استشارات

اطرحوا قضاياكم لتجد كل اهتمام ومتابعة بالتعاون معكم ومع الخبراء والمختصين والمتابعين

الاثنين، 28 سبتمبر 2009

النت يخترق




النت يخترق جدران الحريم




جدران القبيلة المضروبة حول حريمها والمشيدة لدى سادتها بروجا منيعة لا يخترقها الجان فما بالك بالإنس, هناك ظلت المرأة العربية تئن من وجع الاعتقال والاستعباد والتنكيل وغيرها كثير من أصناف الامتهان والإذلال والاحتقار, وما دامت مكانة المرأة المرموقة تؤهلها لأن تكون شريكة برتبة نصف المجتمع, فذاك يعني أن نصف المجتمع مشلول, لا يساهم في شيء, بل إنه يقع تحت نير الاسترقاق, ويكاد يمنع من استنشاق الهواء, فمن أين -والحال هذه- الحديث عن المساهمة؟ كل هذا يقع باسم الشرف, وهو نقيضه تماما, فهل من الشرف وأد البنات؟ وهل من الشرف سجن النساء؟ وهل من الشرف استعباد المرأة؟ وهل من الشرف استعمال المرأة أداة للزينة والمتعة والإنجاب؟ وهل من الشرف تعطيل نصف المجتمع وشله تماما عن العمل والمبادرة والمشاركة في التكفل بوطنه وترقيته وتطويره؟
كان التغيير من الداخل أمرا مستحيلا ولا زال, وكأنه لا أمل في حياة أفضل ما دامت البنية الأساسية لمجتمعنا هي القبيلة, التي لا تقبل التغيير ولا التبديل, بل إن الثبات والجمود يكون حجر الزاوية في هويتها, ولم يبق إلا التطلع للرياح التي تهب من الخارج - رغم محاذيرها - علها تهب بنسمات من عوامل التغيير المأمول, وتجعلنا نتهيأ للشراكة الحضارية المعاصرة أو الحداثة أملنا في الخلاص والانعتاق والكرامة والرقي؟ وبالفعل توالت فتوحات الغرب أو جانبه الإيجابي الإنساني العام, في صورة الانجازات العلمية والتكنولوجية العملاقة, وخاصة منها تلك المتعلقة بالتواصل والإعلام, ذلك أن نوافذ العين والأذن على العالم المتقدم, تجعلنا نشرئب بأعناقنا إلى الحلم بشيء من المماثلة ولو مجرد الحلم, لكن الأمر في الواقع يتجاوز ذلك بحكم التأثير العميق لوسائل الاتصال والإعلام العملاقة إلى بداية مؤكدة للتغيير المنشود, حيث إن جدران القبيلة مثل حدود السلطة ورقابتها الصارمة بدأت تنهار, بل إنها بلغت مرحلة متقدمة من الانهيار. بدأ ذلك بالإذاعة ووسائل الاتصال السمعية والبرقية, ثم جاءت الوسائل المرئية كالتلفزيون والأشرطة المرئية بعد المسموعة, ثم جاءت الضربة القاضية النت وما أدراك ما النت, هذا العملاق الذي اخترق جدران الحريم تمام الاختراق, بحيث لم تعد تصلح للوظائف التي من أجلها شيدها سادة القبيلة العتيدة, لقد صار الحريم وجها لوجها أمام الغرباء من رجال العالم كله, هذا العالم الذي جعلته التكنولوجيا قرية أصغر من صغيرة. المرأة العربية الآن تطلع على ما يجري في العالم بأدق تفاصيله, بما فيها الممنوعات الخطيرة, التي جعلتها القبيلة أخطر من المخدرات, بكل أصنافها القاتلة, المرأة العربية الآن تستطيع الاتصال بالرجال والتعامل معهم في شتى أنحاء المعمورة, ولا حارس لها ولا مانع سوى ضميرها وإيمانها وتقواها, بمعنى أنها تتصرف في علاقاتها بمحض إرادتها, وبإمكانها أن تفعل كل شيء بطريق غير مباشر بالطبع, لكن الأمر قد يتجاوز ذلك إلى لقاء طبيعي مباشر في الحلال أو في الحرام, وليس الاتصال بين الجنسين في الأحوال العادية السليمة والصحية هدفه الوحيد هو الحب والجنس حلالا كان أو حراما, ولا ننسى أن نسجل هنا فتح النت لنافذة هامة يستعملها الجنسان النساء والرجال من أجل الزواج, وفي ذلك تيسير للأمور, وتوفير لإمكانات كبيرة من أجل الارتباط الزوجي السليم. غير أن حصر الاتصال في جانب الجنس يبقى من مخلفات ذهنية القبيلة الآيلة للسقوط بفعل النت وغيره من أساليب التغيير التي تهب رياحها من الخارج, الاتصال بين الجنسين يجب أن يكون في كل ما يستعمله البشر له, في كل جوانب النشاط, وفي شتى مناحي الحياة, وإنه لمن المهم محاربة هذه الذهنية القبلية الممقوتة التي لا زالت تتطفل على النت, بل وتريد أن تحصر الاتصال فيه بين الجانبين في التصورات البالية والمقيدة بالجنس وحده دون غيره. إننا بفضل النت المعجزة التكنولوجية العظيمة, نقف على مشارف التحول الكبرى, ولم يعد للقبيلة المحلية أو الوطنية من نفوذ على ربطنا للعلاقات بمن فينا النساء, بل وخاصة النساء, ولا في المعلوما التي تتعلق بالعالم قاطبة أو بأوطاننا نفسها. لقد تحررت المرأة في سياق تحرر أفراد المجتمع كلهم من رقابة السلطة, وبالنسبة للمرأة من رقابة الرجل, الذي عليه أن يفكر في وسائل جديدة للاطمئنان على أمنه الأسري غير السجن وغلق الأبواب للبروج المشيدة الشاهقة الجران, فلم تعد الجدران العالية قادرة على منع العيون من رؤية الجسد المخزون أو المدفون وراء الجدران, إن ذلك الجسد الطابو صار ملكا لصاحبته وحدها, وبإمكانها أن تظهر به بلا قيود ولا حدود حتى آخر الدنيا, إن الجدران المنيعة لم تعد كذلك بل إنها انهارت تماما, وذلك مدخل إلى الحداثة, فعلى المرأة تقع مسؤولية صيانة الحرية التي منحها إياها النت, فلا حرية بلا مسؤولية, بل إن ضريبة الحرية المشروعة هي المسؤولية, على المرأة العربية أن تستغل هذا الفتح التكنولوجي العظيم أفضل الاستغلال, وتثبت عن طريقه جدارتها وقدرتها على المساهمة في النهوض ببلدها وترقية مجتمعها والمساهمة في ازدهار الإنسانية قاطبة. وعلى الرجل العربي أن يغير نظرته نهائيا للمرأة, فلم تعد نظرة القبيلة صالحة, لقد تجاوزتها الأحداث, وما عليه إلا أن يكون مستعدا للتعامل مع المرأة بذهنية الند للند, حيث إن الفروق لم تعد على أساس الجنس, بل الفروق بين الأفراد بقطع النظر عن جنسهم قد أصبحت تقاس بالجدوى والفعالية, إن العلاقات الجديدة لا يمكن أن تقوم إلا على المساواة والاحترام المتبادل والتنافس في الفكر والعلم والعمل, وربط العلاقات الإيجابية القائمة على الإقناع والاقتناع والكفاءة وعن هذا الطريق السليم وحده يمكن قيام فرص الزمالة والصداقة والحب والزواج, وغيرها من علاقات التبادل والتعامل بين الناس بقطع النظر عن جنسهم أو غير ذلك من الفروق الأخرى العادية الطبيعية بين البشر.
إنها ثورة التكنولوجية العملاقة, وإننا ننعم بثمارها وذلك بالرغم من أنا صانعيها لا يريدون بنا خيرا, غير أنهم لا يستطيعون احتكار كل الاستعمالات الممكنة لإبداعاتهم, وبالطبع فإن النفوذ من أقطار السماوات والأرض لا يكون إلا بسلطان, هو سلطان المعرفة والعلم والتكنولوجيا والعمل, وقد كان الأجدر بنا أن نكون نحن الرواد في هذا المجال ما دام كتابنا الكريم هو الذي يذكر هذه الحقيقة, غير أن القبيلة فضلت ضرب الجدران المنيعة حول الحريم, وحصرت اهتماماتها في هذا الجانب الضيق, وها هي في النهاية تخسر كل رهاناتها الخاطئة ويأتي الغزو من الخارج ليطيح بجدرانها الظالمة القاهرة المانعة من الرقي والتقدم والكرامة والازدهار, وكيف يمكن انتظار أي تطور إيجابي لمجتمع نصفه معطل ومشلول تماما؟ فمرحبا بالتطور أي كان مصدره, وأهلا بالنت مخترق جدران التخلف والجمود, فلقد أصبح باب الأمل بفضله - في سياق الحداثة والتقدم العلمي والتكنولوحي - مشرعا أمام شعوبنا البائسة رجالا ونساء, فلنحمد الله على نعمة التكنولوجيا أي كان مصدرها, وما هي في الواقع سوى استغلال عملي لاكتشاف نواميس الكون التي وضعها فيه خالقه, ثم اختراع وسائل العمل التي تسمح بها الاكتشافات الجديدة, فالكل من عند الله, ولو كنا أجدر باكتشاف نواميس كونه, وها نحن نصبح مؤهلين لفعل ذلك إذا أردنا أن نكون من عباد الله الصالحين الذين وعدهم سبحانه بوراثة الأرض والريادة فيها. ولينصرن الله من ينصره, ولله الأمر من قبل ومن بعد, وسبحان مغير الأحوال من حال إلى حال.

