استشارات

اطرحوا قضاياكم لتجد كل اهتمام ومتابعة بالتعاون معكم ومع الخبراء والمختصين والمتابعين

الأحد، 1 نوفمبر 2009

ذكرى ثورة الجزائر


ذكرى ثورة الجزائر الأسطورية
1- ما قبل الثورة
كأن الذي حدث ليس من صنع البشر, مرت كالحلم, ولم يبق منها إلا ما يحتفظ به المستيقظ من حلم قديم, لا يتبين منه سوى الأشباح, نعم إنها خالدة وفريدة في كل ما يتصل بها بالمعنى التاريخي, غير أن التاريخ ذاته وقع التلاعب فيه ولا زال, لكن لنتوقف ولو قليلا عند البداية, قبل أن نمر ولو سريعا على تلك الفترة البركانية من الزمن الملتهب, ثم نعبر إلى زمن الخيبات والانكسارات والتخريب الذي طال صرح المجد, وعمل فيه المعاول الملعونة. كان الإنسان الجزائري قبل 1 نوفمبر 1954 مسحوقا يحمل في باطنه نمرودا ينتظر فرصة الانقضاض, ولو أنه لفترة ما, بعد هدوء المقاومات المتعددة للاحتلال, ركن إلى السياسة وإلى اليأس القاتل, غير أنه لم يستسلم في داخله أبدا, بالرغم من أنه أقر في وعيه بأن فرنسا قوة لا تقهر, ولا مخرج له من أبشع استعمار عرفه التاريخ, لكنه لم يستسلم, وظل يعادي الاستعمار أشد العداء, ويقوم بالانتفاضات المتتالية يائسا من النصر, لكنه رافضا للاستكانة وقبول الأمر الواقع وباحثا عن السعادة الأبدية بالاستشهاد, ظلت الثورات المحلية تندلع من حين لآخر في هذه الجهة أو تلك من الوطن الفسيح, ولكونها كذلك كانت سرعان ما تخمد بقوة السلاح وباعتماد أسلوب الإبادة الجماعية بكل الوسائل الجهنمية المتاحر وهي كثيرة ومتنوعة. كان الاستعمار الفرنسي غاشما مجرما, يسعى إلى إبادة الشعب الجزائري عن بكرة أبيه لامتلاك الأرض نهائيا, وفي ذات الوقت أو من بين الأساليب التي استعملها الإبادة المعنوية والثقافية, لقطع الشعب عن انتمائه الحضاري نهائيا, بجعله بلا هوية لغوية ودينية وثقافية, ليس لتعليمه الفرنسية كما يظن البعض أو لتبديل هويته بأخرى أبدا, بل بتجهيله وقطعه عن أصوله وتفقيره وذاك أبشع من الإبادة الجسمية التي يمارسها بالتقتيل, وحتى بعد الإصلاحات التي قام بها أثناء الثورة بسببها ولمحاولة عزلها عن الشعب, والمنسوبة إلى دي غول, فإن الاستعمار الشرس رحل عن الجزائر تاركا وراءه نسبة من الأمية بلغت %96. وهذه 4% الناجية هي نسبة يدخل فيها كل من يعرف القراءة والكتابة ولو بدرجة بسيطة جدا. أما عن الفقر والمرض فحدث ولا حرج, ويكفي أن نقول إن النسبة ذاتها من السكان بالتقريب كانت خاضعة للانتخاب الطبيعي تماما, ولم تكن تعرف الطبيب ولا المستشفى ولا أي وسيلة من وسائل الحياة العصرية في ذلك الوقت, بل إنها لا تملك قوت يومها إلا ما كان منه ضرويا للبقاء مثل كسرة الشعير وما شابه من الخبز التقليدي المصنوع يدويا من الشعير أو من خليط من القمح والشعير, وليس معه أي شيء آخر ولا يتوفر بالكميات الموصلة للشبع لكل أفراد العائلة, ولا يستغرب أن تمر أيام في فصل الشتاء خاصة, لا يجد فيها الكثيرون ما يأكلون نهائيا, ويلجِؤون في المناطق الجبلية إلى بعض الحشائش أو الثمار الغابية مثل "البلوط" الذي تتوفر عليه أشجار الفلين, ومنهم من يلقون حتفهم بسبب ذلك أو بسبب مشابه مثل تناول بعض النباتات الطبيعية السامة, أو القضاء جوعا, وبطبيعة الحال فإن النجدة الأهلية تكون قد انعدمت, فليس هناك ما يقتسمه الناس, وإن احتفظ بعضهم