاستعمار, يتمثل في القضاء على المقاومة في لبنان, فكانت حرب تموز 2006, التي خرجت منها إسرائيل مهزومة مطأطأة الرأس, تجر أذيال الخيبة والفشل فاقدة هيبتها أمام شعوب المنطقة وخاسرة لخرافة الجيش الذي لا يقهر, فإذا به يهزم شر هزيمة من قبل حزب صغير لفئة وطنية مؤمنة من أصغر بلد عربي, ومنذ ذلك الوقت اشتدت الحرب بكل الوسائل على المقاومة في كل مكان بهدف القضاء عليها نهائيا, بعد أن تبين خطرها الجسيم على الصهيونية والاستعمار والحكومات العربية المتحالفة معهما, ووقعت حرب الإبادة على غزة, بنية القضاء على حماس المقاومة فيها, وبالرغم من الاستعمال المفرط للقوة الغاشمة واستعمال كل الوسائل والأسلحة الفتاكة المدرة المحرمة دوليا, فإن الصهاينة المؤيدين من قبل أمريكا والغرب وبعض حكومات العرب, خرجت مهزومة من حرب الإبادة القذرة, وبقيت المقاومة بالرغم من تشديد الحصار على غزة وحرمانها من كل شيء بما في ذلك الغذاء والدواء. فزاد غيظ الصهيونية وحلفاؤها, وجاء الصقور إلى حكم دولة الصهاينة, وها هم يدقون طبول الحرب مهددين المقاومة في غزة ولبنان بتأييد من أمريكا والغرب وحلفائهم العرب. غير أن المقاومة التي فشلوا في خنقها عسكريا, هم الآن بصدد إضعافها بالحصار وغيره من الإجراءات اللاإنسانية بل الإجرامية تمهيدا لإعادة الكرة عليها عسكريا أملا في القضاء النهائي عليها. إنهم في لبنان وفي غيره يرفضون سلاح المقاومة, سعيا لتجريدها منه والقضاء عليها نهائيا بذلك, هم قلقون من وجود هذا السلاح كل القلق, لأنه يمنعهم من التحالف مع إسرائيل في احتلالها لبلدهم أو أجزاء مهمة منها, وإنا لنحتار فعلا عند الحديث عن سلاح المقاومة من أطراف لبنانية مشبوهة, كون هذا السلاح يمثل دولة داخل الدولة, وكونه آت من إيران, وكون حامليه شيعة, وهي نفس الشعارات التي ترفعها الحكومات الصديقة للصهيونية والاستعمار في المنطقة, وقد راحوا يؤججون نار الطائفية من أجل سحب تأييد شعوبهم للمقاومة اللبنانية الباسلة. لكنهم لا يتحدثون إطلاقا عن كون هذه المقاومة الشريفة حررت لبنان من الاحتلال الصهيوني ومنعته من دخول أراضيه غازيا كما كان يفعل ذلك في الماضي متى بدا له أن يفعل دون أي عواقب أو مقاومة في طريقه حتى بيروت وما بعدها, إن هذه المقاومة العظيمة نشأت وترعرعت كرد فعل شعبي على الاحتلال, ولذلك هي شيعية لأن سكان المناطق المحتلة في جنوب لبنان هم شيعة احتلت إسرائيل معظم أراضيهم فنظموا أنفسهم في مقاومة وأخرجوا الاحتلال من ديارهم, وفي ذلك الوقت لم يتحدث أي واحد عنهم داخل لبنان أو خارجه على أنهم شيعة, فلماذا أشهرت بطاقة الشيعة بعد هزيمة الصهيونية وحلفائها الغربيين والعرب في حرب تموز المذلة لهم؟ لقد فعلوا ذلك بسبب فشلهم الذريع في الحرب فراحوا يبحثون عن سلاح آخر فعثروا على وسيلة قذرة هي إثارة الفتنة الطائفية من أجل محاصرة المقاومة في لبنان وفي غيرها بوسائل شعبية طائفية محلية, إنهم يريدون إشعال نار الفتنة البغيضة لحماية كراسيهم ومصالحهم المتحالفة مع المصالح الصهيونية الأمريكية الغربية. أما عن كون سلاح حزب الله أو حماس السنية إيراني؟ فلم لا؟ وهل كان للمقاومة في كل مكان أن تلجأ لإيران لولا أن حكومات البلدان العربية الكبيرة راحت تنضم إلى من يحاربها, فكيف تسلحها أو تعينها على مهمتها التحريرية النبيلة؟ وإني لأتذكر متألما أن إيران عرضت على حكومة لبنان السابقة تزويدها بأسلحة الدفاع الجوي لمنع عربدة الطيران الإسرائيلي اليومية فوق لبنان كله بما في ذلك عاصمته بيروت, حيث يحلو له فرقعة اختراق جدار الصوت فوق رؤوسهم, وغيرها من المناطق اللبنانية كلها, لكن الحكومة اللبنانية في ذلك الوقت رفضت العرض الكريم وفضلت عليه العيش بشعبها تحت التهديد والإهانة الإسرائيلية اليومية, مما يعنيه من التخويف والاحتقار والاستهتار بالسيادة اللبنانية.