مرحبا

compteur pour blog

الأربعاء، 23 سبتمبر 2009

خيانة



خيانة زوجية





جاءنا هذا السؤال من سيدة حائرة: هل يمكنني نسيان خيانة زوجي؟





مضمون السؤال: إمكان نسيان؟ خيانة زوجي؟




- بطبيعة الحال النسيان أمر ممكن , بل هو ضروري في الحوادث اليومية العادية, فلولا النسيان لفقد الإنسان العقل نتيجة الضغط الرهيب للحوادث المتراكمة, لهذا فإن النسيان في الأحوال العادية, وعندما يكون صحيا وليس مرضيا هو حالة تكيف, بمعني أنه إيجابي للغاية.


- غير أن هناك بعض الحوادث البارزة في حياتنا لكونها شديدة الألم أو السرور, من الصعب إن لم يكن من المستحيل نسيانها, مثل حادثة الخيانة الزوجية التي تطرحها السيدة الكريمة محاولة البحث عن طريقة لنسيانها, لأنها واقعة بين أمرين كلاهما مر, ألم الحادثة المفرط, والخوف من النتائج المدمرة للأسرة بالطلاق وتشريد الأولاد إذا كان هناك أولاد, وكان بودنا لو دكرت السائلة ذلك, لأن التصرف يختلف في الحالتين, نعني في حالة وجود الأولاد أو انعدامهم, الأمر يختلف:

- عدم توضيح صاحبة السؤال لوجود الأولاد من عدمهم يدل على أنها لا تبحث في أمر الانفصال فهو ربما في نظرها مستحيل

- ربما بسبب وجود أطفال تجب التضحية من أجلهم ولا يمكن التخلي عنهم أو إيجاد حل معقول لتنشئتهم في حالة الانفصال

- ربما أن السيدة ترفض الانفصال لأنها لا تملك قرارها فقد يكون الأمر بيد أوليائها وهم يرفضون الانفصال

- ربما تكون السيدة لا تعمل وليس لها من معيل ولا ترضى بالتشرد والضياع فتفضل الاستمرار

- لهذه الأسباب وغيرها ترفض السيدة الانفصال وتبحث فقط عن طريقة تمكنها من النسيان لأنها تتعذب شديد العذاب


* يبدو أن الحديث عن النسيان في مثل هذه الحالة غير واقعي فمثل هذه الحوادث قاسية ومعاناتها رهيبة ومن ثم يتعذر نسيانها


* لكن يمكن الحديث عن الظروف المخففة

* الوضعيات تختلف:


* إما أن تكون الخيانة الزوجية سلوكا ثابتا لدى الزوج

* أو تكون نزوة عابرة


* في الحالة الأولى يستحيل التخفيف من ألم الوقائع لأن السبب متجدد


* أما في الحالة الثانية فبالإمكان التخفيف مما يجعل الحادثة تتقادم وربما تصير إلى شبه الزوال واندثار الألم نهائيا أو شبه ذلك خاصة:


* إذا وجد تعاون بين الزوجين لتجاوز تلك الحادثة المؤسفة

* التكفير من الزوج عن خطئه بالعناية أكثر بزوجته وببذل الجهد في إرضائها وتطييب خاطرها والاجتهاد في استرجاع ثقتها

* قبول الزوجة لمساعي زوجها الإيجابية البناءة والتجاوب معها وإظهار الرضى والتعاون على تجديد العواطف وتعميقها

* إذا كان هذا هو الحال فالحادثة تصبح شيئا فشيئا ذكرى باهتة شبه منسية ولا تأثير لها في الحياة الزوجية إطلاقا


* أما إن كانت الخيانة الزجية سلوكا ثابتا لدى الزوج فالمعضلة كبيرة

* لكن يبدو أن صاحبة السؤال لا تقصد هذه الحالة فلو كان الأمر هكذا لما بحثت عن النسيان لأنه مستحيل

* غير أننا نتناول الموضوع في هذا الاحتمال أيضا تعميما للفائدة ولو كنا نستبعد أن تكون صاحبة السؤال معنية به

* النسيان في هذه الحالة مستحيل بسبب استمرار وتكرار الحادثة السبب

* يبقى على المعنية بالأمر في هذه الحالة الصبر والاحتساب

* تلجأ إلى الله سبحانه طالبة العون والرعاية من أجل أطفالها أو من أجل نفسها إن كانت مضطرة للبقاء

* وعلى المعنية في هذه الحالة المأساوية أن تنسى زوجها وتتجاهله وتتجنب النزاع معه نهائيا وتعيش لأطفالها

* تتفرغ مع العناية بأطفالها للعبادة والحياة الروحية العميقة حتى تستطيع تجاوز العذاب الأليم فإن التقوى كلما قويت أزالت الهموم عن صاحبها أكثر إلى أن يبلغ مرحلة الخلاص والسعادة الإيمانية التي تغنيه عن مشاكله الاجتماعية في هذه الدنيا الفانية.