بما يسدون به الرمق, مما يبقيهم على قيد الحياة بصعوبة بالغة, أما السلطات العمومية الاستعمارية فإنها غائبة تماما ولا يعنيها ما يجري من إبادة طبيعية, بل تتعمدها لأنها تخدم سياستها العامة. هذه صورة مختصرة عما كان يجري, وإن كان وصف الحقيقة المرة متعذر. وبالرغم من كل هذا فإن ذلك الشعب المقهور لم يفقد حقيقته المبسطة بداخله, وهو ما عبر عنه الثائر فرانز فانون بالثقافة المحنطة, في وصفه لذات الوضع, ويعني بها أن الثقافة الوطنية الجزائرية التي أراد الاستعمار إبادتها نهائيا, ولكونها في ظروف تعجز فيها عن التطور, ومقاومة منها وإصرارا على البقاء, فإنها تلجأ إلى تحنيط نفسها, لتبقى كما كانت ذات يوم محفوظة, ولا تندثر كما يريد الاستعمار, بل تبقى على حالها ولو متخلفة بحكم تعطيله لتطورها, لكنها أصيلة ونقية ومحافظة على الجوهر مهما كان بسيطا وسطحيا. نعم لقد كان الإنسان الجزائري تحت الاستعمار الغاشم يتمسك بدينه الإسلامي الحنيف, ولو أصابه الكثير من الخرافات التي شجعها الاستعمار بكل ما يملك, كما حافظ على لغته العربية أو لغة دينه بالنسبة لمن قالت لهم فرنسا إنكم لستم عربا من أولئك الذين يتكلمون اللغة البربرية, والذين كانوا آنذاك أكثر حماسا وخدمة للغة العربية البسيطة, حيث كانوا يقيمون الزوايا التي تعلم القرآن وقدرا بسيطا من علوم اللغة العربية والشريعة الإسلامية, كانت هذه الزوايا وهي مقامة بغرض المقاومة الثقافية منتشرة في المناطق البربرية أكثر منها في المناطق العربية, وما ذلك إلا مقاومة للغزو الاستعماري والحرب الثقافية التي كان يركز فيها على المناطق البربرية أكثر من غيرها, لممارسة سياسة فرق تسد, ولاعتقاده بأن انتماء تلك المناطق للثقافة وللهوية العربية الإسلامية ليس راسخا, ويمكن اختراقه, فكان أن لاقى مقاومة شرسة قادته إلى خيبات تلو الخيبات والهزيمة النكراء في نهاية المطاف, وعندما اندلعت الثورة فيما بعد كانت تلك المناطقكغيرها من المناطق الريفية الجبلية عموما قد عرفت أعنف المعارك والمواجهات, لأنها كذلك هي البيئات الأكثر حرمانا وتجويعا وتجهيلا وتقتيلا. لقد كان الاستعمار الطاغي بسياسته الحمقاء تلك إنما يحصد رد الفعل المعاكس تماما, فكلما زاد بطشه زاد عزم الشعب على مقاومته, وكانت نية الإبادة التي يكنها للشعب تنعكس تماما عند هذا الشعب ذاته إلى عقد العزم على إبادة هذا الاستعمار الشرس مهما كانت التضحيات, حتى ولو كانت الموت, فثقافته المحنطة تفيده بأن ذلك هو الفوز العظيم. والخلاصة هي أن الفترة ما قبل الثورة والتي دامت مدة قرن وربع القرن, من عام 1830م إلى عام 1954م, كانت عبارة عن سحق تام لكل أوجه الحياة الطبيعية والثقافية, من ذلك أن قيادات الفرق العسكرية الاستعمارية أثناء الاحتلال كانت تتباهى وتتسابق بغنائمها التي تعود بها كل مساء من آذان النساء المقطوعة منهن أحياء أو أموتا بما تحمله من حلي, كما أن هناك جرائم شهيرة في حملات الاحتلال, منها خنق الأحياء, فقد حدث أن لجأت بعض القبائل بأكملها إلى مغارات جبلية ضخمة, هربا بحياة أفرادها وبعض أموالها مما خف حمله وغلا ثمنه وعرضها المتمثل في نسائها وبناتها المهددات بالاغتصاب والتنكيل والقتل, فما كان من المحتل البغيض إلا أن أشعل النيران على بوابات تلك المغارات مما تسبب في خنق قبائل