إن الحرب الطائفية التي أعلنت بعد الانتصارات العزيزة للمقاومة اللبنانية المجيدة إضافة إلى انتقال بعض الحكومات العربية إلى المشاركة العلنية في الحرب على المقاومة, تشكل تصعيدا خطيرا في الحرب عليها, وعلى الشعوب العربية أن تدرك بوضوح تام هذا الخطر الذي يمثله الدور العربي في محاربة المقاومة الأمل الوحيد الباقي في حفظ الوجود العربي وعرقلة المشاريع والمخططات العدوانية الصهيونية الاستعمارية, فعلى الشعوب المعنية أن تتحمل مسؤولياتها كاملة, وتتصدى لكل من تسول له نفسه من الحكام حرمانها من خدمات جناحها العسكري البطل الحامي الوحيد لوجودها واستمرارها وكرامتها, إن الأحداث تتسارع بشكل رهيب, وها هي الاغتيالات تطال كوادر المقاومة العليا والنوعية, فقد تم اغتيال قائد النصر العزيز على إسرائيل في حرب تموز, أو بالأحرى مهندس تلك المقاومة البطولية للعدوان الصهيوني وهزيمته شر هزيمة الشهير القائد البطل الأسطوري "عماد مغنية" في دمشق بعد مدة ليست بالطويلة من النصر الحاسم على جيش العصابة الصهيونية, وبالطبع فإن المقاومة اللبنانية أدركت بالغريزة أن الفاعل هو المخابرات الصهيونية, لكن الأمر لم يكن بالوضوح الكافي كما هو هذه الأيام في جريمة اغتيال القائد العسكري في كتائب القسام "محمود المبحوح" في دبي, حيث ذكرت التقارير الصحفية وغيرها بوضوح تام أن الفاعل هو الموساد وقد سهلت له المهمة الإجرامية مخابرات بعض البلدان الحليفة للصهيونية والاستعمار في المنطقة, وقد قيل قديما إن العرب تخصي فحولها, الأمر الذي لم يعد يحتمل أي انتظار من شعوب العرب وخاصة منها تلك التي تقع تحت سلطة مثل هذه الحكومات الضالة. لكن ليكن واضحا على ضوء التجارب المؤلمة التي مررنا بها في العقدين الماضيين وما جاورهما أن المعارضة المطلوبة والواجبة لا يمكن أن تكون إلا سلمية, فالنزاع المسلح غير مقبول لما فيه من مآسي رهيبة يتعرض لها المواطنون الأبرياء, في أي بلد يقع فيه هذا النوع من الصراع أو الحرب الأهلية, إن الصراع المسلح لا يجوز إلا في حالة وجود احتلال أجنبي كما هو الأمر في العراق وأفغانستان وفلسطين ولبنان إلخ... قد نتساءل عن نجاعة المعارضة والمقاومة السلمية, نعم إنها ممكنة وأكثر فعالية وأعمق من النزاع المسلح, وذلك بتأطير وقيادة الجماهير وتنظيمها بإحكام في أحزاب سياسية ومنظمات جماهيرية ومجتمع مدني حقيقية ومخلصة وممثلة لإرادة الشعب ومصالحه, فذلك هو السبيل الأمثل لإصلاح ما يمكن إصلاحه من نظم الحكم العربية القائمة أو استبدالها ولو بعد حين بغيرها, مما يضمن مصالح الشعوب ويمثلها أحسن تمثيل, ويقيم لها علاقات مع بلدان العالم ودوله على أساس الاحترام المتبادل وتبادل المصالح بعدل وإنصاف, لقد كان بالإمكان أن يكون هذا هو دور النخب وخاصة منها النخبة المثقفة, دور قيادة المعارضة الشعبية لتحرير الإرادة الوطنية من الهيمنة الصهيونية والغربية, لكن هذه النخب وواأسفاه خانت شعوبها, ووقعت في مستنقع الاسترزاق, فقيل عنها إنها جماعة من المرتزقة والمأجورين لدى النظم القائمة تمدحها وتنشر الضباب حول ممارساتها وتحالفها مع الصهيونية والاستعمار ضد شعوبها وأمتها, ولهذا وجب على الشعوب أن تعثر على قيادات ممكنة بين صفوفها, وقد يكون منها مثقفون نزهاء شرفاء لم ينضموا سابقا إلى فريق المرتزقة والمأجورين, وعلى بركة الله لتنطلق هذه الحركة المأمولة لإنقاذ المصير العربي من مؤامرات الصهيونية والاستعمار وحلفاؤهما من النظم العربية في المنطقة, وعلى الله قصد السبيل.