* بطبيعة الحال تحاول بكل ما تملك من إرادة أن تقيم علاقة عدم اعتداء وتصادم مع زوجها بحيث تتفق معه على أنها إنما توجد هنا من أجل العناية بأطفالها وتنشئتهم النشأة الصالحة أو أنها مضطرة إذا لم يكن هناك أطفال للبقاء لأنه لا معيل لها ولا خيار

* طبعا التعايش في هذه الحالة شديد الصعوبة, لكنه ممكن خاصة إذا كان الزوج غير عدواني ولا يلجأ إلى العنف

* لا مفر للزوجة في هذه الحالة من الانصراف إلى الجانب الروحي إلى أبعد الحدود فذاك هو المنجي لها من الكرب والمعين لها على الصبر


* وعلى الشباب المقبل على الزواج وذويهم أن يحاولوا قدر مستطاعهم وبكل الوسائل المتاحة معرفة الجانب الآخر على حقيقته قدر الإمكان تجنبا للوقوع في المآسي المدمرة, والتصرف بحكمة وتبصر ورشاد بعد الارتباط والعيش معا, لأن الخيانة قد لا تكون عادة عند الشخص وإنما تؤدي إليها مشاكل حادة يعيشها مع الطرف الآخر تدفعه للخيانة انتقاما أو هروبا من واقع صعب يتسبب فيه الشريك أي الزوج أو الزوجة, وإن كانت الخيانة - في الغالب - تأتي من الرجل للظروف الاجتماعية الموضوعية المختلفة بين الجنسين, مما يجعل المرأة أكثر حصانة. وأي كان الأمر فالخيانة الزوجية ليست قدرا محتوما بل هي شذوذ اجتماعي يقع فيه قلة من الأزواج, وبالإمكان تجنبه إذا كان وعي الزوجين متقدما وعملا معا على إبعاد الظروف التي قد تؤدي للانحراف والوقوع في المآسي.

الاثنين، 21 سبتمبر 2009

السبت، 12 سبتمبر 2009

عن المراهقة العربية المتأخرة على النت



عن المراهقة العربية المتأخرة على النت

النت نعمة تكنولوجية عملاقة, له استعمالات شاملة في ممارسة كل الشاطات الإنسانية, من اتصال وتواصل وعرض وبيع وشراء وعلم وفن وفكر وغيرها من كل ما يخطر على بال بشر. كل هذا على ساحة صغيرة جدا هي العالم كله بين يديك. وعندما تقصد النوادي والمواقع الغربية فإنك تجدها مصنفة ومتخصصة بوضوح, ولك الاختيار في ارتياد ما تريد منها, لتقضي فترة من الزمن في الموضوع الذي تريد. لكن إن أنت قصدت موقعا عربيا ففي الغالب سيفرض عليك أشياء منها وأولها التسجيل فيه قبل أن يسمح لك بالبحث عن مبتغاك, وبعد أن ترضخ مضطرا يمكنك أشياء أخرى ربما لا تعنيك بتاتا, ولا تعثر أبدا عما أنت باحثا عنه. وغالبا ما تجد دعوات للدردشة والزواج والتعارف بين الجنسين الموضوع المفضل لدى جل المواقع العربية, وحتى إذا انجرفت لهذا المجال, فستجد أمامك حواجز وشروطا وربما مطالب أخرى ذات طبيعة تجارية, عليك أن تدفع من أجل ممارسة ما لم تكن تبحث عنه أصلا. هذا بصفة عامة ومختصرة جدا. أما عن المواقع التي تقدم خدمات التدوين والتواصل فإنك تجد مجتمعا توجهه الرئيسي المعلن أو المستتر هو التسلية عن طريق البحث المحموم عن علاقات مع الجنس الآخر, كلهم تقريبا هذا همهم الأكبر يمارسونه تحت شعارات كثيرة وادعاءات متنوعة وتمظهرات زائفة لكنهم لا يستطيعون مداراة ما يرشح على السطح من رغبات طاغية في إقامة علاقات خاصة مع الجنس الآخر, التلميحات واضحة حتى لو ارتدت لباس التقوى والقداسة والطهارة. والمأساة هو أن الصراحة غائبة كما يحدث تماما في حياتنا العادية في شوارع مدننا ومكاتب إداراتنا ومحيطنا كله, البحث المحموم عن العلاقات مع الجنس الآخر, لكن بشكل مستتر وخفي ومتنكر, بل ومستنكر لكل سلوك من هذا القبيل للمبالغة في التستر والتخفي, ذلك لأن المجتمع يرفض كل الرفض هذه العلاقات اللامشروعة في عرفه. وتفنى الأعمار وتمضي عقود الزمن ويمر الشباب والكهولة وتأتي الشيخوخة وتبقى المراهقة على حالها بل تزداد تأججا, وبدل أن يواجه العرب مشكلتهم هذه على النت بصراحة, يجعلونه هو الآخر ميدانا لممارستها بنفس الأساليب التي يقومون بها في حياتهم اليومية. قد يجد المرء أعذارا لفئة الشباب التي يسمح لها عادة بهامش من السلوك المندفع أكثر من غيرها, والتي قد تستعمل النت لمثل هذه العلاقات المقبولة بعض الشيء في المجتمع, وربما تستعمله من أجل البحث الجاد عن النصف الآخر قصد الارتباط بالزواج, وهو أمر فيه كثير من الإيجابية. أما أن يأتي الكهول من الجنسين وهم - في الغالب - من المتزوجين وذوي الأطفال, أو ربما الأحفاد, ليبحثوا عن مثل هذه العلاقات بطرق ملتوية مخادعة ومضايقة للكثير ممن يريدون إقامة علاقات صداقة بريئة للتبادل الواسع من أجل التثقيف وحتى التسلية المشروعة, فهذا مما يصنف في خانة المرض المزمن والانحراف. طبعا الأعذار موجودة, وكان الأولى بهؤلاء المراهقين المتأخرين وأحيانا متأخرين جدا أن يدلوا بتجربتهم القاسية في هذا الميدان ويجعلونها مجالا للبحث والتقصي والتحليل والاعتبار خدمة للأجيال الصاعدة ولمجتمع يعرقل تقدمه الكبت والجوع الجنسي المزمن, حيث يضيع أفراده أعمارهم في البحث عن الأوهام الضالة من جنة الجنس المفقودة وخيالات سرابية عن حقيقة الجنس الآخر وخاصة حقيقة المرأة وطبيعة الرغبة الجنسية وإرضائها الصحي السليم. كان الأجدر بهم أن يستعملوا هذه الوسيلة التكنولوجية العملاقة للبحث في هذا الموضوع الخطير وتوضيح الأمر أمام الشباب لكي لا يسير في نفس الطريق الشائك الذي ساروا عليه ولم يصلوا إلا إلى مراهقة ملتهبة متجددة حتى النهاية. كان عليهم أن يعترفوا بالمشكلة ويحاولون على ضوء تجاربهم وبمشاركة أهل الخبرة والاختصاص أن يقفوا على أسرارها ويقدموها واضحة جلية لأبنائهم الشباب حتى ينجوهم من نفس المصير البائس الذي انتهوا إليه ومجتمعاتهم, لكنهم للأسف الشديد يصرون على مواصلة السير في نفس الطريق الموصل إلى التهلكة. وأيضا هناك الكثير من أفراد الجنس الآخر ممن ينجرفن في نفس التيار لأن السفينة في النهاية واحدة, لكن الكثير منهن والحق يقال يأتين إلى النت بنيات حسنة ويبحثن عن علاقات صحية سليمة, لكنهن يتعرضن لمضايقات ومتاعب لا تطاق من طرف أولئك المراهقين المتأخرين كما يحدث في الشارع العربي تماما أو أضل سبيلا. فمنهن من تضطر للهجرة نهائياإلى مواقع أجنبية خاصة إن كانت على جانب كاف من التحكم في لغة أجنبية, ومنهن من تتنازل عن حقها نهائيا في استعمال النت, ومنهن من تبقى على مضض, تعاني الأمرين وتتحمل محتسبة كما تفعل في حياتها اليومية في الشارع أو الإدارة أو الجامعة والمدرسة وغير ذلك من أماكن الحياة والإقامة والعمل. ربما أن الحكومات الفاشلة هي الأخرى مسؤولة عن ترشيد استعمال هذه النعمة التكنولوجية العملاقة النت, كان عليها أن تنشئ مواقع نموذجية تشرف على إدارتها وتوفر شروط الأمن والأمان والطمأنينة فيها, ليجد فيها الأسوياء الجادون من الجنسين ضالتهم وراحتهم, وتضطر المواقع الفوضوية اللامسؤولة لاتخاذ المواقع الحكومية قدوة حتى لا يهجرها مرتادوها وتقع في الإفلاس, كل هذا لا لمنع إقامة علاقات بين الجنسين لا أبدا فذلك أمر غير طبيعي ولكن لتكون هذه العلاقات طبيعية سليمة مبنية على أسس من القناعة والتبادل الإرادي الحر والمتبصر في كل المجالات حتى الخاصة جدا منها, لكن ليس بالمضايقات والاعتداءات والسلوك المرضي المراهق والهستيري. إنها فرصة عظيمة للتواصل والتقدم الشامل تمنحها التكنولوجيا للعرب, وعليهم تقع مسؤولية استغلالها لصالحهم أو ضد أنفسهم كما يفعل هؤلاء المراهقون المتأخرون, والله يهدي من يشاء إلى سواء السبيل, ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

