
فتوى تحرم مشروع زواج واعد
تقول صاحبة المشكلة:
أحببت شخصا عقدا من الزمن, حبنا مميز وعميق, نحن لسنا من بلد واحد، كنت أكافح من أجل أن أكون زوجته الوفية, غير أن الحلم الجميل تبخر, فقد قطعنا العلاقة, وإني أكابد جرحا غائرا, غير أن الحياة بدونه شديدة الصعوبة. لقد انفصلنا بعدما عرفت أنه من دين مغاير,(كما تقول), هو من الدروز، وقد قيل لي إنهم لايصومون ولايصلون. سألت شيخا,فأجابني بعدم جواز الزواج به. إني أعاني ما لا يطاق, مع العلم أن هذا الشخص لا زال يحاول الاستمرار في العلاقة, وقد اتصلت بي أمه وقالت لي إن فتوى هذا الشيخ غير صحيحة, فنحن الدروز مسلمين ويتزوج أبناؤنا من بنات المذاهب والفرق المسلمة الأخرى, ولم يحصل أن حرم أي كان علينا ذلك في الماضي. أنا في حيرة كبيرة ما ذا أفعل وكيف أتصرف مع هذا الحبيب؟ هل أكلمه؟ هل أمتنع عن الكلام معه؟ هل الزواج به فعلا حرام؟ إني في حاجة ماسة إلى المساعدة, فلا تبخلوا علي بآرائكم ونصائحكم ولكم عند الله عني الأجر العظيم. أختكم الجريحة الحائرة
هذه قضية عاطفية ذات تشعبات نفسية اجتماعية:
1- حب متبادل منذ سنوات طويلة
2- اتفاق على الزواج
3- فتوى شيخ لم تبين السائلة صفته بحرمة الزواج بين مسلمة ودرزي
4- قطع العلاقة بين الطرفين بسبب هذه الفتوى
5- إصرار الفتي على استمرار العلاقة ومشروع الزواج
6- نفي والدة الفتى صحة هذه الفتوى التي تتناقض مع الواقع في منطقة الدروز
7- معاناة الفتاة ومكابدتها لجرح عاطفي كبير وحيرتها في اتخاذ قرار نهائي وصحة فتوى الشيخ
******************
- ما أعلمه شخصيا ولست مدعيا لأهلية الفتوى هو أن الدروز مسلمون كما قالت والدة الفتي
- لكن لقطع الشك باليقين على صاحبة القضية أن تتجه إلى عالم مسلم ثقة, أو إلى دار فتوى رسمية
- وبإمكانها أن تزيل الشك بنفسها بحسم الأمر مع من هذا الذي يرغب في خطبتها بأن تستوضح منها الأمر وتطلب منه الالتزام بأركان الإسلام التي من بينها الصلاة والصوم على من استطاع. هذا إذا أفتى لها مفتي معتمد بأن الامتناع عن الصلاة والصوم يحرم الزواج
- ونصيحتنا لمن هم في مثل هذا الوضع الحرج, ألا يطلبوا الفتوى من أي كان, فقد شاعت الجرأة على الفتوى بين الجهلة وصاروا يصدرونها دون أي تردد، فأياكم ثم أياكم. لا تسلموا مصائركم للعابثين من الجهلة جهلا مركبا واقصدوا كبار العلماء ودور الإفتاء الرسمية. لا سيما وأن مشاهير علماء المسلمين في متناولكم على النت وغيره من وسائل الاتصال والتواصل. احذروا ثم احذروا ثم احذروا.
- على صاحبة القضية أن تثبت من الأمر ولا تظلم نفسها ولا من اختارها زوجة بعد حب طويل مخلص لمجرد كلام شيخ لا ندري مدى كفاءته وأهليته وجدارته بالثقة في أمور بهذا المستوى من الخطورة والأهمية.
- أعتقد مبدئيا ألا إشكال في الأمر, لكن لا بد من التأكد.
- مبدئيا نقول لصاحبة القضية هنيئا لك وبارك الله فيك على هذا الحرص والصبر والتضحية والتحمل من أجل عقيدتك, وإن شاء الله ستفوزين بمبتغاك المشروع وبارتباطك السعيد وزواجك الأسعد.
أختي الكريمة بارك الله فيك هذا الحرص علي استيضاح موقف الإسلام من قضية حساسة لك بل هي قضية عمر بالنسبة لك وإليك هذه الهمسات لعل الله ينفعك بها
ردحذف1- قفي عند قول الله تعالي ( إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلي الله ورسوله أن يقولوا سمعنا وأطعنا ) مبدئيا قفي عند حدود الله
2- أنت من لبنان وتداخل الطوائف عندكم كبير والاختلاف بينهم كذلك كبير في المعتقد فعليك بسؤال عالم من علماء الفتوي في بلادك ولاتعدلي عن هذا بديلا لاتنتظري رأيا مني أو من غيري فنحن لسنا من أهل لبنان ولانعرف الأمور عندكم بشكل دقيق وإياك ثم إياك أن تلتفتي لرأي عاطفي فالأمر متعلق بدين وجنة أو نار
3- إن هذا الأمر دين فانظروا عمن تأخذون دينكم
4- أسرعي في الاستفتاء ولاتترددي في اتباع دينك مهما كلفك الأمر ولاتنساقي وراء عاطفة فإنها الجنة أبدا أو النار أبدا
أخيرا أسأل الله العلي القدير أن يهديك للصواب ويبارك لك في حياة ملؤها الإيمان والقرب من أرحم الراحمين
أخوكم/ أبو محمد مصر