السبت، 30 يناير 2010

عن كرة القدم



عن كرة القدم والرياضة العربية
لم أكن أنوي إطلاقا العودة إلى هذا الموضوع لولا اطلاعي على ما يكتب من بعض الجيران سامحهم الله, ولا أدري إن كان هناك أمل في الشفاء من هذا الداء المسمى كرة قدم, ولو كان الأمر في حقيقته سياسة تسير بالركل, وقد سبق لي أن فصلت الأمر في مقال خصصته للموضوع. أكرر أنني لست من المهتمين بكرة القدم, وهي في صورتها العربية الراهنة ليست من الرياضة في شيء, ولا أريد أن أطيل عليكم فالمسألة معروفة ولا جديد فيها والعالم كله صار يحفظ عن ظهر قلب مهازلنا الكروية ويضحك ملء فيه سخرية وشفقة, الصديق والعدو معا, أردت فقط أن أذكر بعض الحقائق, ربما كان لها بعض الفائدة لدى الذين حباهم الله سبحانه بعقول يفكرون بها
أولا: إن مباراة الأمس بين الفريقين الجزائري والمصري لا يمكن أن تصنف في هذه الخانة, فهي ليست بالمباراة إطلاقا, ولكم أن تحضروا فريق البرازيل ذاته وتقيمون مقابلة له مع فريق من الأطفال بعد أن تطردوا من الميدان ثلث لا عبيه بل أحسن لاعبيه ومنهم الدفاع وحارس المرمى, بحيث يصبح المرور إلى التسجيل بدون أي عائق, ولكم أن تستنتجوا الباقي !!! لماذا طرد أهم عناصر الفريق الجزائري من الميدان ؟؟؟ العالم كله قريتنا الصغيرة, صار يعرف الجواب عن هذا السؤال, كما عرف ذات يوم قريب سبب إراقة دماء أعضاء من الفريق الجزائري. لقد كان من المفروض أن يسجل الفريق المصري في هذه الحالة أكثر من 40 هدفا, وليس مجرد 04 أهداف, والتي يعتبرها هؤلاء الذين يكتبون أي شيء نصرا مؤزرا, وفيهم من أتى بصور لاندهاش أنصار جزائريين وحزنهم العميق وانزعاجهم, أغلبهم من النساء, من باب التشفي, مع رفع شعارات الأشقاء, والأمة العربية الواحدة وغيرها من الكلام الحلو, أو الذي كان يوما ما كذلك. ويا ليت الأمر كان حقيقيا وجديرا بالرد على وقائع كروية سابقة. وهناك من كتب مقالات كثيرة لكي يشفي غليله, ولا أظنه وصل إلى الارتواء. إلى أين يا قوم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ أليست هناك نقاط توقف وانتهاء عن هذا المسار العجيب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ نسأل الله الهداية واللطف بهذه الأمة المسكينة
ثانيا: لقد أثبت تحكيم الأمس, أن الأفارقة عاجزون عن تنظيم كأس قاري لهم, دون أن يستعينوا - على الأقل - بحكام من العالم المتقدم الذي يعرف اللعبة ويقدر الرياضة, ويقوم بالتحكيم في ذلك الإطار, ولا يمكن استمالته مهما عظم الإغراء, ذلك لأنه متقدم ويقدر اللعبة حق قدرها على أساس أنها من الرياضة والمعيار فيها معروف ومحترم. وعليه فعلى إفريقيا أن تسند التحكيم لغيرها أو تتوقف نهائيا عن تنظيم هذا اللقاء القاري وتريح وتستريح