الخميس، 10 سبتمبر 2009

محنة اعتراض أب

محنة اعتراض أب على زواج ابنته

إن الله يغفر الذنوب جميعا

لكن بعض الناس لا يغفرون




أب يتعسف ويرفض زواج ابنته من شاب تحبه بدعوى أنه كان يتعاطى حبوبا مخدرة وحشيشا, رغم توبته واستقامة سلوكه, بل والتزامه وامتيازه بشهادة الشهود, غير أن الأب يصر على رفضه لأسباب بعيدة عن الموضوعية والعدل, والضحية هي ابنته قبل ذلك الشاب, وقد يكون قاصدا للتنكيل بها لأسباب غير واضحة في الرسالة, وقد تكون ذاتية واهية لا سند لها من منطق أو عرف, ولا مبرر لها من الدين, وصاحبة السؤال تتلوى ألما ولا تجد الحل المناسب, فتتملكها الحيرة وتهيم في متاهة لا أول لها ولا آخر من الآلام العاطفية النفسية المبرحة ولا تجد من والدها أدنى اهتمام أو شفقة ورحمة, والله يهدي من يشاء إلى سواء السبيل.




تقول صاحبة المشكلة:




أنا بنت عندى 23 سنة حاصلة على ليسانس أداب أعمل أخصائية نفسية بمدرسة ابتدائية مشكلتى بدأت منذ عدة أعوام حيث تقدم لى أكثر من عريس ورفضتهم جميعا بسبب عدم الارتياح النفسى وكل مرة كان والدى يختلق لى مشكلة بسبب رفضى

وأنا لم يسبق لى المرور بتجربة عاطفية من قبل الى أن عملت فى مدرسة منذ عدة شهور وكانت الأمور تسير سيرا طبيعيا الى أن تعين منذ بداية شهر مارس مدرس تربية رياضية يكبرنى بأربع سنوات فحدث بيننا إعجاب متبادل بالمظهر
ولكن مع مرور الأيام أحببته حبا لم أكن أتخيل فى يوم من الأيام أني أمنحه لشاب حتى ظننت أني معقدة
الى أن ظهر ذلك الشاب فى حياتى وأعجبت بكل شىء فيه مظهره وأخلاقه وحياؤه النادر
وحين اعترف لى بحبه ظننت أننى سأمل منه وأكرهه
ولكنى كل يوم أحبه أكثر

وطلب منى أن يتقدم لوالدى
ولكنى قلت له أن ينتظر الى أن أتأكد من مشاعرى
وحين تأكدت طلبت منه أن يتقدم

وبالفعل تحدث مع مدير المدرسة ليخبر والدى
وحين علم والدى رفضه بسبب مرتبه الصغير

لكنه علم أن لديهم أملاك فأعاد النظر فى الموضوع
غير أن المشكلة أنه حين سأل عنه سمع أنه يتعاطى حبوبا مخدرة وحشيشا وغيره

ولم أصدق فذهبت للسؤال بنفسى عنه وسمعت كلاما مشابها

ولكن الكل يجمع أنه التزم منذ عامين وأنه مثله مثل أي شاب

المهم أن والدى رفضه رفضا قاطعا ورفض المناقشة

ارسلت زميلا يسكن بجانب حبيبى ليسأل عنه فسمع عنه أخبارا جيدة جدا وأن الجميع يشكر فيه

وحين واجهت حبيبى, أقسم لي أنه لم يتناول حبوبا مخدرة من قبل, وأنه تناول الحشيش أسبوعين فقط, ثم أقلع عن ذلك نهائيا

وأن سبب ذلك الكلام الذى سمعته أنه كان يصاحب أشخاصا سيئين ولكنه تركهم منذ خمسة أعوام

وقال إنه مستعد لمواجهة من قال عنه هذا الكلام

أخبرت عمي وجدتي بحبى لذلك الشاب جدا, فقابلوه ووجدوه شابا رائعا

لكن الأمر كله بيد والدى وهو رافض مقابلته أو السؤال عنه مرة أخرى
أنا أتدمر وأتحطم يوميا ولا أدرى ماالحل؟ إني أحب ذلك الشاب بدرجة لايمكن تخيلها

أشعر بأننا روح واحدة ولاتوجد كلمة تستطيع وصف شعوري نحوه

ماذا أفعل بالله عليكم أخبرونى؟








**********************








السؤال : ماذا تفعل هذه الفتاة؟
وجوابنا هو:

- أولا على صاحبة السؤال أن تتأكد من عناصر قضيتها, وخاصة منها توبة هذا الشاب وإقلاعه نهائيا عن تعاطي المخدرات ومخلاطة قرناء السوء

- ثانيا عليها أن تحاول تقصي موقف والدها, هل رفضه خوفا عليها؟ أم عقابا لها على رفضها من تقدموا لها سابقا؟ أم أن الأسباب غامضة, قد تعود إلى جملة من الأحوال النفسية التي يجهل حقيقتها الأب نفسه, لكنها تسبب سلوكا لديه من بينه رفض خطيب إبنته؟من المهم تحديد حقيقة موقف الأب حتى تبني المعنية موقفا صحيحا منه

- إذا وثقت المعنية بالأمر من توبة حبيبها واستقامة سلوكه نهائيا كما تقول

- إذا تأكدت صاحبة القضية من أن والدها على خطأ مقصود أو عفوي

- قد يكون من المناسب أن تلح على جدتها وعمها ليبذلوا كل المساعي لدى الأب, ويصارحوه بخطئه - إن لزم الأمر - ويحملوه المسؤولية الكاملة عن مستقبل ابنته, الذي يسعى إلى تحطيمها ظلما وعدوانا, أو إصرارا على خطإ متعمد أو لا شعوري الدوافع

- عليها أيضا أن تلجأ إلى بعض أهل الرأي والمشورة والتأثير في الرأي العام, مثل مدير المدرسة وإمام المسجد الذي يرتاده والدها, وغيرهم ممن يتوقع منه التأثير الحسن, لعل الأب يرجع عن رفضه اللامبرر لزواج ابنته, لا سيما وأنه لا يمكن له أن يضمن زوجا مناسبا لها في المستقبل, فيكون حينئذ في وضع المتعسف, الذي ينبغي منع ممارساته اللامشروعة نحو ابنته

- إذا حلت المشكلة فبها, وإلا فعليها أن تدرس وضعها بعناية, وتقرر مصيرها

- بأن تختار بين زواجها المشروع وعلاقتها المستقبلية بوالدها, وتحسم الأمر نهائيا

- لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق, وترك الزواج بلا سبب يمكن تصنيفه في باب المعاصي الدينية والاجتماعية, حيث إن الزواج نصف الدين
- عليها أيضا أن تتأكد من كون الزواج يمكن أن يتم شرعيا في غياب الوالد المتعسف ومعارضته, بأن يحل العم مثلا محله, أو جهة رسمية مخولة شرعيا, عليها أن تستشير أهل الثقة والعلم ممن يتولون الفتوى الصحيحة العادلة