بأسرها داخل تلك المغارات. لقد كان الاستعمار واضح البطش في الأرياف والبوادي خاصة, حيث يعيش معظم الشعب, الذي تم طرده إلى سفوح الجبال, حتى تمنح الأراضي السهلية الخصبة للمعمرين, وهم جماعات استقدمها المستعمر من جميع أنحاء أوروبا, وخاصة منها إسبانيا وإيطاليا ومالطا, وبدرجة أقل ألمانيا والبرتغال, وبصفة نادرة من بلدان أوروبية أخرى, وقد كان هؤلاء المعمرون الذين وهب لهم الاحتلال الغاشم أخصب أراضي الجزائريين المهجرين منها بقوة السلاح إلى سفوح الجبال, كانوا من المجرمين وقطاع الطرق والمساجين الأوروبيين, حتى يضمن قساوتهم وتمسكهم بالأراضي الخصبة التي أهداها لهم, ولا يفكرون في تركها, حيث إنهم معدومين تماما لا أملاك لهم في بلدانهم, ثم كيف يتركون الجنة التي لم يحلموا بها مجرد الحلم في ماضيهم التعيس؟ أما عن الثقافة المحنطة حسب مصطلح المفكر الثوري فرانز فانون " وهو طبيب متخصص في الأمراض العقلية مارتنيكي يحمل بالطبع الجنسية الفرنسية, وجاء صدفة ليعمل في مستشفى الأمراض العقلية بمدينة البليدة قرب عاصمة الجزائر, ومن هناك ربط علاقات بالثورة وفر إلى الجبال المجاورة ليواصل مسيرته بعد ذلك في هيأة تحرير جريدة المجاهد اللسان المركزي للثورة الجزائرية بتونس, ويصدر مؤلفات عن الثورة, منها كتاب أطلق فيه هذا المصطلح عنوانه - سوسيولوجية ثورة - مؤسسات الثقافة المحنطة هذه هي كتاتيب القرآن الكريم, والتي لم يستطع العدو الغاشم منعها خوفا من الثورات الشعبية, وإنما عمد إلى التضييق عليها وتسخيرها بواسطة عملائه لنشر الخرافات والمعتقدات الزائفة, منها أن الاستعمار موجود بإذن الله والاعتراض على ذلك هو اعتراض على القضاء والقدر, مما يعني الكفر الصراح, وما إلى هذا من أنواع الشعوذة التي عمل على نشرها عن طريق تلك الكتاتيب, وفيما عداها والمساجد الرسمية التي كان يعين أئمتها من أتباعه ويوكل لهم مهمات من نفس القبيل نشر الخرافة والشعوذة, أي الجهل المركب وتشويه العقل والسليقة والفطرة السليمة لشعب بأسره, فإن اللغة العربية ممنوعة من التدريس قانونا, وبالطبع يمنع منعا باتا تدريس علوم الدنيا بها, مما جعل الأمية تكاد تكون تامة, وما تلك 4 % التي نجت منها بعض النجاة إلا من طلبة القرآن الذين درسوا في الكتاتيب أو قلة منهم درست جانبا من التعليم الإبتدائي في المدارس الفرنسية, التي كانت لا تسمح إلا لأبناء الفئة الممتازة المحظوظة وهي في الغالب من المتعاونين مع الاستعمار, أو بعض الملاك والتجار الكبار وهم قلة قليلة جدا وذات صلات متينة مع الاستعمار حتى عندما تحافظ على مواقعها خارج العمالة والتواطؤ معه, أبناء هؤلاء فقط هم الذين تسمح لهم الإدارة الاستعمارية بمواصلة التعليم بعد المرحلة الإبتدائية المخصصة فقط لأبناء المعمرين وباقي الفرنسيين والأوروبيين من الموظفين وغيرهم. وفي تطور لاحق في الثلاثينيات من القرن الماضي أثمرت الثقافة المحنطة أو محاولاتها التحديثية نوعاما مدارس حديثة باللغة العربية تفتح بتراخيص كتاتيب قرآنية, كانت هذه المدارس التي غض الطرف عنها المستعمر وكان يشدد الرقابة عليها, ويضايق معلميها إلى حد السجن أحيانا, هي مدارس ابتدائية قليلة, فتحتها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين, وهؤلاء جماعة من خريجي الكتاتيب القرآنية