ثالثا: لا الجزائر ولا مصر ولأ أي بلد عربي أو إفريقي آخر بقادر على تكوين فريق كرة قدم من مستوى عالمي, وذلك هو السر في اللجوء إلى عناصر تكونت في أوروبا خاصة, وهي تمارس رياضتها في أندية كبيرة هناك, ولذلك نلجأ إليها عندما نحتاج إلى خدمات فريق وطني, في لقاءات عالمية أو قارية أو حتى ودية مع بلدان أخرى, أي كانت

رابعا: الفريق الوطني الجزائري الحالي يضم أعضاء معظمهم من هذا النوع المتكون بالخارج, في أوروبا بالذات, ويلعب في نوادي وفرق معروفة. وهذا هو السبب في إراقة دماء بعض أعضائه في لقاء القاهرة, وهو السبب أيضا في التحكيم الرفيع المستوى !!! الذي خصص لمقابلة أمس في بنغيلا بأنغولا بين الفريقين الجزائري والمصري

خامسا: إن كان هذا السلوك كرويا فهو بالتأكيد ليس رياضيا, مما يعني أننا وبدرجات متفاوتة لا نمت إلى الرياضة بصلة, وإنما نمارس أمرا ابحثوا له عن أي إسم مناسب, لكن يستحيل نسبه إلى ما يسمى رياضة, والتي تعني أساسا تربية الأجسام وتنشئتها ورعايتها وترقيتها باستمرار, حتى تصل كمالها البشري الممكن, كما حدث ذلك في التاريخ لدى الأمم التي سادت في عصورها, وكما هو الآن عند الأمم الرائدة ذات الزعامة العالمية في جميع مناحي الحياة.

سادسا: تخلفنا العام والكارثي, جعل السياسة الفاشلة في بلداننا تلجأ إلى الكرة لتحولها إلى مستثمرة سياسية مفضلة تقضي بها مآربها, ومنها إلهاء الناس عن مشاكلهم ومصائبهم ومطالبهم, لترتاح منهم ولو لبعض الوقت

سابعا:هذه الوضعية نشأت بين البلدين منذ مدة تجاوزت العقدين من الزمن, وهي في تصاعد مستمر, كلما جمعتهما منافسة كروية, وهي غالبا في إطار تصفيات المونديال أو كأس إفريقيا, ولا ينتظر توقف هذا التصعيد الجنوني ما دامت الحكومتان لا تفعلان أي شيء من أجل ذلك, لأن السلطتين هما المستفيدتين الوحيدتين من هذه الصدامات المأساوية, والتي بلغت هذه المرة درجة كبيرة من الخطورة

ثامنا: إذا استمر هذا التصعيد المؤسف, أتوقع له نتيجتان في الميدان الكروي بالتحديد:
أ- تفجير المنافسة الإفريقية واختفاؤها من الوجود نهائيا
ب - طرد الفريقين من المنافسات الخاصة بتصفيات كأس العالم, لأن هذه فيها الكبار, وهم لا يسمحون بإلغاء المنافسات العالمية, فيكون الحل هو طرد الفريقين معا كحل وحيد ممكن لهذه المشكلة المزمنة, وغير الرياضية بالمرة