- وقبل الإقبال على هذه الخطوة الحاسمة والخطيرة عليها أن تتأكد خاصة من عدم المغامرة في الموضوع, أو الوقوع ضحية العاطفة العنيفة, وأيضا من كونها مع زوجها المستقبلي يستطيعان توفير أسباب الحياة السعيدة ماديا ومعنويا, وليسا بصدد تصرفات اندفاعية عفوية قد تكون وخيمة العواقب عليهما وعلى أبنائهما مستقبلا


رأي عام في الموضوع: أمثال هذه التصرفات لبعض الأولياء - سامحهم الله - تسبب مشاكل عويصة نفسية واجتماعية لأبنائهم, قد تدفع بهم إلى التهلكة وبئس المصير, ويتحمل ذلك المتسببون فيه من الأولياء كامل المسؤولية الدينية والدنيوية, والواقع أن هناك - في مثل هذه الحالة - مسؤولية خطيرة للمجتمع والجهات الرسمية فيه, ومنها تلك القائمة بالتوجيه والإرشاد والإعلام, حيث يتعين عليها أن تعلن عن استعدادها لرعاية مثل هذه القضايا, وتجعل لذلك هيئات متخصصة يقصدها المعنيون, ويجدون فيها كل الرعاية والسند وسداد الرأي وحسن التوجيه, إلى جانب تسيير حملات توعية قوية دائمة للشباب والأولياء, تبصرهم بحسن التصرف في أحوالهم, وتفهم الآباء والأمهات بأن أولادهم ليسوا من ممتلكاتهم التي يتصرفون فيها كما يشاؤن, وإنما هم بشر ينبغي استشارتهم والحوار معهم واحترام حرياتهم وحياتهم الشخصية, التي هم المعنيون بها قبل أي أحد غيرهم, ولو كانواهم أولياؤهم أنفسهم, ولله الأمر من قبل ومن بعد.




الاثنين، 7 سبتمبر 2009

كيف نزرع الأخلاق الحميده بأولادنا



في عالم أصبح لاينتبه كثيرا للأخلاقيات، أصبحت تربية الأطفال صعبة جدا، لذا فإن تعليم أطفالك قيما الأمانة والولاء والنزاهة قد تبدو مهمة شبه مستحيلة، ولكنها تستحق المحاولة لأنها ستساعدهم بلا شك على القيام بالقرارات الصحيحة فى كافة أنحاء حياتهم، وستنشأ جيلا جديدا على الأقل يتمتع بالأخلاق الحميدة فى عالم أصبح لاينتبه كثيرا للأخلاقيات وهذه النقاط التى ستذكر ستساعد الأباء والأمهات على تحقيق ذل
1- كونا مثالا فالأطفال شديدوا الذكاء وتصبح أعينهم وذاكرتهم مثل كاميرا ترى وتصور وتخزن كل الأشياء التى تمر أمامهم قد لا يستطيع الطفل أن يصف ما هى القيم التى يتعلمها لكنه يتعلم كل يوم قيمه منكما
2- وضحا لهم بأن تحمل مسؤولية الأعمال التى يقوما بها تعنى بأنّهما صادقان ونزيهان مع نفسهما ومع الآخرين وذلك بالألتزام بكلمتكما والوفاء بوعدكما وتحمل مسؤولية أعمالكما قوما دائما بتوضيح أفكاركما وأعمالكما حول النزاهة الى أطفالكما
3- كونا صادقين علموا طفلكما قيمة الأمانة و أخبروه عن الوثوق بالآخرين والأمانة وضحا له بأن الكاذب شخص لا يؤتمن علما طفلكما بأن يكون صادقا فى جميع الأوقات حتى يثق به الأصدقاء وحتى لا يقع فى المشاكل أعطوه بعض الأمثلة لفهم معنى الأمانة
4- شجعوه على الاحترام شجعوا طفلكما على احترام الآخرين واحترام اختلافاتهم علما طفلكما أظهار الاحترام للآخرين عن طريق حسن السلوك والمعاملة
5- علما طفلكما العدل والإنصاف اغرسا تعليم الإنصاف في طفلكما أعطوه أمثلة عن العدل والأنصاف مثل عدم الصمت على ظلم وقع لشخص وهو يعلم أنه مظلوم فيجب عليه ان ينصفه ويقف معه
6- شجعا طفلكما على التعاطف مع الآخرين ساعدوه على فهم مشاعر الآخرين والاهتمام بهم و الدفاع عن الآخرين الأقل حظا منه وعلما أن التعاطف يقوى الشخصية لا يضعفها




فتوى تحرم مشروع زواج


فتوى تحرم مشروع زواج واعد

تقول صاحبة المشكلة:

أحببت شخصا عقدا من الزمن, حبنا مميز وعميق, نحن لسنا من بلد واحد، كنت أكافح من أجل أن أكون زوجته الوفية, غير أن الحلم الجميل تبخر, فقد قطعنا العلاقة, وإني أكابد جرحا غائرا, غير أن الحياة بدونه شديدة الصعوبة. لقد انفصلنا بعدما عرفت أنه من دين مغاير,(كما تقول), هو من الدروز، وقد قيل لي إنهم لايصومون ولايصلون. سألت شيخا,فأجابني بعدم جواز الزواج به. إني أعاني ما لا يطاق, مع العلم أن هذا الشخص لا زال يحاول الاستمرار في العلاقة, وقد اتصلت بي أمه وقالت لي إن فتوى هذا الشيخ غير صحيحة, فنحن الدروز مسلمين ويتزوج أبناؤنا من بنات المذاهب والفرق المسلمة الأخرى, ولم يحصل أن حرم أي كان علينا ذلك في الماضي. أنا في حيرة كبيرة ما ذا أفعل وكيف أتصرف مع هذا الحبيب؟ هل أكلمه؟ هل أمتنع عن الكلام معه؟ هل الزواج به فعلا حرام؟ إني في حاجة ماسة إلى المساعدة, فلا تبخلوا علي بآرائكم ونصائحكم ولكم عند الله عني الأجر العظيم. أختكم الجريحة الحائرة


هذه قضية عاطفية ذات تشعبات نفسية اجتماعية:



1- حب متبادل منذ سنوات طويلة



2- اتفاق على الزواج



3- فتوى شيخ لم تبين السائلة صفته بحرمة الزواج بين مسلمة ودرزي



4- قطع العلاقة بين الطرفين بسبب هذه الفتوى



5- إصرار الفتي على استمرار العلاقة ومشروع الزواج



6- نفي والدة الفتى صحة هذه الفتوى التي تتناقض مع الواقع في منطقة الدروز



7- معاناة الفتاة ومكابدتها لجرح عاطفي كبير وحيرتها في اتخاذ قرار نهائي وصحة فتوى الشيخ



******************


- ما أعلمه شخصيا ولست مدعيا لأهلية الفتوى هو أن الدروز مسلمون كما قالت والدة الفتي



- لكن لقطع الشك باليقين على صاحبة القضية أن تتجه إلى عالم مسلم ثقة, أو إلى دار فتوى رسمية



- وبإمكانها أن تزيل الشك بنفسها بحسم الأمر مع من هذا الذي يرغب في خطبتها بأن تستوضح منها الأمر وتطلب منه الالتزام بأركان الإسلام التي من بينها الصلاة والصوم على من استطاع. هذا إذا أفتى لها مفتي معتمد بأن الامتناع عن الصلاة والصوم يحرم الزواج



- ونصيحتنا لمن هم في مثل هذا الوضع الحرج, ألا يطلبوا الفتوى من أي كان, فقد شاعت الجرأة على الفتوى بين الجهلة وصاروا يصدرونها دون أي تردد، فأياكم ثم أياكم. لا تسلموا مصائركم للعابثين من الجهلة جهلا مركبا واقصدوا كبار العلماء ودور الإفتاء الرسمية. لا سيما وأن مشاهير علماء المسلمين في متناولكم على النت وغيره من وسائل الاتصال والتواصل. احذروا ثم احذروا ثم احذروا.