اخترقت الحدود شرقا وغربا وتابعت دراستها في جامعات تقليدية مثل القرويين بالمغرب والزيتونة بتونس والأزهر بمصر, وبعضهم قصد السعودية وآخرون يمموا شطر سوريا, فلما عادو وكبر عددهم نسبيا أسسوا الجمعية المذكورة التي كان على رأسها العلامة الشيخ عبد الحميد بن باديس الذي خلفه بعد موته الشيخ محمد البشير الإبراهيمي, وبعد خروج هذا من الجزائر تحت ضغط أحداث الثورة, خلفه الشيخ العربي التبسي الذي اغتاله الاستعمار أثناء الثورة لرفضه التعامل معه وتصريحه بالتعامل مع الثورة, ويجهل قبره لحد الآن. وقد كانت هذه المدارس التي اعتمدت البرامج العصرية وتقوم بتدريسها باللغة العربية مدارس ابتدائية, يذهب خريجوها لمواصلة دراستهم في معهد عبد الحميد بن باديس بمدينة قسنطينة, وهو عبارة عن مدرسة إعدادية, حتى إذا تخرجوا منه التحقوا في الغالب بالمعاهد الزيتونية بتونس لمواصلة دراستهم الثانوية ثم الجامعية لمن أراد منهم وسمحت ظروفه بذلك, ومنهم من يتوجهون إلى جامعات مصر وسوريا والعرق والسعودية, وفيما بعد أثناء الثورة أصبحوا يتحصلون هم وزملاؤهم خريجو المدارس الفرنسية إلى بلدان كثيرة أخرى لمواصلة دراساتهم على منح كانت تحصل عليها المصالح الثقافية والتربوية التابعة لمؤسسات الثورة الجزائرية أو للحكومة المؤقتة التي تأسست في سبتمبر عام 1958م, وظلت تقود الكفاح حتى الاستقلال عام 1962م. هؤلاء الطلبة الذين درسوا في مدارس جمعية العلماء ثم في معهد عبد الحميد بن باديس سواء منهم من التحق ببلدان عربية أخرى لإكمال دراساته الثانوية وبعدها الجامعية أو أولئك الذين أدركتهم الثورة في تلك المدارس وخاصة في المعهد, قد التحق معظمهم بصفوف الثورة في شقها العسكري أو المدني ومنهم من بلغ مراتب عليا في الجيش أو في المجالات السياسية والديبلوماسية, ومنهم من تبوأ مسؤوليات كبرى بعد الاستقلال مثل قيادات الجيش والوزارات والسفارات, ذلك لأن تلك المدارس كانت في حقيقة أمرها مدارس لتعليم الوطنية ومنها الهوية العربية الإسلامية التي كانت هي القاعدة الصلبة والهدف الأسمي لذلك التعليم وللحركة الوطنية كلها, فلما اندلعت الثورة التحريرية الكبرى كانت تلك المدارس ومعهدها بمعلميها وتلاميذها أول المعنيين بالالتحاق بصفوف الكفاح بكل أشكاله المسلحة والسياسية والديبلوماسية, وهكذا وجدت الثقافة المحنطة متنفسا لها في هذه المدارس لتنهل عن طريقها من معين الثقافة المتطورة العصرية ولتجدد نفسها ولو على مستويات ابتدائية وإعدادية في الغالب, لأن الذين يعبرون الحدود هم قلة قليلة لصعوبة الأمر من جميع النواحي وخاصة من الناحية المادية, بسبب الفقر المدقع المنتشر بين أغلب العائلات الجزائرية آنذاك. ومهما يكن من أمر فإن جبهة الجهل قد بدأت تتململ وقد بدأت أشعة النور تتسرب باهرة, ومعها كانت الثورة العارمة ولم يكن لها من حل بالرغم من استعمال القوة الجنونية الإبادية سوى الاستقلال الذي حرر الأرض الطيبة الخصبة من نير الاستعمار, لكن الإنسان لا زال يرزح تحت نير الاستعمار بشكل أو بآخر حتى يوم الناس هذا, سواء كان هذا الاستعمار في شكل جديد أو عن طريق وسطاء من الجزائريين أنفسهم باحتكار كل شيء لفائدتهم وإبقاء الشعب يرزح تحت أغلال القيود والحرمان والسيطرة والاستبداد, غير ذلك سيكون حديثا آخر لاحقا إن شاء الله.