تاسعا: يمكن تفهم تبادل التهنئة بين الإخوة المصريين وغيرهم بمن فيهم الجزائريين الذين أكاد أقول من واجبهم تهنئة إخوانهم المصريين على فوز فريقهم, سيما لو كانت المباراة رياضية عادية لا تشوبها أية شائبة. لكن غير المفهوم هو استفزاز أي طرف للآخر وجعله هدفا للسخرية والتشفي والانتقام وغير ذلك من الممارسات المثيرة, والمؤدية إلى ردود الأفعال وتنمية روح الكراهية والبغضاء والحقد, وما يتبع ذلك من نتائج كارثية في كل الميادين

عاشرا: أملي أن ينتبه كل من له استعداد لتفهم المصلحة العليا للأمة إلى هذه الألاعيب التي تدبر للنيل من وجودنا ذاته كأمة, وبالطبع فإذا انتهى هذا الوجود فإن القضاء علينا كأقطار واحدا بعد الآخر أمر في منتهى السهولة, وهو ما نشاهده الآن بالفعل, أفلا تعقلون؟؟؟ ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم


مقابلة أنغولا بين الفريقين

الثلاثاء، 19 يناير 2010

عن اغتيال بقايا التضامن العربي


عن اغتيال بقايا التضامن العربي

و


المباراة المفترى عليها


أعددت هذا المقال عقب تلك الأحداث المشئومة, لكني ترددت كثيرا في نشره بعد ملاحظة حساسية غريبة لدى البعض عند ذكر حقائق واقعية فجائعية, غير أن تسلسل الأحداث المدعمة لظاهرة خدمة أجندة أجنبية بما لا يترك مجالا للشك, لم يعد هناك – منذ الان فصاعدا – أي مبرر للتردد في تسمية الأشياء بأسمائها, من هذه السلسلة الجديدة, التي كانت أول حلقة فيها المباراة التعيسة
بقية المقال على الرابط

http://publienstext.blogspot.com

الأحد، 10 يناير 2010

سميح القاسم


سميح القاسم في فاجعة المثقف العربي

نشرت الشروق اليومي الجزائرية في عددها: 2813 أمس الأربعاء 06/10/2010م - الموافق لـ 10 محرم 1431هـ ص15- حديثا أجراه مبعوثها إلى القاهرة بمناسبة المباراة الكروية سيئة الذكر, بين فريقي البلدين, الجزائر ومصر, مع الشاعر العربي الكبير, الفلسطيني "سميح القاسم", الذي كان ينطق تأوهات من الواقع العربي المظلم, ومن المثقف العربي الغائب في هذا الزمن القومي النحس, لا ليس الغائب بل المنبطح المتهافت على فتات موائد السلطان في أحسن الأحوال, في الوقت الذي كان ينتظر منه أن يحمل مشعل التنوير ويكون الدليل الهادي لشعوب أمته البائسة الواقعة بين كماشتي التخلف وتحالف الساسة مع العدو الصهيو – أمريكي الغربي, لفضح ما يجري وتعرية هذا التحالف الظالم الآثم, حتى تستطيع الشعوب الوقوف على قدميها, وتعرف طريقها نحو المقاومة بعد أن تكون قد أدركت المكيدة المحبوكة من حولها بفضل الأنوار التي يسلطها المثقف العربي على الواقع المزري, الذي فضل أن يزينه ويلبسه حلة قشيبة تعمية للجماهير وتمكينا للحلف الغادر من غرس أظافره الحادة في فريسته حتى العظم,لكي يحصل المثقف الضال على دريهمات معدودات لا تمكنه حتى من الرفاهية التي ينشدها على حساب شعوبه وضميره, فلا هو في السلطة ولا هو في طلائع المقاومة, بل قنع بتقزيم نفسه إلى مجرد مادح يقف على باب السلطان إن هو استطاع بلوغ هذا المقام السافل الذي يتوسل إليه حتى بالدوس على أقدس المقدسات, وما دام فد ارتضى لنفسه هذا الموقف المنحط, فقد كان عليه من هذا المنطلق المخزي ألا يقبل بأقل من الشريك الكامل الحقوق في السلطة وريوعها, ومن أجل هذا الموقف المدان استحق المثقفون العرب المزعومون من القاسم الوصف الواجب الذي عنونت به جريدة الشروق حوارها معه, وجعلته العنوان الرئيس في صفحتها الأولى, وبالبنط العريض:

