استشارات

اطرحوا قضاياكم لتجد كل اهتمام ومتابعة بالتعاون معكم ومع الخبراء والمختصين والمتابعين

الأربعاء، 23 سبتمبر 2009

خيانة



خيانة زوجية





جاءنا هذا السؤال من سيدة حائرة: هل يمكنني نسيان خيانة زوجي؟





مضمون السؤال: إمكان نسيان؟ خيانة زوجي؟




- بطبيعة الحال النسيان أمر ممكن , بل هو ضروري في الحوادث اليومية العادية, فلولا النسيان لفقد الإنسان العقل نتيجة الضغط الرهيب للحوادث المتراكمة, لهذا فإن النسيان في الأحوال العادية, وعندما يكون صحيا وليس مرضيا هو حالة تكيف, بمعني أنه إيجابي للغاية.


- غير أن هناك بعض الحوادث البارزة في حياتنا لكونها شديدة الألم أو السرور, من الصعب إن لم يكن من المستحيل نسيانها, مثل حادثة الخيانة الزوجية التي تطرحها السيدة الكريمة محاولة البحث عن طريقة لنسيانها, لأنها واقعة بين أمرين كلاهما مر, ألم الحادثة المفرط, والخوف من النتائج المدمرة للأسرة بالطلاق وتشريد الأولاد إذا كان هناك أولاد, وكان بودنا لو دكرت السائلة ذلك, لأن التصرف يختلف في الحالتين, نعني في حالة وجود الأولاد أو انعدامهم, الأمر يختلف:

- عدم توضيح صاحبة السؤال لوجود الأولاد من عدمهم يدل على أنها لا تبحث في أمر الانفصال فهو ربما في نظرها مستحيل

- ربما بسبب وجود أطفال تجب التضحية من أجلهم ولا يمكن التخلي عنهم أو إيجاد حل معقول لتنشئتهم في حالة الانفصال

- ربما أن السيدة ترفض الانفصال لأنها لا تملك قرارها فقد يكون الأمر بيد أوليائها وهم يرفضون الانفصال

- ربما تكون السيدة لا تعمل وليس لها من معيل ولا ترضى بالتشرد والضياع فتفضل الاستمرار

- لهذه الأسباب وغيرها ترفض السيدة الانفصال وتبحث فقط عن طريقة تمكنها من النسيان لأنها تتعذب شديد العذاب


* يبدو أن الحديث عن النسيان في مثل هذه الحالة غير واقعي فمثل هذه الحوادث قاسية ومعاناتها رهيبة ومن ثم يتعذر نسيانها


* لكن يمكن الحديث عن الظروف المخففة

* الوضعيات تختلف:


* إما أن تكون الخيانة الزوجية سلوكا ثابتا لدى الزوج

* أو تكون نزوة عابرة


* في الحالة الأولى يستحيل التخفيف من ألم الوقائع لأن السبب متجدد


* أما في الحالة الثانية فبالإمكان التخفيف مما يجعل الحادثة تتقادم وربما تصير إلى شبه الزوال واندثار الألم نهائيا أو شبه ذلك خاصة:


* إذا وجد تعاون بين الزوجين لتجاوز تلك الحادثة المؤسفة

* التكفير من الزوج عن خطئه بالعناية أكثر بزوجته وببذل الجهد في إرضائها وتطييب خاطرها والاجتهاد في استرجاع ثقتها

* قبول الزوجة لمساعي زوجها الإيجابية البناءة والتجاوب معها وإظهار الرضى والتعاون على تجديد العواطف وتعميقها

* إذا كان هذا هو الحال فالحادثة تصبح شيئا فشيئا ذكرى باهتة شبه منسية ولا تأثير لها في الحياة الزوجية إطلاقا


* أما إن كانت الخيانة الزجية سلوكا ثابتا لدى الزوج فالمعضلة كبيرة

* لكن يبدو أن صاحبة السؤال لا تقصد هذه الحالة فلو كان الأمر هكذا لما بحثت عن النسيان لأنه مستحيل

* غير أننا نتناول الموضوع في هذا الاحتمال أيضا تعميما للفائدة ولو كنا نستبعد أن تكون صاحبة السؤال معنية به

* النسيان في هذه الحالة مستحيل بسبب استمرار وتكرار الحادثة السبب

* يبقى على المعنية بالأمر في هذه الحالة الصبر والاحتساب

* تلجأ إلى الله سبحانه طالبة العون والرعاية من أجل أطفالها أو من أجل نفسها إن كانت مضطرة للبقاء

* وعلى المعنية في هذه الحالة المأساوية أن تنسى زوجها وتتجاهله وتتجنب النزاع معه نهائيا وتعيش لأطفالها

* تتفرغ مع العناية بأطفالها للعبادة والحياة الروحية العميقة حتى تستطيع تجاوز العذاب الأليم فإن التقوى كلما قويت أزالت الهموم عن صاحبها أكثر إلى أن يبلغ مرحلة الخلاص والسعادة الإيمانية التي تغنيه عن مشاكله الاجتماعية في هذه الدنيا الفانية.

