إن الله يغفر الذنوب جميعا
لكن بعض الناس لا يغفرون
أب يتعسف ويرفض زواج ابنته من شاب تحبه بدعوى أنه كان يتعاطى حبوبا مخدرة وحشيشا, رغم توبته واستقامة سلوكه, بل والتزامه وامتيازه بشهادة الشهود, غير أن الأب يصر على رفضه لأسباب بعيدة عن الموضوعية والعدل, والضحية هي ابنته قبل ذلك الشاب, وقد يكون قاصدا للتنكيل بها لأسباب غير واضحة في الرسالة, وقد تكون ذاتية واهية لا سند لها من منطق أو عرف, ولا مبرر لها من الدين, وصاحبة السؤال تتلوى ألما ولا تجد الحل المناسب, فتتملكها الحيرة وتهيم في متاهة لا أول لها ولا آخر من الآلام العاطفية النفسية المبرحة ولا تجد من والدها أدنى اهتمام أو شفقة ورحمة, والله يهدي من يشاء إلى سواء السبيل.
تقول صاحبة المشكلة:
أنا بنت عندى 23 سنة حاصلة على ليسانس أداب أعمل أخصائية نفسية بمدرسة ابتدائية مشكلتى بدأت منذ عدة أعوام حيث تقدم لى أكثر من عريس ورفضتهم جميعا بسبب عدم الارتياح النفسى وكل مرة كان والدى يختلق لى مشكلة بسبب رفضى
وأنا لم يسبق لى المرور بتجربة عاطفية من قبل الى أن عملت فى مدرسة منذ عدة شهور وكانت الأمور تسير سيرا طبيعيا الى أن تعين منذ بداية شهر مارس مدرس تربية رياضية يكبرنى بأربع سنوات فحدث بيننا إعجاب متبادل بالمظهر
ولكن مع مرور الأيام أحببته حبا لم أكن أتخيل فى يوم من الأيام أني أمنحه لشاب حتى ظننت أني معقدة
الى أن ظهر ذلك الشاب فى حياتى وأعجبت بكل شىء فيه مظهره وأخلاقه وحياؤه النادر
وحين اعترف لى بحبه ظننت أننى سأمل منه وأكرهه
ولكنى كل يوم أحبه أكثروطلب منى أن يتقدم لوالدى
ولكنى قلت له أن ينتظر الى أن أتأكد من مشاعرى
وحين تأكدت طلبت منه أن يتقدم
وبالفعل تحدث مع مدير المدرسة ليخبر والدى
وحين علم والدى رفضه بسبب مرتبه الصغير
لكنه علم أن لديهم أملاك فأعاد النظر فى الموضوع
غير أن المشكلة أنه حين سأل عنه سمع أنه يتعاطى حبوبا مخدرة وحشيشا وغيره
ولم أصدق فذهبت للسؤال بنفسى عنه وسمعت كلاما مشابها
ولكن الكل يجمع أنه التزم منذ عامين وأنه مثله مثل أي شاب
المهم أن والدى رفضه رفضا قاطعا ورفض المناقشة
ارسلت زميلا يسكن بجانب حبيبى ليسأل عنه فسمع عنه أخبارا جيدة جدا وأن الجميع يشكر فيه
وحين واجهت حبيبى, أقسم لي أنه لم يتناول حبوبا مخدرة من قبل, وأنه تناول الحشيش أسبوعين فقط, ثم أقلع عن ذلك نهائيا
وأن سبب ذلك الكلام الذى سمعته أنه كان يصاحب أشخاصا سيئين ولكنه تركهم منذ خمسة أعوام
وقال إنه مستعد لمواجهة من قال عنه هذا الكلام
أخبرت عمي وجدتي بحبى لذلك الشاب جدا, فقابلوه ووجدوه شابا رائعا
لكن الأمر كله بيد والدى وهو رافض مقابلته أو السؤال عنه مرة أخرى
أنا أتدمر وأتحطم يوميا ولا أدرى ماالحل؟ إني أحب ذلك الشاب بدرجة لايمكن تخيلها
أشعر بأننا روح واحدة ولاتوجد كلمة تستطيع وصف شعوري نحوه
ماذا أفعل بالله عليكم أخبرونى؟
**********************
السؤال : ماذا تفعل هذه الفتاة؟
- أولا على صاحبة السؤال أن تتأكد من عناصر قضيتها, وخاصة منها توبة هذا الشاب وإقلاعه نهائيا عن تعاطي المخدرات ومخلاطة قرناء السوء