المثقفون العرب مجرد قطيع من المرتزقة

والمأجورين

نكتفي بنشر الفقرة المخصصة لهذا الواقع الأليم من حوار الشاعر الكبير مع الشروق, وقد أرفقته بقصيدة لذات الشاعر, عنوانها "القصيدة الجزائرية" مضمونها لا يبتعد كثيرا عن صلب هذا الموضوع الراثي لحال أمتنا المتردي في هذه الأيام الكالحة, ثم لأن أي واحد يحاول أن يقترب من المهمة الجديرة بالمثقف العربي يجد في طريقه هؤلاء الذين وصفهم القاسم فأجاد الوصف يقفون له بالمرصاد, ويتصدون له بشراسة لا تدانيها شراسة الكواسر من المفترسات, دفاعا عن الموقع المهين الذي استطاعوا بلوغه كمداحين على باب السلطان وماسحين له أحديته بل ومقبلين نعاله, إذا حصل لهم شرف الوصول إليها, وهم في أعلى درجات السعادة, والمقابل دراهم معدودة لا ترفع من شأنهم المادي كثيرا, ولا تميزهم كل التمييز عن واقع البؤس الذي تتمرغ فيه شعوبهم المسحوقة التعيسة, بل إن منهم من يدافع باستماتة مثيرة

للشفقة عن التوترات المصطنعة حد العداوة بين شعوب بأكملها من شعوبنا المضطهدة, ومنهم من يتجرأ على الإفتاء من أعلى منبر ديني يفترض فيه العفة والقداسة مبررا منكرات للساسة بل خيانات واضحة لا تغتفر, حتى يصفد الجماهير المسحوقة فلا تفكر في المقاومة مجرد التفكير, ما دامت الفتوى قد صدرت من مصدر لا يرقى إليه الشك في نظر الشعب الناعس, الذي يغط في نومه العميق مخدرا بمشاكله الرهيبة, وممارسات المثقف العربي المكرسة للتخدير والمعمقة له عن طريق أبواق السلطان ومنابره المتنوعة بما فيها المنابر التي لا يتطرق إليها الشك عادة, والتي بالغت وتمادت إلى درجة أصبحت مهددة بضياع الثقة بجدية مكانتها التقليدية المكتسبة لدى الشعوب العربية والإسلامية, فتكون بذلك آخر قلعة تسقط سقوطا مدويا।

فقرتان من الحوار

الشروق: قبل أن نبدأ هذا الحوار قلت لي كلاما جريئا جدا ... قلت بأنك ضد فلسطين

سميح القاسم: من حيث المبدأ أنا عروبي وحدوي وهذه ليست شتيمة ولا كلمة بذيئة, البذيء هو الموقف العربي. أنا مع الوطن العربي الواحد والدولة العربية الواحدة قد يبدو هذا الكلام رومانسيا وطوباويا لكنني أقول بأنه ليس على هذه الأرض كلام أكثر واقعية من خيال الشعراء, ثم إنه لا يوجد أي مبرر أخلاقي أو سياسي أو تاريخي أو اقتصادي "لاستمرار واقع سايكس بيكو", واقع التجزئة الحقير, كما أنه لا يوجد مبرر لاستمرارنا في خيانتنا... نحن نخون أنفسنا ... نحن نرتكب خيانة قومية حين نكرس سايكس بيكو, حين نكرس التجزئة والإقليمية, نحن بذلك نتحول إلى أمة من الخونة। أنا أرفض هذه الخيانة, أنا لا أعترف بشيء اسمه الدول العربية التي أعتبرها منذ عقود "حضائر سايكس بيكو"

, لكن وما دام شعار الدولة الفلسطينية يعني إنهاء الاحتلال فلا بأس أن أقبل بهذا, لكن مرحليا فقط, كما أن هذا لا يلغي رؤياي الإستراتيجية, والتي تترجم إرادتي في الدولة العربية الواحدة للشعب العربي الواحد, مع أشقائنا الذين يعيشون في هذا الوطن من بربر وأكراد وأرمن, كل هؤلاء أشقاؤنا وشركاؤنا ... أريده وطنا ديمقراطيا علمانيا, يحترم الدين الذي هو أحد أساسات تشكيلنا كأمة, كما أنني أرى بأن البحث عن المزيد من الدول العربية هو في حد ذاته كارثة, هم يريدون دولة على كل بئر نفط, يريدون دولة على كل منجم حديد... يجب أن نخجل من تشرذمنا,من حقارتنا, من وضاعتنا, من انحطاطنا, من كفرنا, من خيانتنا ... لا نستطيع إلا أن نخجل إذا كانت فينا بقية من كرامة قومية وشخصية.