- على صاحبة القضية أن تثبت من الأمر ولا تظلم نفسها ولا من اختارها زوجة بعد حب طويل مخلص لمجرد كلام شيخ لا ندري مدى كفاءته وأهليته وجدارته بالثقة في أمور بهذا المستوى من الخطورة والأهمية.

- أعتقد مبدئيا ألا إشكال في الأمر, لكن لا بد من التأكد.



- مبدئيا نقول لصاحبة القضية هنيئا لك وبارك الله فيك على هذا الحرص والصبر والتضحية والتحمل من أجل عقيدتك, وإن شاء الله ستفوزين بمبتغاك المشروع وبارتباطك السعيد وزواجك الأسعد.



السبت، 5 سبتمبر 2009

مطر محتمل


أريدُكِ ..
في خلْوةِ الروحِ ..
في يقيِن القصيدةِ ..
إذْ أكتملْ
وإذ يصعد البحرُ في راحتـيَّ
ليشربَ من لغةٍ .. تَشْتَعِلْ
وتبحثُ في وقتِها اللحظاتُ
عن الكلماتِ التي تُرْتَجلْ
وإذ .. تقرأُ امرأةٌ في يديَّ
كلاماً ..
عن المطرِ المحتملْ .
...
أريدُكِ
يا أَحْرفاً تتشمَّسُ
في جسدِ امرأةٍ ساطعه
ويا ساحلاً ..
لم تصِلْهُ القصيدةُ ..
يا صحَراءَ الرؤى .. السابعه
ويا شجناً بين قافيتين
تناثرَ ..
يا خُطَّةً وادعه
أريدُكِ ..
يا .. كالصلاةِ
ويا ..كابتداءاتِ معجزةٍ
رائعــــــــــــه
...
أريدُكِ ..
أجملَ من شجنٍ عالقٍ في ثيابِ الْمُحِبِّينَ ..
أجملْ
ومن صُدْفةٍ بدأَ الحبُّ فيها
على الأرض ..
إني أريدُكِ أجملْ
ومن قمرٍ أوَّلٍ تلْمَسِينَ ..
وأوَّلِ حُلْمٍ ..
وأوَّلِ … أوَّلْ
أريدُكِ ..
غامضةً ..كالقصيده
صفصافة ..كالقصيده
شتائيـّة ..
طائراً ..
خنجراً ..
منثورة ..
سفراً ..
وهجاً في دمي كالقصيده..
ها أنتِ..
أجملْ.

**********

للشاعر : حسن شهاب الدين

أرجوك أختلف معى حتى أراك

طلب قد يبدو غريبا للوهلة الاولى لكن احد اهم دروس الحياة بعد أن أشتعل الرأس بالتفكير , ان ما يكشف حقيقة مشاعر من حولك هى لحظة الاختلاف- لا الاتفاق - حول قضيه أو مشكله أو مصلحه أو مشاعر
تلك اللحظة الكاشفة ربما تحمل للانسان مفاجأه مروعة أو صدمة قاتله ! ترى أنسانا غير ذاك الذى كنت تتصور انك تعرفه تمام المعرفة
تصادق دهرا , أوتصاهر عمرا , أو تزامل أو تجاور , أو تحس بأحاسيس عمرك معشتها , ثم عند أول خلاف حقيقى تستيقظ من وهم أمضيت فيه سنوات عزيزه من عمر أو لحظات عشتها كأنها عمرك كله مهما طال فهو قصير ومهما قصير فهو طويل
يهوى قناع العواطف الزائفة ويتفجر بركان الالام خصوصا عندما يتجاهلونك
اى خلاف مهما كان حجمه أو دواعيه يكون سقفه منخفضا , اذا كانت مشاعر المودة والمحبة الصادقة تسكن الصدور - فلا تحفز - أو أنتظار لخطأ غير مقصود فيكون الرد قذائف أقرب الى الرصاص المحرم دوليا فى ميدان القتال أو يكون التجاهل المميت
حين يكون صدق المكنون فى القلب مظلة يستظل بها طرفا الخلاف فان كلمات العتاب الرقيق والعشم الحقيقى يكون جسرا صلبا لعبور " لحظه شيطان " كما يقول أولاد البلد الذين يؤكدون - بحق أن حبيبك يبلع لك الزلط وعدوك يتمنى لك الغلط
الاصل فى البشر التباين اذ تختلف الافكار والرؤى والتسليم بهذه البديهية كفيل لتجاوز ما يبدو خلافا هو فى جوهره مجرد وجهات نظر حولقضية يراها كل من منظوره
عدم اللجوء للتجريح والتجاهل يضمن مهما طال الحوار أن ينسوا ويتسامحوا
من مؤشرات نضج مجتمع ان يدير افراده خلافاتهم برفق وبود " دام الود ما دام العتاب " يا أى عزيز : صديقا كنت أو جارا او قريبا أو حبيبا : أختلف معى حتى اراك على حقيقتك تكلم معى وحاورنى ولا تتجاهلنى

لا أدرى؟

لا أدرى ؟ ماذا اأصابنى ؟
لم أكن هكذا يوما
لا أستسلم للحب بسرعة
كل رجالات العالم لم يلفتوا نظرى
لم أكن أرى لهم وجوداً !
كانو غير مرئيين
ولكن حينما رأيتك للوهله الأولى
ذاب جليد قلبي
تحرك شىء بداخلى
ارتعشت يداى ترحيبا بك وفرحا بقدومك
أنا وإن أكون قد استعجلت بها
ولكن لا يسعني إلا قولها ..لك والآن
الان لم أعد أحتمل المزيد إنني " أحبك "
لنرى ماذا سوف تقول
ولكن بالنهايه هل نلتقى ؟