- ثانيا عليها أن تحاول تقصي موقف والدها, هل رفضه خوفا عليها؟ أم عقابا لها على رفضها من تقدموا لها سابقا؟ أم أن الأسباب غامضة, قد تعود إلى جملة من الأحوال النفسية التي يجهل حقيقتها الأب نفسه, لكنها تسبب سلوكا لديه من بينه رفض خطيب إبنته؟من المهم تحديد حقيقة موقف الأب حتى تبني المعنية موقفا صحيحا منه
- إذا وثقت المعنية بالأمر من توبة حبيبها واستقامة سلوكه نهائيا كما تقول
- إذا تأكدت صاحبة القضية من أن والدها على خطأ مقصود أو عفوي
- قد يكون من المناسب أن تلح على جدتها وعمها ليبذلوا كل المساعي لدى الأب, ويصارحوه بخطئه - إن لزم الأمر - ويحملوه المسؤولية الكاملة عن مستقبل ابنته, الذي يسعى إلى تحطيمها ظلما وعدوانا, أو إصرارا على خطإ متعمد أو لا شعوري الدوافع
- عليها أيضا أن تلجأ إلى بعض أهل الرأي والمشورة والتأثير في الرأي العام, مثل مدير المدرسة وإمام المسجد الذي يرتاده والدها, وغيرهم ممن يتوقع منه التأثير الحسن, لعل الأب يرجع عن رفضه اللامبرر لزواج ابنته, لا سيما وأنه لا يمكن له أن يضمن زوجا مناسبا لها في المستقبل, فيكون حينئذ في وضع المتعسف, الذي ينبغي منع ممارساته اللامشروعة نحو ابنته
- إذا حلت المشكلة فبها, وإلا فعليها أن تدرس وضعها بعناية, وتقرر مصيرها
- بأن تختار بين زواجها المشروع وعلاقتها المستقبلية بوالدها, وتحسم الأمر نهائيا
- لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق, وترك الزواج بلا سبب يمكن تصنيفه في باب المعاصي الدينية والاجتماعية, حيث إن الزواج نصف الدين
- عليها أيضا أن تتأكد من كون الزواج يمكن أن يتم شرعيا في غياب الوالد المتعسف ومعارضته, بأن يحل العم مثلا محله, أو جهة رسمية مخولة شرعيا, عليها أن تستشير أهل الثقة والعلم ممن يتولون الفتوى الصحيحة العادلة
- وقبل الإقبال على هذه الخطوة الحاسمة والخطيرة عليها أن تتأكد خاصة من عدم المغامرة في الموضوع, أو الوقوع ضحية العاطفة العنيفة, وأيضا من كونها مع زوجها المستقبلي يستطيعان توفير أسباب الحياة السعيدة ماديا ومعنويا, وليسا بصدد تصرفات اندفاعية عفوية قد تكون وخيمة العواقب عليهما وعلى أبنائهما مستقبلا
رأي عام في الموضوع: أمثال هذه التصرفات لبعض الأولياء - سامحهم الله - تسبب مشاكل عويصة نفسية واجتماعية لأبنائهم, قد تدفع بهم إلى التهلكة وبئس المصير, ويتحمل ذلك المتسببون فيه من الأولياء كامل المسؤولية الدينية والدنيوية, والواقع أن هناك - في مثل هذه الحالة - مسؤولية خطيرة للمجتمع والجهات الرسمية فيه, ومنها تلك القائمة بالتوجيه والإرشاد والإعلام, حيث يتعين عليها أن تعلن عن استعدادها لرعاية مثل هذه القضايا, وتجعل لذلك هيئات متخصصة يقصدها المعنيون, ويجدون فيها كل الرعاية والسند وسداد الرأي وحسن التوجيه, إلى جانب تسيير حملات توعية قوية دائمة للشباب والأولياء, تبصرهم بحسن التصرف في أحوالهم, وتفهم الآباء والأمهات بأن أولادهم ليسوا من ممتلكاتهم التي يتصرفون فيها كما يشاؤن, وإنما هم بشر ينبغي استشارتهم والحوار معهم واحترام حرياتهم وحياتهم الشخصية, التي هم المعنيون بها قبل أي أحد غيرهم, ولو كانواهم أولياؤهم أنفسهم, ولله الأمر من قبل ومن بعد.