الشروق: ألا تخشى من أن يصنف هذا الكلام والموقف الجريء في خانة "الصرخة في واد", خاصة وأن غالبية المثقفين العرب ينتجون أفكارا غير هذه؟

سميح القاسم: أنت تستفز رغبة السخرية لدي حين تتحدث عن المثقفين العرب, أنا أرى قطيعا من المرتزقة, قطيعا من المأجورين, من الشعراء الوهميين والأدباء الافتراضيين, والمفكرين المرتهنين ... أشباه مثقفين, لا أرى بينهم ابن رشد واحدا, ولا ابن خلدون واحدا, أعطني مثقفا عربيا حقيقيا واحدا بكرامة الثقافة وبكرامة الإسلام والحرية وسأكون سعيدا جدا.

هاتان فقرتان من حوار مطول أجرته الشروق مع الشاعر العربي الكبير, الفلسطيني سميح القاسم, والذي يتمحور أساسا حول الثقافة والسياسة العربيتين, ويصفهما بما يجب أن يوصفا به, أو بالحد الأدنى الواضح الصريح من ذلك الوصف المستحق, فعلى مثل هذه الحقائق يجب أن ننام ونحلم ونفيق, ولا تفارقنا لحظة في يقظتنا ومنامنا, فذلك هو أقل ما تستحق من اهتمام, لأنها متعلقة باحترام ماضينا التليد والوعي بحاضرنا القعيد والتطلع إلى مستقبلنا المجيد, من غير هذه الحالة التي يجب أن تكرس في الوعي العربي وفي ضمير كل فرد من أمتنا وعقله ووجدانه, نبقى مكبلين بحبال الخطر مسلمين إلى عدونا ليتفنن فينا ذبحا وسلخا كما يحلو له, والعالم الحر العنصري الاستعماري يتفرج ضاحكا هانئا مطمئنا على مستقبل هيمنته على بلداننا واستنزاف خيراتها لفائدة شعوبه التي يعميها الرفاه عن رؤية بؤسنا وعذابنا ومعاناتنا المرة كل مطلع شمس ومسائها, وفي كل لحظات زمننا المتردي المهين البائس. لا فض فوك يا سميح لقد عبرت عن الهم ففضحته وعريته ووضعت أصبعك على الجرح فارتعشت أوصال الأمة كلها وجعا وألما, فهل لمثقفينا آذان يسمعون بها وأعين يبصرون بها وعقول يدركون بها ليلتحقوا بركبك النوراني يا سميح؟ يحملون قناديل التوعية والتعرية للتحالف المرير, تحالف السلطان مع الصهيونية والاستعمار لصنع بؤسنا وإبقاء انحطاطنا والاستثمار في تخلفنا وهواننا ومآسينا, حياك الله يا قاسم, وحيا كل من اتبعك من المثقفين العرب الأحرار إن كان لهم وجود على امتداد هذه الرقعة المتميزة من المحيط إلى الخليج. نعم يا سميح فكرامة العرب وازدهارهم ممكنة جدا ليس بوحدتهم فقط, فذاك هدف يبدو بعيد المنال, رغم واقعيته وضرورته وإستراتيجيته, إن ترقية الحياة العربية ممكنة بمجرد إقرار إطار منظم في مستوى التضامن بإيجاد سوق مشتركة على الأقل, أو اتحاد على غرار الاتحاد الأوروبي, ولم لا؟ يا سميح؟ لكنك وصفت فأبدعت, وحللت فأشبعت, ولا شيء يمكن أن يفسر به وضعنا المزري غير ما ذكرت, ولله في خلقه شؤون, ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.


سميح القاسم