هناك 3 تعليقات:

  1. انه جرح عاش طويلا ضمدناه بثورة واحييناه بنزوة
    من دواعي سروري انني توقفت عند ضفاف مدونتك
    بارك الله فيك

    ردحذف
  2. مساؤك طيب سيدي
    والله اعجبني رد الاخت اشراقة وازيد على ماقالت عاش الضغط طويلا فى حدقة كل جزائري واحتوته مفكرة سجلت كل شيء وبلورت كل الاحداث لتجعلها وسط قبضة اليد
    تشتعل نارا هل تضمها وتحتمل جمرها ام تندفع معها شعلة ملتهبة تحرق الظلم والظالم ؟؟؟؟
    وهنا لا استطيع ان اسبقك بالقول لانه مازال للموضوع بقية وانا من المتابعات للبحث واليك تحيتي خالصة وطيبة............الحرة

    ردحذف
  3. فى الذكرى ال55 للثوره الجزائريه تتوقف الجزائر عند إحدى أهم محطات تاريخها الحديث، والتي تظل تشكل المرجع والمعلم الخالد لكل التحولات التي تعرفها البلاد في مختلف مجالات الحياة ذكرى تفجير ثورة ضد محتل غاشم أراد سلب حرية الجزائريين وتجريدهم من حقهم في العيش على أرضهم في كنف السلم والكرامة والاستقرار
    وقد كانت ثورة التحرير المجيدة التي اندلعت ليلة الفاتح نوفمبر 1954، نتاجا لمسار تاريخي مفعم بالتضحيات التي خلفتها سلسلة المقاومات الشعبية التي دارت في مختلف المناطق الجزائرية
    ولم تفلح كل الأساليب والمكائد التي استخدمها المستعمر الفرنسي الذي لجأ إلى إحراق القرى وتخريب الديار والنفي والتفنن في التعذيب في إطفاء لهيب الثورة وغضب الثوار وذلك بفضل التنظيم المحكم الذي تم تخطيطه لها ودعمها بعوامل الانتصار منذ انطلاقها حيث تم تجنيد كل الإمكانيات المادية والمعنوية التي جنبتها الفشل والانهزام وقادتها نحو نصر أكيد أعاد للبلاد سيادتها واستقلالها بعد سبع سنوات ونصف السنة من الكفاح المسلح
    وستبقى المكاسب والانجازات التي حققها هذا الشعب على مر سنوات تاريخه الحافل حافزا دائما للمضي في تثمين وتعزيز مسيرة البناء والتنمية المتواصلة والاجتهاد من اجل اللحاق بركب الحضارة الإنسانية التي تتابع انجازاتها بسرعة مذهلة ومغادرة منطقة التخلف ومظاهره النفسية والاجتماعية والتاريخية.
    أستاذى الجليل
    كل عام انت والشعب الجزائرى فى حريه وتحرر دائما

    ردحذف