مغامرة ربط الحب بالزواج في المجتمع العربي


ربط الحب بالزواج في المجتمع العربي مغامرة خطيرة


علينا أن ننشر الوعي بين الشباب بأن الحب لا يعني التتويج بالزواج حتما, وما يلي ذلك للمحظوظين من كفاح مستميت لاستمرار الحب بعد الزواج, بالتعاون الوثيق والتجاوب الواعي بين الزوجين, من أجل حماية الأسرة الناشئة وترعرع الحب في كنفها, وضمان وجود البيت السعيد واستمراره. كوارث تحدث بين الشباب الذين يندفعون في حب عاصف مطمئنين إلى أنه سيخلد بالزواج حتما, في حين أنهم في مجتمع لا يسمح بالحرية الفردية ولا بالعلاقات العاطفية بين الجنسين, ولا بتوفير أسباب الحياة المستقلة ولا بضمان المستقبل والشغل بعد التخرج للطلاب, ولا بمجرد امتلاك قرار الارتباط مع شخص آخر بعيدا عن تدخل الأهل من الجانبين, بل عن اتخاذ القرار من قبل الأولياء وحدهم خاصة فيما يتعلق بالبنت وإن كان الأمر لا يختلف كثيرا بينها وبين الولد, فكلاهما لا يملك حق التصرف في مستقبله خاصة من ناحية الارتباط بالشخص الذي يفضله ويحبه. لهذه الأسباب وغيرها كثير يرتكب الفتى أو الفتاة مغامرة خطيرة عندما يقع في الحب ويندفع فيه بكل عفوية دون أن يعلم أنه لا يستطيع ترجمته إلى رابطة زوجية فما بالك عن كونها رابطة ناجحة وسعيدة, من أجل هذا ومن أجل تخفيف الصدمات القاتلة, التي قد تؤدي إلى الانتحار, وإلى الانحرافات الخطيرة على الفرد والمجتمع بكل أنواعها ومنها الجريمة بكل أصنافها وأحجامها والمغامرات الانتحارية من قبيل ركوب البحر طلبا للهجرة غير الشرعية في قوارب الموت هروبا من مجتمع لا يرحم إلى جنة الضفة الأخرى كما يظنون, وهي في الحقيقة إن كانت شيئا من ذلك فإنما بالنسبة إلى شبابها وأهلها, وليس إلى المهاجر الجنوبي الذي قد ينجو من أخطار الموت في رحلته الانتحارية ليلتحق بالضفة الشمالية, حيث تنتظره السجون والمعتقلات والمحتشدات والمعاملات القاسية التي قد تسبب العاهات بل الموت أحيانا و تنتهي عادة بإرجاعه من حيث أتى, إلى الجحيم الذيي فر منه بجلده, ربما بسبب صدمة عاطفية, وحب يستحيل دوامه لاستحالة الزواج الذي هو قرار بيد أهل الطرفين, ثم لأن الشاب الذي لم يحصل على عمل لا يمكن له أن يفكر في الزواج مجرد التفكير, وحتى لو فاز بمنصب العمل شبه المستحيل, فهل يوفر له أسباب الزواج وشروطه ومستلزماته؟ كأنما الزواج في مجتمع فاشل متخلف وخاصة منه الزواج القائم على الاختيار الحر والحب والذوق والانسجام أصبح مستحيلا, مما يعني أن الفناء والانهيار أصبح يدق أبواب هذا المجتع التعيس بعنف, إن هو لم يدرك حقيقة أوضاعه ويسارع إلى تدارك أمره قبل فوات الأوان. على الشباب من الجنسين أن يكونوا على وعي تام بضرورة فك الرابطة بين الحب والزواج, ومن سار في طريق الحب منهم, فعليه أن يدرك بأن ما هو بصدده إنما هو حب من أجل الحب فقط, وليس من أجل الزواج ثم السعادة الزوجية, حتى لا يقع فيما لا تحمد عقباه, وعلى جهات الوعي والإرشاد والتوجيه أن تنشر هذه الحقيقة بكل أبعادها ومخاطرها لدى الشباب حتى يكونوا على بينة من أمرهم, ولا ينخرطون في الأوهام المدمرة, التي قد تكلفهم حياتهم, وبطبيعة الحال فإنه لا أحد يستطيع أن يمنع أمرا طبيعيا وحقا من حقوق الإنسان الطبيعية, وهو إقامة علاقات عاطفية صحية وسليمة, لكن الظروف الاجتماعية والتاريخية التي تحيط بنا لا تسمح لنا أيضا بأن نترك الأمور غامضة, علينا أن نبين لشبابنا أن الحب يجب أن يكون لذاته مفصولا عن الزواج إلا في الحالات الممكنة النادرة, بمعنى لدى الطبقة المحظوظة في المجتمع, وهي الأقلية التي توجد على رأس الهرم, وتملك كل شيء, مما يسمح لشبابها بالحب والزواج الذي يمكن أن يكون سعيدا ومستقرا إن هو أحسن التصرف, وربما أيضا هناك البعض من شباب الطبقة المتوسطة التي أخذت تضيق وتنمحي يوما بعد آخر, بسبب طغيان الطبقة الأولى وأنانيتها المفرطة, هؤلاء أيضا من الشباب أبناء الطبقة المتوسطة التي تتميز بالتعلم وبمستوى مقبول من العيش الكريم, تعترف بالحرية الفردية وتسمح لأبنائها بالعلاقات العاطفية أو تعترف بها, وبالإمكان أن توافق الأسر فيها لأنها على قدر متقدم من الوعي بالزواج القائم على الحب وتساعد أبناءها من الجنسين على تشييد حياتهم الأسرية على هذا الأساس العاطفي وتقدم لهم المساعدات المادية وغيرها, غير أن الأمر مع تناقص نسبة الطبقة المتوسطة في المجتمع يبقى محدودا جدا ويكاد يكون كما مهملا. وما عدا ذلك على شبابنا أن يعرف أن الحب يجب أن يبقى مفصولا بوضوح وصرامة عن الزواج إلى أن تتهيأ الظروف المناسبة, وإلا فلا ينبغي أن تتسبب عاطفة سامية في كوارث مدمرة قد تكلف حياة أحد الطرفين وبئس المصير. أود أن أقول في النهاية إنه إذا كان ليس بإمكاننا الآن أن نقلب الوضع الاجتماعي ونطوره نحو الأفضل, في الآجال المنظورة, فلا أقل من أن نقدم الرعاية الكافية الممكنة لشبابنا, ومنها رفع وعيهم إلى الدرجة القصوى بالوضع الاجتماعي القائم, حتى لا يسيرون دون شعور وفي ظلام اللاوعي لارتكاب زلات كبرى في حق أنفسهم وفي حق المجتمع والمحيط من حولهم, مما يزيد الطين بلة وينتهي إلى مآسي كبرى نحن في غنى عنها لأن لدينا ما يكفي من أسباب البؤس والتعسف والحرمان وسوء الحال.

الخميس، 3 سبتمبر 2009

بأسمك يبدأ حلمى الأن


حين يدب الليل على حافات القلب
أنادى :اسمك
فيسيل بهاء من عينيك
ليمسح أوراق العتمةِِِِِِِِِِِِِِِ
..حين يفاجئنى الحزن
أغمغم :اسمك
فيشب الفرح على أسوار دمائى
قِطّا فضي المخلب
يخمش فى سِجّاد العمر
حزنك ..أو فرحك
سيّان : موجع
وأنا بينهما سيدتى
..اين أفر
..
..
أسقط من بؤر الكلمات الضحلة
والزمن الصعب
يشنقنى الليل على الشرفات
..وحين أراك
ينبت فى كفّي العشب
..
..
باسمك يبدا حلمي الآن
فلاتنطفئى
وأعيدي الاشياء لسيرتها الاولى
لاتدعينى مرآة صدئة
تبحث عمن يجلوها
تنعكس بذاتى كل عذابات الليل القاتل
والوجد المقتول
وخذينى ياأمرأة
خُنّاها حين عشقناها
ياحقلا من حنطة
ياقطعا من حلوى
وعرائس من طين
ياثرثرة المارين
على الطرقات تجاه الشمس
شهيدك جاء
فغطينى ..
سوّي أهدابى (.)
ودعينى أسقط فى عينيكِ
ألامس شوق الارض
وظمأ الارض
لأجساد الشهداء
وابتعدى..
ليهاجر نحو يديكِ البحر
وأبقى مسكونا ..بالماء
وتحط بكفك أشرعتى
تنفض مافيها من ريح
..وتباريح
ياست بنات الدنيا..
ومرافئ وجدٍ
لايخطئها القلب
ادنينى
او نائينىِِِِِِ
لكن لاتنسينى..
فأنا ..
وبدونك..
أطلال اسف