اعتبار الأولاد من الممتلكات الخاصة نتصرف فيها كما يحلو لنا أمر خطير جدا وله عواقب وخيمة على مستقبلهم, من ذلك أن عامة الناس يتحدثون عن أبنائهم الكبار جدا الذين تجاوزوا الخمسين من العمر بصيغة الأطفال فيقول لك طفلي فعل كذا وقال كذا. بمعنى أن الرشد غير وارد لمثل هؤلاء الأولياء أبناؤهم حتى في العقد السادس لا زالوا صبيانا وبالطبع يتصرفون فيهم وفي أولادهم تصرف المالك فيما يملك, ما عدا بالطبع من يتمردون عليهم, أما المطيعون أو بالأحرى الخاضعون فيصابون بقماءة وعقد نقص وعجز دائم ولن تقوم لشخصياتهم قائمة يعيشون هامشيين مصابين بعاهات نفسية خطيرة هي من صنع أنانية الأولياء وانعدام وعيهم وخضوع الأبناء التام المعيب, حتى يصسرون في حالة إعاقة نفسية ووجودية تامة ودائمة والعياذ بالله.
ردحذفموضوع مهم جدا فأحيانا خوف الأباء على أولادهم يجعلهم يشعرون أن أبائهم من الظالمين ولا يصدقوا أن خوف أبائهم ناتج عن حبهم لهم
ردحذفولهذه الفتاه أقول: من حقك أن تحبى وأن تختارى شريك حياتك ولكن هنا يجب أن تفهمى مفهوم التعافى ليس فقط قاصراً على التعافى من الإدمان ولكن أيضاً التعافى من الأساءات النفسية والجسدية الشديدة التى كانت أحدى المسببات فى التعاطى لأنه سوف يظل يعاني من آثار لهذه الإساءات لفترات طويلة ويكون معرضاً للإصابة بهذه النوبات مرة أخرى، لذلك ينبغي أن يعيش حياة من النضوج الروحى والنفسى المستمر لكى لا يقع في هذه النوبات مرة أخرى
أن الشفاء التام لا يحدث وإنما بيكون فى تعافى مستمر. بهذا المفهوم يشبه المدمن مريض السكر الذي يمكنه أن يعيش بدون أعراض جانبية وبدون إعاقة كأى إنسان عادى، ولكن عليه أن يتفادى أكلات معينة ويواظب على أخذ الدواء أو حقن الإنسولين في موعدها. أيضاً مدمن المخدرات يمكن ألا يتعاطى المخدرات مطلقاً ويعيش حياة بناءة وفعالة مثل أى شخص فى المجتمع لم يتعاطى المخدرات مطلقاً، لكن لكى يعيش بهذه الصورة عليه أن يتجنب أماكن معينة وعلاقات معينة ويواظب على الصلاة
وهنا سيجب عليك معاملته معامله خاصه وهى أن تبعديه عن أى ضغوط نفسيه أو أجتماعيه ممكن يتعرض لها فأذا كنتى تستطيعين ذلك يبقى لابد من محاوله أقناع والدك بأى طريقه مرة وأثنين وثلاثه
وربنا معك وأن شاء الله يتم موضوعك على خير مثل ما تريدين وترتبطى بالأنسان الذى دق له قلبك
انه الراي نفسه كنت ساقوله ولا اضيف اي شيئ
ردحذفلقد اعطيت الموضوع حقه ووفيته ما يلزمه بوركت سيدى
لقد سرني جدا زيارتك لمدونتي والتعلبق الذى تركته لى وكانك غصت باعماقى وصدقني كل ما اكتبه هو من واقع تجربة رايتها امامي ولا احد يخلو من صروف الزمن يترك على محيانا نقوشه شئنا ام ابينا
تحياتي الخالصةاليك................الحرة
انا اتفق مهع الاب تماما فى رفضه
ردحذفمن المؤسف الان حدوث مايسمى برجولة النساء وانوثة الرجال ..انا ارى ان اى موضوع خاصة للزواج ان لا يكون الطرف المصر على الزواج هو الفتاة بل ارى ان يكون الشاب هو الطرف المصر وهو الطرف الذى يقنع اهل الفتاة ويقدم التنازلات لاهلها ويكتب تعهدا للجميع انه فى حالة اضر بها ان لها الحق فى تركه لا العكس تتلوى الفتاة وتتعب الجميع متحركة بواسطة عاطفتها وفى الاخر هى الخاسرة خسرة والدها ونفسها
ارى ان ترفض هذا الزواج وتنساه لان الالتزام لسنتين ومفارقة اصدقاء السوء لخمسة سنوات مدة غير كافية لتقييم الشاب
وغالبا عند السؤال عن الزواج عند الزواج لا احد يخبرك بسؤهة الا بعد ان تقع الفاس على الراس
تقبل مرورى