
هل الزاج قاتل للحب؟
لا يمكن أن يكون الجواب واحدا: نعم ولا
كل شيء يتوقف على عوامل متعددة, أهمها:
الطبع والشخصية لكل من الطرفين
الصفات النفسية المتجاذبة أو المتنافرة أو اللامبالية
الاهتمامات والميول المشتركة أو العكس
الصفات الجسمية المتناغمة أو المتعارضة والمتباعدة
الجاذبية أو التنافر الجسمي وفقا لطبيعة كلا الجسمين
الانسجام أو التنافر الجسمي أو الحياد
التربية المكتسبة
المستوى التعليمي والثقافي العام الواحد أو المتقارب أو المتباعد
البيئة الاجتماعية المتقاربة
الفئة أو الطبقة الاجتماعية الواحدة أو المتقاربة
القناعات العامة المشتركة
مفاهيم الحب والزواج والأسرة والأطفال لدى الطرفين المنسجمة أو المتقاربة, أو العكس, أي المتنافرة والمتصادمة
مفاهيم الشراكة الاجتماعية الزوجية ووجوب الرعاية المشتركة لها والتضحية من أجل بقائها ورقيها إن اقتضى الأمر
المفاهيم العامة عن الثقافة والاجتماع والاقتصاد والسياسة المنسجمة أو المتقاربة أو المتناقضة والمتنافرة
الموقف من الدين والتدين ومدى الانسجام في هذا الموضوع الحساس
الموقف من السياسة ومدى الانسجام في هذا المجال, طبعا إن كان هناك اهتمام لدى الطرفين بالشأن السياسي
الموقف من الحياة الجنسية ومدى الانسجام في هذا المجال نفسيا ووجدانيا, وهنا تبقى المخاطرة عالية, كون مجتمعاتنا الشرقية, لا تسمح ولا دياناتنا بمعرفة هذا الجانب الشديد الأهمية والحساسية قبل الزواج, وعلى أي حال إذا كان هناك مجال ولو نظري لتبادل كتب أو رسائل ذات طابع علمي أو أو أشرطة وغيرها من الوسائل المفيدة والتثقيفية الصحيحة والنظيفة في هذا الموضوع لإحداث التقارب الضروري وضمان الانسجام مستقبلا قدر الإمكان, حبذا لو يقع التطرق لهذا الموضوع بالطرق الممكنة اجتماعيا ودينيا بالطبع.
هذه هي الأجوبة بصفة عامة عن كون الزواج مزهقا لروح الحب أو محافظا عليه ومرسخا له ومعمقا؟
يمكن تصور ثبات الحب ورسوخه وتطوره بالزواج, عندما يكون هناك انسجام عام سابق على الزواج إن كانت هناك علاقة حب سابقة, لكن لا جدال في كون الزواج امتحانا عسيرا للحب السابق عنه, أو الناشئ بعده. ذلك أن الزواج شراكة اجتماعية ومادية قبل أن تكون رابطة عاطفية, بمعنى أن الزواج مسألة ملموسة، فيها تعايش وتجاور, ومسؤوليات جسيمة, وهنا يتمثل الدور الخطير للرابطة الاجتماعية, فهي تكاد تكون مثل كل الشراكات الأخرى في شتى المجالات, تنجح عندما تكون أطرافها جديرة بالنجاح وتفشل إن كانوا غير مؤهلين لرعاية شراكتهم والحفاظ عليها وتطويرها وترقيتها باستمرار, وفي هذه الحالة عندما يكون الشركاء أزواج أو موضوع شراكتهم الزواج فإن الفشل في الشراكة قد يؤدي إلى كوارث عاطفية ونفسية واجتماعية, فقد تقع الكراهية وتشتد, وتحل محل الحب الذي كان ربما قويا, وقد يتعدى الأمر ذلك إلى الطلاق وإلحاق الضرر الجسيم والمتفاوت الخطورة بالأطفال حسب الحالات. الخلاصة هي أن المشكلة قائمة, وليس الزواج هو الذي يقتل الحب لا أبدا, لكن العوامل المذكورة وغيرها مثل الرعاية الاجتماعية هي المسؤولة, وبالطع فإن الطرفين يتحملان المسؤولية الثقيلة على الفشل لأنهما المعنيان قبل غيرهما ومعهما أطفالهما إن كان هناك أطفال وهي الحالة الكارثية. وبالعكس إن كان حصل نجاح فالفضل يعود إليهما قبل أي جهة أخرى وفي ذلك النعيم المقيم الدنيوي ونجاح الحب وتجذره وازدهاره وحلاوة الحياة وسعادة الأسرة والمجتمع والاستمرار في هذا الحال يتطلب الكفاح المستمر من أجل الحفاظ عليه وترقيته باستمرار. بمعنى أن الحب في حالة الزواج يمكن أن يستمر ويترعرع ويزدهر كما يمكن أن يذبل ويزول ويجرف معه الزواج والأسرة والأطفال إلى مصير بائس, وبالطبع يصيب من بين ما يصيب بضرره المجتمع الذي ينتمي إليه. إذن مقولة الزواج يقتل الحب مقولة خاطئة وإنما الذي يقتل الحب والزواج معه هو عدم البناء والتأسيس على قاعدة صلبة, ولعل الخطير في الموضوع هو أن الطرفين عندما يقرران الارتباط بالزواج, تكون تجربتهما فجة بسيطة ساذجة, مما يجعلهما غير مؤهلين للقرار الموضوعي الصائب, وهنا تبرز المسؤولية الكبيرة والخطيرة للمجتمع, عليه أن يقوم بالرعاية الكافية للشباب المقبل على الزواج, وأن يوفر لهم التوعية الضروية الكافية, ويؤمن لهما الطريق نحو النجاح الذي هو نجاح المجتمع كله, فمن غير هذه الخدمة الاجتماعية الواجبة والاستراتيجية للمجتمع ذاته يبقى الباب مفتوحا أمام الكوارث المدمرة للحب والزواج والأسرة والمجتمع. من جانبنا يمكن أن نرعى بعض الحالات حسب طاقتنا القابلة للتوسع والتنوع والتعمق حسب تعاونكم. اتصلوا بنا على مايل الموقع.