محمود امين

أيتها الزوجه أنتبهى

المنزل سمى مسكنا من السكينه و السلام فلماذا غاب الحب عن بيوتنا و لماذا أصبحت بعض المنازل أقرب للمعتقلات السياسية منها لمساكن تشع بالامان و السلام و المحبة
الحب ليس كلمات نتغنى بها أو شعارات نرفعها أو حتى مشاعر نتاجر بها. الحب هو سلوك أفعال و مواقف عزيزتى الزوجة أنتبهى أن الحب لا يؤلم لا يؤذى و لا يخيف فعندما يضربك زوجك فإنه لا يعبر لك عن حبه بل يرتكب جريمة العنف الاسرى فتوقفى عن لوم نفسك بأنك السبب فلو لم تفعلى كذا و كذا لما ضربك توقفى عن اختلاق الاعذار له بأنه عصبى أو يواجه ضغوطا ومشاكل أو حتى لا يقصد أذيتك كفاك محاولة كسب قلبه و حبه كفاك وهما بانه سيتغير لانه مع الاسف لم و لن يتغير أبدا
زوجك مريض فمهما أحببته و مهما صبرت و سامحت و حاولت فلن يتغير
سيعود ليضربك ثانية و ثالثة و رابعة لا تصدقى دموعه ولا تسمعى وعوده أو إعتذاراته التى ستذروها رياح فورة غضبه لانه سيحطم قلبك كما حطم الاوانى و الاثاث
مهما بدا طريق الخلاص مستحيلا ومهما تخلى عنك الاهل و الاصدقاء و مهما قال لك زوجك بانك فاشلة غبية فتأكدى أن عالمك بدونه سيكون أفضل
ابدئى رحلتك نحو الغد فأحبى نفسك أولا و اعلمى أن الله لن يتركك وحيدة
عزيزتى لقد آن الاوان لتحزمى حقائبك و تغادرى فى صمت دون أن يعلم لان بعض اشباه الرجال يفضلون قتل زوجاتهم على تركها ترحل محطمة كبريائهم الزائف فكونى حذرة وشجاعة

هل الزواج قاتل للحب؟


هل الزاج قاتل للحب؟


لا يمكن أن يكون الجواب واحدا: نعم ولا

كل شيء يتوقف على عوامل متعددة, أهمها:


الطبع والشخصية لكل من الطرفين

الصفات النفسية المتجاذبة أو المتنافرة أو اللامبالية

الاهتمامات والميول المشتركة أو العكس


الصفات الجسمية المتناغمة أو المتعارضة والمتباعدة

الجاذبية أو التنافر الجسمي وفقا لطبيعة كلا الجسمين

الانسجام أو التنافر الجسمي أو الحياد


التربية المكتسبة

المستوى التعليمي والثقافي العام الواحد أو المتقارب أو المتباعد

البيئة الاجتماعية المتقاربة

الفئة أو الطبقة الاجتماعية الواحدة أو المتقاربة


القناعات العامة المشتركة

مفاهيم الحب والزواج والأسرة والأطفال لدى الطرفين المنسجمة أو المتقاربة, أو العكس, أي المتنافرة والمتصادمة

مفاهيم الشراكة الاجتماعية الزوجية ووجوب الرعاية المشتركة لها والتضحية من أجل بقائها ورقيها إن اقتضى الأمر


المفاهيم العامة عن الثقافة والاجتماع والاقتصاد والسياسة المنسجمة أو المتقاربة أو المتناقضة والمتنافرة


الموقف من الدين والتدين ومدى الانسجام في هذا الموضوع الحساس


الموقف من السياسة ومدى الانسجام في هذا المجال, طبعا إن كان هناك اهتمام لدى الطرفين بالشأن السياسي


الموقف من الحياة الجنسية ومدى الانسجام في هذا المجال نفسيا ووجدانيا, وهنا تبقى المخاطرة عالية, كون مجتمعاتنا الشرقية, لا تسمح ولا دياناتنا بمعرفة هذا الجانب الشديد الأهمية والحساسية قبل الزواج, وعلى أي حال إذا كان هناك مجال ولو نظري لتبادل كتب أو رسائل ذات طابع علمي أو أو أشرطة وغيرها من الوسائل المفيدة والتثقيفية الصحيحة والنظيفة في هذا الموضوع لإحداث التقارب الضروري وضمان الانسجام مستقبلا قدر الإمكان, حبذا لو يقع التطرق لهذا الموضوع بالطرق الممكنة اجتماعيا ودينيا بالطبع.


هذه هي الأجوبة بصفة عامة عن كون الزواج مزهقا لروح الحب أو محافظا عليه ومرسخا له ومعمقا؟


يمكن تصور ثبات الحب ورسوخه وتطوره بالزواج, عندما يكون هناك انسجام عام سابق على الزواج إن كانت هناك علاقة حب سابقة, لكن لا جدال في كون الزواج امتحانا عسيرا للحب السابق عنه, أو الناشئ بعده. ذلك أن الزواج شراكة اجتماعية ومادية قبل أن تكون رابطة عاطفية, بمعنى أن الزواج مسألة ملموسة، فيها تعايش وتجاور, ومسؤوليات جسيمة, وهنا يتمثل الدور الخطير للرابطة الاجتماعية, فهي تكاد تكون مثل كل الشراكات الأخرى في شتى المجالات, تنجح عندما تكون أطرافها جديرة بالنجاح وتفشل إن كانوا غير مؤهلين لرعاية شراكتهم والحفاظ عليها وتطويرها وترقيتها باستمرار, وفي هذه الحالة عندما يكون الشركاء أزواج أو موضوع شراكتهم الزواج فإن الفشل في الشراكة قد يؤدي إلى كوارث عاطفية ونفسية واجتماعية, فقد تقع الكراهية وتشتد, وتحل محل الحب الذي كان ربما قويا, وقد يتعدى الأمر ذلك إلى الطلاق وإلحاق الضرر الجسيم والمتفاوت الخطورة بالأطفال حسب الحالات. الخلاصة هي أن المشكلة قائمة, وليس الزواج هو الذي يقتل الحب لا أبدا, لكن العوامل المذكورة وغيرها مثل الرعاية الاجتماعية هي المسؤولة, وبالطع فإن الطرفين يتحملان المسؤولية الثقيلة على الفشل لأنهما المعنيان قبل غيرهما ومعهما أطفالهما إن كان هناك أطفال وهي الحالة الكارثية. وبالعكس إن كان حصل نجاح فالفضل يعود إليهما قبل أي جهة أخرى وفي ذلك النعيم المقيم الدنيوي ونجاح الحب وتجذره وازدهاره وحلاوة الحياة وسعادة الأسرة والمجتمع والاستمرار في هذا الحال يتطلب الكفاح المستمر من أجل الحفاظ عليه وترقيته باستمرار. بمعنى أن الحب في حالة الزواج يمكن أن يستمر ويترعرع ويزدهر كما يمكن أن يذبل ويزول ويجرف معه الزواج والأسرة والأطفال إلى مصير بائس, وبالطبع يصيب من بين ما يصيب بضرره المجتمع الذي ينتمي إليه. إذن مقولة الزواج يقتل الحب مقولة خاطئة وإنما الذي يقتل الحب والزواج معه هو عدم البناء والتأسيس على قاعدة صلبة, ولعل الخطير في الموضوع هو أن الطرفين عندما يقرران الارتباط بالزواج, تكون تجربتهما فجة بسيطة ساذجة, مما يجعلهما غير مؤهلين للقرار الموضوعي الصائب, وهنا تبرز المسؤولية الكبيرة والخطيرة للمجتمع, عليه أن يقوم بالرعاية الكافية للشباب المقبل على الزواج, وأن يوفر لهم التوعية الضروية الكافية, ويؤمن لهما الطريق نحو النجاح الذي هو نجاح المجتمع كله, فمن غير هذه الخدمة الاجتماعية الواجبة والاستراتيجية للمجتمع ذاته يبقى الباب مفتوحا أمام الكوارث المدمرة للحب والزواج والأسرة والمجتمع. من جانبنا يمكن أن نرعى بعض الحالات حسب طاقتنا القابلة للتوسع والتنوع والتعمق حسب تعاونكم. اتصلوا بنا على مايل الموقع.


الأربعاء، 2 سبتمبر 2009