* بطبيعة الحال تحاول بكل ما تملك من إرادة أن تقيم علاقة عدم اعتداء وتصادم مع زوجها بحيث تتفق معه على أنها إنما توجد هنا من أجل العناية بأطفالها وتنشئتهم النشأة الصالحة أو أنها مضطرة إذا لم يكن هناك أطفال للبقاء لأنه لا معيل لها ولا خيار

* طبعا التعايش في هذه الحالة شديد الصعوبة, لكنه ممكن خاصة إذا كان الزوج غير عدواني ولا يلجأ إلى العنف

* لا مفر للزوجة في هذه الحالة من الانصراف إلى الجانب الروحي إلى أبعد الحدود فذاك هو المنجي لها من الكرب والمعين لها على الصبر


* وعلى الشباب المقبل على الزواج وذويهم أن يحاولوا قدر مستطاعهم وبكل الوسائل المتاحة معرفة الجانب الآخر على حقيقته قدر الإمكان تجنبا للوقوع في المآسي المدمرة, والتصرف بحكمة وتبصر ورشاد بعد الارتباط والعيش معا, لأن الخيانة قد لا تكون عادة عند الشخص وإنما تؤدي إليها مشاكل حادة يعيشها مع الطرف الآخر تدفعه للخيانة انتقاما أو هروبا من واقع صعب يتسبب فيه الشريك أي الزوج أو الزوجة, وإن كانت الخيانة - في الغالب - تأتي من الرجل للظروف الاجتماعية الموضوعية المختلفة بين الجنسين, مما يجعل المرأة أكثر حصانة. وأي كان الأمر فالخيانة الزوجية ليست قدرا محتوما بل هي شذوذ اجتماعي يقع فيه قلة من الأزواج, وبالإمكان تجنبه إذا كان وعي الزوجين متقدما وعملا معا على إبعاد الظروف التي قد تؤدي للانحراف والوقوع في المآسي.

هناك تعليقان (2):

  1. الحرة يقول...

    عيدك مبارك وكل عام وانت بخير راجية من المولى تبارك وتعالى ان يكون شهر رمضان شهر قوة وثبات لي ولك ولكل الامة الاسلامية آآآآمين يا رب.
    لقد قرات الموضوع الذى كتبته عن الخيانة الزوجية وذكرني بقصة سيدة اعرفها عرفت بان زوجها يخونها مع اخرى والمدهش انها تعرفها وكانت ترى صورها على الجوال ورسائلها ناهيك عن مواعيد بينهما واهمل الاسرة والاولاد واصبح شغله الشاغل هذه وفقط ومن الوقاحة بمكان حدثها عنها وقال لها ساتزوجها شئت هذا ام ابيت. فى البداية كانت تلجأ الى البكاء هذا الضعف الكاسر ارادت ان تشتكيه لاهله ولكنها لم تفعل بحجة انه سر من اسرارها الزوجية وتصور مالذى فعلته هذه السيدة اصبحت تقوم الليل لاجله وتتوجه بالدعاء الى الله وتقول له يارب هذا زوجى وانا لا افرط فيه ابدا اكن له حبا كبيرا حبا جعلني اتحمله بكل غلطاته
    ولكنني هذه المرة انا احترق لاجله فيا رب السموات و
    الارض رد لى زوجى احسن مما كان ونسهى هذه المراة
    بحق وجهك الكريم يا رب العالمين.
    ظلت على هذه الحال مدة طويلة ولم تياس واحسنت الظن بالله الى جاء يوم الغى فيه صورها من الجوال
    وغير الرقم واصبح اينما يجدها لا يحب ان يلتقيها
    التفت الى اولاده وزوجته واشترى مسكنا جديدا وهكذا
    وكلما سالها عن خيانته لها تقول له القلب الذى احبك من البداية لم يستطع ان يفرط فيك ابدا .
    هي فعلة مرة ولكنني انتصرت عليها بمن الغاها كلها.
    وهذه من ثمار قيام الليل سيدتي
    سيدى لقد كتبت هذه القصة ليقراها الجميع ويستوعب
    ما فيها .
    واليك تحياتي .................الحرة

    ردحذف
  2. الفاضل المعلم
    اعزرنى على المرورى متاخرة
    انا ارى ان المراة هى فى الاصل جانب ضعيف جدا فى الحياة الزوجية
    فليس لها الحق اصلا فى التفكير بالخيانة الا من ناحية واحدة فقط (ان صاحبت تلك العلاقة زنا )فلحظتها الموضوع منتفى والحياة مستحيلة
    ان غير متبحرة فى هذا الموضوع دينيا ولكننى سابحث ((هل الزوجة ان زنا زوجها تواصل الحياة معه دينيا))؟؟؟
    ولكن طبعا لم اجد من يثير هذه النقطة الحساسة بل يطلق عليها لقب خيانة وهو قاصرا تماما على ان يصف تلك الحالة
    فالخيانات انواع سطحية عابرة او عميقة
    هذه الزوجة ان دعت الله وقامت واستجاب الله تعالى لها فهى قد صفت بنفسها عن الخلائق الى الخالق هذا برائى ولا يحق لها ان تسال بعد ذلك عن النسيان واقصى انتصار تحققه هو ان يعود لبيته كما كان ولا تامل فى عودة المياه لمجاريها كمت كانت..
    لان النسيان مستحيل ؟
    لماذا ؟
    لان اى خيانة للرجل هى مشكلته الخاصة وليست مشكلتها باى حال من الاحوال فله باب الزواج بثلاثة غيرها فلا مبرر للخيانة ولا للنسيان

    تقبل مرورى
    لك الود

    ردحذف