أن الحب بين الزوجين يشبه الى حد كبير رصيد الانسان من المال الذى يضعه فى أى بنك من البنوك بمعنى انه كلما زاد رصيد كل طرف لدى الطرف الآخر يستطيع كلاهما السحب على المكشوف فالحياة لا تسير على وتيرة واحده وكلنا نمر بحالات متباينة تتقلب بين الحين والآخر حتى العواطف ليست ثابتة القيمة والمعدل
ردحذفلكن الزوج أو الزوجة الذكيه هو من يضع في رصيد الآخر المزيد من اللحظات الحلوة التي تتجمع في النهاية إلى رصيد كبير بعبارة أخرى عندما تأتى اللحظات العجاف يعتمد على مخزون الانسان من تلك العواطف لكى تستمر الحياة من دون أن تفتر المشاعر بين الزوجين فالرصيد الذي يضعه كل طرف لدى الطرف الآخر لا يقتصر على الهدايا أو الخروج فى نزهة أو دعوة عشاء لكنه يشمل المشاركة في تحمل المسؤوليات وتلبية الاحتياجات النفسية والعاطفية لكل طرف وتحمل لحظات الضعف والغضب التى قد يصاب بها أحد الزوجين في وقت ما
أن من بين الامور المهمة لاستمرار الحب بعد الزواج التغاضى عن عيوب الطرف الآخر وأخطائه الصغيرة والتركيز على الميزات والايجابيات التي من شأنها خلق الاعتزاز بالآخر وبأهميته في الحياة المشتركة بين الزوجين ففي النهاية لا أحد كاملا خصوصا أن استمرار الحب بعد الزواج له أهمية كبيرة على الناحية الصحية للزوجين
فالعلاقات الزوجية التي يسودها الحب والتفاهم ترفع نسبة المناعة في الجسم وتقلل من خطورة التعرض لأزمات قلبية
فالكلمات الجميلة والأحاسيس الدافئة لها تأثير كبير فى استمرار الحب بعد الزواج
ماذا يعني ان تحب؟؟؟ وماذا يعني ان يحبك الاخر؟؟؟
ردحذفانها الفة من الله اولا ومن العين ثانيا ثم ترحل الى القلب مياشرة مثل الماس الذى لا يقبل التحول ابدا.
فبمجرد ان نحب تذوب الفوارق وتنجلى كل المفارقات بيننا وبين من نحب نعيش واقعا نرضاه كما هو نغيره بالتفاتة طيبة تشملنا نظرة واحدة الى غد واحد يحمل معه روحا صافية نزداد قوة بها.
قد تبدو لك كلماتي احلاما ولكن صدقني عندما نحب تذوب كل الحدود والفوارق ويتجلى لنا مفهوم النصف الثاني.
موضوعك جدير بالتعليق وسرنى جدا زيارتي لمدونتك
واليك تحياتي...................الحرة
نعم سيدتي الفاضلةالكلمات الحلوة والأحاسيس الجميلة, هذه أشياء ميسورة إن كانت حقيقية وليست مجرد مجاملات ونفاق سرعان ما ينكشف. الزواج شراكة حقيقية وصعوبته هو كونه يقوم على مسؤوليات ثقيلة ومتنوعة نحو الذات والآخر والولد والبيت وتسيير حتى الشؤون المالية, التي قد تكون في حاجة إلى تسيير حكيم, إذا كانت بعيدة عن الثراء. هذه الأشياء الموضوعية هي التي تحكم على الحب وعلى العلاقة الزوجية والأسرية بالنجاح أو الفشل, لأن الموضوع هنا ليس نفسيا عاطفيا يمكن أن ينشأ وينمو قبل الزواج دون عراقيل, الأمر هنا يتعلق بتسيير مؤسسة اجتماعية حقيقية فيها مجموعة من الناس بعد الإنجاب وفيها المسؤولان الرئيسيان عنها الزوجة والزوج, النجاح هنا يكون نجاحا في تسيير المؤسسة أو الفشل, وعندها ينهار كل شيء, بمعنى أننا إذا انتقلنا من الحب إلى الزواج أصبح النجاح مرتبطا تماما بالنجاح في تسيير مؤسسة مادية موضوعية حقيقية, مما يهيء لنا الفرصة لتنمية حبنا أكثر, وتوفير أسباب السعادة والهناء, فكل شيء بعد الزواج مرتبطا ارتباطا وثيقا بالنجاح في تسيير المؤسسة المشتركة للطرفين أي الأسرة والبيت والأولاد وما يتصل بالمؤسسة عموما.
ردحذف